المنشِّطات الجنسيَّة؛ هل تضر بصحَّة الأزواج؟

قد يعاني بعض الأزواج من الضعف الجنسي لأسباب مختلفة وتحديدًا في المرحلة ما بين الأربعين والسبعين عامًا، لذلك يلجأ كثيرٌ منهم إلى المنشِّطات الجنسيَّة التي أصبحت منتشرة بأنواع متعدِّدة كحلٍّ سريع لهذه المشكلة، لكن السؤال هو ما المخاطر المترتِّبة على مثل هذا النوع من الأدوية، خاصَّةً إذا تناولها الزوج دون مراجعة طبيب متخصِّص؟

ما هي المنشِّطات الجنسيَّة؟

هي أحد أشهر أصناف الأدوية التي تعتمد عليها شريحة كبيرة من الرجال ممَّن يعانون من ضعف الانتصاب أو سرعة القذف بهدف تعزيز قدراتهم الجنسيَّة وزيادة الشعور بالإثارة، ليتجنَّبوا نفور زوجاتهم منهم إثر هذه المشاكل.

ما هي آليَّة عمل المنشِّطات الجنسيَّة؟

قد يؤثِّر العجز الجنسي سلبًا على استقرار الحياة الزوجيَّة؛ إذ يقلُّ رضا الطرفين عن العلاقة بينهما مع تكرار المشكلة، ومن ثم يأتي دور الأدوية المنشِّطة جنسيًا التي تساعد بصورة مؤقَّتة في علاج الضعف الجنسي دون أن تحلَّ السبب الرئيس وراءها، وتشمل المواد الفعَّالة للأدوية الأكثر شهرة في علاج الضعف الجنسي ما يلي:

  • تادالافيل – tadalafil.
  • سيلدينافيل – sildenafil.
  • فاردينافيل – vardenafil.
  • أفانافيل – avanafil.

تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات أكسيد النيتريك في الدم، وهي مادة كيميائيَّة طبيعيَّة ينتجها الجسم لتسمح لعضلات القضيب بالتمدُّد من خلال توسيع الأوعية الدمويَّة فيه، فيزيد تدفُّق الدم إليها ومن ثم يكون الانتصاب قويًّا حتى انتهاء العلاقة الحميمة.

لماذا يلجأ الأزواج للمنشِّطات الجنسيَّة؟

تتنوَّع الأسباب التي تدفع بعض الأزواج إلى تناول المنشِّطات، ومنها:

مقالات ذات صلة
  • سرعة القذف أو ضعف الانتصاب وعدم القدرة على الحفاظ عليه لوقتٍ كافٍ حتى إتمام العلاقة الحميمة، وهما السببان الأكثر شيوعًا لتناول المنشِّطات.
  • قد يكون الانتصاب سليما لكن الزوج يشعر بانخفاض الرغبة أو بغياب الإثارة الجنسيَّة تجاه زوجته فيلجأ لمثل هذه الأدوية.
  • يمكن أن تؤدِّي الضغوط النفسيَّة مثل القلق والاكتئاب والإجهاد إلى تأثُّر الجانب العاطفي بين الزوجين ممَّا يدفع الزوج لتناول المنشِّطات.
  • استعمالها بهدف تحسين أدائه الجنسي وزيادة ثقته بنفسه في أثناء العلاقة.
    يمكن أن يتناولها البعض تحت تأثير الإعلام والإعلانات التي تروِّج لها بغزارة وتحفِّزهم لتجربتها.

أضرار المنشِّطات الجنسيَّة

تُعد المنشِّطات الجنسيَّة موضوعًا حسَّاسًا ومثيرًا للجدل، إذ يرى بعضهم أنَّ تناولها أمر صحِّي ومفيد، بينما يرى البعض الآخر أنَّها قنابل موقوتة وقد تنفجر في أي لحظة لتهدِّد حياة مستخدميها، فأيُّ الفريقين على صواب؟

تحكي إحدى الزوجات عن عدم رضاها عن جودة العلاقة الحميمة مع زوجها، وهذا أثَّر بالسلب على الحياة بينهما، إذ أصبحت تشعر بالجفاء يتزايد بينهما، ومن ثم تتساءل هل يمكن أن تضع المنشِّطات لزوجها سرًّا فيما يأكل أو يشرب؟

لذا بدورنا نوضح لها أنها بذلك ستُزيد من تفاقم المشكلة، خاصةً إذا كان الزوج يعاني عجزًا جنسيًا جرّاء أسباب عضويَّة يمكن علاجها، وذلك لأن المنشِّطات الجنسيَّة ستحل المشكلة بصورة مؤقَّتة -وقت الجماع فقط- دون أن تعالج السبب الأساسي، هذا بالإضافة إلى ما سيَلحَق به من أضرار أخرى، وعلى رأسها:

إذا استُخدمت المنشِّطات بجرعات عالية، فإنها تدفع زوجها دفعًا نحو المزيد من المضاعفات والمشاكل الصحيَّة التي قد تُودِي بحياته، خصوصًا إذا كان يعاني من بعض الأمراض المزمنة.
يعتاد الجسم على ما يتعرَّض له من جرعات منشِّطة بمرور الوقت، ممّا قد يضطر الزوج إلى زيادتها أكثر، ليفاجأ بعد فترة من إهمال السبب الأصلي بتليُّف نسيج العضو الذكري وانحرافه عن موضعه الصحيح عند الانتصاب، ممَّا يعني أنَّ علاج المشكلة أصبح أكثر تعقيدًا.
يمكن للاستخدام المفرط للمنشِّطات الجنسيَّة أن يؤدِّي إلى الإدمان؛ إذ يصبح الزوج غير قادر على الاستغناء عنها مع كل جماع لاعتقاده أن قدرته الجنسيَّة ستقل بدونها، وهو ما يمكن أن يؤدِّي إلى مشاكل صحيَّة ونفسيَّة خطيرة، مثل القلق والاكتئاب والعصبيَّة والتوتُّر الزائد.

الآثار الجانبيَّة لاستعمال المنشِّطات الجنسيَّة

لنتَّفق أنه لا يخلو دواءٌ من الآثار الجانبيَّة أو المضاعفات المحتملة عند استعماله، ولا سيما الأدوية المنشِّطة جنسيًّا، ومن أبرز مضاعفاتها:

الصداع:

هو أكثر الآثار الجانبيَّة المرتبطة بأدوية الضعف الجنسي شيوعًا بسبب التغيير المفاجئ في تدفُّق الدم وزيادة مستويات أكسيد النيتريك به، ومن ثم لا يستطيع القيام بالأنشطة اليوميَّة العاديَّة.
وقد يتطوَّر الأمر مع بعض الحالات -وإن كانت نادرة- إلى فقدان الوعي.
والجدير بالذكر أنَّ هذا العرض شائعٌ مع جميع أنواع أدوية الضعف الجنسي، لذا فإنَّ تبديل الدواء المُستخدم بآخر لن يخفِّف من ألم الرأس.

  • آلام في العضلات التي قد تبلغ جميع أنحاء الجسم.
  • عسر الهضم والإسهال.
  • ضيق التنفُّس وسرعة ضربات القلب.
  • الغثيان.
  • احتقان الأنف.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الحساسيَّة وظهور الطفح الجلدي.
  • التهابات المسالك البوليَّة.
  • قد يعاني البعض من اضطرابات الرؤية، لذلك لا يُنصح باستخدام أدوية الضعف الجنسي إذا كان الزوج من فاقدي البصر، أو يعاني من اضطراب في الشبكيَّة يسمى التهاب الشبكيَّة الصباغي (Retinitis pigmentosa).

بالإضافة إلى بعض المضاعفات النادرة، لكن هذا لا ينفي احتماليَّة حدوثها، ومنها:

  • القساح، ويعني انتصاب القضيب لأكثر من أربع ساعات متواصلة ممَّا يؤدِّي إلى تلف أنسجته. (Priapism).
  • تغيُّرات مفاجئة في السمع.
  • فقدان البصر.
  • السكتة القلبيَّة.

متى يحتاج الزوج لزيارة الطبيب؟

من المؤسف أنَّ أغلب من يتناولون المنشِّطات الجنسيَّة يطلبونها دون وصفة أو مراجعة طبيَّة، فضلًا عن الذين يتناولون منها ما قد يكون غير مصرَّح به من وزارة الصحَّة، وما أكثرهم؛ لكن العكس هو ما ينبغي أن يحدث، إذ يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناول أيٍ من هذه الأدوية، لأنَّها تعدُّ من مهدِّدات الحياة، خصوصًا إذا كان الزوج يعاني من واحدة أو أكثر من المشكلات الصحيَّة التالية:

  • السكَّري.
  • اضطرابات ضغط الدم.
  • ارتفاع مستويات الكوليستيرول بالدم.
  • أمراض القلب والأوعية الدمويَّة.
  • السمنة.
  • التدخين وشرب الكحوليَّات.
  • تجاوز سنّ الخمسين.

كما يجب إبلاغ الطبيب بكافة ما يتناوله الزوج من أدوية أخرى لتفادي التداخل بينها وبين المنشِّطات الجنسيَّة ووصف المناسب من الأدوية، وفي حالة لم يكن العلاج الدوائي مناسبًا لحالته الصحيَّة فقد يقترح الطبيب بعض الحلول الأخرى مثل التدخُّل الجراحي.

دور الزوجة في مواجهة مشكلة الضعف الجنسي لدى زوجها

إنَّ حديث الزوجين بصراحة حول مشكلة الضعف الجنسي يمثِّل أهم خطوة لحلِّ المشكلة، ولكن يجب أن يتمَّ ذلك برفق وتفهّم، مع الحرص على عدم إلقاء اللوم على بعضهما البعض، وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن اتِّباعها لتحقيق ذلك بسهولة:

  • ينبغي أن يكون هناك مساحة آمنة بين الزوجين تسمح بتناول المشكلة والإفصاح عن المشاعر والمخاوف التي قد تكون سببًا في معاناة الزوج من الضعف الجنسي دون قلق أو حرج.
  • التحدُّث بهدوء عن الخيارات المتاحة لحلِّ المشكلة، مثل التدخُّل الطبي أو تغيير نمط الحياة.
  • التحلِّي بروح الفريق، ونعني بذلك تكاتف الزوجين لحلِّ المشكلة، فلا يقفز أحد من القارب تاركًا الثاني ليغرق في مشكلته، إذ يؤثِّر الضعف الجنسي على متعة الطرفين بالعلاقة الحميمة.
  • الحفاظ على التواصل العاطفي حتى لا يختفي الودّ والألفة تدريجيًّا من حياتهما.

نصائح أخرى لتجاوز الضعف الجنسي بدون المنشِّطات الجنسيَّة

هناك بعض النصائح الإضافيَّة التي يمكن أن يتشاركا في اتِّباعها للتغلُّب على الضعف الجنسي دون الحاجة إلى استخدام المنشِّطات الجنسيَّة، لكنها لا تُغني عن زيارة الطبيب المتخصِّص لمعرفة السبب الدقيق وعلاجه جذريًّا، ومن أهمِّ هذه النصائح:

  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بانتظام لتحسين الصحَّة الجسديَّة والعقليَّة، ومن ثم تحسُّن الآداء الجنسي بين الزوجين.
  • الحرص على تناول الغذاء الصحِّي الذي يحتوي على العناصر الغذائيَّة اللازمة لصحَّة الجسم عمومًا وصحَّة الجهاز الجنسي بصورة خاصَّة، مثل:
    • المأكولات البحريَّة وتحديدًا الأسماك الدهنيَّة مثل السالمون، والتونة، والماكريل.
    • الفواكه والخضراوات بأنواعها.
    • المكسّرات، مثل اللوز والبندق.
    • الحبوب الكاملة مثل الشوفان وجنين القمح.
  • الإقلاع عن التدخين والكحوليَّات حفاظًا على توازن الهرمونات في الجسم، ولا سيما تلك المسؤولة عن الصحَّة الجنسيَّة.
  • الحرص على أخذ القسط الكافي من النوم ليلًا ليتمكَّن الجسم من استعادة نشاطه.
  • محاولة التخلُّص من العوامل المسبِّبة للضغط النفسي والتوتُّر قدر المستطاع عن طريق ممارسة تمارين الاسترخاء المختلفة.

وختامًا، نؤكِّد على ضرورة الابتعاد عن استخدام المنشِّطات الجنسيَّة قبل محاولة تطبيق هذه النصائح، كما ينصح بالحصول على المشورة الطبيَّة قبل تناول أي علاج في هذا الصدد.

المصدر
Medically reviewed by Mayo clinic medical professionals, Mayo clinic, June 24, 2023.Reviewed by Harvard health publishing professionals, Harvard medical school, April 11, 2022Medically reviewed by Alisha D. Sellers, BS Pharmacy, PharmD — By Kristeen Cherney — Health line — Updated on May 16, 2022
اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى