الجنس والصداع النصفي

اقرأ في هذا المقال
  • هل يمكن أن يحفِّز الجنس الصداع النصفي؟
  • هل يمكن للجنس أن يخفِّف من الصداع النصفي؟
  • كيف يتعارض الصداع النصفي مع الجنس؟
  • كيف يمكن الحدّ من التأثير السلبي للصداع النصفي على الجنس؟

الصداع النصفي هو حالة طبيَّة تتمثَّل أعراضها النموذجيَّة في آلام الرأس الشديدة، والتقيُّؤ، والغثيان، والحساسيَّة للروائح واللمس والأضواء والحركة والأصوات. ومن الوارد أن تؤثِّر هذه الأعراض على الجنس والعلاقة الجنسيَّة، وفيما يأتي تفصيل ذلك.

هل يمكن أن يحفِّز الجنس الصداع النصفي؟

نعم، يحفِّز الجنس نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص. ورغم أن السبب الدقيق وراء ذلك غير مفهوم حتى الآن. إلا أنَّ العلماء يعتقدون أنه قد يرتبط بإرهاق الأنسجة العضليَّة في الظهر والرقبة أثناء النشاط الجنسي. وتفسير آخر محتمل هو العلاقة بين التوتُّر والإثارة والحالة المزاجيَّة.

يعاني بعض الأشخاص من أنواع أخرى من الصداع سببها الجنس تُعرَف باسم الصداع الجنسي. وينقسم الصداع الناتج عن ممارسة العلاقة الجنسيَّة إلى نوعين هما:

كما يكون الأشخاص المصابون بالصداع النصفي، أكثر عرضة للإصابة بالصداع الجنسي من غيرهم.

يستطيع الفرد معرفة ما إذا كان النشاط الجنسي هو المحفِّز للصداع النصفي لديه في حال بدأت أعراضه بالظهور بعد وقتٍ قصير من ممارسة الجنس وبشكلٍ تدريجي. على عكس الصداع الجنسي الذي يظهر بشكل قوي وسريع، ولا يسبِّب أعراضًا مثل اضطرابات الرؤية أو الغثيان.

مقالات ذات صلة

هل يمكن للجنس أن يخفِّف من الصداع النصفي؟

قد يكون الجنس أداة علاجيَّة لأولئك المصابين بالصداع النصفي. فرغم أنه يضعف الأداء أويسبِّب أحيانًا انزعاجًا شديدًا يجعل المرء يبتعد عن النشاط الجنسي، إلا أنَّ الكثيرين يجدون أنَّهُ يريحهم من آلام الصداع النصفي. ويُعزى ذلك إلى دور الإثارة والنشوة في إفراز هرمون الإندورفين. الذي بدوره يزيد الشعور بالمتعة، ويقلِّل الألم.

وعند النساء تحديدًا، قد يوفِّر تحفيز المهبل أثناء الجماع تأثيرًا مسكِّنًا للألم. وقد يكون ذلك بسبب تنشيط المسارات العصبيَّة نفسها التي تَنشُط أثناء الولادة.

كيف يتعارض الصداع النصفي مع الجنس؟

قد يؤدِّي الصداع النصفي إلى تراجع الرغبة الجنسيَّة، خصوصًا أثناء النوبات، إذ تقلِّل الأعراض المصاحبة للصداع -كالغثيان والألم والإرهاق- عادةً من الدافع الجنسي. أمَّا في الفترات الفاصلة بين النوبات، فإنَّ الصداع، لا يؤثِّر عادةً على الرغبة الجنسيَّة.

ولكن قد يعاني البعض من ضعف رغبتهم بسبب الأعراض البادئة للصداع (مثل حساسيَّة الضوء، وتيبُّس العضلات)؛ إذ أنَّ ظهور هذه الأعراض يسبِّب لهم شعورًا بعدم الارتياح. أو قلق من معرفة أنَّ الصداع النصفي على وشك البدء، وهذا من شأنه أن يقلِّل الدافع الجنسي.

غالبًا ما يؤدِّي الصداع النصفي إلى اختلال الوظيفة الجنسيَّة لدى الرجال والنساء على حدٍّ سواء، فقد تعاني النساء من عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسيَّة. بينما قد لا يتمكَّن الرجال من الحصول على الانتصاب، ويحدث الضعف الجنسي عمومًا أثناء نوبات الصداع النصفي، وليس بينها.

تأثير الأدوية على الجنس والصداع النصفي

ومن ناحية أخرى، قد تسبِّب بعض أدوية الوقاية من الصداع النصفي ضعفًا جنسيًّا وتراجعًا في الرغبة لدى كلٍّ من الذكور والإناث. وقد تظهر هذه التأثيرات في أيِّ وقت (أثناء النوبات وفي الفترات الفاصلة بينها).

يُجدر بالذكر، أنَّ أدوية الوقاية من الصداع النصفي، لا تسبِّب آثارًا جانبيَّة جنسيَّة عند الجميع. وفي حال كان أحد الزوجين يعاني بشكلٍ متكرِّر من الصداع النصفي؛ فيجدر به تجربة الأدوية الوقائيَّة إذا كان هو و(زوجه/زوجته) على استعداد للانتظار، ومعرفة ما إذا كان سيعاني من آثارٍ جانبيَّة جنسيَّة.

لكن في المقابل، قد يشهد بعض أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي (رجالًا كانوا أو نساء) زيادةً في الرغبة الجنسيَّة لديهم. ويمكن تفسير ذلك بأنَّ الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المزمن. تنخفض لديهم مستويات الناقل العصبي الذي يُعرف باسم السيروتونين (المسؤول عن تنظيم الألم والمشاعر). والرِّضا الجنسي يزيد عمومًا من مستويات هذا الناقل العصبي. لذا قد تكون الحاجة البيولوجيَّة لتجديد السيروتونين، هي السبب وراء زيادة الرغبة الجنسيَّة.

كيف يمكن الحدّ من التأثير السلبي؟

كما ذكرنا آنفًا، أنَّ أدوية الوقاية من الصداع النصفي يمكن أن تضرّ بالحياة الجنسيَّة. ومع ذلك، فإنَّه يجب عدم التوقُّف عن تناول أيٍّ منها، إلا إذا أشار الطبيب إلى ذلك.

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالصداع النصفي أو الصداع المزمن من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق مقارنةً بغيرهم، كما يمكن أن يساعد علاج هذه الحالات في تحسين الحياة الجنسيَّة. لكن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب أو القلق، قد تؤثِّر سلبًا على الرغبة أو القدرة الجنسيَّة. لذا يمكن التحدُّث إلى الطبيب لمعرفة حقيقة تأثير الأدوية المستخدمة على الصحَّة الجنسيَّة.

بالنسبة إلى بعض النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل، فإنَّهن قد يشعرن بتحسُّن الصداع النصفي، ولكن قد يحدث العكس لدى البعض الآخر، وقد يساعد تغيير نوع حبوب منع الحمل (بالتأكيد بعد استشارة الطبيب) على تجاوز ذلك.

قد يكون لأسلوب حياة الفرد تأثيرًا واضحًا على نوبات الصداع النصفي. وقد تسهم بعض التعديلات الحياتيَّة في السيطرة على هذه النوبات.

تعديلات الحياتيَّة في السيطرة على هذه النوبات:

  • تنظيم مواعيد تناول الطعام ومواعيد والنوم والاستيقاظ.
  • ممارسة الرياضة يوميًّا.
  • شرب الكثير من الماء.

كما يمكن تحسين الحياة الجنسيَّة من خلال تجنُّب محفِّزات الصداع النصفي (خاصَّةً قبل ممارسة الجنس)، ومن أبرز هذه المحفِّزات:

  • الأضواء الساطعة.
  • الكحول (النبيذ الأحمر).
  • الروائح القويَّة.
  • تغيُّرات الطقس.
  • الأصوات العالية. 

من المهمّ إبقاء (الزوج/الزوجة) على معرفة بكيفيَّة تأثير الصداع النصفي على حياة المريض عمومًا. وحياته الجنسيَّة خصوصًا، ومن المفيد اصطحابه/ا عند مراجعة الطبيب حتى يفهم الحالة بشكلٍ أفضل. ويمكن الاستعانة بأخصَّائي صحَّة نفسيَّة وعلاقات أُسريَّة، إذا لزم الأمر.

المصدر
verywellhealthhttps://www.webmd.com/healthline.comverywellmind
اظهر المزيد

رايا رضوان

راية سعيد رضوان، حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص العلاج الوظيفي من الجامعة الأردنية بتقدير جيد جدًا، وبدأت عملها ككاتبة محتوى طبي منذ عام 2018، عملت خلالها في عدة مواقع، وكتبت ودققت مئات المقالات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية