سيكولوجية الجنس بين الرجل والمرأة

اقرأ في هذا المقال
  • أنماط الإثارة الجنسية المختلفة بين الرجال والنساء
  • الاحتياجات النفسيَّة المختلفة في العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة بين الرجال والنساء
  • الاختلافات في الرغبة الجنسيَّة بين الزوجين

الرجال والنساء مختلفون. بينما تتم مناقشة هذه الاختلافات عندما يتعلق الأمر بالجنس، فهي حقيقيَّة وواضحة جدّا. لسوء الحظ، يفشل العديد من الأزواج في التفكير في هذه الاختلافات ودمجها في فهم كيفيَّة أن يكونوا أزواجا ناجحين.

نبدأ بأنماط الإثارة؛ الرجال سريعون في الإثارة وسريعون نسبيّا في الوصول إلى النشوة الجنسيَّة. يحصل ارتفاع حادّ للإثارة وتنخفض بنفس الحدَّة. بحسب نتائج أبحاث الدماغ، تتم إثارة الرجال بشكلٍ خاصّ بصريّا. لذا فإن، النظر إلى النساء في المجلَّات ومقاطع الفيديو والمواد الإباحيَّة على الإنترنت، يلعب دورا أكبر بكثير، في الحياة الجنسيَّة للرجال.

تتم إثارة النساء بشكلٍ أبطأ، وبعد الوصول إلى النشوة الجنسيَّة، تميل إلى البقاء في هضبة عالية من الإثارة قبل السقوط. هذه أنماط فسيولوجيَّة مختلفة جدّا. لا عجب أنَّهُ يمثِّل تحدِّيا للأزواج، أن يشعروا حقّا بالرضا المتبادل. يجب عدم تجاهل هذه الاختلافات. بدلا من ذلك، يجب دمجها في عمليَّة الممارسة الجنسيَّة خلال اللقاء الزوجي.

إنَّ أبسط طريقة للقيام بذلك، بغضِّ النظر عمَّن يبدأ المداعبة، هي أن يركِّز الرجال على إرضاء زوجاتهم، وتحفيزهن للوصول إلى النشوة الجنسيَّة الأوليَّة، قبل التركيز على استحضار الرجل لنشوته الجنسيَّة. 

من المهم أن يفهم الرجال ما الذي يساعد زوجاتهم على تحقيق النشوة الجنسيَّة. في حين أنَّ تحفيز البظر عادة، ما يكون مكونا رئيسًا، إلا أنَّ العديد من النساء ما زلن يبتعدن أثناء الإيلاج. ولا بد كذلك،  من فهم الآثار النفسيَّة لتشريح الأعضاء التناسليَّة المختلفة. بالنسبة للرجال، الجماع هو فعل خارجي. هذا له آثار تطّوريَّة حول حاجة رجال ما قبل التاريخ إلى ممارسة الجنس مع أكثر من امرأة من أجل ضمان بقاء النوع؛ إنَّه الجزء الذي يسمح للرجال بفصل الجنس عن الحبّ بسهولةٍ أكبر.

ولكن بالنسبة للمرأة، فإنَّ الجماع يعني السماح للرجل بدخول جسدها. هذا عمل شخصي للغاية ويجب على الرجل تقدير ذلك. لهذا السبب تشكو النساء من الحاجة إلى العلاقة الحميمة العاطفيَّة قبل أن يتمكنَّ من ممارسة الجنس. ادمج هذا مع الاختلاف في أنماط الاستثارة، وسيصبح من الأسهل كثيرا، فهم سبب أهميَّة تجربة المداعبة المهمَّة للمرأة.

عند حدوث خلافات زوجيَّة، تصرُّ النساء على الأمان والقرب العاطفي أوَّلًا كشرط لممارسة الجنس. هذا يخلق حاجزًا مانعًا أمام حلّ المشكلة، نظرا لأن الافتقار إلى الجنس، بالنسبة للرجال، عمليَّة تعيق تحسين العلاقة الزوجيَّة. من جهةٍ أخرى، تتصرَّف النساء، كما لو أنَّ الجنس لا يزال عمليَّة لإمتاع الرجال، وغالبا ما ينكرن أنهَّن كائنات جنسيَّة في حاجةٍ لإمتاع أنفسهن بنفس القدر، إن لم يكن أكثر.

تحتاج النساء لممارسة الجنس لأنفسهن، لذلك من المهم التغلُّب على عذر الانفصال العاطفي وممارسة الجنس مع زوجك بشكلٍ متكرِّر قدر الإمكان، ممّا سيسمح لكما بالتقارب، وإنشاء سياق أكثر حميميَّة لحلِّ المشكلات الأخرى. ملاحظة، هذه النصيحة لا تشمل العلاقات الزوجيَّة التي تتضمَّن عنفًا لفظيًّا، وعنفًا جسديًّا.

تحتاج النساء إلى الشعور بالرغبة ويحتاج الرجال إلى الشعور بالكفاءة والتقدير

العامل الجنسي الآخر، هو الاحتياجات النفسيَّة المختلفة التي يتمُّ لعبها في العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة. لدى النساء حاجة هائلة للشعور بالجاذبيَّة والرغبة. لسوء الحظ، غالبا ما يوقعهن هذا الاحتياج في فخِّ تجسيد أنفسهن، والتقليل من ميولهن الجنسيَّة، والتركيز على كونهن طرفًا مرغوبا من قبل أزواجهن.

الحقيقة هي، أنَّ الزوجات اللواتي يتواصلن مع حياتهن الجنسيَّة، بالمعنى الحرفي والمجازي، يمكنهن التحكُّم في العلاقة الجنسيَّة، وتشكيلها بسبب حالة الإثارة الأطول.

معظم الأزواج، سرًّا أو علنًا ​​، تثيرهم الزوجات اللواتي يلعبن دورا مهيمنًا في علاقتهما الجنسيَّة. لم تعتد النساء على هذا، وغالبا ما يعانين منه بشكلٍ سلبي، لأنَّه تمَّ تكييفهن اجتماعيًّا على أنَّهن مُطارَدَات، ممّا يدفعهن إلى الربط بين الذكر باعتباره المبادر بالعلاقة الجنسيَّة، وإحساسهن بأنهن مرغوبات. 

يتحمَّل الرجال عبء الكفاءة الجنسيَّة؛ يجب على الزوج الحصول على الانتصاب، والحفاظ عليه لفترة كافية لإرضاء زوجته، هذا القلق من الأداء هو قضيَّة أساسيَّة عند الرجل. يُعدُّ ضعف الانتصاب وسرعة القذف من المشكلات الشائعة جدًّا، يمكن الآن معالجة ضعف الانتصاب بسهولةٍ أكبر باستخدام الأدوية، بينما يمكن التعامل مع سرعة القذف باستراتيجيات علميَّة مجرَّبة.

بالنسبة للرجال الذين يتمتَّعون بصحة جنسيَّة جيدة، فإنَّ مفتاح الشعور بأنك زوج ناجح، كما ذكرنا سابقا، هو وضع احتياجات زوجتك أوَّلًا. ركِّز على استثارتها، والتعامل معها بعطفٍ وحنان، وإعطاء فترة معقولة من المداعبة، وتحفيزها للوصول إلى النشوة الجنسيَّة أولًا. إذا اتَّبعت هذه القواعد، فسيكون لديك زوجة سعيدة، وستشعر وكأنَّك عاشقٌ كفء للغاية.

من المشاكل الشائعة لدى الزوجات، خاصةً مع وجود الأطفال حديثي الولادة والأطفال الصغار جدًّا، هي الحرمان من النوم وفقدان الرغبة الجنسيَّة. من المهمَّ ألا تصدقي أنَّك لست بحاجة إلى ممارسة الجنس، لمجرَّد أنَّك تشعرين بالإرهاق الشديد من التفكير في الأمر. لذلك عندما يأخذ الطفل قيلولة، جرِّبي حمام الفقاعات ،والهزَّاز لإعادة إيقاظ حياتك الجنسيَّة، بالإضافة إلى محاولة تخفيف التوتُّر، ممَّا سينعكس على إعادة تنشيط رغبتك الجنسيَّة، بشكلٍ ملموس.  

الاختلافات في الرغبة الجنسيَّة بين الزوجين

يكمن التحدِّي، عند وجود فرق كبير وطبيعي في مستوى الرغبة الجنسيَّة بين الزوجين. بعض الأشخاص لديهم دوافع جنسية عالية جدًّا ويرغبون في ممارسة الجنس باستمرار، بينما يكون لدى البعض الآخر مستويات منخفضة جدًّا من الاحتياجات، وهم راضون تمامًا عن الجنس غير المتكرِّر. يقع معظمنا  في مكانٍ ما بين هذين المستويين، وعادةً ما نكون قريبين بدرجةٍ كافية في مستويات الرغبة الجنسيَّة، ونشعر بالرِّضا لممارسة الجنس بمعدّل 1.5 مرة في الأسبوع. ولكن عندما يكون لدى الأزواج مستويات مختلفة جدًّا من الاحتياجات (وفي بعض الأحيان يكون من الصعب فصل الحاجة الفسيولوجيَّة عن مستوى الجذب – فهناك شيء مثل “كيمياء” الحبّ)، فإنَّ ذلك يمثِّل تحدِّيًا حقيقيًّا.

مثل أي قضيَّةٍ أخرى تتعلَّق بالعلاقة الزوجيَّة، يكمن الحل في إيجاد حلول وسط، يمكن أن تخلق وضعًا يربح فيه الزوجان. فقط لا تخرج من اللقاء الجنسي- حتى بموافقة (زوجك/ زوجتك)- دون أن تسدّ الاحتياجات غير الملبَّاة، والتفكير في أنَّ ذلك لن يضرّ بالزواج. ومع ذلك، يمكن أن تلعب العادة السريَّة دورًا مهمًّا في توفير بعض الراحة، خاصَّة عندما تكون “الألعاب” أو مقاطع الفيديو مقبولة بشكلٍ متبادل كطرق لجعلها ممتعة (للزوج/ الزوجة) الأكثر احتياجًا. المفتاح هو عدم إشعار أي من الزوجين الآخر،  بأنَّهُ غير طبيعي، أو مخطئ في كونه ما هو عليه.

جدولة الجنس

يواجه الأزواج باستمرار مشكلة الوقت. تحتاج إلى تحديد موعدٍ ليلي عندما تخطِّط للذهاب إلى الفراش مبكّرًا بما يكفي، بحيث يكون كلاكما مستيقظًا مع التزامٍ متبادل بممارسة الحبّ. يجب قفل الباب لمنع دخول الأطفال غير المتوقَّع. بالطبع، ليس عليكما الاقتصار على الليالي، إذ يجد العديد من الأزواج، أنَّ أفضل وقت هو في الصباح بعد مغادرة الأطفال للمدرسة، البعض الآخر قادر على إيجاد فرصة للقاء الزوجي وقت الغداء.

إذا كان الأطفال أكبر سنًّا، فهناك إحراج معتاد بشأن “ماذا سيفكِّر الأطفال؟”. يخفي الآباء حياتهم الجنسيَّة عن أطفالهم، ثمَّ يتوقَّعون أن يكبر أطفالهم، ويفهمون أنَّ الجنس هو تعبير عن الحبّ بين شخصين بالغين. من الجيِّد أن تكون منفتحًا على هذا الأمر. من الصحِّي أن تشرح لأطفالك، أنَّ الأزواج والزوجات يعبِّرون عن حبهم جزئيًّا عن طريق لمس بعضهم البعض بطرقٍ خاصَّة. من الصحِّي للأطفال، أن يعرفوا أنَّ والديهما متحابّان. لذلك لا تخفي حقيقة، أنَّك كذلك.

بالنسبة إلى الافتقار إلى الرومانسيَّة المتضمّنة في الجنس المجدول بدلاً من الجنس التلقائي، فأنا أضمن لك أنَّهُ في غضون دقائق من إثارة بعضكما البعض بلطف، لن تفكِّرا حتى في حقيقة أنَّه تمَّ تحديد موعد لذلك. ستكون مُرضية وممتعة كما لو كانت تلقائيَّة. وفي الوقت نفسه، أظهرت الأبحاث أنَّ هناك فوائد واضحة جدًّا للعلاقة من الجنس، فالأزواج لديهم خلافات أقلّ لمدَّة 48 ساعة تقريبًا بعد ممارسة الجنس. أعتقد أنَّ هذا يشير إلى أنَّك، إذا مارست الجنس كل بضعة أيَّام، فسوف تتعايش بشكلٍ رائع.

المصدر
https://psychcentral.com
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية