البلوغ المتأخِّر 

اقرأ في هذا المقال
  • علامات البلوغ المتأخِّر  عند الذكور والإيناث
  • أسباب تأخُّر  البلوغ
  • كيف يُشخَّص تأخُّر  البلوغ؟
  • كيف يتمّ علاج تأخُّر  البلوغ؟

البلوغ هو الوقت الذي ينمو فيه جسم الإنسان من طفل إلى شخص بالغ. ستعرف أنك تمرُّ بمرحلة البلوغ من خلال الطريقة التي يتغيَّر بها جسمك. عادةً تبدأ هذه التغيُّرات بين سنّ 8 و 14 عامًا للفتيات، وبين سنِّ 9 و 15 عامًا بالنسبة للذكور. هذا النطاق الواسع في السنوات أمر طبيعي، ولهذا السبب قد تصل لمرحلة البلوغ قبل عدَّة سنوات (أو بعد ذلك) مقارنة بأصدقائك.

في بعض الأحيان  يتجاوز الأشخاص هذا النطاق العمري الطبيعي للبلوغ دون إظهار أي علامات على تغيُّرات جسديَّة، وهذا ما يسمَّى بالبلوغ المتأخِّر . يمكن للأطبَّاء عادةً مساعدة المراهقين الذين يعانون من تأخُّر  سنّ البلوغ في التطوُّر حتى يتمكَّنوا من اللحاق بأقرانهم.

ما هي علامات البلوغ؟

إذا كنتِ فتاة، ستظهر عليكِ التغيُّرات الآتية:

  • نموّ في حجم الثديين. 
  • نموّ في شعر العانة.
  • حدوث طفرة في النموّ.
  • حدوث الدورة الشهريَّة (الحيض).
  • يصبح الجسم منحنيًا مع عرض الوركين.

إذا كنت شابًّا، ستظهر عليك التغيُّرات الآتية:

  • نموّ في شعر العانة والوجه.
  • حدوث طفرة في النموّ.
  • زيادة حجم الخصيتين والقضيب.
  • يتغيَّر شكل الجسم، ويتَّسع عرض الكتفين، وتصبح الكتلة العضليَّة في الجسم أكثر. 

تحدث هذه التغييرات بسبب الهرمونات الجنسيَّة (هرمون التستوستيرون عند الذكور، والإستروجين عند الفتيات) التي ينتجها الجسم بكميَّات أكثر من ذي قبل.

ماذا يحدث في تأخُّر  البلوغ؟

تشمل علامات البلوغ المتأخِّر  عند الذكور ما يلي:

  • لا يبدأ القضيب والخصيتين في النموّ بشكلٍ أكبر بحلول سنّ 14.
  • نموّ الأعضاء التناسليَّة يستغرق أكثر من 5 سنوات.
  • قصر القامة مقارنة بأقرانهم من نفس الفئة العمريَّة الذين ينمون بشكل أسرع.
  • عدم وجود شعر العانة في سنّ 15. 

عند الفتيات، تشمل العلامات ما يلي:

  • لا نموّ للثدي بحلول سنّ .14
  • عدم بدء الدورة الشهريَّة في غضون 5 سنوات من بداية نموّ الثدي. 
  • لا توجد دورة شهريَّة عند بلوغ سنّ 16.

ما هي أسباب تأخُّر  البلوغ؟

يمكن أن يتأخَّر  البلوغ لعدَّة أسباب.

1. تاريخ العائلة

غالبًا ما يكون مجرَّد نمط للنموّ والتطوُّر داخل الأسرة. قد يجد الذكر أو الفتاة أنَّ والديه أو عمّه أو خالته أو إخوته أو أخواته أو أبناء عمومته قد تطوَّروا في وقتٍ متأخِّرٍ عن المعتاد أيضًا. وهذا ما يُسمَّى بتأخير النموّ البنيوي (تأخُّر  في النضوج)، وعادةً لا يحتاج إلى علاج. سوف يتطوَّر هؤلاء المراهقون في الوقت المناسب بشكلٍ طبيعي، في وقتٍ متأخِّر  تمامًا عن معظم أقرانهم.

2. مشاكل طبيَّة

يمكن أن تسبب المشاكل الطبيَّة أيضًا تأخيرًا في سنّ البلوغ.

مقالات ذات صلة
  • قد يمرُّ بعض الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل مرض السكَّري أو التليُّف الكيسي (cystic fibrosis) أو أمراض الكلى أو حتى الربو بمرحلة البلوغ في سنٍّ أكبر، ذلك لأنَّ أمراضهم يمكن أن تجعل من الصعب على أجسامهم النموّ والتطوُّر. يمكن أن يساعد العلاج المناسب والتحكُّم الأفضل في هذه الحالات في تقليل احتماليَّة البلوغ المتأخِّر .
  • الشخص الذي يعاني من سوء التغذية  (لا يتناول طعام كافٍ أو مغذِّيات جيدة ) قد تتأخَّر مرحلة البلوغ  لديه عن أقرانه الذين يتِّبعون نظامًا غذائيًّا صحيًّا ومتوازنًا. على سبيل المثال، غالبًا ما يفقد المراهقون المصابون باضطراب الأكل وفقدان الشهيَّة العصبي (anorexia nervosa) الكثير من الوزن بحيث لا تستطيع أجسامهم النموّ بشكل صحيح. قد تكون الفتيات الناشطات في مجال الرياضة متأخِّرات للوصول لمرحلة البلوغ، لأنَّ مستوى تمرينهن يبقيهن هزيلات جسديًّا. تحتاج أجساد الفتيات إلى دهون كافية قبل مرحلة سنّ البلوغ، أو قبل حدوث الدورة الشهريَّة.
  • يمكن أن يحدث البلوغ المتأخِّر أيضًا بسبب مشاكل في الغدة النخاميَّة أو الغدة الدرقيَّة، إذ تفرز هذه الغدد هرمونات مهمَّة لنموّ الجسم وتطوّره.

3. يعاني بعض الأشخاص الذين لا يمرُّون بمرحلة البلوغ في الوقت الطبيعي من مشاكل مع الكروموسومات الخاصَّة بهم. يمكن أن تؤثِّر مشاكل الكروموسومات على عمليَّات النموّ الطبيعيَّة. على سبيل المثال:

  • تولد الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر(Turner Syndrome) عندما يكون أحد كروموسومات X غير طبيعي أو مفقود. وهذا يسبِّب مشاكل في كيفيَّة نموّ الفتاة وتطوُّر المبايض وإنتاج الهرمونات الجنسيَّة. الفتيات المصابات بمتلازمة تيرنر غير المعالجة أقصر من المعتاد، وقد لا يمرّون بالبلوغ بالطريقة المعتادة، وقد يعانين من مشاكل طبيَّة أخرى.
أحد كروموسومات X مفقود
  • يولد الذكور المصابون بمتلازمة كلاينفيلتر(Klinefelter Syndrome) مع كروموسوم X إضافي (XXY عوضًا عن XY). هذه الحالة يمكن أن تبطئ النموّ الجنسي. عادةً ما يكون الذكور الذين يمتلكونها طويلو القامة بالنسبة للعمر، وقد يعانون من مشاكل في التعلُّم، وقد يعانون من مشاكل طبيَّة أخرى.
كروموسوم X إضافي

كيف يُشخَّص تأخُّر  البلوغ؟

الخبر السار هو أنَّهُ في حالة وجود مشكلة، يمكن للأطبَّاء مساعدة المراهقين الذين يعانون من تأخُّر  سنّ البلوغ على النموّ بشكل طبيعي. إذا كنت قلقًا من عدم تطوّرك بالشكل المطلوب، فاطلب من والديك تحديد موعد مع طبيبك.

سيقوم الطبيب بما يلي:

  • القيام بالفحص السريري.
  • أخذ التاريخ الطبِّي للعائلة، والاستفسار ما إذا كان الآخرون في العائلة لديهم نمط نموّ مماثل.
  • السؤال عن أي أدوية يتمّ تناولها.
  • يتحقَّق من مخطَّط النموّ الخاصّ بك لمعرفة ما إذا كان هناك نمط يشير إلى مشكلة.
  • يقوم الطبيب باختبارات الدم للتحقُّق من مشاكل الغدَّة الدرقيَّة أو النخاميَّة أو الكروموسومات أو غيرها من المشاكل.
  • يقوم الطبيب بطلب أشعَّة سينيَّة لعمر العظام، لمعرفة ما إذا كانت عظامك تنضج بشكل طبيعي.

كيف يتمّ علاج تأخُّر  البلوغ؟

في كثير من الأحيان، لا يجد الأطبَّاء أي مشكلة جسديَّة أساسيَّة. يتطوَّر معظم المراهقين الذين يعانون من تأخُّر  سنّ البلوغ في وقتٍ متأخِّر  قليلًا، عن المتوسّط ​​وسوف يلحقون بأقرانهم.

إذا وجد الأطبَّاء مشكلة، فقد يرسلون الطفل المراهق لرؤية اختصاصي الغدد الصمَّاء للأطفال، أو طبيبًا متخصِّصًا في علاج الأطفال والمراهقين الذين يعانون من مشاكل في النموّ، أو إلى أخصّائي آخر لإجراء مزيد من الاختبارات أو العلاج.

يكافح بعض المراهقين المتأخِّرين مع انتظار بدء تغييرات سنّ البلوغ. لذلك قد يُسرع الأطبَّاء بالعلاج الهرموني:

قد يحصل الذكور على دورة علاج قصيرة باستخدام هرمون التستوستيرون (حقنة شهريَّة عادة لمدَّة 4-6 أشهر) لبدء تغييرات سنّ البلوغ، وقد تحصل الفتيات على جرعات منخفضة من هرمون الأستروجين لمدة 4-6 أشهر لبدء نموّ الثدي.

بعد انتهاء العلاج، عادةً ما تتولَّى هرمونات المراهق نفسها عمليَّة إكمال البلوغ. إذا لم يتمّ ذلك، سيناقش الطبيب استبدال هرمون الجنس الطبيعي بدوائي يُعطى على المدى الطويل.

التعامل مع تأخُّر  البلوغ

قد يكون من الصعب أن تشاهد أصدقاءك يكبرون ويتطوّرون عندما لا يحدث لك نفس الشيء. قد تشعر أنَّك لن تلحق بالركب أبدًا. حتى عندما يؤكِّد لك الطبيب أو والداك أنَّ الأمور ستكون على ما يرام، من الصعب انتظار شيء يمكن أن يؤثِّر على شعورك تجاه نفسك.

إذا كنت تشعر بالاكتئاب أو تشعر بالتفرقة بالمدرسة أو مشاكل أخرى، فتحدَّث إلى والدتك أو والدك أو طبيبك أو أي شخص بالغ موثوق به حول العثور على مستشار أو معالج يمكنك التحدَّث إليه. يمكنهم مساعدتك في تحديد مشاعرك واقتراح طرق للتعامل معها.

قد يكون من الصعب على أيِّ شخصٍ قبول البلوغ المتأخِّر  والتعامل معه. لكنَّها مشكلة عادةً ما يتمُّ حلّها. اطلب المساعدة إذا كانت لديك أيَّة مخاوف بشأن تطوّرك.

المصدر
By American Academy of Pediatrics, healthychildren, 2015By Stanford Medicine, stanfordchildrens, 2019Reviewed by: Tal Grunwald, MD, kidshealth, 2019
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية