صيام رمضان والرضاعة الطبيعيَّة

اقرأ في هذا المقال
  • هل الصيام وأنا مرضع يضرُّ طفلي؟
  • هل سيتأثَّر طفلي بالتغيُّرات في حليبي؟
  • هل الصيام أثناء الرضاعة يضرُّ بصحَّتي؟
  • كيف أعتني بنفسي أثناء الصيام؟
  • خمس نصائح غذائيَّة للصيام أثناء الرضاعة الطبيعيَّة:
  • متى يجب أن أطلب المساعدة؟

قد تكون لدى الأُمَّهات المرضعات مخاوف بشأن الصيام وأثره على إمدادات الحليب وصحَّة أطفالهن. في هذا المقال، سوف نستكشف موضوع الرضاعة الطبيعيَّة في رمضان، ونقدِّم بعض الإرشادات للأُمَّهات المرضعات.

من المهمّ الإشارة إلى أنَّ الأُمَّهات المرضعات معفيَّات من الصيام خلال شهر رمضان، إذ ينصُّ القرآن على أنَّ المرضى أو المسافرين في رحلة معفون من الصيام، وتندرج الأُمَّهات المرضعات ضمن فئة ممَّن يعتبرون مرضى بحاجتهم إلى التغذية والماء للحفاظ على إنتاج الحليب، وضمان سلامتهن وسلامة الطفل.

إذا كنتِ مرضعة، فلا يُتوقَّع منكِ الصيام خلال شهر رمضان. ومع ذلك، قد تختار بعض الأُمَّهات المرضعات الصيام خلال شهر رمضان على الرغم من الإعفاء. في مثل هذه الحالات، من المهمّ اتِّخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان عدم المساس بصحَّة الأُمّ والطفل.

الطفل الذي يقلُّ عمره عن ستَّة أشهر، والذي يرضع فقط من الثدي، له احتياجات مختلفة عن الطفل الذي يبلغ من العمر سنة واحدة ويأكل أطعمة أخرى ويرضع في الليل فقط.

قد يساعدكِ مناقشة الخيارات المتاحة أمامك مع العائلة والأصدقاء الذين صاموا أثناء الرضاعة الطبيعيَّة. يمكنك التحدُّث مع طبيبك/طبيبتك أو اختصاصيَّة الرضاعة الطبيعيَّة.

مقالات ذات صلة

هل الصيام وأنا مرضع يضرُّ طفلي؟

إذا قرَّرتِ الصيام، فلن يتأثَّر طفلك، لأن جسمك مستمر في صنع حليب الثدي بالطريقة الطبيعيَّة المعتادة.

قد تؤدِّي انتظار الساعات بين الغروب والفجر لتناول الطعام إلى تقليل كميَّة السعرات الحراريَّة التي تتناولينها، ولكن هذا لا ينبغي أن يُحدث فرقًا في كميَّة الحليب التي تنتجينها. وعندما يحرق جسمك الطاقة من وجبتك الأخيرة، يتكيَّف ويستخدم الطاقة من مخازن مختلفة. يحرق جسمك السعرات الحراريَّة من مخازن السكَّر في الدم أولًا، وبعد ذلك يحوِّل مخازن الدهون إلى سكَّر الدمّ. سيؤدِّي هذا إلى تزويدك بالطاقة حتى وجبتك التالية.

ومع ذلك، يمكن للصيام في بعض الأحيان إجراء تغييرات طفيفة على محتوى حليبك. قد تتغيَّر مستويات بعض الفيتامينات والمغذِّيات الدقيقة في لبن الأم.

أظهرت إحدى الدراسات، أنَّ مستويات الزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم تنخفض إذا صامت الأُمَّهات المرضعات خلال شهر رمضان. ومع ذلك، يعتمد كثيرون على مخزون الجسم من العناصر الغذائيَّة والطاقة. ستنضب احتياطيَّات جسمك قبل أن يتأثَّر حليبك، وسيستمرُّ طفلك في النمو حتَّى لو انخفض مستوى المغذيات الدقيقة خلال ساعات الصيام.

هل سيتأثَّر طفلي بالتغيُّرات في حليبي؟

من غير المحتمل أن يتأثَّر طفلك. سوف يعتاد على تغيير الحليب قليلًا، اعتمادًا على ما تأكلينه وكم يحتاج إلى الرضاعة، وسيستمرُّ طفلك في النموّ جيِّدًا، طالما تركته يرضع متى أراد.

من الطبيعي أن تختلف أنواع الدهون في لبن الأُمّ من أُمٍّ إلى أخرى، وفي نفس الأُمّ مع مرور الوقت. سوف يأخذ جسمك الدهون من مخازن الدهون الخاصَّة بك لإنتاج الحليب لطفلك، إذا لم يكن هناك ما يكفي في نظامك الغذائي.

