الإحليل السفلي والعلاقة الزوجيَّة

اقرأ في هذا المقال
  • ما هو الإحليل السفلي؟
  • أنواع الإحليل السفلي
  • أمراض مرتبطة بالإحليل التحتي
  • هل يؤثِّر الإحليل السفلي على الزواج بعد العلاج؟
  • هل يؤثِّر الإحليل السفلي على الزواج بدون علاج؟
  • عمليَّة الإحليل السفلي للأطفال

كثيراً ما يتساءل الشباب عن الإحليل السفلي: هل يؤثِّر على الزواج والإنجاب؟ وذلك لأنَّ حالة المبال التحتاني تعتبر من أشيع أمراض الجهاز البولي التي تظهر منذ ولادة الطفل، كما يمكن أن تترَك أثرًا نفسيًّا وجسديًّا عند المريض.

تتطلَّب مشكلة المبال التحتاني اهتمام الأهل واستشارة طبيب المسالك البوليَّة. حيث يمكن أن يتمَّ علاج هذه الحالة بشكلٍ كامل، إذا ما تمَّت متابعتها من قبل طبيب ذو كفاءة عالية.

في هذا المقال نستعرض أهمّ المعلومات عن المبال التحتاني، وما هي أنواع الإحليل السفلي، وكيف يمكن أن تؤثِّر على طريقة العلاج. بالإضافة إلى إجابة السؤال: هل يؤثِّر الإحليل السفلي على الزواج؟

ما هو الإحليل السفلي؟

عبارة عن تشوُّهٍ خلقي بسيط، تتواجد فيه فتحة الإحليل في غير موضعها الطبيعي، حيث تتواجد على الوجه السفلي من القضيب، عوضًا عن أن تتواجد على ذروته، يمكن أن تسمَّى هذه الحالة أيضاً الطهور الملائكي.

يعاني واحد من بين 200 طفل من انزياح موقع فتحة الإحليل عن الطبيعي، كما يمكن أن تترافق هذه المشكلة مع خللٍ في استقامة القضيب، بالتالي يصبح مائلًا بدرجات مختلفة عند الانتصاب.

مقالات ذات صلة

في حالة المبال التحتاني أو الإحليل السفلي بالإنجليزي (hypospadias)، تتواجد فوهة الإحليل على الوجه السفلي للقضيب، بحيث يمكن أن يكون قريبًا من موقعها الطبيعي، بالمقابل يمكن أن تكون على كيس الصفن عند الخصيتين.

كلَّما كانت فتحة الإحليل السفليَّة بعيدة عن نهاية القضيب، كلَّما زاد ميلان القضيب أصبحت الحالة أكثر صعوبة، بالتالي يصبح علاجها يحتاج خبرة أكبر، كما يزداد احتمال تأثيرها على الزواج.

أنواع الإحليل السفلي

يصنِّف أطبَّاء البوليَّة المبال التحتاني إلى درجات مختلفة، بالاعتماد على موقع فتحة الإحليل. هذه الدرجات هي:

  • الدرجة الخفيفة (Subcoronal): في هذه الحالة تكون فتحة الإحليل منزاحة عن موقعها الطبيعي، ولكنها لا تزال قريبة من رأس القضيب.
  • الدرجة المتوسطة (Midshaft): يتمُّ تشخيصها عندما توجد فتحة الإحليل في أيِّ مكان على طول الجزء السفلي من القضيب.
  • الدرجة الكبيرة (Penoscrotal): في هذه الحالة تفتح فوهة الإحليل عند التقاء القضيب مع كيس الصفن (كيس الخصيتين).

أمراض مرتبطة بالإحليل التحتي

يحدث تطوُّر القضيب وفتحة الإحليل عند الجنين الذكر بين الأسبوع 9- 12 من الحمل، لذلك في حال حدوث أي خلل في هذا التطوُّر، من الممكن أن يترافق مع مشاكل أخرى غير الإحليل السفلي، من هذه المشاكل:

1. انحناء القضيب (Penile curvature)

مشكلة جسديَّة تتمثَّل بانحناء وميلان القضيب أثناء الانتصاب، لذلك يتأخَّر تشخيصها إلى ما بعد البلوغ. من الممكن حدوث الانحناء نحو الأسفل أو الأعلى أو إلى أحد الجانبين.

في كلِّ الحالات قد تتأثَّر عمليَّة الجماع تبعًا لدرجة الانحناء، حيث يمكن أن تكون الدرجات الخفيفة غير ملاحظة، ولا تحمل أي تأثير على الممارسة الجنسيَّة.

2. الخصية الهاجرة (cryptorchidism)

يطلق عليها أيضًا الخصية غير النازلة بالانجليزي (Undescended testicle)، تتمثَّل هذه المشكلة بعدم نزول الخصيتين إلى مكانهما الطبيعي ضمن كيس الصفن. يتمُّ اكتشاف هذه المشكلة أثناء فحص الرضيع بعد الولادة.

أمَّا عن العلاج فيختلف حسب درجة المرض، حيث من الممكن الانتظار عدَّة سنوات قبل التدخُّل الجراحي، وذلك لأنَّ الخصية يمكن أن تنزل بشكلٍ عفوي خلال سنة إلى سنة ونصف من الولادة. ولكن بعد هذه المدَّة تكون الجراحة ضروريَّة للمحافظة على قدرة الإنجاب عند المريض.

الإحليل السفلي والزواج

الإحليل عبارة عن أنبوب يتواجد ضمن العضو الذكري (القضيب). يعمل الإحليل على نقل البول من المثانة، وكذلك المني من الخصيتين، بالتالي يمكن أن يؤثِّر على عمليَّة الإنجاب في بعض الحالات.

الإحليل السفلي هل يؤثِّر على الزواج بعد العلاج؟

يعتمد علاج مشكلة الإحليل السفلي على نوع وشدَّة الحالة (خفيفة، متوسِّطة، كبيرة). ولكن في غالبيَّة الحالات يتمُّ اللجوء إلى العلاج الجراحي، من أجل تصحيح موقع فتحة الإحليل.

يجري الطبيب العمليَّة عندما يكون الطفل بين 3 – 8 أشهر، وفي بعض الحالات الشديدة يمكن أن يتمَّ الإصلاح على مراحل. يمكن أن يستخدم الدكتور جلدًا من المنطقة التناسليَّة، لذلك يجب تأخير ختان الطفل.

في حال نجاح العمليَّة واستعادة الموقع الطبيعي لفتحة الإحليل، يستطيع المريض متابعة حياته وممارسة الجنس بشكلٍ طبيعي. كما يحافظ على قدرته على الإنجاب، إلَّا في حال وجود أمراض أخرى تؤثِّر على السائل المنوي.

الإحليل السفلي هل يؤثِّر على الزواج بدون علاج؟

قد يصل بعض المرضى إلى سنِّ الزواج بدون علاج الإحليل السفلي، حيث يختلف تأثير المبال التحتاني على العلاقة الزوجيَّة والإنجاب بحسب نوعه. ففي الحالات البسيطة، يمكن أن يتمَّ الجماع بشكلٍ طبيعي، كما تكون الخصوبة طبيعيَّة.

ذلك لأنَّ فتحة الإحليل تكون قريبة من رأس القضيب، كما لا تترافق مثل هذه الحالات مع انحناءٍ في جسم القضيب. أمَّا الحالات الأخرى، فيختلف تأثيرها بحسب بُعد فتحة الإحليل عن رأس القضيب، ودرجة الانحناء المرافقة لها.

يُعَدُّ وجود فتحة الإحليل عند كيس الخصيتين هو الحالة الأصعب، حيث تتأثَّر به كل من عمليَّة التبوُّل والجماع. كما يكون الإنجاب غير ممكن في هذه الحالة، لأنَّ المني لا يصل إلى جوف الرَّحِم.

عمليَّة الإحليل السفلي للأطفال

بعد الفحص السريري عند دكتور مسالك بوليَّة، يقرِّر الطبيب الحاجة للعلاج بحسب نوع الإحليل السفلي، ومدى بعد فتحة الإحليل عن رأس القضيب. حيث يهدف العلاج إلى ما يلي:

  • تحقيق القدرة الطبيعيَّة على التبوُّل.
  • قذف المني وفق المسار الطبيعي، للمحافظة على الخصوبة في المستقبل.
  • تحسين الحالة النفسيَّة للمريض.

في الدرجات البسيطة توجد فتحة الإحليل بمكانٍ قريب من الطبيعي، وبالتالي يمكن أن يعمل العضو الذكري بشكلٍ طبيعي. في هذه الحالات يكون العلاج غير ضروري، ولكن يمكن أن يقرِّر طبيب المسالك البوليَّة إجراء الجراحة، من أجل تخفيف قلق المريض حول وضعه الصحي.

في بقيَّة الحالات يهدف التداخل الجراحي إلى إطالة الإحليل ونقل فوهته إلى نهاية القضيب. لتحقيق هذه الغاية يتمُّ استخدام جزء من الجلد الذي تتمُّ إزالته خلال الختان، لذلك ينصح الطبيب بتأخير عمليَّة ختان الطفل.

هل عمليَّة الإحليل السفلي خطيرة؟

تعتبر عمليَّة الإحليل السفلي بسيطة ولكنها تحتاج مهارة وتقنية خاصَّة من قبل طبيب المسالك البوليَّة، على الرغم من أنَّهُ لا توجد مخاطر تترتَّب على فشل العمليَّة، ولكن يتطلَّب ذلك إعادة إجرائها مرَّة أخرى.

تكون نسبة نجاح العمليَّة أعلى ما يمكن في الأعمار الصغيرة، في حين ينخفض معدَّل النجاح مع تقدُّم العمر. لذلك يُنصَح بإجراء العمليَّة خلال السنة الأولى من الولادة، من أجل ضمان نجاحها، وكذلك من أجل حماية الطفل من الالتهابات البوليَّة التي تزداد بسبب الإحليل السفلي.

المصدر
موقع الدكتور يمان التل
اظهر المزيد

يمان التل

طبيب واستشاري جراحة الكلى والمسالك البوليَّة والذُّكورة والعقم./ البورد الأوروبي في الطبّ الجنسي والذّكورة وجراحته./أستاذ مساعد ومدرس في كلية الطب في جامعة العلوم. /مدرس سابق في كلية الطب جامعة برمنجهام بريطانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية