أسئلة شائعة للتربية الجنسية
أخطر أنواع الإساءات التي يتعرَّض لها الطفل، هي التحرُّش الجنسي، لأنَّها من العوامل الفعَّالة في اضطراب الطفل جنسيًّا، فالتحرُّش هنا أشبه بحلقة مفرغة تنتقل عبر الأجيال، فالطفل الذي تعرَّض للتحرُّش في صغره هو الأقرب لممارسة هذا السلوك، إذا توافرت العديد من الدوافع لتحويله إلى مراهق معتدٍ فيما بعد، أو تحويله من طفل ضحيَّة إلى طفل لديه اضطرابات جنسيَّة مُتعدِّدة. أو آثار متعدِّدة تظهر على الطفل سواء أكانت عاطفيَّة، أو جسديَّة، أو اجتماعيَّة.
ومن الجدير بالذكر، أنَّ الاعتداء الجنسي يحدث للطفل عن طريق الخداع أو الرشوة أو التحريض أو استخدام القوة. عادةً ما يهدأ الألم الجسدي والضرر الناجم عن الاعتداء الجنسي، مع مرور الوقت، لكن الصدمة النفسيَّة تستمرّ إلى مدى طويل، إذا لم تكن هناك معالجة للأمر وتخفيف للأذى.
أظهرت العديد من الدراسات أنَّ عددًا كبير من المشاكل النفسيَّة للأطفال المعتدى عليهم جنسيًّا لها صلة بشكل واضح بالاعتداء الجنسي، مقارنة بغيرهم من الأطفال، وتظهر المشاكل السلوكيَّة كصعوبة التحصيل الدراسي، قلَّة تقدير الذات وضعف الثقة بالنفس، والإحباط والقلق المفرط وإيذاء الذات، بالإضافة إلى احتمال بداية ظهور ملامح السلوك العدواني.
الأثر المباشر على الطفل المعتدى عليه جنسيًّا، هو الألم الجسدي والمشاكل الصحيَّة الجسديَّة كالجروح والكسور. إذا تكرَّر الاعتداء البدني على الطفل، ينتج عنه العديد من الإصابات المزمنة والأضرار الدماغيَّة أو التأخُّر في النمو، وفي حالات الاعتداء على الطفل الرَّضيع قد يصل الأمر إلى غيبوبة، وقد يفضي الأمر إلى أمراض عصبيَّة مزمنة أو إلى الموت.
يعدُّ التحرُّش الجنسي في الأطفال مشكلة مستترة، ولأسباب عديدة أهمّها السريَّة نتيجة الشعور بالخزي ومشاعر الذنب وإضافة إلى ذلك صلة النسب التي تربط الشخص المعتدي بالضحيَّة، وهو مايطلق عليه ظاهرة سفاح القربى فهناك دائمًا تردُّدٌ ملحوظ من الكبار أو الأطفال في الإفادة بتعرّضهم للتحرُّش، حيث إنَّ هناك العديد من الأسر تتحفَّظ عن الإدلاء بجريمة التحرُّش وتمتنع عن تقديم شكوى خوفًا من العار والفضيحة، حيث تتعرَّض الفتاة القاصر لحوادث التحرُّش من مراهقين وأطفال أكبر سنًّا ومقرَّبين من الضحيَّة من قبل الشخص المعتدي تحت بند الثقة والحبّ في ممارسات لا تعرف حقيقتها وتجهل آثارها في المستقبل.
– لمس المناطق الخاصَّة للطفل، وإجباره على خلع ملابسه ومشاهدته وهو عارٍ.
– دعارة الأطفال، وتعريض الطفل لممارسة الأفعال الجنسيَّة .
– تشجيع الطفل على الاشتراك في المجلَّات والمواقع الإباحيَّة، أو دعوته لممارسة ألعاب لها طابع جنسي.
– استدراج الطفل عاطفيًّا واستغلال احتياجه سواء المادي أو العاطفي.
عدم القدرة والجرأة والدّفاع عن النفس؛ نتيجة نمط التربية السلبي المُتَّبع من قبل الأهل.
الخوف من التعبير وكشف الحقيقة للوالدين خوفًا من شدّة العقاب، و إحساسه بمشاعر الذنب.
فقدان الحب والحنان، ونقص المحبَّة داخل الأسرة، ممَّا يجعله فريسة سهلة لاستغلاله جنسيًّا.
وفي ذات السياق، فإنَّ الإساءة الجنسيَّة تعمل على توريط الطفل بالقيام بأفعال جنسيَّة منافية للعرف، واستغلال براءة الطفل لعدم فهمه وإدراكه للأمور، فهناك حاجة ضروريَّة للمزيد من الوعي بطرق حماية الطفل ضدّ التحرُّش والاستغلال الجنسي.
– الأول: التعليم الجنسي للطفل : أي معرفة الأعضاء الجنسيَّة للطفل وتشريحها، وكيفيَّة إدراك واحترام خصوصيَّة جسمه، وكيفيَّة توضيح هذه الحقائق التي تمثِّل أسرارًا للطفل والمراهق وتشغل تفكيرهم.
– الثاني: التربية الجنسيَّة الحقيقيَّة، بحيث يدرك الطفل أنَّ الغريزة الجنسيَّة مثل الغرائز الأخرى، دون تخويفه وإشعاره بالذنب من تلك الغريزة، بل يتمّ تحويلها من الإطار الحيواني للإطار البشري ممَّا يلائم مجتمعنا العربي؛ عن طريق الإعلاء الروحي، والطريقة المُثلى في إشغال أوقات فراغ الطفل والمراهق واستغلال طاقته من خلال ممارسة الرياضة والهوايات المختلفة كالرسم والكتابة والموسيقى، حيث يعدّ أفضل أسلوب لضبط الشهوات الجنسيَّة هو إبعاد تفكير المراهق عنها، عبر انشغاله بأشياء مختلفة وعديدة.
الثقافة والتربية الجنسيَّة لا تبدأ منذ مرحلة المراهقة بل تبدأ منذ مرحلة الطفولة المبكِّرة. من خلال الإجابة على أسئلة الطفل القائمة في حدود استيعابه على مبدأ الصدق والثبات. وتعتمد التربية الجنسيَّة على مبدأ الثقة بين الطفل والمربِّي ممَّا ينعكس على تقبُّل المعلومة من الطفل. بالإضافة إلى عدم التهرُّب من أسئلة الطفل حتى لايعتقد أنَّ هناك القضايا الجنسيَّة مُحاطة بالكتمان. مع الحرص على أن تكون الإجابة مناسبة لعمر الطفل ومدى استيعابه.
– تدريب الطفل على ردِّ الفعل والاستجابة السريعة تجاه الخطر، وتدريبه على ضبط الذات ضدّ أي استغلال جنسي.
– تزويد الطفل وتثقيفه بمعلومات صحيحة عن السلوكيَّات الجنسيَّة والتكاثر في الحياة الأسريَّة في إطار القيم الملائمة والسائدة في مجتمعنا العربي.
– إكساب الطفل سلوكيات حماية النفس، والعناية بالذات نحو التحرُّش الجنسي.
– تنمية وعي الطفل بهويّته الجنسيَّة والأدوار المناسبة لها.
– الابتعاد عن أسلوب التخويف والعقاب الدائم للطفل. وخلق لغة من الحوار الدافئ مع الطفل للتحدُّث عن مخاوفه وما يثير فضوله في معرفته.
– تعليم الطفل حدوده الشخصيَّة وأن له مسافة شخصيَّة personal Space وليس لأحد أن يتخطَّاها.
– التثقيف الجنسي للطفل فيما يناسب مرحلته العمريَّة، والإجابة على أسئلته بدون تخويف له، أو محاولة إلهائه في أمور أخرى.
– الاهتمام بالجانب العاطفي للطفل وإشباعه عاطفيًّا بالتقدير والتشجيع والاهتمام وعدم المقارنة بينه وبين غيره.
– حتّى لايصبح فريسة سهلة، وأن يتمّ استدراجه عاطفيًّا من قبل شخص معتدي.
– عدم إهمال الطفل وتركه مع أشخاص أكبر سنًّا أو مراهقين بدون رقابة، وخصوصًا في حالات أطفال الانفصال الأسري.
لا ينبغي أن يكون التعلُّم عن الجنس في “حديثٍ ضخم” واحد. يجب أن تكون عمليَّة متكرِّرة بمرور الوقت، حيث يتعلَّم الأطفال ما يحتاجون إلى معرفته. أجِب عن الأسئلة فور ظهورها حتى يشبع فضول الأطفال الطبيعي عندما يكبرون.
إذا لم يطرح طفلك أسئلة حول الجنس، فلا تتجاهل الموضوع فقط. ابحث عن الفرص، مثل عندما ينجب الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة طفلًا، لمناقشة التربية الجنسيَّة.
يجب على الآباء البدء في عمليَّة التثقيف الجنسي قبل وقتٍ طويل من سماع الأطفال عنها في المدرسة.(إذا كنت تريد أن يحصل أطفالك على معلومات تتوافق مع قيمك)، يختلف إدخال المعلومات التي لها علاقة بأمور الصحَّة الجنسيَّة في الفصل وما يغطِّيه المعلِّمون.
تبدأ العديد من المدارس في الصفِّ الخامس أو السادس، لكن البعض لا يقدِّمها على الإطلاق إذ يقفز عنها بعض المعلمين. يمكن أن تشمل الموضوعات التي يتمُّ تناولها: علم التشريح، الأعضاء التناسليَّة، أو بعض الأمراض المنقولة جنسيًّا، والحمل. قد ترغب في السؤال عن منهج مدرسة أطفالك، حتَّى تتمكَّن من تقييمه بنفسك.
من المرجَّح أن يكون لدى الأطفال، عند تعلُّم القضايا الجنسيَّة في المدرسة أو خارجها، العديد من الأسئلة. يجب أن يكون الآباء منفتحين لمواصلة المحادثات والإجابة عن الأسئلة في المنزل.