هل سيؤثِّر السيلوليت وعلامات التمدُّد على علاقتك الزوجيَّة؟

إذا كنت من المقبلات على الزواج، فأنتِ غالبا ما تعطين بعض الوقت لتأمُّل جسدك أمام المرآة، والتفكير في عيوبه وميِّزاته، وجاهزيّته للظهور أمام زوجك المستقبلي. فطرة الأنثى على أنَّها تريد الظهور كأجمل ما يكون، وأن يكون جسدها خالٍ من أي عيوب أو علامات، وتبذل من أجل هذا الهدف الكثير من العناية والاهتمام، مرطّبات ومستحضرات ووصفات وزيارات للصالون وربَّما بعض عمليَّات التجميل أيضًا. إذا كنت تعانين من وجود سيلوليت في أماكن متفرِّقة من جسمك أو لاحظت ظهور بعض علامات التمدُّد فربّما تشعرين بالحرج والانزعاج منها، وتدور في ذهنك الأسئلة حول أسباب ظهورها وكيفيَّة علاجها، وكيف سيراها زوجك، وما مدى تأثيرها على علاقتكما المستقبليَّة؟ 

الخبر الجيِّد، أنت لست وحدك. تعاني 80-90 % من السيِّدات حول العالم من وجود السيلوليت، ونسبة كبيرة جدًّا من السيِّدات – بل والرجال أيضا- تظهر لديهم علامات التمدُّد أو الـ stretch marks، في أماكن متفرِّقة من الجسم عبر سنوات العمر.

لماذا يظهر السيلوليت وعلامات التمدُّد وهل هي مرض؟

يظهر السيلوليت كنتيجة لدفع الخلايا الدهنيَّة للأنسجة الضامَّة المحيطة بها، فتغيِّر من مكانها، وتتسبَّب في مظهر الجلد غير المستوي والذي يشبَّه أحيانا بجلد البرتقال، أمَّا علامات التمدُّد، فهي هذه الخطوط الطوليَّة التي تظهر في أماكن متفرِّقة من الجسم، وقد تكون باللون الأبيض أو الأحمر أو البنفسجي، وتكون عادة نتيجة لتغيُّر في الوزن على مدار الوقت.

ليس هناك أسباب مباشرة لظهور السيلوليت أو علامات التمدُّد، ولكنهما يشتركان في أنهما يصيبا النساء بنسبة أكبر بكثير من الرجال، وأنّهما على الأغلب يرجعان لعوامل وراثيَّة، وتزداد احتماليَّة ظهورهما مع التقدُّم في السن، وأحيانا مع الحمل، والزيادة في الوزن، وعدم اتِّباع نمط حياة صحِّي ومتوازن، أو عدم ممارسة الرياضة مع الإفراط في تناول الوجبات السريعة الغنيَّة بالدهون.

لا يحتاج ظهور السيلوليت أو علامات التمدُّد لزيارة الطبيب، ولا يشكِّلان أي خطورة على الجسم، كما أنَّهما لا يحتاجان لعلاج، ولكن ظهرت بعض الحلول التجميليَّة التي تساعد في التخفيف من مظهرهما.

ما هو تأثيرها على الحياة الزوجيَّة؟

وظيفيًّا

لا يؤثِّر وجود السلوليت أو علامات التمدُّد على علاقتك الزوجيَّة، بل أنَّ استطلاعات الرأي وضَّحت أنَّ النسبة الأكبر من الرجال لا يعطون انتباهًا أو اهتمامًا كبيرًا لوجودها، بينما يعطون اهتمامًا للشكل العام والإجمالي والنهائي، ولا يهتمون بالتركيز أو التدقيق على التفاصيل، حتى أنَّ الرجل قد لا ينتبه لتفصيلة واضحة مثل تغيير لون شعر زوجته، او اختلاف طوله، أو ارتداء فستان جديد. الأمر الذي يؤثِّر حقًّا في العلاقة ولا يمكن تجاهله هو ثقة المرأة بنفسها، وشعورها الداخلي بأنَّها جذابة ومحبوبة، ومشاعرها الحنونة والفيَّاضة تجاه زوجها.

نفسيًّا:

من التأثيرات النفسيَّة المحتملة لظهور علامات الجسم مثل السليوليت وعلامات التمدُّد:

  • اضطراب صورة الجسم: تحلم كل أنثى بجسم مثالي، وهي رغبة تعزِّزها القنوات الاعلاميَّة المختلفة. التي تكاد تطالب كل امرأة بالظهور بجسم وفقًا لمواصفات قياسيَّة معيَّنة. وتشجّعها على شراء مستحضرات التجميل المختلفة، وتعدها بالحصول على الجمال الكامل والدائم. بين هذه المطالبات المثاليَّة والاستهلاكيَّة الزائفة. وبين الواقع الذي يظهر علاماته على الجسم رغمًا عنَّا، تقع الكثير من النساء في صراع واضطراب لصورة الجسم.
  • عدم الثقة بالنفس: أبرزت العديد من الدراسات علاقة ارتباطيَّة بين ظهور السيلوليت وعلامات التمدُّد وانخفاض نسب تقدير الذات لدى النساء.
  • القلق أو الاكتئاب: اهتمام المرأة المبالغ فيه بإخفاء عيوبها والظهور بشكل مثالي لا تشوبه علامة. وتصوُّرها الدائم أنَّ رؤيَّة العيوب في جسدها قد تجعلها فريسة للنظرات المستهجنة أو الضاغطة. قد يسبِّبان أعراضا قويَّة من القلق أو الاكتئاب أحيانًا.

هل لها علاج؟

حتى هذه اللحظة فإنَّ معظم الوعود المقدَّمة لعلاج السيلوليت وعلامات التمدُّد نهائيًّا هي وعود كاذبة. إلا أنَّ بعض العلاجات التجميليَّة مثل العلاج بالليزر أو بالعلاج الطبيعي أو الديرما رولر أو الحقن. كلّها طرق تساعد في التخفيف من مظهره، ولكن الاستجابة له تختلف من جسم لآخر وفقًا لمجموعة معقَّدة من العوامل.

كيف أخفِّف من تأثيرها علي؟

  • العمل على زيادة ثقتك بنفسك: الحقيقة أنَّ الضحيَّة الأولى لعلامات الجسم هي ثقة المرأة بنفسها، وليس مستوى جمالها الحقيقي. كل النساء جميلات، وكلهن مميّزات بشكلٍ أو بآخر. كل الأجساد جميلة ولها جاذبيّتها، وما تحتاجينه لتبرزي هذا الجمال هو ثقتك به وتصديقك فيه.
  • التركيز على مواطن جاذبيتك: لكل امرأة مواطن قوَّة تميِّزها عن غيرها، تعرَّفي على نفسك بعمق. وضعي يدك على مواطن القوَّة الخاصَّة بك، بدلا من التركيز على مواطن الضعف أو الأشياء المزعجة بالنسبة لك. ينتبه الآخرون للأمور التي نريدهم أن ينتبهوا لها، فغذِّ ثقتك بنفسك. وركِّزي على مواطن قوّتك وجاذبيتك وتأكَّدي أنَّ هذه هي الرسالة التي ستصل للعالم من حولك.
  • عدم الاشارة لها أو لفت الانتباه لوجودها: أحد النصائح التقليديَّة التي تقدَّم للمتزوّجات والمقبلات على الزواج. هي تحذير المرأة من التركيز على الأجزاء التي لا تعجبها من جسمها ومناقشتها مع زوجها، لماذا؟ لأنّ الرجل في الأغلب لن يلحظها ولن يدرك وجودها، إلا إذا أشرت لها وتحدَّثت عنها. 
  • ممارسة الرياضة: صحيح أنَّ الرياضة ينصح بها كأحد الحلول التي تساعد في الحدِّ من ظهور السيلوليت. إلا أنها على صعيد آخر تعيد بناء الثقة في النفس. وتؤسِّس لعلاقة إيجابيَّة مع الجسد، وتخفِّض من التوتُّر والقلق خاصَّة فيما يتعلق بشكل الجسم. لذا فإنَّ دمج الرياضة في روتينك اليومي لا بد أن يكون على قائمة الخطط القريبة.
  • الحفاظ على نمط تغذية صحِّي: يساعدك الحفاظ على نمط غذاء صحِّي على الحفاظ على الوزن. وعدم تراكم الدهون غير الصحيَّة، كما أنَّه يحسِّن من آداء الجسم الوظيفي، ويؤخِّر ظهور علامات تقدُّم السن.

نصيحة أخيرة: 

قبل أن تجرِّبي أي دواء أو وصفة للتخلُّص من السيلوليت أو علامات التمدُّد. لا بد أن تلجأي لاستشارة اخصَّائيي الجلد أولا، لا يجب أبدًا أن تستخدمي أي مستحضرات طبّيَّة دون وصفة من الطبيب.

اظهر المزيد

أية خالد

إخصائية نفسية حاصلة ليسانس الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وعلى الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، وكاتبة محتوى مهتمة برفع الوعي بالصحة النفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى