التهاب الأمعاء المزمن وأثره على الصحَّة الإنجابيَّة للمرأة

تعاني بعض النساء من الإصابة بالتهاب الأمعاء المزمن “داء الأمعاء الالتهابي” . يُرمَز إليه عادةً بالرمز (IBD)، نستعرض في هذا المقال التهاب الأمعاء المزمن وأثره على الصحَّة الإنجابيَّة للمرأة.

أنواع التهاب الأمعاء المزمن 

يشمل داء الأمعاء الالتهابي مجموعة من الأمراض والاضطرابات التي تؤثِّر على الجهاز الهضمي. ومن أبرزها مرض كرون ومرض التهاب القولون التقرُّحي.

  • مرض كرون: يسبِّب تقرُّحات مؤلمة في الجهاز الهضمي. والتي يمكن أن تظهر في أي مكان في الجهاز الهضمي من الفم إلى الشرج. 
  • التهاب القولون التقرُّحي: تظهر تقرُّحات في القولون أو الأمعاء الغليظة فقط.

أعراض داء الأمعاء المزمن

يتسبَّب داء الأمعاء الالتهابي في أعراض مثل الإسهال. الآلام البطنيَّة، فقدان الوزن، وغيرها، ويمكن أن يؤثِّر على جودة الحياة بشكل كبير. وعلى الرغم من أنَّ الأسباب الدقيقة لداء الأمعاء الالتهابي غير معروفة. فإنَّهُ يُعدّ اضطرابًا مناعيًّا يهاجم الجهاز الهضمي ويسبِّب التهابًا مزمنًا. يعالج داء الأمعاء الالتهابي عادة بواسطة الأدوية والعلاج الغذائي، وفي بعض الحالات يتطلَّب العلاج الجراحي.

كيف تؤثِّر الإصابة بداء الأمعاء المزمن على الصحَّة الإنجابيَّة للمرأة؟

البلوغ والحيض

مرض التهاب الأمعاء يمكن أن يؤثِّر على بداية البلوغ وتطوّره،. ويمكن أن يتسبَّب في تأخُّر البلوغ وانقطاع الطمث الثانوي لدى الفتيات المصابات بهذا المرض.

كما يمكن لأعراض مرض التهاب الأمعاء، أن تزداد سوءًا خلال الحيض، ممَّا يجعل من الصعب التمييز بين عسر الطمث وانتكاس الأمراض المعويَّة.

الحمل

يكمن خطر إصابة المرأة بداء الأمعاء المزمن في تشخيصه غالبًا خلال فترة ذروة الخصوبة، ممَّا يعني القلق بشأن إمكانيَّة حدوث حمل، وتتمثَّل تأثيرات داء الأمعاء المزمن على الخصوبة بكلٍّ ممَّا يأتي: 

  • التهاب القولون إلى جانب التهاب قناة فالوب أو المبيضين.
  • وجود ندب بعد عمليَّات الاستئصال الجراحي للأمعاء الغليظة.
  • المعاناة من الحمَّى وأمراض فقر الدم.

هل يمكن معالجة خصوبة المرأة المصابة بداء التهاب الأمعاء المزمن؟

نعم ، فإنَّ أهم علاج لمعالجة خصوبة المرأة المصابة بداء التهاب الأمعاء المزمن هو السيطرة على المرض،  وعند ذلك ستعود الخصوبة لدى المرأة ، لكن من الممكن في بعض الحالات اللجوء إلى  التلقيح الصناعي عند الشعور باستحالة حدوث حمل أو مواجهة صعوبة في ذلك، كما ينبغي العلم بأنَّ نتائج ذلك ستكون إيجابيَّة وناجحة فلا داعي للقلق.

هل يمكن حدوث حمل آمن بالنسبة للمرأة المصابة بالتهاب الأمعاء المزمن؟

يمكنكِ الحمل كغيركِ من النساء رغم إصابتكِ بداء التهاب الأمعاء المزمن، خصوصًا في حال الشعور بأعراض طفيفة للمرض، لذا لا داعي للقلق وتوجّهي لاستشارة الطبيب.

كيف ينبغي أن تتصرّف المرأة المصابة بداء التهاب الأمعاء المزمن مع الحمل؟

يُنصَح بالحمل خلال فترة خمود وعدم نشاط المرض، وفي حال كان المرض مسيطرًا عليه من خلال الأدوية يجب الاستمرار بأخذ الأدوية بانتظام خلال الحمل ، أمّا في حال إيقاف الأدوية دون الرجوع لطبيبك، فلا بدّ من التنبُّؤ باحتماليَّة نشاط المرض مع حدوث أضرار تؤثِّر على المرأة والجنين ، لكن هنالك بعض الأدوية ينصح بإيقافها لمدَّة تتراوح بين 3-6 أشهر، لذا يُنصَح عند محاولة الحمل زيارة طبيبك لمتابعة خطّتك العلاجيَّة.

هل تعدّ الأدوية حلًّا مناسبًا لتفادي المضاعفات السلبيَّة المصاحبة لالتهاب الأمعاء المزمن والمرتبطة بالصحَّة الإنجابيَّة؟

نعم، تساعد الأدوية في تخفيف المضاعفات، لكن لا بدّ دائمًا من السرعة في التشخيص دون إهمال الأعراض فور ملاحظتها، فالتشخيص المبكِّر سيُبقي الالتهاب تحت السيطرة.

المصدر
Center for Reproductive Medicin.
اظهر المزيد

يارا كتانة

استشارية أمراض الهضمي والكبد، البورد الألماني و الأوروبي في أمراض الجهاز الهضمي والكبد، عضوية الملكية البريطانية في البطانية العامة، حاصلة على الشهادات في علم التغذية وأمراض التهابات القولون المزمنة وأمراض الكبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية