متى يكون فحص الحمل المنزلي إيجابيًّا لدى الرجال؟ | سرطان الخصيَة
- كيف تكشف اختبارات الحمل المنزليَّة عن سرطان الخصيَة؟
- كيف يمكن تشخيص الإصابة بالسرطان؟
- ما هي الطرق الدقيقة لتشخيص سرطان الخصية؟
- دور الزوجة خلال رحلة اكتشاف سرطان الخصيَة وعلاجه
بدأت القصَّة عندما رفع أحد الأشخاص صورة تتضمَّن فحص حمل منزلي ساخرًا من نتيجته الإيجابيَّة، إذ إنَّه هو من أجراه وليس زوجته !
لفت المنشور انتباه الناس وتفاعلوا معه بشدَّة، لكن تعليق أحدهم كان لافتًا أكثر من الصورة إذ نصحه بضرورة التوجُّه إلى الطبيب في أقرب فرصة للتحقُّق من إصابته بالسرطان.
أخذ الرجل بالنصيحة ومن خلال زيارة الطبيب المتخصِّص وإجراء المزيد من الفحوصات وجد أنَّه بالفعل يعاني سرطان الخصيَة.
كيف تكشف اختبارات الحمل المنزليَّة عن سرطان الخصيَة؟
يعد سرطان الخصيَة من الأمراض النادرة، إذ إن هناك واحد من كل 250 رجل مُعرض للإصابة به في مرحلة ما من حياته، أي إن نسبة حدوثه حوالي 0.4%.
وترجع العلاقة بين فحوصات الحمل المنزليَّة وأورام الخصيَة إلى أن هناك أنواع معينة منها تنتج نفس الهرمون الذي يكشف عنه الفحص في حالات الحمل وهو هرمون موجهة الغدد التناسليَّة المشيميَّة البشريَّة (HCG)، والذي تنتجه البويضة المخصبة بعد انغماسها في بطانة الرحم، ومن ثم يظهر في الدم أولًا ثم في البول.
هل يمكن اعتماد فحص الحمل المنزلي في الكشف عن سرطانات الخصيَة؟
أوضح المتخصِّصون في هذا الصدد أنَّ إجراء الرجال فحص الحمل المنزلي قد يكون مفيدًا في الكشف عن الإصابة بأحد أنواع سرطان الخصيَة التي تفرز خلاياها الهرمون المذكور سلفًا إذا كانت نتيجته إيجابيَّة، كما يجدر الإشارة إلى أنَّ هناك حالات أخرى تسبِّب زيادة هرمون (HCG) لدى الرجال، منها:
- سرطانات المعدة أو الرئة، أو الكبد، أو الدماغ.
- تشمُّع الكبد.
- قرحة المعدة والأمعاء.
- داء الأمعاء الالتهابي (IBD).
علاوةً على ذلك، هناك احتمال أن تكون النتيجة الإيجابيَّة زائفة (False +ve result)، وذلك لأنَّ هناك عدَّة حالات تؤثِّر في نتيجة الفحص فتظهر إيجابيَّة مغلوطة، ومن الأمثلة على تلك الحالات:
- اختلال وظائف الكلى ونزول البروتين في البول.
- البول المدمم.
- تناول أنواع معيَّنة من الأدوية، مثل أدوية:
- الصرع.
- الاضطرابات النفسيَّة.
- بعض المسكِّنات الأفيونيَّة.
لكن النتيجة السلبيَّة للفحص ذاته لا تكفي لنفي الإصابة بأورام الخصيَة؛ إذ إنَّ هناك أنواع من أورام الخصيَة لا تنتج أي هرمونات تدلُّ على وجودها، ومن ثم ينخدع الرجل بنتيجة الفحص في هذه الحالة إذ تمنحه نتيجة الفحص السلبيَّة شعورًا زائفًا بالأمان، لذلك يُنصح دائمًا بسرعة التوجُّه للطبيب إذا شكَّ الرجل في إصابته بسرطان الخصيَة إثر ملاحظة بعض التغيُّرات التي قد تشمل:
- تورُّم إحدى الخصيتين أو تضخُّم كيس الصفن.
- الإحساس بالثقل في منطقة أسفل البطن.
- الشعور بألمٍ حادّ في الخصيتين.
لذا ينصح بزيارة الطبيب في أقرب فرصة حال ملاحظة واحدة أو أكثر من العلامات المذكورة.
إذن، كيف يمكن تشخيص الإصابة بالسرطان؟
يعتمد الأطبَّاء في تشخيص السرطان بصورة عامَّة على خطوتين رئيسيتين، هما:
1- الفحص السريري
يبدأ الطبيب الكشف بتوجيه بعض الأسئلة للمريض بهدف معرفة تاريخه المرضي والعائلي، وطبيعة نمط حياته، ثمَّ يبحث خلال الفحص السريري عن أي علامات أو أعراض تشير إلى الإصابة بالسرطان، مثل وجود كتل غريبة في بعض المناطق بالجسم، أو ملاحظة أي تغيُّر في لون الجلد، أو ظهور التقرُّحات، أو النزيف مجهول السبب.
2- الاختبارات المعمليَّة، وتشمل:
- الفحوصات التصويريَّة التي تمكِّن الطبيب من معرفة موقع الورم وشكله وحجمه، ومنها:
- الأشعَّة المقطعيَّة أو ما يُعرف بالتصوير المقطعي المحوسب (CT).
- الرنين المغناطيسي (MRI).
- تحاليل الدم المعنيَّة بالكشف عن وجود خلايا سرطانيَّة به أو ما تفرزه من مواد كيميائيَّة من خلال مجموعة من التحاليل تُعرف باسم دلالات الأورام، مثل تحليل سرطان البروستاتا (PSA).
- سحب عيِّنة من نسيج الورم والأنسجة المحيطة به لفحص خلاياها باثولوجيًّا تحت المجهر، وتختلف طرق أخذ العيِّنة تبعًا لمكان الورم ونوعه.
فحوصات أخرى تساعد في تشخيص الإصابة بالسرطان
هناك مجموعة من الاختبارات التي قد يطلبها الطبيب للتأكُّد من نوع السرطان ومدى شراسته، وتحديد خيارات العلاج المناسبة للمريض، مثل:
- الفحوصات الجينيَّة.
- اختبارات حساسيَّة الأدوية.
ولا يختلف أحدنا على أنَّ التشخيص المبكِّر يساعد في تدارك المشكلة بصورة أسرع وتعزيز فرص الشفاء ومن ثم النجاة بحياة المريض.
ما هي الطرق الدقيقة لتشخيص سرطان الخصيَة؟
يمكن للمريض أن يكتشف وجود تورُّم أو كتلة أو غيرها من التغيُّرات الغريبة من خلال فحص الخصيتين ذاتيًّا مرَّة شهريًّا عن طريق تمرير الأصابع على كيس الصفن برفق بعد الاستحمام.
يأتي بعد ذلك دور الطبيب المتخصِّص في فحص الخصيتين والمنطقة المحيطة سريريًّا، كما يستعين بجهاز التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة (السونار)، للحصول على صورة دقيقة للخصيتين وكيس الصفن من الداخل يتمكَّن الطبيب من خلالها معرفة الآتي:
- طبيعة الكتل الموجودة ومكانها، هل هي داخل نسيج الخصية أم خارجه.
- هل هذه الكتل سرطانيَّة أم لا؟
- نوع السرطان إن وجد.
تساعد تحاليل الدم أيضًا في التأكُّد من علامات سرطان الخصيَة، مثل:
- هرمون موجهة الغدد التناسليَّة المشيميَّة البشريَّة (ألفا وبيتا فيتوبروتين).
- نازع هيدروجين اللاكتات (Lactate dehydrogenase test – LDH).
ما مدى تأثير سرطان الخصيَة على القدرة الإنجابيَّة؟
يصيب سرطان الخصيَة عادةً خصيَة واحدة دون الأخرى، ويعدُّ التدخُّل الجراحي لاستئصالها هو الحلّ الوحيد الفعَّال للتخلُّص من هذه المشكلة، وبرغم وجود خصيَة سليمة تتأثَّر القدرة الإنجابيَّة سلبًا جرَّاء بقائها بمفردها، وتتدهور القدرة الإنجابيَّة شيئًا فشيئًا إثر تلقِّي العلاج الكيماوي والإشعاعي إلى أن ينتهي الأمر بالعقم.
وليتجاوز المريض المقبل على الزواج أو الذي لم يسبق له الإنجاب هذه المشكلة، ينصح الأطبَّاء بالتوجُّه إلى أحد المراكز المتخصِّصة في علاج تأخُّر الإنجاب والعقم بوسائل الإخصاب المساعد، ومن ثم إعطاء عيِّنة سائل منوي أو أكثر لتجميدها واستخدامها عند الحاجة.
دور الزوجة خلال رحلة اكتشاف سرطان الخصيَة وعلاجه
لا يقلّ دور الزوجة في رحلة تعافي زوجها من سرطان الخصيَة أهميَّة أبدًا عن وسائل العلاج الأخرى، إذ يمكنها أن تقدِّم:
- الدعم النفسي والعاطفي، إذ إنَّ تشخيص سرطان الخصيَة لا شكّ يمثِّل صدمة كبيرة للزوج، ما يجعله في حاجة إلى من يحتويه خلال هذه الفترة الصعبة من خلال:
- الاستماع إلى مخاوفه باهتمام والتعاطف معها.
- التعبير المستمرّ عن حبّه وتقبّله.
- استيعاب قلقه ومشاركته في فهم الخيارات العلاجيَّة المتاحة ومساعدته في تنظيم المواعيد الطبيَّة، وتقديم الأدوية له بانتظام؛ لتخفيف العبء عنه وإعانته على التركيز على كل ما يعزِّز فرصة شفائه.
- تشجيعه على الاهتمام بصحّته البدنيَّة والعقليَّة من خلال النوم الكافي، تناول الأطعمة الصحيَّة، لأنَّ ذلك يساهم في تحسين صحّته النفسيَّة ومن ثمَّ التعافي أسرع.
- الحفاظ على الأمل والنظرة التفاؤليَّة للأمور من خلال التركيز على النتائج الإيجابيَّة، والتذكير بأنَّ العلاج فعّال.
باختصار يُعدّ دعم الزوجة لزوجها خلال رحلة اكتشاف وعلاج سرطان الخصيَة أمرًا حيويًّا للإبقاء على الأمل حيًّا في نفسه وزيادة يقينه في التغلُّب على هذا التحدِّي القاسي.
وخلاصة القول،
لا تعدُّ اختبارات الحمل المنزليَّة وسيلة موثوقة للكشف عن سرطان الخصيَة، صحيح أنَّها تكشف عن هرمون (HCG) الذي تتزامن زيادته مع الإصابة بسرطان الخصيَة لكن ليس كل سرطانات الخصيَة تنتج نفس الهرمون؛ ممَّا يجعل النتيجة السلبيَّة مضلِّلة في بعض الأحيان.
ومن ناحية أخرى، قد يتسبَّب وجود الدم أو البروتين في البول وكذلك استخدام بعض أنواع الأدوية إلى الحصول على نتيجة إيجابيَّة زائفة، ومن ثم إذا كان لاحظت أي أعراض غريبة في الخصيَة أو كيس الصفن، بادر بزيارة الطبيب لإجراء المزيد من الفحوصات ولا تثق في نتيجة اختبار الحمل المنزلي.