هل الصيام أثناء الرضاعة يضرُّ بصحَّتي؟

من المرجَّح أن يتأقلم جسمك جيِّدًا مع صيام رمضان والرضاعة. ومع ذلك، إذا كنتِ تصومين لفترة طويلة من الوقت، فهناك خطر الإصابة بانخفاض نسبة السكَّر في الدم. إذا بدأت تشعرين بآثار الصيام جسديًّا، فربما تحتاجين إلى الإفطار من أجل مصلحتك.

إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعيَّة لفترة من الوقت، فسوف تدركين كيف يمكن أن يتسبَّب ذلك في شعورك بالعطش. يمكن أن تؤدِّي إصابتك بالجفاف إلى شعورك بالتوعّك.

يمكن أن تعرفي أنَّكِ مصابة بالجفاف إذا:

  • شعرتِ بالعطش.
  • لون بولك أصفر داكن ذو رائحة نفاذة.
  • شعرتِ بالدوار أو الدوخة.
  • شعرتِ بالتَّعب.

إذا لاحظتِ بعض هذه العلامات، افطري بشرب الماء، ويفضَّل إضافة السكَّر والملح إليه، أو استخدمي محلول معالجة الجفاف عن طريق الفمّ المتاح في الصيدليَّات، ثمَّ خذي قسطًا من الراحة، وبعد نصف ساعة، اتّصلي بطبيبك إذا بقيتِ متوعِّكة. 

كيف أعتني بنفسي أثناء الصيام؟

سيساعدكِ الاستعداد للصيام على البقاء بصحَّة جيِّدة. يمكنك:

  • شراء ما يكفي من الطعام، وأداء الأعمال المنزليَّة التي تتطلَّب طاقة إضافيَّة قبل أن تبدأي الصيام.
  • احتفظي بمفكِّرة طعام (يوميَّات أكلك) حتى تتأكَّدي من أنَّك تأكلين وتشربين ما يكفي بين الإفطار والسحور. يمكن أن يسهِّل تنزيل تطبيق مذكَّرات طعام على هاتفك الأمر عليكِ. 
  • حافظي على البرودة والراحة قدر المستطاع خلال النهار.
  • استمعي إلى جسدك وتحدَّثي إلى طبيبك/طبيبتك إذا شعرتِ بتوعُّك.

عندما يحين وقت الإفطار، يُنصَح بتناول كميَّة كافية من السوائل لتعويض النقص الناتج عن الصيام، وللمساعدة في إعادة ترطيب الجسم. ومن الجيِّد أن تشربي الكثير من الماء والعصائر الطبيعيَّة والحليب، وتجنَّبي تناول المشروبات الغازيَّة السكريَّة والمنبِّهات الكافيينيَّة.

كما ينصح بشرب الكثير من السوائل وقت السحور قبل استئناف الصيام، لضمان ترطيب الجسم بشكلٍ كافي قبل البدء في الصيام. 

تناولي وجبات كاملة ومتوازنة واشربي الكثير من السوائل، لأنَّهُ من المهمّ الحصول على العناصر الغذائيَّة والسعرات الحراريَّة من طعامك. لا تفوِّتي وجبة السحور، واضبطي منبِّهًا إذا احتجتِ إلى ذلك.

قد ترغبين في تناول مكمِّل فيتامين للأُمّ المرضعة. يوصي الخبراء بشكلٍ خاصّ بأن يتناول جميع البالغين مكمِّلات يوميَّة تحتوي على 10 (ميكروغرام) من فيتامين د. يمكنكِ تناوله مع وجبة السحور.

أثناء الرضاعة الطبيعيَّة، قد تجدين صعوبة في تناول ما يكفي من الطعام بين الإفطار والسحور، وقد تبدأين في فقدان الوزن. من المحتمل ألا يؤثِّر فقدان الوزن الذي يتراوح بين 0.5 كجم و 1 كجم أسبوعيًّا على صحّتك أو يؤثِّر على إمدادات الحليب لديك. ومع ذلك، تحدّثي إلى طبيبك إذا اعتقدتِ أنَّكِ تفقدين الوزن بمعدَّلٍ أسرع من هذا.

متى يجب أن أطلب المساعدة؟

إذا شعرتِ بالتوعُّك أو بالجفاف، فتحدَّثي إلى طبيبك على الفور. إذا كنتِ قلقة من أنَّ طفلكِ لا يحصل على ما يكفي من الحليب، فاطلبي المشورة من طبيبك.

تشمل العلامات التي تدلُّ على أنَّ طفلك لا يحصل على ما يكفي من الحليب، إذا كان:

  • لديه حفاضَّات رطبة ونظيفة أقلّ من المعتاد (يجب أن يحصل الأطفال حديثو الولادة الذين يرضعون رضاعة طبيعيَّة على ستَّة حفاضات رطبة على الأقل يوميًّا من عمر خمسة أيَّام). سيكون لون بول طفلكِ أصفر داكنًا إذا كان يعاني من الجفاف.
  • لا يبكي طفلك دموعًا رطبة عندما يكون منزعجًا.
  • لديه بقعة ناعمة غائرة على رأسه (النافوخ).
  • يبدو غير راضٍ أو غير راضٍ بعد الرضاعة، وربما يبكي من أجل تغذية أخرى بعد فترة وجيزة.
  • لديه يد وأقدام باردة.
  • فقد وزنه أو لا يزداد وزنه.
  • يبدو بشكلٍ عامّ غير مستقرّ.

خمس نصائح غذائيَّة للصيام أثناء الرضاعة الطبيعيَّة:

1. اشربي الكثير من الماء في غير ساعات الصيام.

من المحتمل أنك ستشعرين بالعطش الشديد طوال صيامك أكثر من الشعور بالجوع، حاولي شرب 2-3 أكواب من الماء في السحور ووجبة الإفطار. بعد الإفطار، احتفظي بزجاجة ماء معك وحاولي شرب زجاجة ماء أخرى على الأقل. إذا استيقظت في منتصف الليل لرعاية طفلك، احتفظي بزجاجة ماء بجانب سريرك واحصلي على بعض الرشفات أيضًا. تخطِّي المشروبات السكريَّة كلها حتى تتمكَّني من التركيز على شرب كميَّة كافية من الماء.

2. اشربي العصير مع السحور بالإضافة إلى وجبتك العاديَّة.

قد يكون من الصعب تناول سعرات حراريَّة كافية في منتصف الليل للسحور. لهذا السبب يُنصَح بإضافة عصير إلى السحور. هذا صحيح، تناولي وجبة ومشروبًا. قد يكون من الصعب شرب كوب كامل، لذا حاولي أن تشربي نصف كوب على الأقل. 

3. تناولي إفطارًا متوازنًا دون الإفراط في الأكل.

في حين أنَّهُ من المهمّ تناول سعرات حراريَّة كافية كأمّ مرضعة، فإنَّ الإفراط في تناول الأطعمة المقليَّة لن يمنحك التغذية التي تحتاجينها أنت وطفلك. كيف تأكلين في الإفطار هو المفتاح للشعور بالنشاط طوال شهر رمضان. تناولي وجبة تحتوي على البروتين، والكثير من الخضار، وكربوهيدرات الحبوب الكاملة.

4. تناولي وجبة خفيفة بعد وجبة الإفطار.

بعد ساعات قليلة من الإفطار وقبل النوم هي فرصة أخرى للحصول على بعض العناصر الغذائيَّة والسعرات الحراريَّة الإضافيَّة. وجبتك الخفيفة تتكوَّن من لدغات طاقة، حيث يمكن إعدادها مسبقًا وتحتوي على نسبة مثاليَّة من الكربوهيدرات والبروتين والدهون. فيما يلي ثلاثة أنواع مختلفة من لقيمات الطاقة التي يمكنك تجربتها:

  • كرات التمر بجوز الهند.
  • كرات الشوكولاتة بزبدة الفول السوداني والتمر.
  • قطع الطاقة (بروتين بار) من كعكة الجزر.

5. تناولي مكمِّلًا غذائيًّا مخصَّصًا قبل الولادة يوميًّا.

أوصي جميع النساء في سنِّ الإنجاب بتناول مكمِّلٍ غذائي قبل الولادة يوميًّا، ولكنَّهُ مهمّ بشكلٍ خاصّ للأُمَّهات المرضعات خلال شهر رمضان. سيساعد مكمِّل ما قبل الولادة في توفير أي عناصر غذائيَّة فاتتك من وجباتك ووجباتك الخفيفة المحدودة أثناء الصيام.

من المهمّ جدًّا الحفاظ على الجدول الزمني المعتاد للرضاعة الطبيعيَّة لمنع أي انخفاض في إدرار الحليب. إذا كان عليك الابتعاد عن طفلك، فحاولي الضخّ في نفس الوقت الذي كنتِ ستطعمينه فيه.

المصدر
By Dr. Naomi Mirza, M.D., MPH - medela- 2022By Chess Thomas | Medically reviewed by Sasha Watkins, Dietitian - babycentre-2022By Nazima Qureshi-thehealthymuslims-2022
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية