تأثير الحاجز الرَّحمي على الحمل

اقرأ في هذا المقال
  • هل يمنع الحاجز الرَّحمي الحمل أو  يسبِّب الإجهاض؟ ​
  •  هل يظهر الحاجز الرَّحمي في السونار؟ ​
  • هل وجود الحاجز الرَّحمي يؤثِّر على الجماع؟ 
  • كيف يمكن علاج الحاجز الرَّحمي؟

الحاجز الرَّحمي أو ما يعرف باسم الرَّحِم المنفصل أو الرَّحِم المُحجوز، هو تشوُّه خلقي في الرَّحِم تولد به المرأة، يتمثّل بوجود جدار من الأنسجة الليفيَّة في منتصف الرَّحِم، يمتدُّ عموديًّا من أعلى إلى أسفل الرَّحِم، ويفصله إلى تجويفين. 

نساء كثيرات لا يدركن أنَّهن يعانين من هذه الحالة حتَّى أثناء الحمل والولادة، وقد يمرُّ الأمر بشكلٍ طبيعي، ما لم يكن له تأثير على الحمل. 

المرأة التي تعاني من الرَّحِم المنفصل، لديها رحم طبيعي الشكل مع وجود جدار من الأنسجة يفصل الرَّحِم إلى تجويفين.

لا يحتاج الرَّحِم المنفصل إلى العلاج، ما لم يكن هناك فقدان متكرِّر للحمل. في حالات أخرى، يكون التدخُّل الجراحي لإزالة الحاجز الخيار الأنسب لتحسين فرص الحمل واستمراره. 

هل يمنع الحاجز الرَّحمي الحمل أو  يسبِّب الإجهاض؟ ​

بشكلٍ عام، لا يقلِّل وجود الحاجز الرَّحمي أو الرَّحِم المنفصل من قدرة المرأة على الإنجاب، فاحتمال حدوث الحمل وارد، إلا أنَّهُ يزيد بشكل كبير من فرص الإجهاض المتكرِّر لديها. 

إذ يقدَّر معدَّل حدوث الإجهاض بين النساء الحوامل بشكل عام ما بين 10-25%، بينما ترتفع النسبة إلى 25% وقد تصل إلى 40% كما أشارت بعض الدراسات بين النساء اللواتي يعانين من الرَّحِم المنفصل. 

يعزى السبب في ذلك إلى طبيعة الحاجز الرَّحمي؛ فهو عبارة عن جدار مكوَّن من نسيجٍ ليفي غير مزوَّد بالأوعية الدمويَّة، لذا فإنَّ عمليَّة انغراس البويضة الملقحّة في الجدار تفقد فرصتها في النموّ، نظراً لانعدام الإمدادات الدمويَّة اللازمة لتغذية الجنين ونموّه. 

في الغالب يحدث الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، يشكِّل ذلك علامة مرتبطة وجود الحاجز الرَّحمي في معظم الأحيان، فالغالبيَّة العظمى من حالات الإجهاض تحدث في الثلث الأوَّل، أي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.

ماذا يحدث للحوامل اللواتي يعانين من الحاجز الرَّحمي في حال استمرّ الحمل لديهنّ ولم يجهضن؟           

  1. الولادة المبكِّرة. 
  2. الحاجة إلى الولادة القيصريَّة
  3. وضعيَّة الجنين المقعدي، بحيث يكون رأس الجنين لأعلى ومؤخّرته إلى الأسفل.

هل وجود الحاجز الرَّحمي يؤثِّر على الجماع؟ 

لا يؤثِّر الحاجز الرَّحمي بأي شكل على عمليَّة الجماع أو المتعة الجنسيَّة الزوجيَّة.

هل يختلف الرَّحِم المنفصل عن الرَّحِم ذي القرنين؟ 

نعم. الرَّحِم ذو القرنين هو أحد أشكال تشوُّه الرَّحِم، يتَّخذ الرَّحِم في هذه الحالة شكل القلب، في حين إنَّ هذا التشوُّه لا يعتبر أمرًا طبيعيًّا، إلا أنَّهُ لا يزيد عادةً من خطر الإجهاض إلّا في حالات نادرة. 

بينما يحتوي الرَّحِم المنفصل على جدار فاصل في تجويف الرحم، لكن المظهر الخارجي للرِّحم طبيعي، بينما الرَّحِم ذو القرنين يظهر بشكل القلب، وله نهاية علويَّة منفصلة تمامًا داخليًّا وخارجيًّا. 

  هل يظهر الحاجز الرَّحمي في السونار؟ ​

غالباً ما يكتشف أمر الرَّحِم المنفصل بعد تعرُّض المرأة لإجهاضات متكرِّرة، عندها تقوم ببعض الفحوصات والصور بما في ذلك السونار(التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وقد يتطلَّب التشخيص النهائي تصوير الرَّحِم وقناتي فالوب بالأشعة السينيَّة، أو إجراء التنظير الرَّحمي بهدف التشخيص الصحيح للحالة والقدرة على التمييز بينه وبين الرَّحِم ذي القرنين. 

كيف يمكن علاج الحاجز الرَّحمي؟

تعدُّ الجراحة الطريقة الوحيدة لعلاج الرَّحِم المنفصل وإزالة الحاجز الرَّحمي. يتمُّ ذلك من خلال إجراء جراحي بسيط يعرف باسم رأب الرَّحِم (بالإنجليزيَّة: Metroplasty) بالمنظار، إذ يسمح تنظير الرَّحِم بالوصول إلى داخل الرَّحِم واستئصال الجدار الليفي دون الحاجة إلى عمل شقٍّ خارجي في البطن. 

خلال عمليَّة رأب الرَّحِم بالمنظار، يقوم الطبيب بتمرير أدوات أخرى مع المنظار عبر عنق الرَّحِم لقطع وإزالة الحاجز الرَّحمي. 

رأب الرَّحِم بالمنظار هي أحد الإجراءات الجراحيَّة طفيفة التوغُّل، تُجرىفي العيادات الخارجيَّة، عادةً ما تستغرق حوالي الساعة، وتكون المرأة بعدها قادرة على العودة إلى المنزل في نفس يوم الإجراء. 

ماذا بعد جراحة إزالة الحاجز الرَّحمي؟

يساعد إزالة الحاجز الرَّحمي في تحسين فرص نجاح الحمل لدى النساء اللواتي يعانين من الإجهاض المتكرِّر، حيث تشير الدراسات إلى أنَّه ما بين 50-80 % من النساء اللواتي عانين من إجهاض الحمل المتكرِّر بمقدورهن مواصلة الحمل الصحِّي في المستقبل بعد هذا الإجراء. 

ما يجدر بنا قوله، فإنَّ هذه الجراحة تبقى خيارًا له نتائج ملموسة في تحسين فرص الحمل الصحِّي واستمراره، ولكن إذا كنت تعانين من الرَّحِم المنفصل ولا ترغبين أو تفكِّرين في الحمل مستقبلًا، فالرَّحِم المنفصل لا يشكِّل أو يزيد من خطر إصابتك بالسرطان من تلقاء نفسه.

المصدر
موقع الدكتور قاسم شهاب
اظهر المزيد

قاسم شهاب

طبيب واستشاري أمراض النسائيَّة والتوليد والعقم./ • أستاذ مساعد في كليَّة الطبّ - جامعة اليرموك./ • مراجع معتمد في مواد النَّشر الطبِّي Frances and Taylor./ • اختصاص جراحة المسالك البوليَّة وأمراض النسائيَّة - لندن./ • اختصاص أطفال الأنابيب وعلاج العقم - ألمانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية