كل ما تحتاجين معرفته عن عمليَّات تضييق المهبل؛ الخيارات الجراحيَّة وغير الجراحيَّة

اقرأ في هذا المقال
  • أسباب توسُّع وارتخاء العضلات المهبليَّة
  • تضييق المهبل جراحيًّا 
  • طرق تضييق المهبل غير الجراحي

تُعدُّ عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة حلًّا فعّالًا لمشكلة توسُّع المهبل، وهي واحدة من أبرز المشكلات التي تؤثِّر على الحياة الجنسيَّة للمتزوِّجين. تشكو العديد من النساء من التَّراخي المهبلي الناتج عن تمدُّد الأنسجة المهبليَّة، وفصل العضلات المكوِّنة للمهبل عن بعضها البعض، أو فقدان مرونتها. يؤثِّر هذا التراخي على القدرة الوظيفيَّة للمهبل، ممَّا يجعل من الصعب استخدام السدادات القطنيَّة (Tampons) ويؤدِّي إلى ظهور أعراض مرتبطة بالجهاز البولي أو الهضمي، بالإضافة إلى الشعور بالألم.

تعاني النساء كذلك، من التأثير النفسي السلبي الناتج عن التراخي المهبلي، ممَّا يؤدِّي إلى خلل في الوظيفة الجنسيَّة أثناء العلاقة الحميمة، ويمنع كلا الطرفين من الاستمتاع والوصول إلى الرِّضا التام.

يأتي تضييق المهبل كحلٍّ شامل لمجموعة من المشاكل المتعلِّقة بفقدان مرونة وقوَّة الأنسجة المهبليَّة نتيجة لعوامل متعدِّدة مثل الولادة والشيخوخة والوراثة. يشمل هذا المصطلح إجراءات تصحيحيَّة تهدف إلى علاج السلس البولي (تسرُّب البول)، جفاف المهبل، ترهُّل الجلد، وفقدان المتعة الجنسيَّة. تسعى العديد من النساء، إلى تجديد المهبل لتحسين هذه الحالات، واستعادة المظهر والوظيفة الطبيعيَّة للمهبل.

تتضمَّن خيارات تضييق المهبل تقنيات جراحيَّة وغير جراحيَّة، وكل منها يوفِّر نتائج مرضية تهدف إلى تحسين جودة الحياة الجنسيَّة والوظيفيَّة للمرأة.

أسباب توسُّع وارتخاء العضلات المهبليَّة

توجد عدَّة أسباب تؤدِّي إلى توسُّع وارتخاء العضلات المهبليَّة، ممَّا يدفع العديد من النساء إلى التفكير في جراحة تضييق المهبل. تشمل هذه الأسباب ما يلي:

مقالات ذات صلة

أوَّلًا : الحمل والولادة

  • التغيُّرات الهرمونيَّة: يؤدِّي الحمل إلى تغيُّرات في بنية المهبل وعضلات الحوض المحيطة به، نتيجة الهرمونات التي تُفرز خلال فترة الحمل والولادة. هذه الهرمونات تزيد من ليونة المهبل وارتخاء العضلات والأربطة المحيطة به.
  • ضغط الرَّحم المتضخِّم: يشكل الرَّحم المتضخِّم، الذي يحتوي على الجنين والمشيمة والأنسجة الأخرى، ضغطًا على أنسجة قاع الحوض ممَّا يؤدِّي إلى ارتخائها. تزداد هذه التأثيرات مع تكرار الحمل والولادات المتقاربة.
  • طريقة الولادة: تُعدُّ الولادة الطبيعيَّة أكثر تأثيرًا على توسُّع المهبل مقارنة بالقيصريَّة، حيث يمرُّ الجنين عبر المهبل، ممَّا يسبِّب أذيَّة للأنسجة والعضلات. على الرَّغم من قدرة الجسم على إصلاح هذه الأنسجة في معظم الحالات، إلا إنَّ تكرار الولادات قد يجعل المرأة بحاجة إلى عمليَّة تضييق مهبليَّة جراحيَّة.
  • الولادة القيصريَّة: رغم أنَّ الجنين لا يمرّ عبر المهبل في الولادة القيصريَّة، إلا إنَّ الهرمونات التي تُفرز أثناء الولادة تهيّئ المهبل كما لو كانت الولادة ستتمّ بشكل طبيعي، ممَّا قد يؤدِّي أيضًا إلى ارتخاء المهبل.

ثانيا:  العمر

  • التقدُّم في السنّ وانقطاع الطمث: مع الوصول إلى سنِّ الأربعين أو دخول مرحلة انقطاع الطمث، تلاحظ المرأة تغيُّرات في مرونة عضلات المهبل والحوض نتيجة التغيُّرات الفسيولوجيَّة الطبيعيَّة وتراجع مستوى هرمون الأستروجين.
  • انخفاض هرمون الإستروجين: يلعب هذا الهرمون دورًا مهمًّا في الحفاظ على قوام وطبيعة الأنسجة المهبليَّة. يؤدِّي انخفاض مستواه إلى:
    • ترقُّق وجفاف الأنسجة المهبليَّة نتيجة قلَّة الترطيب المهبلي.
    •  تغيُّر الرَّقم الهيدروجيني وحموضة المنطقة المهبليَّة.
    •  فقدان الأنسجة المهبليَّة لمرونتها، ممَّا يجعلها تتمدَّد دون القدرة على العودة إلى الوضع الطبيعي.

تساهم هذه العوامل في جعل العديد من النساء يفكِّرن في الخيارات الجراحيَّة وغير الجراحيَّة لتضييق المهبل، بهدف استعادة مظهره ووظيفته الطبيعيَّة.

عمليَّة تضييق المهبل: الإجراءات والتقنيات المختلفة

تُعتبر عمليَّة تضييق المهبل واحدة من الإجراءات العلاجيَّة والتجميليَّة، و تهدف هذه العمليَّة إلى تحقيق الأهداف التالية:

  • شدّ وضمّ العضلات المهبليَّة.
  • تحسين المظهر الخارجي للمهبل.
  • تعزيز الاحتكاك أثناء العلاقة الجنسيَّة، ممَّا يزيد من الإشباع الجنسي لدى كلا الطرفين.

الطرق والتقنيات المستخدمة في إجراء تضييق المهبل، وتشمل:

  • العمليات الجراحيَّة. 
  • تقنيات غير جراحيَّة الطاقة مثل الليزر.

تختلف هذه التقنيات من حيث معدّلات نجاحها، استدامة نتائجها على المدى الطويل، بالإضافة إلى تكاليفها الماديَّة المتفاوتة.

أولا: تضييق المهبل جراحيًّا 

كيفيَّة إجراء عمليَّة تضييق المهبل

تُجرى عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة (رأب المهبل) تحت تأثير التخدير العام أو النصفي، ويُختار نوع التخدير الأنسب بناءً على تفضيلات المريضة وحالتها الصحيَّة.

يقوم طبيب النساء والتوليد بعمل شقّ في داخل المهبل من الأمام، ثم يجمع العضلات المفصولة أو المتراخية ويثبِّتها من الداخل لاستعادة بنيتها التشريحيَّة. بعد ذلك، يُقصُّ الجلد الزائد والنسيج المخاطي المترهِّل ويُقطِّبها، ممَّا يجعل العضلات والطبقة المغطِّية لها مشدودة.

لتجميل المهبل من الخارج، يقوم الجرَّاح بإزالة الجلد الزائد وشدّه بشكل ملائم. تستغرق هذه الإجراءات حوالي ساعة في غرفة العمليَّات. تُستخدم خيوط قابلة للامتصاص (Dissolvable sutures) لإجراء جميع القطب، ممَّا يضمن أفضل النتائج من حيث الإشباع الجنسي لكلا الطرفين وديمومة النتائج الممتازة.

مدَّة الشَّفاء من عمليَّة تضييق المهبل

تختلف مدَّة الشفاء بعد عمليَّة تضييق المهبل من شخص إلى آخر، لذا يُنصَح جميع المرضى بأخذ قسط كافٍ من الرَّاحة. من الضروري تجنُّب ممارسة الجماع لمدَّة أربعة أسابيع بعد العمليَّة لضمان الشِّفاء التام.

في معظم الحالات، يمكن العودة إلى الأنشطة اليوميَّة العاديَّة خلال 23 يومًا بعد العمليَّة، مع ضرورة تجنُّب أي جهد بدني كبير. يستغرق شفاء جرح العمليَّة حوالي 10 أيام، حيث يقوم الجسم بامتصاص الخيوط من تلقاء نفسه.

مخاطر عمليَّة تضييق المهبل الجراحي

مثل غيرها من العمليات الجراحيَّة، قد تترافق عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة مع بعض الاختلاطات. ولكن لحسنِ الحظّ، فإنَّ نسبة حدوث الاختلاطات نادرة للغاية، وتشمل الأمور التالية:

  •  الاختلاطات المتعلِّقة بالتَّخدير.
  •  العدوى.
  •  النَّزيف من الجرح.
  •  بقاء النُدَب.
  •  الألم العفوي أو أثناء الجماع.

يمكن تجنُّب حدوث كل ما سبق عن طريق الالتزام بإرشادات الطبيب فيما يتعلَّق بكيفيَّة العناية بمنطقة العمليَّة، وإعطاء الوقت الكافي للشفاء.

بعد عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة

بعد عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة، قد لا تشعر المريضة بأي آلام. ولكن من الممكن الإحساس بعدم الرَّاحة نتيجة للسدادة القطنيَّة الموضوعة في المهبل، والتي يجب أن تبقى لمدَّة يومين بعد العمليَّة.

تُعود المريضة إلى المنزل في نفس يوم العمليَّة، إلا إذا كانت هناك مضاعفات. وتكون قادرة على استئناف حياتها الطبيعيَّة خلال عدَّة أيَّام.

قد تعاني السيِّدة من مفرزات مهبليَّة تستمرُّ عدَّة أيَّام، وهذا لا يستوجب القلق. أمَّا بخصوص ممارسة العلاقة الزوجيَّة، فيجب تجنُّب الجماع لمدَّة 4 – 6 أسابيع بعد عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة.

كيف أعرف نجاح عمليَّة تضييق المهبل؟

من أهمِّ مؤشِّرات نجاح العمليَّة أن يكون الألم مُحتملًا وفي تحسُّنٍ مستمرّ. كما أنَّ كميَّة النزيف والإفرازات ليست كثيرة، ولا توجد علامات التهاب في منطقة العمليَّة.

على المدى البعيد وبعد العودة للحياة الزوجيَّة، يجب أن يشعر الزوجان بأنَّ العلاقة الجنسيَّة أفضل وأكثر إرضاء للطرفين.

هل تستمرّ نتائج عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة لفترة طويلة؟

عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة تُعدُّ واحدة من أفضل الطرق لتصغير المهبل. تظلّ نتائج هذه العمليَّة دائمة بشكلٍ عام، ما لم تتعرَّض المرأة لأي عوامل تؤدِّي إلى عودة الارتخاء.

ومع ذلك، يجب التنويه إلى أنَّ عمليَّة تضييق المهبل ليست مناسبة للنساء اللواتي يخطِّطن لإنجاب المزيد من الأطفال. يُنصح الأطبَّاء أيضًا بأهميَّة ممارسة تمارين قاع الحوض للحفاظ على النتائج بشكل أفضل.

متى أحتاج عمليَّة تصغير المهبل؟

يُعدُّ توسُّع المهبل وارتخاؤه أمرًا طبيعيًّا يُصيب جميع النساء مع تقدُّم العمر، سواءً كنَّ ينجبن أو لا. في معظم الحالات، لا تحدث أي أعراض شديدة، ولكن قد تشمل ما يلي:

  • ألم في المهبل أو أسفل الظهر.
  • زيادة التبوُّل بشكل ملحوظ.
  • صعوبة التحكُّم في البول.
  • هبوط المثانة أو المستقيم داخل المهبل.
  • الشعور بالانتفاخ والتورُّم داخل المهبل.
  • انخفاض المتعة خلال العلاقة الجنسيَّة.

ثانيا: طرق تضييق المهبل غير الجراحي

تتعدَّد الطرق والتقنيات المستخدمة في تضييق المهبل، وتختلف هذه الأساليب في معدَّلات نجاحها واستدامة نتائجها بالإضافة إلى تكلفتها الماديَّة. بجانب عمليَّة تضييق المهبل الجراحيَّة، هناك إجراءات غير جراحيَّة يمكن اللُّجوء إليها.

تشمل هذه الطرق استخدام اللِّيزر أو موجات الراديو، حيث تعمل هذه التقنيات على شدِّ عضلات المهبل من خلال تسخين الأنسجة العضليَّة المكوِّنة لجدار المهبل الداخلي. هذا التسخين يحفِّز إنتاج الكولاجين، ممَّا يساعد في إعادة ترميم وتوازن الغشاء المخاطي المهبلي.

طرق تضييق المهبل غير الجراحيَّة تتميَّز بفترة استشفاء قصيرة. تساعد هذه الطرق على شدِّ وتنسيق منطقة المهبل دون الحاجة إلى إبر أو جراحة. تتضمَّن عمليَّة تضييق المهبل غير الجراحيَّة تسخين الطبقات العليا من أنسجة المهبل، ممَّا يحفِّز الأنسجة السفليَّة على إنتاج كولاجين إضافي وأنسجة جديدة وأشدّ.

تشمل طرق التضييق غير الجراحيَّة:

1.علاج الليزر بثاني أكسيد الكربون (CO2): يسخِّن الليزر الطبقات العليا من الأنسجة في المهبل، ممَّا يحفِّز الأنسجة في الطبقات السفليَّة على إنتاج المزيد من الكولاجين. يؤدِّي ذلك إلى جعل الجلد أكثر صلابة وشدًّا. من أسماء الأجهزة التي تستخدم تقنية اللِّيزر: MonaLisa Touch®، FemTouch®، وFemiLift®.

2.علاج التردُّدات الراديويَّة (RF): يستخدم علاج التردُّدات الراديويَّة موجات كهرومغناطيسيَّة، مشابهة للموجات المستخدمة في الميكروويف (ولكن بمدى أقل). تعمل موجات التردُّدات الراديويَّة على تسخين أنسجة المهبل، ممَّا يشجِّع تدفُّق الدم وإنتاج الكولاجين. من أسماء الأجهزة التي تستخدم تقنية التردُّدات الراديويَّة: Viveve®، Emsella®، وThermiVA®.

تُجرى علاجات التردُّدات الراديويَّة والليزر في عيادة الطبيب. تستخدم كميَّة قليلة من المخدَّر الموضعي أثناء العمليَّة. يمكنك عادةً متابعة يومك دون الحاجة إلى أي وقت للاستشفاء.

طرق تضييق المهبل غير الجراحيَّة: ما يجب معرفته قبل الاعتماد عليها

حتى الآن، لم يتمّ تأكيد فعاليَّة وسلامة الأجهزة والتقنيات المعتمدة على الطاقة مثل الليزر وغيرها في عمليَّات تجميل المهبل وتضييقه.

وفقًا لما صرَّحت به دائرة الغذاء والدواء الأمريكيَّة FDA بناءً على دراسات سريريَّة أُجريت على نساء يعانين من تراخي القناة المهبليَّة، أو تلف في قاع الحوض، أو ضعف جدار المهبل، فقد تمَّ إصدار تحذير بهدف تجنُّب استخدام هذه الأجهزة.

تلك الأجهزة قد تسبِّب آثارًا جانبيَّة ضارَّة تشمل الحروق الجلديَّة، وتشكُّل النُّدَب، والألم المزمن بعد جلسة اللِّيزر أو أثناء ممارسة الجماع. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ التكلفة الماديَّة العالية تعتبر عاملًا لا يُمكن إغفاله، حيث تتطلَّب الجلسات العديدة (على الأقل ثلاث جلسات) تحديدًا لكل حالة، مع فترات فاصلة لا تقلّ عن ستَّة أسابيع، ممَّا يعني عدم القدرة على رؤية النتائج الفوريَّة.

وتبلغ تكلفة الجلسة الواحدة على الأقل 150 دينارًا، مع الأخذ بعين الاعتبار مكان إجراء العمليَّة والطبيب الذي يجريها.

المصدر
Vaginal rejuvenation' devices 'have serious risks,' warn FDA, Retrieved on the 28th of September, 2019Vaginoplasty – LVR® ,Retrieved on the 28th of September, 2019FDA Warning About Laser Devices for 'Vaginal Rejuvenation', Retrieved on the 28th of September, 2019Vaginal Rejuvenation, Retrieved on the 28th of September, 2019
اظهر المزيد

قاسم شهاب

طبيب واستشاري أمراض النسائيَّة والتوليد والعقم./ • أستاذ مساعد في كليَّة الطبّ - جامعة اليرموك./ • مراجع معتمد في مواد النَّشر الطبِّي Frances and Taylor./ • اختصاص جراحة المسالك البوليَّة وأمراض النسائيَّة - لندن./ • اختصاص أطفال الأنابيب وعلاج العقم - ألمانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى