الإجهاض المتكرِّر وعلاجه

اقرأ في هذا المقال
  • ما هي أسباب حدوث الإجهاض المتكرِّر؟
  • ما هي التدابير العلاجيَّة اللازمة لتفادي حدوث الإجهاض المتكرِّر؟

الإجهاض المتكرِّر ويعرف كذلك باسم فقدان الحمل المتكرِّر أو الإسقاط المعتاد، هو فقدان المرأة الحمل ثلاث مرَّات متتالية أو أكثر قبل الأسبوع  20 من الحمل.  تتأثَّر حوالي 1-2% من النساء في سنِّ الإنجاب إلى خطر التعرُّض لحدوث الإجهاض المتكرِّر.

 بشكلٍ عام، تنصح غالبيَّة النساء اللواتي تعرَّضن للإجهاض المتكرِّر بمحاولة الحمل مرَّة أخرى؛ إذ تبلغ نسبة نجاح حدوث الحمل دون علاج حوالي 60%، بالمقابل فإنَّ كل خسارة جديدة للحمل بالإضافة إلى التأثير الجسدي والنفسي للمرأة، فإنَّها تقلِّل نسبة نجاح الحمل.

ومن الجدير بالذكر، إنَّ الإجهاض المتكرِّر يقوم على الفقدان المتكرِّر للحمل السريري وهو الحمل القائم على وجود أحد الأدلَّة السريريَّة على حدوث الحمل بما في ذلك المؤشِّرات المرئيَّة لوجود كيس الحمل عند الفحص بالموجات فوق الصوتيَّة (السونار)، والتفريق بينه وبين الحمل الكيميائي الذي يحمل في طيَّاته الإشارة إلى الإجهاض في وقتٍ مبكِّر من الحمل قبل الأسبوع الخامس، ففي معظم حالات الحمل الكيميائي تكون المرأة غير مدركة بأنَّها حامل (لا سيَّما إذا لم تخضع لاختبارات الحمل بشكلٍ منتظم) وذلك لعدم ظهور علامات الحمل عدا ارتفاع نسبة هرمون الغدد التناسليَّة المشيميَّة البشريَّة (hCG) في البداية لدرجة كافية بتحقيق نتيجة إيجابيَّة خلال اختبار الحمل، وسرعان ما تنخفض تلك النسبة قبل أن يتمكَّن الطبيب من رؤية كيس الحمل خلال الفحص بالموجات فوق الصوتيَّة (السونار).

ما هي أسباب حدوث الإجهاض المتكرِّر؟

يعود السبب الأكثر شيوعًا وراء حدوث الإجهاض المتكرِّر (حوالي 60 % من الحالات) إلى حدوث التشوُّهات الوراثيَّة الجنينيَّة، من خلال تلقِّي الجنين (البويضة المخصبة) عددًا غير طبيعي من الكروموسومات أثناء عمليَّة التخصيب. عادةً ما تحدث هذه التشوُّهات الجنينيَّة عن طريق الصدفة أي أنها غير مرتبطة بأيِّ حالة مرضيَّة لدى كلا الأبوين. ومع ذلك، فإنَّ عمر الأُمّ يلعب دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإجهاض المرتبط بالتشوُّهات الجنينيَّة، ويبدأ هذا الخطر من سن 35 سنة ويزداد مع بلوغ الأم سن 40 سنة فما فوق.

بالإضافة إلى ما سبق، هنالك عدَّة أسباب ترتبط بحدوث الإجهاض المتكرِّر تشمل ما يلي:

  • التشوُّهات الخلقيَّة الرَّحِميَّة وتتضمَّن الحاجز الرَّحِمي الذي يتمثَّل بوجود حاجز من الأنسجة بتسبَّب في انقسام الرَّحِم إلى جزئين بشكلٍ كلِّي أو جزئي، ممَّا يؤدِّي إلى ضعف الأوعية الدمويَّة المسؤولة عن تغذية الجنين ونموّه، تشخَّص هذه الحالة باستخدام التصوير بالسونار أو التنظير الرَّحِمي الذي يتمّ من خلاله كذلك، إزالة الحاجز الرَّحِمي وحلّ المشكلة.
  • النساء اللواتي يعانين من الرَّحِم المزدوج أو الرَّحِم المقوَّس.
  • الإصابة بمتلازمة آشرمان التي تنطوي على وجود الالتصاقات والندب داخل الرَّحِم بشكلٍ يؤدِّي إلى تضييق التجويف الرَّحِمي، يجدر بالذكر بأنه يمكن التخلُّص من هذه الالتصاقات بسهولة بواسطة التنظير الرَّحِمي.
  • الإصابة بالعديد من الحالات المرضيَّة بما في ذلك متلازمة أضداد الفوسفوليبيد أحد الاضطرابات المناعيَّة الذاتيَّة التي تتسبَّب في زيادة تخثُّر الدم، ويكون العلاج في هذه الحالة، عبر تناول الحامل لمميِّعات الدم مثل الأسبرين والهيبارين خلال فترة الحمل.
  •  الإصابة بداء السكَّري، لا سيما الحالات غير المسيطر فيها على مستوى السكَّر في الدم.
  •  النساء المصابات بمتلازمة المبيض متعدِّد الكيسات أو اللواتي يعانين من اضطراب الغدَّة الدرقيَّة وزيادة نشاطها.
  • وجود الأورام الليفيَّة أو الأورام الحميدة في الرَّحِم.
  • اتِّباع أنماط الحياة السيِّئة بما في ذلك التدخين، وشرب الكحول، والإكثار من السوائل التي تحتوي على الكافيين.
  • العدوى؛ سواء كانت فيروسيَّة مثل الحصبة والهربس البسيط، أو التي تسبِّبها البكتيريا بما في ذلك الكلاميديا والميكوبلازما.

ما هي التدابير العلاجيَّة اللازمة لتفادي حدوث الإجهاض المتكرِّر؟

يتضمَّن علاج الإجهاض المتكرِّر قيام المرأة بإحداث تغييرات إيجابيَّة في نمط الحياة المتَّبعة، وإجراء الاختبارات الجنينيَّة لزيادة فرصة نجاح الحمل لديها، وكما ذكرنا سابقا يمكن للمرأة محاولة الحمل مرَّة أخرى مع نجاح حدوث ذلك بشكل طبيعي دون التدخُّل العلاجي وبنسبةٍ تصل إلى حوالي 60%.

مقالات ذات صلة

في بعض الحالات يوصي الطبيب باستخدام العلاجات الدوائيَّة أو التدخُّل الجراحي، اعتمادًا على السبب وراء حدوث الإجهاض المتكرِّر.

قد يوصي الطبيب بما يلي:

  • اتَّباع نمط الحياة الصحّيَّة وذلك بالابتعاد عن التدخين، والكحول، والتقليل من شرب الكافيين، والاهتمام بالتغذية والجسم الصحِّي.
  • اللجوء إلى العلاجات الدوائيَّة التي تتضمَّن استخدام مميِّعات الدم مثل الأسبرين وحقن الهيبارين؛ لدى النساء اللواتي يعانين من متلازمة أضداد الفوسفوليبيد.
  • السيطرة على مستوى الهرمونات في الجسم، عبر ضبط مستوى السكَّر لدى النساء اللواتي يعانين من داء السكري، والسيطرة على مستوى هرمون الغدة الدرقيَّة في حالات فرط نشاط الدرقيَّة.
  • الاستشارة الوراثيَّة؛ للكشف عن وجود اختلالات وراثيَّة في الكروموسومات لدى كلا الأبوين، وإجراء فحص الكروموسومات للأجنَّة المفقودة.
  • التدخُّل الجراحي باستخدام التنظير الرَّحِمي لعلاج التشوهات الرَّحِميَّة مثل الحاجز الرَّحِمي، وإزالة الندب والأورام والالتصاقات الرَّحميَّة.

المصدر
موقع الدكتور قاسم شهاب
اظهر المزيد

قاسم شهاب

طبيب واستشاري أمراض النسائيَّة والتوليد والعقم./ • أستاذ مساعد في كليَّة الطبّ - جامعة اليرموك./ • مراجع معتمد في مواد النَّشر الطبِّي Frances and Taylor./ • اختصاص جراحة المسالك البوليَّة وأمراض النسائيَّة - لندن./ • اختصاص أطفال الأنابيب وعلاج العقم - ألمانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى