الحلقة الثالثة بودكاست “صحِّيَّات” | الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة للشباب

للاستماع للحلقة الثالثة بودكاست “صحِّيَّات” | الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة للشباب

استضافت هذه الحلقة من بودكاست “صحِّيَّات” مع روان بركات، الدكتورة أريج حجاوي، رئيسة قسم الطفل في وزارة الصحَّة، والمرشد النفسي الأستاذ سهيل شواقفة، للحديث عن الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة للشباب.

مفهوم الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة للشباب

انطلق الحوار مع الدكتورة أريج حول ربط الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة بالشباب والمفهوم الذي يحيط به، إذ أوضحت أنَّه يرتبط  بكل ما يتعلَّق بالجهاز الإنجابي لليافعين (من 10 إلى 19 عامًا) والشباب (حتى 30 عامًا)، مؤكِّدة على أهميَّة الاهتمام بصحَّة هذه الفئة العمريَّة الكبيرة ودورها المحوري في مستقبل المجتمع.

وأبدت الدكتورة أسفها لعدم تلبية احتياجات الشباب في هذه الفئة العمريَّة، وكيف أنَّ الأسئلة التي يطرحونها غالبًا لا تجد إجابات كافية. وبناءً على ذلك، يجد الشباب وأسرهم صعوبة في الوصول إلى المعلومات الصحيَّة والجنسيَّة، إذ إنهم خلال محاولتهم للحصول على تلك المعلومات، يلجأون إلى الإنترنت، حيث قد تكون هناك العديد من المعلومات المضلِّلة أو غير الدقيقة.

أهميَّة التحدُّث مع أبنائنا بشكل مفتوح حول مسائل الصحَّة الجنسيَّة والإنجاب

كما أوضح الأستاذ شواقفة، رأيه حيال الموضوع، مشيرًا إلى تردُّد الشباب وخوفهم من طرح الأسئلة واللُّجوء إلى المراجع الموثوقة، بمن فيهم الأهل، للحصول على المعلومات، ولافتًا إلى اتِّجاه مقلق لديهم؛ إذ يميلون للجوء إلى الإنترنت أو الأصدقاء عوضًا عن الأهل. مؤكِّدًا على أهميَّة تحفيز الأهل لتشجيعهم على طرح الأسئلة وفتح قنوات الحوار بينهم. كما شدَّد على ضرورة عدم اتِّساع الفجوة بين الأجيال، داعيًا الأهل إلى أن يكونوا مستعدِّين للردّ على جميع استفسارات الشباب وتوفير المعلومات الصحيحة. مشدِّدًا على أنَّ هذا الدور الأبوي فرصة لبناء توجيه تربوي حول الحدود الاجتماعيَّة والأخلاق والقيم الدينيَّة المتعلِّقة بهذه القضايا.

أكَّدت الدكتورة أريج على أهميَّة التحدُّث مع أبنائنا بشكل مفتوح حول مسائل الصحَّة الجنسيَّة والإنجاب، بما في ذلك التغيُّرات الجسديَّة، بهدف توعيتهم وتجنُّب اللُّجوء إلى مصادر غير موثوقة. كما شجَّعت الآباء والأُمّهات على خلق بيئة آمنة تسمح لأبنائهم بالتحدُّث بحريَّة حول هذه المسائل والحصول على المعلومات الصحيحة من مصادر موثوقة، بهدف توفير بيئة تثقيفيَّة وداعمة للشباب.

التحدِّيات والمسائل الصحيَّة المتعلِّقة بالصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة التي يواجهها الشباب

أشارت الدكتورة أريج إلى أبرز التحدِّيات والمسائل الصحيَّة المتعلِّقة بالصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة التي يواجهها الشباب. تنوَّعت هذه التحدِّيات وشملت مشكلات البلوغ مثل البلوغ المبكِّر والمتأخِّر، فضلًا عن التحدِّيات المتعلِّقة بالتغيُّرات الهرمونيَّة مثل تكيُّس المبايض، وأمراض الجهاز الإنجابي مثل الأورام والأمراض المنقولة جنسيًّا. كما تطرَّقت إلى بعض القضايا الصحيَّة المتعلِّقة بالعادات والأنماط الحياتيَّة التي يتبعها الشباب، مثل التدخين والتغذية غير السليمة، التي قد تؤدِّي إلى مشاكل منها السمنة.

وأبرزت الدكتورة أريج أحد التحدِّيات البارزة التي يواجهها الشباب الذكور في اللُّجوء إلى تناول هرمونات وبروتينات وستيرويدات لبناء العضلات. وأكَّدت أنَّ هذه المواد تتطلَّب تعاطيًا حذرًا نظرًا لتأثيرها على الكلى والكبد، وقد تؤثِّر أيضًا على معدَّل الخصوبة لدى الذكور. وفي سياق آخر، حذَّرت من استخدام بعض الأدوية لتخفيف الوزن من قبل الشباب، وفي إشارة إلى الشباب الإناث، ألقت الضوء على مشكلة شائعة هي سوء التغذية نتيجة لتأثير التوجيهات الخاطئة حول الجمال والموضة. وأكَّدت على أهميَّة توجيه الشباب نحو نمط حياة صحِّي والابتعاد عن العادات الضارَّة مثل التدخين، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة.

تقدير الذات 

أكَّد الأستاذ سهيل على أهميَّة توفُّر الإرادة لدى الشباب للابتعاد عن الممارسات السلبيَّة. ومع ذلك، أشار إلى أنَّ استخدام المكمِّلات الغذائيَّة أو اللجوء إلى الأدوية للتنحيف وممارسات أخرى يمكن أن تعكس نظرة الشباب لذواتهم وتقديرهم لصورة أجسادهم. ورغم أهميَّة هذا الجانب، أكَّد على أنَّ هناك مصادر أخرى لتقدير الذات يجب على الشباب أن يكتسبوا وعيًا حولها، مثل كفاءاتهم المعرفيَّة والمهاريَّة في دراستهم وعلاقاتهم مع الآخرين ولباقتهم، موضحًا  أنَّ هذه الجوانب مجتمعة تسهم في بناء تقدير ذات مرتفع.

وأشار إلى دور الأهل في تشكيل نظرة الشباب لأنفسهم، إذ يلعبون دورًا مهمًّا في تشجيع الإيجابيَّات وتقديم المدح عوضًا  عن الانتقادات بشأن الجسد، وفي تعزيز الجوانب الإيجابيَّة لديهم، سواء كانت تتعلَّق بالجسد أو المهارات.

الصحَّة البدنيَّة 

أشارت الدكتورة أريج  إلى تأثير السمنة على صحَّة الجهاز الإنجابي للشباب، إذ يتعرَّضون لمشاكل صحيَّة مثل السكَّري وتكيُّس المبايض، ممَّا يمكن أن يؤدِّي في المستقبل إلى مضاعفات خلال فترة الحمل، مشدِّدة على أهميَّة الحفاظ على صحتهم في هذا السياق.

وأكّدت على أنَّ ممارسة الرياضة من بين العادات الصحيَّة الرئيسة التي تعزِّز الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة للشباب، موضحة أنَّها تساهم في بناء عضلات جسم سليمة، والحفاظ على وزن صحِّي، بالإضافة إلى تفريغ العواطف السلبيَّة خلال فترة المراهقة، وملء وقت الفراغ بطريقة إيجابيَّة، كما تسهم في تطوير العلاقات الصحيَّة مع الأقران والتوجيهات الإيجابيَّة.

الختام 

قدَّمت الدكتورة أريج نصائح قيِّمة، حيث شجّعت الشباب على البحث عن المعلومات الصحيَّة من مصادر طبيَّة موثوقة أو بالتشارك مع الأهل في هذا السياق. من ناحية أخرى، قدَّمَ الأستاذ سهيل نصيحته بالتأكيد على أهميَّة السؤال، مشدِّدًا على أنَّه لا يوجد حرج في طرح الأسئلة، وناصحًا الشباب في التوجه إلى المربين القادرين على تقديم إجابات مستندة إلى المعرفة الصحيَّة.

في الختام، أكَّدت روان على أهميَّة الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة للشباب، مشيرة إلى أنَّه ليس هناك أي داعٍ للخجل من طرح الأسئلة ،واللجوء إلى المصادر الموثوقة، للحصول على إجابات لاستفساراتهم.

عن بودكاست “صحّيَّات”

هذا البرنامج من إنتاج مؤسسة رنين، يقدم صحّيَّات رنين مواضيع في الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة مع المقدمة روان بركات بأسلوب حواري مفتوح وصريح، مستضيفًا خبراء في المجال لتقديم رؤى علميَّة وعمليَّة. يهدف البرنامج إلى كسر الصمت المحيط بمسائل الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة وتعزيز ثقافة الوعي والمعرفة بين المستمعين. 

يمكنك الاستماع للحلقات عبر القنوات السمعيَّة الخاصة براديو النجاح

اظهر المزيد

صحّيَّات رنين

بودكاست صحّيَّات رنين، هذا البرنامج من إنتاج مؤسسة رنين، يقدم مواضيع في الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة مع المقدمة روان بركات بأسلوب حواري مفتوح وصريح، مستضيفًا خبراء في المجال لتقديم رؤى علميَّة وعمليَّة. يهدف البرنامج إلى كسر الصمت المحيط بمسائل الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة وتعزيز ثقافة الوعي والمعرفة بين المستمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى