الرضاعة الطبيعيَّة و العلاقة الجنسيَّة

اقرأ في هذا المقال
  • تأثير الرضاعة الطبيعيَّة على مستويات الرغبة الجنسيَّة
  • الشعور بالإنهاك
  • الإحساس بألمٍ في الثدي
  • الرضاعة الطبيعيَّة و الجنس المؤلم
  • حليب الثدي المتسرِّب
  • الرضاعة الجنسيَّة

لا توجد فترة انتظار محدَّدة لاستئناف الجماع بعد الولادة، على الرغم من أنَّ معظم خبراء الرعاية الصحّيَّة يوصون بالانتظار من أربعة إلى ستَّة أسابيع  للعودة إلى ممارسة الجنس، حيث يمنحك هذا الوقت للشفاء بعد الولادة الطبيعيَّة أو القيصريَّة.

بين وجبات الرضاعة في وقتٍ متأخِّر من الليل وحفَّاضة الطفل المتَّسِخة في الصباح الباكر، قد يكون الجنس هو آخر شيء يدور في ذهنك. يمكن أن يلعب الألم والإرهاق وتغيير الهرمونات والخوف دورًا في رغبتك في استئناف العلاقة الجنسيَّة. يمكن أن تؤثِّر الرضاعة الطبيعيَّة أيضًا على حياتك الجنسيَّة، مع وجود مولود جديد للعناية به، إلى جانب جميع التغييرات الأخيرة في جسمك، من المحتمل أن تضطرّي أنتِ وزوجك إلى إجراء بعض التعديلات.

في حين إنَّ بعض المرضعات حريصات على العودة إلى العلاقة الجسديَّة مع الزوج، تجد أُخريات أنَّ لديهن رغبة جنسيَّة أقل، أو لا يهتممن بالجنس على الإطلاق. كل هذه الاستجابات طبيعيَّة، لذلك لا داعٍ للقلق إذا وجدتِ أنَّ لديكِ رغبة جنسيَّة أقلّ مقارنة بما قبل الولادة. إنَّهُ وضعٌ مؤقَّت، ستعود رغبتك واهتمامك بمرور الوقت.

في هذا المقال سوف نناقش المشاكل الشائعة التي قد تواجه الأزواج بشأن الجنس والرضاعة الطبيعيَّة وما يمكنهما فعله لتجاوز هذه المشاكل.

تأثير الرضاعة الطبيعيَّة على مستويات الرغبة الجنسيَّة

يمكن أن تؤثِّر الرضاعة الطبيعيَّة على الرغبة الجنسيَّة، إذ وجدت نتائج دراسة أُجريت عام 2005 أنَّ النساء اللواتي يُرضِعن رضاعة طبيعيَّة من الثدي كنَّ أكثر عرضة لتأخير استئناف الجماع بعد ولادة أطفالهن، مقارنة بالنِّساء اللواتي يُرضِعن رضاعة صناعيَّة.

مقالات ذات صلة

بعد الولادة ينخفض ​​مستوى هرمون الاستروجين لديكِ، وترتفع مستويات هرموني البرولاكتين والأوكسيتوسين. لهذين الهرمونين تأثيرات مختلفة جدًّا على جسم المرأة، ويمكن أن يتداخل كلّ منهما مع الرغبة الجنسيَّة.

من الممكن أن تؤدِّي زيادة البرولاكتين والأوكسيتوسين معًا إلى الشعور بسعادةٍ كبيرة من الرضاعة الطبيعيَّة. قد يتمّ تلبية احتياجاتكِ العاطفيَّة والجسديَّة من خلال إرضاع طفلك، لذلك قد ينخفض ​​الدَّافع الجنسي لديكِ. قد لا تشعري بالحاجة أو الرَّغبة في طلب الحميميَّة من زوجِك.

يمكن أن يحدث العكس أيضًا؛ ففي الفترة بعد الولادة، قد تشعرين بزيادةٍ في الرغبة الجنسيَّة بفضل ارتفاع الهرمونات واللمس الحسّي، وقد تحدث الإثارة الجنسيَّة بسهولة أكبر خلال هذه الفترة. يُنسَب إلى الثديين أنَّهما منطقة مثيرة للشهوة الجنسيَّة، لأنَّها تحتوي على العديد من الأعصاب الحسَّاسة التي يمكن أن تزيد الإثارة الجنسيَّة عند تحفيزها باللَّمس أو الاحتضان.

إذا كنتِ تعتقدين أنَّ الرّضاعة الطبيعيَّة تؤثِّر على الرغبة الجنسيَّة لديكِ ، فمن المهم أن تعرفي أنَّ هذا أمر طبيعي. بين التغيُّرات الهرمونيَّة وتغيُّر نمط الحياة بعد وصول الطفل، قد تبلغ الرغبة الجنسيَّة ذروتها وتنخفض لفترة. في الوقت المناسب، يجب أن يعود الدافع الجنسي إلى ما كان عليه قبل ولادة طفلك.

شعور الزوجة بالإنهاك

يتطلَّبُ كونك أُمًّا جديدة الكثير من الوقت والطَّاقة، خاصَّة عندما يكون طفلك صغيرًا جدًّا، وتحديدًا إذا كنتِ ترضعين طفلك. إذا كنتِ لا تحصلين على نومٍ مريح لأنَّكِ تستيقظين من أجل الرضاعة أثناء الليل ثمَّ تعتنين بالطفل طوال اليوم، فقد تشعرين أنّك متعبة لدرجة أنَّ الجنس هو آخر شيء قد تفكِّرين فيه. قد تساعد هذه الاستراتيجيَّات:

  1. استريحي أثناء النهار: إذا كنتِ تأخذين قيلولة مع الطفل في فترة ما بعد الظهر، فقد لا تشعرين بالتعب في وقتٍ لاحق من المساء.
  1. اقبلي المساعدة من الأصدقاء وأفراد الأُسرة: دعهم يقضون الوقت مع الطفل لمدَّة ساعة على الأقل لتأخذي قسطًا من الرَّاحة.
  1. اطلبي من زوجك المساعدة في رعاية الطفل المولود والأطفال الأكبر سنًّا: كلَّما فعل أكثر، زاد الوقت والطاقة لديكِ.
  1. تناولي الطعام بشكلٍ صحيح ومارسي الرياضة: تغذية جسمك بنظامٍ غذائي صحّي، وممارسة بعض التمارين الخفيفة إلى المعتدلة، يمكن أن يساعدك على الشعور بالنشاط. استشيري طبيبك حول إذا كان من الآمن ممارسة برنامج تمارين قبل أن تبدأي.
  1. جرِّبي خميرة البيرة، وهي مكمِّل غذائي مغذٍّ تتناوله بعض الأمَّهات المرضعات لمحاربة التعب (استشيري طبيبك بشأن هذا أيضًا). قد تساعدك خميرة البيرة أيضًا على إنتاج المزيد من حليب الثدي.

الإحساس بألمٍ في الثدي

يمكن للألم الناتج عن التهاب الحلمات أو احتقان الثدي أو انسداد قنوات الحليب أو الفقاعات أو عدوى فطريَّة أو التهاب الثدي أن يجعل فكرة ممارسة الجنس غير جذَّابة للغاية. لذا، يجب عليكِ التواصل مع طبيبك، أو استشاري الرضاعة، أو مجموعة الرضاعة الطبيعيَّة للمساعدة في علاج هذه المشاكل. لا يجب أن تكون الرضاعة الطبيعيَّة مؤلمة، ولكن في بعض الأحيان، قد تحتاجين إلى العلاج لتخفيف الألم. كما أنَّ ارتداء حمَّالة صدر داعمة يمكن أن يكون مفيدًا في تخفيف الألم .

في غرفة النوم ، أخبري زوجك بما يحدث مع جسمك، وناقشي كيف ترغبين في استبعاد أو تضمين ثدييك من أيِّ لقاءات جنسيَّة حتى تشعرين بتحسن.  إذا لم تكوني مرتاحة لأن يلمس زوجك ثدييك أثناء الجماع، فتأكَّد من التحدُّث عن هذا في وقتٍ مبكِّر. استخدمي الأوضاع الجنسيَّة التي لا تضغط على ثدييك.

حليب الثدي المتسرِّب

في غضون أيَّام من الولادة، سيمتلئ ثدياكِ بالحليب. قد يؤدِّي لمس الحلمتين أو فركهما أو مصّهما أثناء الجماع إلى إفراز حليب الثدي. يمكن أن يحدث تسريب لحليب الثدي أثناء النشوة الجنسيَّة.

قد يكون الأمر صادمًا أو محرِجًا إذا لم تكوني أنتِ وزوجك مستعدّين لذلك. تحدَّثي إلى زوجكِ حول التسريب في وقتٍ مبكِّر.

لتقليل الحليب المتسرِّب، ضعي ضمَّادات الرضاعة داخل حمَّالة الصدر. يمكنكِ أيضًا شفط الحليب أو إرضاع طفلك مباشرة قبل أيّ نشاطٍ جنسي، لذلك سيكون هناك القليل من الحليب في ثدييك لتسريبه.

إذا كنت أنتِ وزوجكِ لا تمانعان في التسريب ولم يكن ثدياك مؤلمين، فلن يضطر زوجكِ إلى تجنُّب لمسهما. 

الرضاعة الطبيعيَّة و الجنس المؤلم

أثناء الرضاعة الطبيعيَّة، ينتج جسمك كميَّة أقل من الإستروجين. هرمون الاستروجين هو هرمون أساسي للإثارة وترطيب المهبل طبيعيًّا.

مع انخفاض مستويات الاستروجين، قد تجدين أنَّ المهبل جاف جدًّا بحيث لا يمكن الإيلاج بشكلٍ مريح أثناء الجماع.

لحلِّ هذه المشكلة نوصي بالتالي:

  1. لا تتسرَّعي. امنحي نفسك المزيد من الوقت أثناء المداعبة لتستثاري بشكلٍ كافٍ.
  2. استخدمي مزلِّقًا مناسبا للمساعدة في تقليل جفاف المهبل.
  3. جرّبي وضعيات جنسيَّة مختلفة للوصول لجماع أكثر راحة.
  4. اسألي طبيبك عن وصفة طبيَّة لكريم الإستروجين لاستخدامه على فتحة الفرج والمهبل إذا كنتِ تعانين من عدم الراحة أثناء ممارسة الجنس.

الرضاعة الجنسيَّة

الرّضاعة الطبيعيَّة لزوجك أمر جيِّد. لا يُعَدُّ سلوكًا منحرفًا أو خاطئًا إذا كنتِ ترغبين في ذلك، أو إذا طلب زوجك أن يجرِّب الرضاعة الطبيعيَّة أو تذوّق حليب الثدي. ما يهمُّ أكثر هو ما إذا كان كل من الشخصين مرتاحًا ومتحمِّسًا لتجربة الرضاعة الطبيعيَّة للبالغين. إذا كان الوضع كذلك، فلا بأس بتجربته.

يشعر بعض البالغين بالفضول بشأن الرضاعة الطبيعيَّة للبالغين، والمعروفة أيضًا باسم الرضاعة الجنسيَّة. ومن الطبيعي أيضًا أن يشعر الزوج بالانجذاب الجنسي لثدي زوجته، حتى وهي تفرز الحليب. بالإضافة إلى ذلك، تكون بعض الزوجات أكثر حساسيَّة لتحفيز الثدي خلال هذا الوقت، ويستمتعن بإحساس الرضاعة من قبل أزواجهم.

على عكس حليب الأبقار وغيرها من الثدييات، يتميَّز حليب الأُم بطعمٍ حلو، نظرًا لاحتوائه الطبيعي على سكَّر الحليب. وإذا كنتِ وزوجكِ تستمتعان بهذه التجربة، فإنَّ دمج حليب الثدي في الجنس، يعدُّ أمرًا طبيعيًّا تمامًا.

يمكن أن تكون مشاركة هذه التجربة الحميمة مرضية لكلٍّ منكما، وتساعد في تقريبكما كزوجين. وعلى الرَّغم من عدم شيوع مناقشة هذه الممارسة، فإنَّ بعض الأشخاص يستمتعون بالرضاعة الطبيعيَّة للبالغين. ويجد بعض الأشخاص أنَّ الرضاعة الجنسيَّة فكرة جذابة، بينما يجد البعض الآخر هذه الفكرة غير جذَّابة، ولكن لا يوجد صواب أو خطأ في هذا الأمر، بل يجب اختيار ما يناسبكما كزوجين. إذا كنتِ وزوجكِ مهتمّين بهذه التجربة، فيمكنكما تجربتها.

المصدر
By Donna Murray, RN, BSN -Medically reviewed by Meredith Shur, MD- verywellfamily- Updated on August 09, 2022 By Kimberly Holland - Medically reviewed by Holly Ernst, PA-C - Healthline-2018By Donna Murray, RN, BSN - Medically reviewed by Meredith Shur, MD - verywellfamily -Updated on April 20, 2020National Childbirth Trust practitioners -nct - 2018
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية