كيف تتعاملين مع قلق ما قبل الولادة والخوف من الألم؟

ما هو قلق ما قبل الولادة؟ وكيف تتعاملين معه
  • أعراض قلق ما قبل الولادة
  • أسباب قلق ما قبل الولادة 
  • كيف يمكن التعامل مع قلق ما قبل الولادة والخوف من الألم؟

الحمل والولادة هي تجربة غامرة شعوريًّا وجسمانيًّا، فاستضافة جسد الأم لكائن صغير هو حدث كبير يستحقّ الفرح والقلق معا. لذا فمن الطبيعي والشائع أن تمرّ السيدات بفترات قلق في أسابيع الحمل الأخيرة سواء بسبب الترقُّب والخوف من الولادة، أو بسبب القلق على صحَّة الجنين المنتظر، أو التوتُّر من نمط وروتين الحياة بعد استقبال عضو العائلة الجديد، إلا أنَّ هناك سيدات أكثر من غيرهن يمررن باضطراب قلق ما قبل الولادة، وتقدَّر نسبتهن وفقًا للأبحاث بعشر من مائة، أو واحدة من بين كل عشر سيدات.

متى يعتبر هذا القلق اضطرابًا يدعو للانتباه؟ عندما تتطرَّف شدة الأعراض، وتعيق الأُم عن ممارسة يومها ومهامّها وروتينها بشكلٍ طبيعي.

أعراض قلق ما قبل الولادة

  • الشعور بالتوتُّر والتحفُّز العصبي، وعدم القدرة على طرد الأفكار والمخاوف المقلقة والمزعجة.
  • العصبيَّة الزائدة وردود الفعل المبالغ فيها.
  • الحديَّة والشعور بأنَّكِ على محكِّ الانهيار النفسي.
  • ارتفاع في ضربات القلب وصعوبة في التنفس خاصَّة عند التفكير في الولادة.
  • الشعور باضطراب واختلال الجهاز الهضمي عند التفكير أو الحديث عن الولادة.
  • الشعور بالوخز أو الشكشكة.
  • صعوبة النوم بسبب تدافع الأفكار والمخاوف الخاصَّة بالولادة.
  • زيادة التعرُّق وهبَّات الحرارة.
  • نوبات الهلع.

أسباب قلق ما قبل الولادة 

ومن العوامل التي قد تفسِّر حدَّة القلق عند بعض السيدات:

  • التعرُّض لخبرة صادمة مثل؛ تجربة إجهاض سابق، أو موت مولود، أو ولادة ذات مضاعفات صحيَّة صعبة. 
  • التاريخ المرضي النفسي للأم وتعرُّضها المسبق لاضطرابات القلق أو نوبات الهلع أو الاكتئاب أو الإدمان.
  • التغيُّر الهرموني الذي تتعرَّض له الأُم خلال فترة الحمل.
  • العامل الوراثي أو التاريخ العائلي من القلق أو الاضطرابات النفسيَّة خاصَّة المرتبطة بالحمل.
  • عدم الاستقرار المادِّي ( مثل عدم وجود دخل مناسب أو منزل للأم)، أو العاطفي (الطلاق أو التعرُّض للعنف الأسري). 

كيف يمكن التعامل مع قلق ما قبل الولادة والخوف من الألم؟

أولا: على المستوى النفسي

1. تتبُّع مصدر القلق

غالبا ما يأتي القلق على هيئة دفعة قويَّة من المشاعر والأفكار المزعجة، مصحوبة بأعراض جسميَّة. سيكون من المفيد جدا أن تحاول الأم تتبُّع الفكرة الرئيسة المثيرة للقلق. هل هي تجربة ولادة صعبة او إجهاض تعرَّضت له؟ أو الخوف من آلام المخاض والولادة؟ ربما التوتُّر من المجهول والحياة القادمة مع طفل؟ أو قصص ولادة مخيفة سمعتها وتعيدين استرجاعها؟ في كل الحالات سيكون من المفيد أن تضع يدها أولا على المفجِّر الرئيس لنوبات القلق. ويعتبر الإمساك بطرف الخيط هو أول خطوة في التعامل معه.

2. التعلُّم والقراءة

كثير من التوتُّر والقلق يكون مصاحبًا للخوف من المجهول. لذا تنصح الأُمهات بالبحث والقراءة عن أسئلتها  المختلفة. مع التأكيد على اختيار المصادر العلميَّة المبسَّطة والموثوقة لمعرفة المزيد عمَّا يشغل بالها. يمكن القراءة أكثر عن أوضاع الولادة المختلفة. والتعلُّم عن استراتيجيات التعامل مع ألم الولادة، كما يفضَّل الاطِّلاع والقراءة حول احتياجات الرضيع في أسابيعه الأولى. فكلَّما استطاعت الأمّ الحصول على إجابة علميَّة لأسئلتها، كلَّما صارت أكثر سيطرة على مصادر القلق.

مقالات ذات صلة

3. التحدُّث مع الزوج وطلب الدعم

لا يجب على الأم أن تتردَّد في الحديث مع الزوج عن مخاوفها، فالمشاركة والمصارحة من شأنها أن تقلِّل حدّة التوتُّر وتعيد القدرة على ترتيب الذهن بشكل أكثر هدوءًا، كما أنَّ مناقشة الأفكار يظهر حجمها الحقيقي، ومن الممكن جدا أن تكون للمشكلات موضوع القلق حلول سهلة وبسيطة. 

4. التعبير عن المشاعر بالكتابة أو الفن

من المفيد بناء عادة التفريغ الذهني للأفكار سواء كان بالكتابة أو بالرسم، فتخصيص نصف ساعة يوميًّا لكتابة الأفكار والمخاوف كلّها بلا قيود، والحفاظ على هذه العادة، هي طريقة شديدة الفعاليَّة في التحكُّم في الضغوط وإدارة القلق، ويمكن مشاركة هذه الخواطر المفرغة مع الزوج أو الدائرة القريبة أو الاحتفاظ بها.

5. الابتعاد عن القصص السلبيَّة 

من الأفضل الابتعاد تماما عن مصادر القصص السلبيَّة والتي تتقاطع بشكلٍ ما مع مرحلة الحمل التي تمرُّ بها الأُم، والقصص ذات النهايات السيِّئة التي في الغالب ستقوم بدور المغذِّي الرئيس للمخاوف، كلَّما أحاطت الأُم نفسها ببيئة إيجابيَّة مشجِّعة وداعمة، كان أفضل لصحّتها واستقرارها النفسي.

6. طلب المساعدة النفسيَّة

إذا شعرت الأُم بزيادة حدَّة أعراض القلق بالشكل المزعج الذي يؤثِّر على حياتها اليوميَّة، أو كانت الأفكار السلبيَّة أكبر من قدرتها على دفعها ومقاومتها، أو تحرِّضها على إيذاء نفسك بأيِّ شكلٍ من الأشكال، لا يجب التردُّد لحظة  في طلب المساعدة النفسيَّة المتخصِّصة، هذا الأمر لا يعيب الأم وهو ليس خطأ منها بأيِّ حالٍ من الأحوال، واللجوء لمتخصّص هو الحلّ المثالي لمساعدتها على تخطِّي هذه الأزمة بأمان. من المرجَّح أن يستبعد الطبيب استخدام العقارات المهدِّئة، ولكن هناك اختيارات واسعة من أنماط العلاج النفسي سيختار الطبيب أو المختصّ من بينها الأنسب لحالة الأُم.

ثانيًا: على المستوي الجسدي

1. الرياضة

ينصح الأطباء بالاستمرار في ممارسة الرياضة أثناء الحمل، أو الالتحاق بالحصص الرياضيَّة المخصَّصة للحوامل، من الأفضل استشارة طبيبك أولا، لكن بشكل عام فإنَّ ممارسة المشي والرياضة تساعد على تخفيف القلق والتوتُّر، وتشتيت الانتباه عن الأفكار المزعجة، وهي تعزِّز الطاقة، وتمنح العضلات مزيدًا من القوّة في رحلة الحمل، بالإضافة إلى أنَّ ممارسة الرياضة أثناء الحمل تخفِّف، وفقًا للأبحاث، من آلام الولادة ومخاطر مضاعفاتها.

2. التأمُّل والاسترخاء

من المفيد أيضا الالتحاق بمجموعات التأمُّل، وتعلُّم استراتيجيّات الاسترخاء المختلفة، ولا بأس بعمل جلسات مساج بين الحين والآخر، وهو أمر مفيد على الصعيدين النفسي والجسمي، كما أنَّ إعادة استخدام خطوات الاسترخاء المناسبة هو أمر من المفيد التعوُّد عليه وتكرار ممارسته كلَّما شعرت الأُم بالضغط أو أنَّها على حافة الانهيار.

3. التحدُّث مع الطبيب حول المسكّنات المحتملة والتخدير 

يمكن التحدُّث مع الطبيب في الوقت المناسب عن مخاوف الألم، وسؤاله باستفاضة عن الاختيارات المتاحة في تسكين الألم أو استخدام التخدير سواء كانت الولادة طبيعيَّة أو جراحيَّة، يمكن مناقشته في الخيارات وإخباره مبكّرًا بأنسبها للأُم، ومن المرجَّح أنَّهُ سيجيب عن التساؤلات ويشرح للأُم الاحتمالات المناسبة في كلِّ حالة.

4. تمارين كيجل 

وهي واحدة من التمارين الشهيرة التي تساعد على مرونة عضلات المهبل وعنق الرَّحم، والتي أثبتت الأبحاث أنّه من شأنها أن تسهِّل الولادة وتخفِّف آلامها، وهي تقنية بسيطة تعتمد على قيامك بعمل انقباض شديد لعضلات المهبل أثناء الجلوس لمدَّة حوالي 20 ثانية، ثمَّ بسطها والاسترخاء لـ 20 ثانية أخرى، وهكذا. أثبت هذا التمرين كفاءة عالية في زيادة القدرة على الدفع أثناء الولادة، وكذلك زيادة القدرة على التحكُّم بعضلات المثانة أثناء الحمل.

5. التغذية 

من المهمّ جدا الحصول على تغذية صحيَّة متوازنة، الأمر الذي سينعكس بدوره على صحَّة الأُم وصحَّة الجنين، ويؤهلّهما معا لولادة بصحَّة جيِّدة. ويفضَّل التقليل من تناول الكافيين لأنَّه قد يزيد من التوتُّر والتحفُّز العصبي، والامتناع نهائيًّا عن التدخين وتناول الكحوليَّات لما لهما من أضرار صحيَّة ممتدَّة بالغة.

اظهر المزيد

أية خالد

إخصائية نفسية حاصلة ليسانس الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وعلى الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، وكاتبة محتوى مهتمة برفع الوعي بالصحة النفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية