بطانة الرَّحِم المهاجرة

اقرأ في هذا المقال
  • ما هي بطانة الرَّحِم المهاجرة؟
  • ما سبب وجود بطانة الرَّحِم المهاجرة؟
  • علامات بطانة الرَّحِم المهاجرة
  • ما هي العلاقة بين بطانة الرَّحِم المهاجرة والجِماع؟
  • ما طبيعة العلاقة بين بطانة الرَّحِم المهاجرة والحمل؟
  • طرق تشخيص بطانة الرَّحِم المهاجرة
  • ما علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة؟

تعتبر بطانة الرَّحِم المهاجرة من الأمراض الشائعة التي تعاني منها العديد من النساء،حيث تسبِّب لديهن أعراضًا تؤثِّر على طبيعة الحياة، بالإضافة إلى التأثير على إمكانيَّة الحمل والولادة.

في البداية يستعين الأطبَّاء  بعلامات بطانة الرَّحِم المهاجرة من أجل وضع التشخيص، لكن لا بدّ لاحقًا من طلب بعض الصور والتحاليل التي تساعد في تأكيد التشخيص عند المريضة.

ما هي بطانة الرَّحِم المهاجرة وما علاجها؟

يطلِق الأطبَّاء  على بطانة الرَّحِم المهاجرة بالإنجليزي (Endometriosis)، كذلك تسمَّى الانتباذ البطاني الرَّحِمي. وهي عبارة عن وجود كيسة مكوَّنة من نسيج شبيه ببطانة الرَّحِم وظيفيًّا وشكليًّا ولكن خارج الرَّحِم.

غالبًا ما تتموضع البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة في منطقة الحوض، حيث يمكن أن تظهر في كل من الأعضاء التالية:

  • المبيضين.
  • أنبوب فالوب (fallopian tubes).
  • المهبل أو رتج دوغلاس خلف المهبل (Douglas diverticulum).
  • الأمعاء أو المستقيم.
  • المثانة.
  • منطقة السرَّة.
  • الجروح القديمة في جدار البطن.
  • الحجاب الحاجز أو الرئتين أو العيون في حالات نادرة.

تتأثَّر بطانة الرَّحِم المهاجرة بالتغيُّرات الهرمونيَّة التي تحدث عند المرأة، بشكلٍ مشابه لبطانة الرَّحِم الطبيعيَّة. بالتالي تزداد سماكة هذه الأنسجة مع ارتفاع مستوى الهرمونات قبل موعد الطمث، ثم تتحلَّل وتنزف مع قدوم موعد الطمث.

مقالات ذات صلة

لكن لا يحدث النزف عبر المهبل كما في حالة الدورة الطبيعيَّة، حيث إنَّ النسيج الهاجر يكون غير متَّصل بالمهبل. عوضًا عن ذلك يحدث النزف في الكيسة وينحبس في داخلها، بعد ذلك يقوم الجسم بامتصاص بعض النزف تاركًا دمًّا سميكًا أسود اللون. مع تكرار الدورات الشهريَّة يحدث توسُّع بطيء للكيسة نتيجة زيادة كميَّة الدم  في داخلها. يأخذ هذا الدم لونًا أسود شوكولاتي، لذلك قد يسمِّي البعض الانتباذ البطاني الرَّحِمي باسم الكيسات الشوكولاتيَّة.

يختلف الحجم الذي قد تصل إليه بطانة الرَّحِم المهاجرة، ويتأثَّر ذلك بموقع الكيسة الشوكولاتيَّة. حيث قد تبقى بعض الكيسات صغيرة الحجم، في حين إنَّ بعضها قد يصل إلى حجم البرتقالة وخاصَّة الكيسات التي تظهر على المبيضين. في حالات خاصَّة قد يتراجع حجم الكيسة بشكلٍ تلقائي دون علاج. ولكن في معظم الحالات تشكو النساء من أعراض بطانة الرَّحِم المهاجرة، ممَّا يتطلَّب علاجها لدى طبيب نسائيَّة وتوليد.

ما سبب وجود بطانة الرَّحِم المهاجرة؟

يُعَدُّ علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة حاجة ضروريَّة، وذلك لأنَّ 5 – 10% من النساء في سنِّ الخصوبة يُعانين من الانتباذ البطاني الرَّحِمي. بالتالي فإنَّ مشكلة بطانة الرَّحِم المهاجرة حالة شائعة، وقد تمكَّنت آخر الدراسات من تحديد الحالات التي تزيد من احتماليَّة الإصابة بها، وهي ما يلي:

  • الطمث الذي يتكرَّر شهريًّا بشكل منتظم.
  • البلوغ في سنٍّ مبكِّر.
  • تأخُّر الحمل أو عدم الإنجاب بشكل نهائي.
  • وجود إصابة عند أمِّ السيِّدة أو ضمن العائلة يزيد خطر الإصابة سبعة أضعاف.

إنَّ جميع الحالات السابقة تزيد من احتماليَّة حدوث انتباذ بطانة الرَّحم، إلَّا أنَّ هذه المشكلة يمكن أن تحدث عند أيّ امرأة.  لكن ما سبب حدوث بطانة الرَّحِم المهاجرة؟ لم يتمكن الأطبَّاء  من فهم الطريقة المفصَّلة التي تسبِّب حدوث الانتباذ البطاني الرَّحِمي. لكن تمَّ اقتراح عدَّة نظريَّات لتفسير ذلك، وهي ما يلي:

  • الحيض الراجع، عندما يمرُّ دم الطمث الحاوي على أنسجة من بطانة الرَّحِم بشكلٍ عكسي، حيث يتسلَّل عبر أنبوب فاللوب حتى يصل إلى جوف البطن.
  • تحوُّل الخلايا الموجودة في أنحاء الجسم إلى خلايا مشابهة لبطانة الرَّحِم، تسمَّى هذه الطريقة الحؤول الخلوي (Cellular metaplasia).
  • انتشار بعض خلايا بطانة الرَّحِم عبر الأوعية الدمويَّة أو اللمفيَّة. حيث تستقرُّ في أحد الأعضاء، ثمَّ تبدأ بالنموّ مع كل دورة شهريَّة.

بالتالي فإنَّ سبب حدوث الانتباذ البطاني الرَّحِمي معقَّد وصعب التفسير، ولا تزال الأبحاث جارية من أجل تحديده بدقَّة. ولكن علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة أمر ضروري بغضِّ النظر عن سبب حدوثه.

علامات بطانة الرَّحِم المهاجرة عند البنات والنساء المتزوِّجات

بشكلٍ عام لا تعتبر أعراض الانتباذ البطاني الرَّحِمي مميَّزة، حيث تتشابه مع العديد من الأمراض النسائيَّة. كما أنَّ حوالي ربع النساء لا يعانين من أي أعراض، حيث تكتشف البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة بالصدفة خلال الفحص الروتيني أو عند إجراء عمليَّة. قد تعاني بقيَّة النساء من الأعراض التالية:

  • تغيُّر طبيعة آلام الدورة الشهريَّة أو عسرة الطمث (dysmenorrhea). حيث يظهر الألم على شكل مغصٍ شديد أسفل البطن، يبدأ قبل موعد الدورة الشهريَّة بعدَّة أيام ويستمرّ طوال أيَّامها.
  • اضطراب الدورة الشهريَّة، حيث يحدث لدى غالبيَّة النساء زيادة في غزارة النزف خلال الدورة الشهريَّة. كما قد تعاني بعضهن من حدوث الطمث عدَّة مرَّات في الشهر، أو حدوث تمشيح دموي قبل موعد الدورة الشهريَّة.
  • ألم أثناء الجماع أو بعد انتهائه، بشكلٍ خاصّ في حال وجود البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة خلف المهبل ضمن رتج دوغلاس (Douglas diverticulum).
  • آلام في الظهر أو أسفل البطن أو ألم منتشر على طول الساقين، تتَّصف هذه الآلام، بأنَّ لا علاقة لها بالدورة الشهريَّة ويمكن أن تظهر في أيِّ وقت.
  • تأخُّر الحمل وصعوبة حدوثه، أو الإصابة بالعقم، حيث إنذَ 30 – 40 % من النساء المصابات بانتباذ بطانة الرَّحِم يعانين من مشاكل في الخصوبة.

بالإضافة إلى ما سبق تظهر أعراض لها علاقة بمكان وجود النسيج البطاني المهاجر. ففي حال وجوده في المستقيم تعاني المرأة من إمساك أو إسهال، إمَّا عند تموضعه في المثانة تلاحظ المرأة ألمًا عند التبوُّل.

وفي التموضعات الخاصَّة للبطانة الرَّحِميَّة المهاجرة مثل التموضع في الرئة، قد تعاني المرأة من ألمٍ في الصدر وسعال يحوي دماء أثناء الدورة الشهريَّة. تزول هذه الأعراض وتتحسَّن الخصوبة عند علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة عند طبيب النسائيَّة والتوليد.

ما هي العلاقة بين بطانة الرَّحِم المهاجرة والجِماع؟

غالباً ما تعاني مريضة الانتباذ البطاني الرَّحِمي من ألمٍ أثناء الجماع، تسمَّى أيضًا عسرة جماع بالانجليزيَّة  (Dyspareunia)، حيث يتَّصف الألم بأنَّه عميق داخل الحوض، ويمكن أن يستمرّ حتى بعد انتهاء الاتِّصال الجنسي، كما أنَّهُ يتكرَّر مع كل جماع.

يكون الألم أكثر شيوعًا في حال تموضع  بطانة الرَّحِم المهاجرة في المهبل أو خلف المهبل أو في جهة المستقيم المجاورة للمهبل، بالتالي لا تعاني جميع النساء من الألم أثناء الجماع. 

السبب في حدوث الألم هو تعرُّض نسيج بطانة الرَّحِم المهاجرة للاحتكاك والتمدُّد أثناء الجماع. كما أنَّ الأدوية المستخدمة في علاج مرض بطانة الرَّحِم المهاجرة، قد تسهم في حدوث الألم أو ازدياد شدَّته، وذلك لأنَّ بعضها يسبِّب جفافًا في المهبل.

ما طبيعة العلاقة بين بطانة الرَّحِم المهاجرة والحمل؟

يوجد تأثير متبادل بين كل من بطانة الرَّحِم المهاجرة والحمل. حيث تؤدِّي الإصابة بالانتباذ البطاني الرَّحِمي إلى انخفاض نسب حدوث الحمل العفوي. لذلك تراجع حوالي ثلث النساء بشكوى تأخُّر في حدوث الحمل بعد الزواج.

يعود انخفاض نسبة الخصوبة عند المصابات بمرض بطانة الرَّحِم المهاجرة إلى عدَّة أسباب، نذكر منها ما يلي:

  • حدوث التصاقات تؤدِّي إلى انسداد في الأنبوب والتأثير على عمل المبيضين وحدوث اضطراب في الإباضة، في حالة تموضع  أكياس شوكولاتيَّة على المبيضين.
  • التأثيرات الجانبيَّة الناتجة عن الأدوية الهرمونيَّة المستخدمة في علاج الانتباذ البطاني الرَّحِمي.

يساعد علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة في تحسين فرص حدوث الحمل لدى المريضة، على الرغم من أنَّ حدوث الحمل غير مؤكَّد. ففي حال فشل الحمل بعد العلاج التام، يتمُّ اللجوء إلى إجراء إخصاب مساعد.

العلاقة بين بطانة الرَّحِم المهاجرة والسرطان 

تتخوَّف المريضات من أنَّ الإصابة بالانتباذ البطاني الرَّحِمي قد يزيد من احتماليَّة الإصابة بسرطانات الجهاز التكاثري. ليس من الضروري أن تصاب مريضات الانتباذ البطاني الرَّحِمي بالسرطان، حيث لا توجد أي دراسة تربط بينهما. على الرغم من ذلك قد يزداد احتمال الإصابة ببعض أنواع السرطانات النادرة مثل؛ سرطان المبيض رائق الخلايا، ولكن حتَّى في مثل هذه الحالات تكون نسبة الإصابة أقل من 1%.

طريقة تشخيص بطانة الرَّحِم المهاجرة

تشخَّص بطانة الرَّحِم المهاجرة باتِّباع عدة أساليب ووسائل تشخيصيَّة. الخطوة الأولى في طريق التشخيص الدقيق هو اختيار طبيب ذي كفاءة. حيث قد يقوم الطبيب بكل ممَّا يلي:

الفحص السريري

تتشابه أعراض بطانة الرَّحِم المهاجرة مع العديد من أعراض الأمراض النسائيَّة الأخرى وخاصَّةً في المراحل المبكِّرة. ولكن في الحالات المتقدِّمة يستطيع الطبيب ذو الخبرة السريريَّة الكافية من تشخيص الانتباذ البطاني الرَّحِمي، وتحديد التحاليل اللازمة في المرحلة القادمة. يشتمل الفحص السريري على ملامسة الأعضاء التي يشتبه بإصابتها، ومحاولة جسّ كيسة البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة.

تشخيص بطانة الرَّحِم المهاجرة بالسونار

يعتبر استخدام الأمواج فوق الصوتيَّة هو الخيار الأوَّل عند طبيب النسائيَّة والتوليد من أجل تشخيص مرض البطانة المهاجرة. وتتوفَّر  لدى الطبيب إمكانيَّة إجراء التصوير بالسونار عبر جدار البطن أو عبر المهبل. حيث تساعد الأمواج فوق الصوتيَّة عبر المهبل في تشخيص الكيسات الشوكولاتيَّة المتموضعة على المبيضين. كما يساعد الإيكو عبر البطن في اكتشاف وجود البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة على جدار الأمعاء أو المثانة.

تشخيص بطانة الرَّحِم المهاجرة بالرنين المغناطيسي

يعطي التصوير باستخدام الرنين المغناطيسي (MRI) تقييم متكامل لحالة المريضة، حيث يحدِّد موقع بطانة الرَّحِم المهاجرة وعمق انتشارها، كما يعطي معلومات دقيقة عن علاقة كيسة البطانة المهاجرة مع الأعضاء المجاورة لها.

يلجأ الطبيب إلى طلب إجراء صورة رنين مغناطيسي عند الشكّ بوجود انتباذ بطانة رحم عميق، في هذه الحالة تخترق البطانة جدار العضو المصاب وتتسلَّل داخله.

تشخيص مرض بطانة الرَّحِم المهاجرة بالتنظير

يُعَدُّ تنظير البطن أفضل وأدقّ طريقة من أجل تشخيص بطانة الرَّحِم المهاجرة، إذ يقوم الطبيب بإدخال كاميرا صغيرة الحجم عبر شقٍّ مليميتري بجانب السرَّة. 

تسمح هذه الطريقة بتشخيص الحالات المبكِّرة جدًا من الانتباذ البطاني المهاجر، كما تسمح برؤية جميع أعضاء البطن وتقييهما. بالإضافة إلى ذلك يتمكَّن الطبيب من تحديد درجة المرض، وفق التصنيف التالي:

  • إصابة خفيفة تكون العقيدات الناتجة عن بطانة الرَّحِم المهاجرة صغيرة، كما أنَّها لا تشكِّل أي ندب أو التصاقات.
  • درجة متوسِّطة تكون فيها التعقيدات بحجم أكبر من 2.5 سنتيميتر، كما أنَّها تسبِّب حدوث ندوب والتصاقات بسيطة.
  • الإصابة الشديدة تتميَّز بكيسات إندومتريوز أكبر من 2.5 سنتيمتر، بالإضافة إلى التصاقات واضحة جدًّا.
  • الحالات الشديدة تتَّصف بانتشار الإصابة وتموضعها على الأمعاء أو المثانة أو الحالب.

صورة الأمعاء الظليلة

لا يستخدم التصوير الظليل للأمعاء والقولون بشكل روتيني في تشخيص هذا المرض. حيث يقتصر إجراء هذه الصورة على الحالات التي يشكُّ الطبيب فيها بوجود انغراس لبطانة الرَّحِم المهاجرة على الأمعاء أو المستقيم.

صورة ظليلة للطريق البولي (IVP)

توضح هذه الصورة المسالك البوليَّة من الكليتين مروراً بالحالبين والمثانة حتى الإحليل. ويقتصر إجراء  التصوير الظليل للطريق البولي عند الشكّ بوجود انغراسات للانتباذ الرَّحِمي على أحد الأعضاء البوليَّة.

ما علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة؟

تتوفَّر طرق علاجيَّة مختلفة يتمُّ الاختيار بينها اعتمادًا على امتداد بطانة الرَّحِم المهاجرة وشدَّة الأعراض الناتجة عنها، بالإضافة إلى عمر المريضة ورغبتها في الحفاظ على الخصوبة.

أولا: علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة بالأدوية الهرمونيَّة

يهدف العلاج الهرموني إلى تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم، وبالتالي تخفيف أعراض البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة. حيث يمكن استخدام أي من الأدوية الهرمونيَّة التالية حسب حالة كلّ مريضة، وهي:

1.أدوية منع الحمل المركَّبة COC

تحتوي هذه الأدوية على كل من البروجسترون والأستروجين. يتمُّ تناول هذه الأدوية لمدَّة 3 – 6 أشهر مستمرَّة، وذلك من أجل السيطرة على الألم المرافق. حيث يمكن استخدامها على شكل حبوب فمويَّة أو زرعات داخل الجلد أو حلقة مهبليَّة.

2.حبوب منع الحمل الصغيرة

الأدوية الحاوية على البروجسترون فقط، تفيد كذلك في تخفيف آلام الدورة الشهريَّة المرافقة لمرض البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة. توجد هذه الأدوية على شكل حبوب فمويَّة أو زرعات تحت الجلد، وكذلك بشكل لولب رحمي، إلا أنَّ هذه الأدوية قد تسبِّب ظهور أعراض جانبيَّة غير مرغوب فيها، على سبيل المثال ما يلي:

  • حبّ الشباب.
  • زيادة في الوزن.
  • اضطرابات في المزاج تشمل الكآبة واليأس.
  • عدم انتظام النزف خلال الحيض.
  • احتقان الثديين والشعور بعدم الراحة فيهما.
  • الغثيان والدوار.
  • انتفاخ البطن ومشاكل هضميَّة.

3.أدوية حاوية على دانازول (danazol)

تعمل هذه الأدوية على رفع مستوى هرمون التستوستيرون، وبالمقابل خفض هرمون الأستروجين. تسهم هذه التغيُّرات الهرمونيَّة في قطع الدورة الشهريَّة، الأمر الذي يقي من ظهور العديد من كيسات الانتباذ البطاني الرَّحِمي، بالإضافة إلى ذلك تعطي الجسم الوقت الكافي من أجل تخريب وتحليل الكيسات الموجودة بالفعل.

إلا أنَّ هذا النوع من الأدوية يسبِّب أعراضًا جانبيَّة عديدة بعضها لا يزول بعد إيقاف الدواء. لذلك يصف الطبيب الدانازول عند فشل العلاجات الأخرى في تخفيف أعراض بطانة الرَّحِم المهاجرة.

4.شادات (GNRH)

بشكلٍ مشابه لدواء دانازول تقوم هذه الأدوية بزيادة التستوستيرون، وإنقاص إفراز المبيضين للهرمون الأنثوي (الأستروجين). يُعطى الدواء عبر الأنف باستخدام بخَّاخ أو على شكل حقن لمدَّة 3 – 6 أشهر، إلا أنَّهُ قد يسبِّب بعض الأعراض الجانبيَّة منها:

  •  الشعور بهبَّات ساخنة.
  • حدوث انقطاع في الدورة الشهريَّة.
  • فقدان للكثافة العظميَّة وحدوث ضعف في بنية العظام.

ثانيا: إزالة بطانة الرَّحِم المهاجرة جراحيًّا

يوجد مجال واسع من التداخلات الجراحيَّة التي تستخدم من أجل علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة. بعض هذه الإجراءات بسيطة تستخدم في الحالات الخفيفة، في حين إنَّ بعضها الآخر أصعب، حيث تستخدم في الحالات الشديدة وغير المستجيبة للعلاجات الأخرى.

علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة بالمنظار

تُعَدُّ من طرق علاج مرض بطانة الرَّحِم المهاجره البسيطة التي تساعد في تخفيف أعراض الانتباذ الرَّحِمي، وكذلك تزيد من فرص حدوث الحمل. بالتالي هي مناسبة للنساء اللواتي يرغبن بالحمل، حيث تتمّ إزالة جميع كيسات الاندومتريوز مع المحافظة على سلامة جميع أعضاء الجهاز التكاثري.

تجرى هذه العمليَّة تحت التخدير العام، إذ يحدِث الطبيب شقوقًا صغيرة في البطن قريبة من السرَّة. ثم يُدخِل الطبيب عبر هذه الشقوق كاميرا التنظير، بالإضافة إلى الأدوات الجراحيَّة المستخدمة. تمكِّن الكاميرا الطبيب من رؤية جوف البطن وتحديد مكان الاندومتريوز بدقَّة. بعد ذلك تتمّ إزالة بطانة الرَّحِم المهاجرة بالمشرط الجراحي، أو  يتمُّ تخريبها باستخدام الحرارة أو الليزر.

تعتبر هذه العمليَّة قليلة المخاطر والفترة اللازمة للاستشفاء قصيرة، حيث تستطيع معظم النساء متابعة حياتهن اليوميَّة خلال 4 – 6 أسابيع من العمليَّة. كما أنَّ الندبات الناتجة عن الجراحة صغيرة جدًا حتى أنَّها غير ملاحظة.

علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة عبر فتح البطن

في هذه الطريقة يحدث الطبيب شقًّا واسعًا في جدار بطن المريضة، حتى يستطيع الوصول إلى مكان بطانة الرَّحِم المهاجرة. بعد ذلك يقوم الطبيب بإزالة الانغراسات مع المحافظة على سلامة أعضاء الجهاز التكاثري. 

لا يفضِّل الأطبَّاء  علاج انتباذ بطانة الرَّحِم  باستخدام جراحة البطن المفتوحة، وذلك لأنَّ الجرح المتشكِّل عنها كبير ويترك ندبة كبيرة، كما أنَّها قد تسبِّب حدوث التصاقات داخل جوف البطن. 

استئصال الرَّحِم (Hysterectomy)

يعتبر علاج الانتباذ البطاني الرَّحِمي عبر استئصال الرَّحِم هو الخيار العلاجي الأخير لهذا المرض. حيث تعتبر عمليَّة استئصال الرَّحِم عمليَّة كبرى، تفقد المرأة بعدها القدرة على الحمل والإنجاب.حيث يزال نسيج الاندومتريوز بالإضافة إلى إزالة نسبة متفاوتة من أعضاء الجهاز التكاثري.

 يلجأ الأطبَّاء  إلى هذه الطريقة عندما يترافق المرض مع سرطانات نسائيَّة، أو عند وجود أعراض مزعجة جدًّا لا تستجيب لباقي العلاجات.

ثالثا: علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة بالتغذية

يساهم الغذاء الصحِّي المتوازن في تخفيف أعراض الاندومتريوز. كما يساعد في تسريع الشفاء عند استعمال طرق العلاج السابقة، حيث ينصح الأطبَّاء  بكلٍّ ممَّا يلي:

  • تقليل استهلاك الأغذية الغنيَّة بالدهون المشبعة مثل اللحوم.
  • الإكثار من الأغذية الحاوية على أوميغا 3 مثل الأسماك.
  • إيقاف التدخين، والابتعاد عن تناول المشروبات الكحوليَّة.
  • الإكثار من الخضار والفواكه.
  • تقليل كميَّة التوابل والأطعمة الحادَّة.
  • تقليل كميَّة المشروبات الحاوية على الكافيين.
  • الإكثار من البروتينات النباتيَّة والحبوب الكاملة.

رابعا: علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة بالطبِّ البديل 

يتضمَّن هذا العلاج بالاعشاب والنباتات الطبيَّة المختلفة. تسهم هذه الاعشاب في تخفيف الأعراض، وخاصَّةً الألم المصاحب للدورة الشهريَّة، لكنَّها غير قادرة على علاج الانتباذ البطاني الرَّحِمي بشكلٍ كامل.

وجدت الدراسات أن للبردقوش دورًا فعَّالًا في علاج هذا المرض بالاعشاب،حيث يتمُّ مزج البرقدوش مع زيت الخزامى وكذلك زيت الميرميَّة، ثم تدهن المرأة هذه الخلطة على أسفل البطن أثناء الدورة الشهريَّة، بالإضافة إلى ذلك يمكن استعمال كل من الاعشاب التالية:

  • الكركم الذي يتميَّز بامتلاكه خواصّ مضادَّة للالتهاب، كما أنَّهُ يقلِّل من مستويات الأستروجين.
  • الزنجبيل والنعناع يستخدمان بشكل شائع لعلاج آلام الطمث، وبالتالي يسهمان في تخفيف الألم المرافق.
  • البابونج يؤدِّي شرب شاي البابونج على تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض، وتخفيف الألم الناتج عن الانتباذ البطاني الرَّحِمي.

كما تشمل طرق الطبّ البديل للعلاج بالحجامة، حيث تساعد هذه الطريقة على تحسين جريان الدم في أعضاء الحوض، ممَّا يحسِّن صحَّة الجسم ويخفِّف الألم. كما يمكن تخفيف الألم المرافق لمرض بطانة الرَّحِم المهاجرة باستخدام الوخز بالأبر أو التدليك أو جلسات التأمُّل واليوغا.

ماذا يحدث عند عدم علاج هذا المرض؟

توجد العديد من الاحتمالات الواردة، في أفضل الحالات يمكن أن تتقلَّص كيسة الاندومتريوز وتشفى من دون علاج. حيث يقوم الجسم بامتصاص محتويات الكيسة، كما يقوم بمهاجمة ما تبقى منها وتخريبها.

 في حالات أخرى يمكن أن يزداد حجم بطانة الرَّحِم المهاجرة بشكل كبير، وبالتالي تسبِّب ضغط على الأعضاء المجاورة والتصاقات. أيضًا من الوارد حدوث تمزُّق لكيسة الاندومتريوز، حيث يترافق هذا التمزق مع ألم شديد في البطن.

في الحالة الطبيعيَّة يؤدي عدم علاج هذا المرض إلى حدوث آلام كل شهر تترافق مع موعد الدورة الطمثيَّة. بالإضافة إلى حدوث ضعف الخصوبة أو حتى العقم. حيث يمكن أن يسبِّب الانتباذ البطاني الرَّحِمي انسدادًا في أنبوب فاللوب، وبالتالي يمنع وصول الحيوان المنوي إلى البويضة وحدوث الإخصاب.

معلومات عن بطانة الرَّحِم المهاجرة 

تتراود في ذهن النساء العديد من التساؤلات حول بطانة الرَّحِم المهاجرة. وذلك نتيجة الأعراض الكثيرة الناتجة عنها، والاختلاطات التي قد تسبِّبها، وأيضاً طرق علاجها المختلفة. فيما يلي الأسئلة الأكثر تكرارًا وهي:

هل اللولب يعالج بطانة الرَّحِم المهاجرة؟

يعتبر اللولب الذي يحتوي على هرمون البروجسترون من طرق علاج بطانة الرَّحِم المهاجرة بالهرمونات، حيث يتمّ تركيب اللولب داخل الرَّحِم، ممَّا يسبِّب انقطاع في الدورة الشهريَّة، وتراجعًا في حجم الاندومتريوز.

هل استئصال الرَّحِم علاج لبطانة الرَّحِم المهاجرة؟

يعتبر استئصال الرَّحِم هو الخيار الجراحي الأخير لعلاج هذا المرض. حيث تحمل هذه الجراحة العديد من المخاطر، كما أنَّها تفقِد المريضة القدرة على الحمل والإنجاب. في هذه الطريقة يُزال النسيج البطاني الرَّحِمي المهاجر مع الرَّحِم، كما يمكن استئصال أعضاء أخرى من الجهاز التكاثري، مثل المبيضين وأنبوبي فاللوب والثلث العلوي من المهبل.

هل مرض بطانة الرَّحِم المهاجرة خطير؟

كثيرا ما تتساءل المريضات: هل هذا المرض يسبِّب السرطان؟  لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ مرض البطانة الرَّحِميَّة المهاجرة مرض سليم أو حميد، وبالتالي لا يزيد من احتماليَّة إصابة المرأة بالسرطان.

هل الحمل يقضي على بطانة الرَّحِم المهاجرة؟

خلال الحمل تستقرّ مستويات الأستروجين في الدم، بالتالي تتوقَّف كيسات الاندومتريوز عن التضخُّم، بل إنَّ حجمها يمكن أن يتراجع فختفي، ولكن مع انتهاء الحمل  يمكن أن  تظهر الأعراض مرَّة أخرى.

المصدر
موقع الدكتور قاسم شهاب
اظهر المزيد

قاسم شهاب

طبيب واستشاري أمراض النسائيَّة والتوليد والعقم./ • أستاذ مساعد في كليَّة الطبّ - جامعة اليرموك./ • مراجع معتمد في مواد النَّشر الطبِّي Frances and Taylor./ • اختصاص جراحة المسالك البوليَّة وأمراض النسائيَّة - لندن./ • اختصاص أطفال الأنابيب وعلاج العقم - ألمانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية