فحص الزُّجاجة؛ “مسحة عنق الرَّحم”هل هو مفتاح للكشف عن الأمراض الخطيرة؟

فحص الزُّجاجة؛ هل هو مفتاح للكشف عن الأمراض الخطيرة؟
  • ما هو فحص الزُّجاجة؟
  • لماذا يُسمَّى فحص "الزُّجاجة"؟
  • متى ينبغي إجراء مسحة عنق الرَّحم؟
  • لماذا أُكرِّر فحص الزُّجاجة إذا كانت نتيجة أوَّل مسحة طبيعيَّة؟
  • كيف تستعدِّين لفحص الزُّجاجة؟ وما أهمّ الاحتياطات؟
  • هل فحص الزُّجاجة مؤلم؟
  • هل فحص الزُّجاجة يؤثِّر على العلاقة الحميمة بين الزوجين؟
  • تفسير نتيجة فحص الزُّجاجة

يحتلُّ سرطان عنق الرَّحم المرتبة الرابعة في قائمة السرطانات الأكثر انتشارًا بين النِّساء حول العالم، إذ تشير إحصائيَّات منظَّمة الصحَّة العالميَّة عام 2020 إلى وفاة نحو 432 ألف حالة إثر إصابتهن بهذا المرض اللعين، فما علاقة فحص الزُّجاجة “مسحة عنق الرَّحم” بالإحصائيَّات المذكورة؟ وهل يمكنه أنيحتلُّ  يساهم في تقليل هذه الأعداد بصورة أو بأخرى؟ 

في هذا المقال نسلِّط الضوء على كافة التفاصيل حول فحص الزُّجاجة، ودوره الفعَّال في إنقاذ الأرواح من لعنة هذا المرض، فتابعي القراءة.

ما هو فحص الزُّجاجة؟

يشتهر باسم “فحص الزُّجاجة” ويُقصَد به مسحة عنق الرَّحم (cervical or pap smear)، وهو أحد أهمّ الفحوصات الدوريَّة التي ينبغي إجراؤها بين الحين والآخر لفحص خلايا عنق الرَّحم (المنطقة الواقعة بين الرَّحم والمهبل)، والتحقُّق من وجود خلايا غريبة في هذه المنطقة، ومن ثمَّ الكشف المبكِّر عن أي إصابة قد تُودي مضاعفاتها بحياة الفتاة أو السيِّدة، وعلى رأسها سرطان عنق الرَّحم الذي أصبح من الممكن اكتشافه في ظلِّ وجود هذا الفحص قبل ظهور أي أعراض.

يمثِّل فحص الزُّجاجة خيارًا وقائيًّا وتشخيصيًّا في الوقت نفسه، إذ يساعد في الكشف عن أي تغيُّرات قد طرأت على خلايا عنق الرَّحم وعلى هذا الأساس يتمكَّن الأطبَّاء من توقُّع احتماليَّة الإصابة بأحد الأمراض التي تعتري هذه المنطقة الحسَّاسة في الجسم، ومن ثمَّ اتِّخاذ كل الاحتياطات الممكنة لوقاية السيِّدة أو الفتاة من تفاقم المشكلة.

لماذا يُسمَّى فحص “الزُّجاجة”؟ 

يرجع شيوع مسمَّى “فحص الزُّجاجة” على مسحة عنق الرَّحم إلى شكل الوعاء الذي تُحفظ فيه عيِّنة الخلايا المأخوذة من عنق الرَّحم والذي يشبه شكل الزُّجاجة.

مقالات ذات صلة

متى ينبغي إجراء مسحة عنق الرَّحم؟

يوصي الأطبَّاء والمتخصِّصون بإجراء مسحة عنق الرَّحم بصورة عامَّة ابتداءً من 21 عامًا بهدف الاطمئنان على صحَّة عنق الرَّحم.

كما يُنصَح بتكرار المسحة:

  • مرَّة كل ثلاث سنوات إذا كان عمركِ بين 21-65 عامًا.
  • مرَّة كل 5 سنوات بعد بلوغ الثلاثين في حال الانتظام على إجراء الفحص الخاصّ بفيروس الورم الحليمي البشري (Human papillomavirus) وهو الفيروس المسبِّب لسرطان عنق الرَّحم.

وقد لا يلتفت الطبيب إلى العمر وينصح بتكرار المسحة بمعدَّل أكثر في حالات معيَّنة، هي:

  • ظهور نوع من الخلايا التي تنذر بالإصابة بالسرطان.
  • ضعف كفاءة الجهاز المناعي الناجم عن التعرُّض المسبق لوسائل علاجيَّة معروفة بتأثيرها السلبي على صحَّة المناعة، مثل:
  • زراعة أحد الأعضاء جرَّاء فشل العضو الأصلي في القيام بوظيفته.
  • العلاج الكيماوي.
  • تناول الكورتيكوستيرويدات، وهي نوع من الأدوية التي تعمل على تثبيط جهاز المناعة، ويكثر استخدامها للحدِّ من مضاعفات أمراض المناعة الذاتيَّة.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة (الإيدز).
  • التدخين الشَّرِه.

لماذا أُكرِّر فحص الزُّجاجة” مسحة عنق الرَّحم إذا كانت نتيجة أوَّل مسحة طبيعيَّة؟

لعلَّ هذا التساؤل هو ما يدور في ذهنكِ الآن، ونُجيبك بأنَّ أهميَّة تكرار مسحة عنق الرَّحم تكمن في كون الإصابة بالسرطان لا تظهر فجأة، إذ تبدأ أعراض العدوى الفيروسيَّة من هذا النوع بظهور ما يُعرف بالثآليل (نتوءات جلديَّة)، ولا تظهر أعراض السرطان إلا بعد مرور عدَّة سنوات من العدوى.

لذا فإنَّ التحرِّي عن أيِّ تغيُّراتٍ في طبيعة خلايا عنق الرَّحم من خلال فحوصات الكشف عن السرطان -ومن بينها فحص الزُّجاجة- يعدُّ إجراءً لا يمكن الاستهانة به في رحلة الاستشفاء من هذا المرض الشرس.

علاوةً على أنَّ الاختبار الأوَّل قد يعطي نتيجة سلبيَّة -عن طريق الخطأ- لسببٍ ما، وتعني عدم وجود أي خلايا غير طبيعيَّة، بينما الأمر في الحقيقة عكس ذلك، ومن أبرز العوامل التي تتتسبَّب في ظهور قراءة خاطئة ما يلي:

  • عدم كفاية عيِّنة الخلايا المأخوذة للفحص.
  • قلَّة عدد الخلايا غير الطبيعيَّة، ما لا يسمح بظهورها خلال الفحص.
  • كثرة عدد خلايا الالتهاب أو الدم في العيِّنة، فتنطمس الخلايا الغريبة ويصعب اكتشافها. 

ولهذا ينصح الأطبَّاء بتكرار الفحص بالمعدَّلات المذكورة تفاديًا للخطأ.

كيف تستعدِّين لفحص الزُّجاجة ؟ وما أهمّ الاحتياطات؟

للحصول على نتائج دقيقة لفحص الزُّجاجة، يؤكِّد الأطبَّاء على ضرورة اتِّباع التعليمات التالية:

  • الامتناع عن الجماع ليلة الفحص (أي اليوم السابق ليوم المسحة).
  • تجنُّب استعمال أي من منتجات العناية بالمهبل قبل الفحص بيومين، سواء:
  1. الدش أو الغسول المهبلي.
  2. الكريمات أو المراهم.
  3. الأدوية المعنيَّة بقتل الحيوانات المنويَّة.

وذلك لأنَّها قد تتسبَّب في القضاء على الخلايا غير الطبيعيَّة -إن وجدت- ومن ثم تعطي المسحة نتيجةً خاطئة.

  • الابتعاد عن أيَّام الدورة الشهريَّة عند تحديد موعد الفحص.

هل فحص الزُّجاجة “مسحة عنق الرَّحم” مؤلم؟

لا يُعدُّ فحص الزُّجاجة مؤلمًا، إذ يعتمد في إجرائه على مهارة وخبرة الطبيب، ومدى استرخائكِ أثناء الفحص. 

تُجرى المسحة في عيادة النِّساء والتوليد في دقائق معدودة لا تتجاوز العشرين دقيقة، وذلك من خلال الخطوات التالية:

  • الاستلقاء على الظهر على طاولة أو سرير الفحص، ثم فتح الأرجل وتثبيتهما على ما يُعرف بالأساور (دعامتان في نهاية الطاولة تستند عليهما القدمان).
  • يُدخل الطبيب منظارًا مخصَّصًا عبر المهبل لإبقاء جدرانه مفتوحة حتى يسهل الوصول إلى عنق الرَّحم.
  • تؤخذ عيِّنة من خلايا عنق الرَّحم للفحص باستخدام:
  1.  أداة كشط.
  2. فرشاة طبيَّة مخصَّصة.
  3. أداة تجمع بين الفرشاة وملعقة الكشط كلا معًا.
  • توضع عيِّنة الخلايا في حاوية أو وعاء به سائل مخصَّص لحفظ الخلايا.
  • ترسل العيِّنة بعد ذلك للفحص في المعمل لفحصها مجهريًّا والتحقُّق من وجود خلايا سرطانيَّة أو قابلة للتسرطن.

هل فحص الزُّجاجة يؤثِّر على العلاقة الحميمة بين الزوجين؟

كوني مطمئنَّة، إذ يمكنكِ العودة إلى منزلكِ مباشرةً بعد الانتهاء من الفحص وممارسة حياتك، لا سيما العلاقة الزوجيَّة بصورة طبيعيَّة وآمنة تمامًا.

وإذا لاحظتِ نزول بعض الإفرازات الزائدة أو قطرات الدم من المهبل فلا داعي للقلق، إذ إنَّها يمكن أن تظهر جرَّاء الكشط وتختفي من تلقاء نفسها.

تفسير نتيجة فحص الزُّجاجة 

تتضمَّن نتيجة مسحة عنق الرَّحم أحد احتمالات ثلاثة، فهي إمَّا أن تكون:

طبيعيَّة:

وهي الحالة التي يخبركِ فيها الطبيب بأنَّ نتيجة الفحص سلبيَّة، أي إنَّها تخلو تمامًا من أي خلايا غير مألوفة.

غير طبيعيَّة:

لا تفزعي في هذه الحالة ولا تظنِّي أنَّ النتيجة الإيجابيَّة تعني قطعًا الإصابة بسرطان عنق الرَّحم، إذ إنَّ ظهور الخلايا الشاذَّة قد يكون مؤشِّرًا لعدَّة مشكلات صحيَّة في منطقة عنق الرَّحم، من بينها:

  • التهابات عنق الرَّحم المزمنة.
  • الإصابة بأحد صنوف العدوى.

ولهذا يطلب الطبيب إعادة المسحة مرَّة أخرى بعد فترة زمنيَّة يحدِّدها وفقًا لدلالات الفحص.

كما إنَّه قد يطلب إجراء بعض الفحوصات التشخيصيَّة الأخرى، وذلك بناءً على نوع الخلايا الغريبة التي ظهرت في الاختبار.

وما يطمئِن في الأمر، أنَّ أغلب الخلايا الشاذَّة التي تظهر في الفحص تزول من تلقاء نفسها، لذا يفضِّل الطبيب عادةً الانتظار لفترة ثمَّ إجراء المسحة مرَّة أخرى؛ فإذا لم يلحظ تحسُّنًا، كان منظار المهبل هو الفحص المقترح، وقد يأخذ باستخدامه عيِّنة من نسيج المهبل وعنق الرَّحم للفحص.

غير واضحة:

وهي النتيجة التي تضطركِ لإجراء الفحص مرَّة أخرى بعد الانتظار لفترة تتراوح بين ستة أشهر وسنة، أو الخضوع  للمزيد من الفحوصات للتأكُّد من النتيجة، وفي مقدِّمتها منظار عنق الرَّحم.

وفي النهاية، تذكَّري دائمًا عزيزتي أنَّ الوقاية خير من العلاج، دعي عنك فكرة الخوف من ظهور خلايا غير طبيعيَّة وبادري بالاطمئنان على صحّتك، فهي أهمّ ما تملكين.

المصدر
Medically reviewed by mayoclinic medical experts, 18.6.2022WHO 5 march 2024
اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى