مخزون المبيض؛ هل هو مخزون السعادة؟
- ما المقصود بمخزون المبيض؟
- ما هو فحص مخزون المبيض - AMH؟
- كيفيَّة قراءة نتيجة فحص مخزون المبيض-AMH
- ما هو مستوى AMH الجيِّد بالنسبة لعمرِك؟
- ما الذي لا يمكن أن يخبركِ به فحص مخزون المبيض AMH؟
- هل هناك أعراض لانخفاض مخزون المبيض عن معدَّله الطبيعي؟
- كيف تؤثِّر حالة مخزون المبيض على الرغبة الجنسيَّة للزوجة؟
- هل يمكن الحفاظ على مخزون المبيض؟
تعاني إحدى السيِّدات من تأخُّر الإنجاب رغم مرور عدَّة سنوات على زواجها، وبينما تتردَّد على العديد من أطبَّاء النساء والتوليد ومراكز الخصوبة وعلاج العقم، وتجري عددًا لا بأس به من الفحوصات التي تتضمَّن فحص مخزون المبيض، فقد وجدته منخفضًا عن معدَّله الطبيعي في الدم، ومن ثمَّ دار في ذهنها الكثير من الأسئلة حول علاقة مخزون المبيض بالصحَّة الجنسيَّة وتأخُّر الإنجاب.
ما المقصود بمَخزون المبيض؟
يُشير مصطلح مَخزون المبيض إلى ذلك الرصيد من البويضات الصحِّيَّة غير الناضجة الذي تولد به كلّ أنثى، ولا يُنتج الجسم المزيد من البويضات بعد الولادة ممَّا يعني أنَّ هذا المخزون يتناقص عند البلوغ مع كل دورة شهريَّة دون تعويضه، لذلك يقول المتخصِّصون أنَّ المرأة لديها “مخزن” للبويضات وليس “مصنعًا”.
يزداد معدَّل نقصان مخزون المبيض بصورة كبيرة عند بلوغ الثلاثينات من العمر إلى أن تصل المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث (Menopause) التي تختفي فيها جميع البويضات، وفيما يلي متوسّط مَخزون المبيض لكل مرحلة عمريَّة:
- جنين عمر 20 أسبوع:
يكون مخزون المبيض حوالي 6 إلى 7 مليون بويضة.
- عند الولادة:
يقلُّ مَخزون المبيض ليتراوح عدد البويضات بين 1 إلى 2 مليون بويضة، لسببٍ غير معروف حتَّى الآن.
يقلُّ مخزون المبيض إلى ما بين 300,000 إلى نصف مليون بويضة.
- في سنِّ الثلاثينات:
يستمرُّ مخزون البويضات عند المرأة في الانخفاض سريعًا ليصل إلى نحو 25,000 بويضة.
- الخمسينات من العمر:
هي مرحلة يكون مَخزون البويضات فيها قليلًا، إذ يبلغ نحو ألف بويضة سليمة فقط.
يقلُّ احتياطي المبيض بصورة حادَّة وسريعة إلى أن تفقد المرأة قدرتها على الإنجاب بصورة نهائيَّة.
ويُقاس مخزون أو احتياطي المبيض عن طريق إجراء فحوصات، تقيس مستوى الهرمونات الأنثويَّة في الدم، وليس تعدادًا للبويضات، وهي:
- فحص هرمون FSH، الهرمون المحفِّز لنمو الجُريبات.
- فحص هرمون E2 الذي يشير إلى جودة عمل المبيض، ويدلُّ انخفاضه على اقتراب المرأة من مرحلة انقطاع الطمث.
- فحص AMH -محلّ حديثنا اليوم- وهو باختصار فحص يعكس عدد الجُريبات الموجودة في المبيضين.
ما هو فحص مخزون المبيض – AMH؟
هو أحد أهمّ الفحوصات التي يحتاجها متخصِّصو النساء والتوليد والعقم، إذ يُعدُّ مؤشِّرًا لدرجة الخصوبة عند النساء، ويُرمز له بالإنجليزيَّة بالاختصار (AMH – Anti Mullerian Hormone) ويعني الهرمون المضادّ للمولر.
يُعرف أيضًا بهرمون الخصوبة، ويستخدم لتقدير مَخزون البويضات للسيِّدات كلّ حالة بحسب عمرها عن طريق الإشارة إلى عدد الجُريبات التي يحملها كل مبيض، ومن ثمَّ يساعد المتخصِّصين في اتِّخاذ بعض القرارات المهمَّة، مثل الحقن المجهري أو أطفال الأنابيب.
كيفيَّة قراءة نتيجة فحص مَخزون المبيض-AMH
ترتبط نتيجة فحص مخزون المبيض (AMH) ارتباطًا وثيقًا بعمر كل سيِّدة -كما أشرنا سلفًا- ومن ثمَّ تتحدَّد دلالات نتيجة الفحص، ومنها ما يلي:
- يتراوح المعدَّل الطبيعي لفحص مخزون المبيض بين 0.7 إلى 3 نانوجرام/مل مشيرًا إلى سلامة المبيضين مع عدم وجود ما يمنع الحمل في هذا الصدد.
- وتشير النتيجة أكثر من 3 نانوجرام/مل إلى ارتفاع مَخزون المبيض عن المعدَّل الطبيعي، ممَّا قد يعني أنَّ السيدة تعاني من تكيُّس المبايض.
- وإذا كانت نتيجة الفحص أقل من 0.3 نانوجرام/مل فهي تُعدُّ جرس إنذار لصعوبة الحمل والإنجاب، أو اقتراب بلوغ مرحلة انقطاع الطمث. (Menopause)، وقد تنخفض نسبة هرمون مَخزون المبيض لأسباب أخرى، لعلَّ من أهمِّها ما يلي:
- التهاب البوق، ويُقصد به التهاب قناتيْ فالوب (Salpingitis).
- بطانة الرَّحم المهاجرة (Endometriosis).
- الخضوع لجراحة سابقة في المبايض.
- التعرُّض للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي.
- التدخين.
- إصابة منطقة الحوض بأحد أنواع العدوى.
- أمراض المناعة الذاتيَّة (autoimmune disease).
- استئصال أحد المبيضين.
ما هو مستوى AMH الجيِّد بالنسبة لعمرِك؟
لعلَّ هذا التساؤل يراودكِ الآن، وكما علمنا فإنَّ مستويات هرمون مخزون المبيض تنخفض بصورة طبيعيَّة مع تقدُّم العمر، لذلك من الطبيعي أن تلاحظي احتياطيًا أقلّ من مخزون المبيض في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من عمرِك، وفيما يلي إشارة للمعدَّلات الطبيعيَّة لمخزون المبيض بالتقريب في مراحل عمريَّة مختلفة، وهي:
- 25 عامًا: 3 نانوجرام/مل.
- 30 عامًا: 2.5 نانوجرام/مل.
- 35 عامًا: 1.5 نانوجرام/مل.
- 40 عامًا: 1 نانوجرام/مل.
- 45 عامًا: 0.5 نانوجرام/مل.
ما الذي لا يمكن أن يخبركِ به فحص مخزون المبيض AMH؟
على الرغم من أنَّ هرمون AMH مرتبط بعدد البويضات لديك، إلا أنَّه لا يمكنه أن يتنبَّأ بدرجة خصوبتك، أو بمعنى أصحّ لا يمكنه أن يؤكِّد إمكانيَّة حدوث الحمل مع أو بدون علاجات، كما إنَّه لا يمكنه أن يخبركِ بتاريخ اليوم الذي ستبدأ فيه مرحلة انقطاع الطمث.
ضعي في اعتبارك أيضًا، أنَّه حتى لو كانت مستويات هرمون AMH لديكِ مثاليَّة فهناك عوامل أخرى من شأنها أن تؤثِّر على إمكانيَّة الحمل، مثل:
- العمر.
- حالتكِ الصحيَّة بصورة عامَّة.
- عدم انتظام التبويض.
- انسداد قناتي فالوب.
- تندب الحوض.
- مشاكل الرَّحم مثل الأورام الليفيَّة.
- عدد الحيوانات المنويَّة وحركتها لدى الزوج.
- ممارسة بعض العادات السيِّئة مثل التدخين.
هل هناك أعراض لانخفاض مخزون المبيض عن معدَّله الطبيعي؟
برغم تأكيد كثير من الدراسات على عدم وجود أعراض واضحة تُشير إلى انخفاض مخزون المبيض، إلا إنَّ بعض السيِّدات قد يلاحظن بعض التغييرات، ومنها:
- صعوبة حدوث الحمل رغم انتظام الجماع وتقصِّي أيام التبويض.
- غياب أو تأخُّر الدورة الشهريَّة أو عدم انتظامها.
- قد تصير الدورة الشهريَّة أكثر غزارة من المعتاد.
- قد يكون نقص مخزون المبيض عاملًا مساهمًا في حدوث الإجهاض المتكرِّر.
- جفاف المهبل الذي لا شكّ يشكِّل عائقًا عند إتمام العلاقة الحميمة، خاصَّةً في مرحلة الإيلاج، ممَّا يجعل الزوجة أكثر عُرضة لعُسر الجماع، ويزيد فرصة الإصابة بالالتهابات المهبليَّة.
كيف تؤثِّر حالة مخزون المبيض على الرغبة الجنسيَّة للزوجة؟
لا شكَّ أنَّ الانخفاض في الاحتياطي البويضي لدى الزوجة، يلعب دورًا مؤثِّرًا على صحّتها النفسيَّة والعاطفيَّة، ومن ثمّ رغبتها الجنسيَّة؛ إذ يرتبط الأمر ارتباطًا مباشرًا بالمخاوف المتعلِّقة بالخصوبة والقدرة على الحمل والإنجاب، فنجد الزوجة محاصرة دائمًا بالكثير من المشاعر السلبيَّة مثل القلق أو الحزن أو الإحباط، علاوةً على انخفاض درجة إقبالها على العلاقة الحميمة، أو صعوبة بلوغها لنشوة الجماع، أو ما يُعرف بالتدفُّق.
ولا ينتهي الأمر عند ذلك، بل إنَّ ما تخضع له الزوجة من علاجات للخصوبة أو غيرها من الأدوية الهرمونيَّة لتحفيز المبايض، أو خضوعها للإجراءات الجراحيَّة لزيادة فرص حدوث الحمل، تؤثِّر سلبًا على رغبتها الجنسيَّة، جرّاء تعرُّضها للإجهاد البدني والنفسي.
هل يمكن الحفاظ على مخزون المبيض؟
هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد السيِّدة التي لا تعاني من أيِّ أمراض أخرى في الحفاظ على مخزون المبيض، ومن أهمِّها:
- الإقلاع عن العادات السيِّئة التي تؤثِّر سلبًا على مخزون المبيض وجودة البويضات، مثل التدخين.
- محاولة تقليل التوتُّر والقلق والضغط النفسي قدر الإمكان.
- الحرص على تناول الوجبات الصحيَّة الغنيَّة بالفيتامينات والأملاح المعدنيَّة الضروريَّة لصحَّة الجسم بشكل عام، ولا سيما صحَّة المبيض.
- التخلُّص من الوزن الزائد، وممارسة الرياضة بانتظام.
- شرب ما لا يقلّ عن 10 أكواب من الماء يوميًّا.
- استشارة الطبيب المتخصِّص الذي قد يصف بعض أنواع الفيتامينات، أو المكمِّلات الغذائيَّة التي تساعد في تعزيز جودة البويضات، ومنها:
- حمض الفوليك.
- فيتامين د.
- أحماض الأوميجا 3.
- مضادَّات الأكسدة مثل Co enzyme Q10.
- فيتامين DHEA، وهو هرمون يفرزه الجسم بصورة طبيعيَّة، لكنَّه يقلُّ تدريجيًّا مع التقدُّم في العمر، ومن ثمَّ تحتاج السيِّدة التي تعاني من انخفاض مخزون المبيض إلى تعويض هذا الهرمون عن طريق تناوله في صورة حبوب.
في النهاية، نودُّ أن نؤكِّد على أنَّ تأثير مستويات هرمون AMH المنخفضة على الرغبة الجنسيَّة متفاوت بين سيِّدة وأخرى، إذ إنَّ هناك عدَّة عوامل يمكنها أن تؤثِّر في الرغبة الجنسيَّة وجودة العلاقة الحميمة بين الزوجين، لذا ينبغي لكلِّ من تعاني من انخفاض مخزون المبيض، أن تبحث عن الدعم اللازم والتوجيه الصحيح من المتخصِّصين والخبراء؛ فهم القادرون على تقييم الوضع وتقديم الإرشادات المناسبة لحالتكِ، سواء من خلال تقديم علاجات الخصوبة المناسبة، أو توفير الدعم النفسي والعاطفي.
لا تتردَّدي أيضًا، في التحدُّث مع الزوج حول ما يؤرِّقكِ ويسبِّب لكِ الضغط النفسي والقلق، وتذكَّري دائمًا أنكِ لستِ وحدك في هذه التجربة، وأنَّ هناك خيارات علاجيَّة واسعة يمكنها مساعدتك في التعامل مع التحدِّيات المرتبطة بالخصوبة والرغبة الجنسيَّة.