تأثير اضطراب ما بعد الصدمة على العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة
- ما هو اضطراب ما بعد الصدمة
- كيف يمكن أن يؤثِّر اضطراب ما بعد الصدمة على العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة؟
- كيف يمكن للأشخاص المُقرَّبين (الزوج/الزوجة) مساعدة المصاب بإضطراب ما بعد الصدمة؟
- ما هي أساليب علاج اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة والاضطرابات الجنسيَّة المرافقة له؟
- كيف يمكن للشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة الخروج منها؟
يعدُّ اضطراب ما بعد الصدمة من الاضطرابات النفسيَّة. ويحدث عندما يتعرَّض الفرد لحدثٍ مؤلم جدًّا (صدمة) تتخطَّى حدود التجربة الإنسانيَّة المألوفة. وتتمثَّل أعراضه التشخيصيَّة باستعادة التجربة مثل؛ استرجاع ذكريات الماضي، والكوابيس، وصعوبة في النوم أو البقاء نائمًا، والغضب والتهيُّج، وصعوبات التركيز.
كيف يمكن أن يؤثِّر اضطراب ما بعد الصدمة على العلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة؟
نفسيًّا:
التقلُّبات الكبيرة في الرغبة الجنسيَّة إحدى أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. ويمكن أن تتعارض بشكلٍ مباشر مع مشاعر الرغبة والتفاعل ومشاعر الأمان. وهذا لا يشير إلى ضعف القدرة الجسديَّة على الأداء الجنسي، لكن المشكلة في مقوِّمات الرغبة الجنسيَّة.
إذ يشعر الأفراد الناجون من الصدمات بخدرٍ وانفصال عاطفي عن الآخرين. وقد تنشأ لديهم صعوبة في الشعور بالحبَّ والغضب، في محاولة منهم لتجنُّب التعامل مع مشاعرهم. كما يشكِّل التجنُّب أحد الأعراض الأكثر ديمومة والمستعصية على التدخُّلات العلاجيَّة. ويتجلَّى في كبت الأفكار وسلوكيَّات الصدمة وتجنُّبها من أجل حماية الذات. وقد تتجلَّى بحالات الانسحاب الاجتماعي، وعدم الاهتمام بالنشاطات الاجتماعيَّة بعد الحدث الصادم.
جسديًّا:
كثيرًا ما تصنَّف اضطرابات ما بعد الصدمة ضمن اضطرابات القلق. على اعتبار ترافق القلق مع مجموعة من التغيُّرات الجسديَّة مثل زيادة ضربات القلب، والتوتُّر. والتعرُّق المفرط، وعدم القدرة على النوم، ومن خلال تكرار الذكريات والافكار والمشاعر. كما تتشكَّل لدى الفرد فرط إثارة داخليَّة. قد تعود إلى ردود فعل الخوف وفرط الانتباه أو اليقظة، وإلى استجابات جسديَّة كالارتعاش المستمرّ.
كيف يمكن للأشخاص المُقرَّبين (الزوج/الزوجة) مساعدة المصاب بهذا الاضطراب؟
وجود الدعم والمساعدة في الوقت المناسب، يؤدِّي إلى منع تفاقم وتطوُّر ردود الأفعال الناتجة عن اضطراب ما بعد الصدمة، ووجود (الزوج/الزوجة) المتفهِّم الدّاعم والواعي بهذا الاضطراب يساعد في زرع الأمان والثقة داخل المُصاب، ومساعدتهِ في التغلُّب على المخاوف المرتبطة بالحدث الصادم.
وأهم إجراء يمكنك اتِّخاذه لدعم (زوجك/زوجتك) هو العثور على متخصِّص يمكنه المساعدة، كما يمكنك أيضًا، أن تبدأ بتثقيف نفسك حول الموضوع، وكذلك:
- الاستماع إلى المصاب عندما يحتاج إلى الحديث، دون أن تضغط عليه للتحدُّث.
- فهم أنَّ المصاب قد يحتاج إلى تذكُّر الحدث الصادم عدَّة مرَّات.
- تشجيع المصاب على الانخراط في الأنشطة الاجتماعيَّة التي تجلب له السعادة.
- إدارة ضغوطك بنفسك؛ كلَّما كنتَ أكثر هدوءًا زادت قدرتك على المساعدة.
- تقبُّل حقيقة أنَّ اضطراب ما بعد الصدمة قد يكون رحلة، ولكن تذكّر أنّ المساعدة متاحة.
ما هي أساليب علاج اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة والاضطرابات الجنسيَّة المرافقة له؟
إنَّ التدخُّل العلاجي لهذا الاضطراب ضرورة اجتماعيَّة وإنسانيَّة، ويجب توفير أنسب الاستراتيجيات وأكثرها فاعليَّة في معالجة هذا الاضطراب، كما لا بدّ أن يكون العلاج ملائمًا لنمط الصدمة، ولكن مهما تعدَّدت وتنوَّعت محاور العلاج، يجب أن تتكامل مع بعضها البعض، وفي كثير من حالات اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة، يَلجَأ الطبيب إلى علاجٍ نفسيّ وطبِّي في الوقت ذاته.
1- العلاج الطبِّي:
في الكثير من الحالات، يترافق اضطراب ما بعد الصدمة مع اضطرابات نفسيَّة أخرى مثل القلق والاكتئاب، وبالتالي يمكن استخدام العلاجات الطبيَّة بالعقاقير، وخاصَّة إذا كان الفرد مصابًا بإضطرابات نفسيَّة وانفعاليَّة سابقة قبل تعرُّضه للصدمة، وهو ما قد يضاعف الآثار النفسيَّة والعقليَّة للصدمة.
2- العلاج النفسي:
يهدف العلاج النفسي إلى مساعدة المصاب باضطراب ما بعد الصدمة للوصول إلى درجة مناسبة من التوافق الشخصي والاجتماعي، وإمكانيَّة حدوث تغيير أساسي في التكوين النفسي له، وهو ما قد يؤدِّي إلى تحسين العلاقة بين المصاب وذاته، والمصاب مع (زوجه/ زوجته) والعالم المحيط به، بالإضافة إلى أنَّ العلاج النفسي يساعد على إحداث تغييرات أساسيَّة في عادات المصاب، وطريقة تفكيره ومفهومه عن ذاته وعن الآخرين.
كيف يمكن للشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة الخروج منها؟
هناك وسائل فعَّالة جدًّا للتعامل مع الآثار المجهدة للصدمة ومعالجتها، وقد وجد علماء النفس وغيرهم من الباحثين عددًا من الإجراءات التي تساعد على الخروج من الصدمة، من أهمّها:
-لا تهرب، واجه مشاعرك:
من الطبيعي أن ترغب بتجنُّب التفكير في حدثٍ صادم، وصحيح أنَّ التناسي ومحاولة الهرب أمر طبيعي بالذات في الأيَّام الأولى بعد الصدمة، لكن الإفراط في هذه الوسائل التجنّبيَّة، سيُطيل من أمَد معاناتك وألمك، ويمنعك من الشفاء. واجه مشاعرك، وحاول العودة بالتدريج إلى روتين حياتك.
-إعطاء الاولويَّة للرعاية الذاتيَّة:
ابذل قصارى جهدك لتناول وجبات مغذِّية وصحّيَّة،ومارس نشاطًا بدنيًّا بانتظام، واحصل ليلًا على نومٍ جيِّد، وابحث عن استراتيجيَّات تأقلم صحّيَّة أخرى مثل؛ الاستمتاع والانغماس بالفنّ والموسيقى، أو الكتابة، والتأمُّل، والاسترخاء، وقضاء بعض الوقت في الطبيعة.
متى تحتاج إلى علاج؟
إذا كانت محنتك تتعارض مع علاقاتك أو عملك أو أدائك اليومي، فقد تكون مصابًا باضطراب التوتُّر الحادّ أو اضطراب ما بعد الصدمة، وهنا يمكن للأطبَّاء وعلماء النفس تقديم تدخُّلات قائمة على الأدلَّة، لمساعدتك في التعامل مع الإجهاد الناجم عن الصدمة أو اضطراب الإجهاد الحادّ.
_