جراحة استئصال الثدي؛ ما تأثيراتها النَّفسيَّة على المرأة؟

اقرأ في هذا المقال
  • ما أنواع جراحة استئصال الثدي؟
  • ما مضاعفات جراحة استئصال الثدي؟
  • جراحة استئصال الثّدي؛ ما تأثيراتها النَّفسيَّة على المرأة؟
  • الآثار النفسيَّة لاستئصال الثدي
  • هل جراحة استئصال الثدي تُسبِّب الاكتئاب؟
  • ما دور المشورة الطبيَّة في التخفيف من الأعراض النفسيَّة؟
  • ما سبل الوقاية من التأثيرات السلبيَّة السيِّئة لجراحة استئصال الثدي؟
  • ما دور عمليَّة ترميم الثدي في تحسين الحالة النفسيَّة للمرأة؟
  • كيف تتعافين بعد جراحة استئصال الثدي

يُقال إنَّ الحياة بعد جراحة استئصال الثدي ما تأثيراتها النَّفسيَّة على المرأة؟ لا تُشبه ما قبلها، وهذا حقيقيّ، إذ لا تقتصر على كونها إجراءً جراحيًّا دقيقًا، بل تتعدَّى ذلك لتُصبح مرحلةً مهمَّة تترك عواقبها الصحيَّة الخطيرة، وآثارها النفسيَّة الحادّة على جسد المرأة وسلامها النفسي، وعلاقتها بجسدها.

وفي ظلِّ الاكتشاف المتأخِّر لمعظم حالات سرطان الثدي، وخاصَّةً في البلدان النامية، بسبب فقر الموارد الصحيَّة، يلجأ الأطبَّاء في أحيانٍ كثيرة إلى الخيار الجراحي، باعتباره الخطّ العلاجي المُناسب لحالات الإصابة المُتقدّمة، الأمر الذي جعل من جراحة استئصال الثّدي ظاهرةً مُنتشرة بين السيِّدات، وفي هذا الملف نتناول معكم الآثار النفسيَّة لجراحة استئصال الثدي على المرأة.

جراحة استئصال الثدي .. نبذةٌ عامَّة

هي واحدة من الحلول العلاجيَّة للقضاء على سرطان الثّدي الأكثر انتشارًا بين النساء، وتتمّ الجراحة من خلال إزالة الثدي بأكمله، أو إزالة أجزاءٍ صغيرة من نسيج الثدي، وفي بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب إلى العديد من الحلول العلاجيَّة الأخرى، جنبًا إلى جنب مع استئصال الثدي، مثل العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج بالهرمونات. 

وتُعدّ الإجراءات الوقائيَّة دافعًا مُحتملًا كذلك لإجراء جراحة استئصال الثّدي، وخاصَّةً من قبل اللواتي سبق وأُصِبنَ بالمرض، وكذلك السيِّدات اللواتي يمتلكن تاريخًا عائليًّا للإصابة بالمرض، أو في حالات الخوف من تطوُّر الأورام الحميدة وتحوُّلها إلى أورامٍ خبيثة.

ما أنواع جراحة استئصال الثدي؟

تتضمَّن العديد من الأشكال، والتي تتفاوت فيما بينها وفقًا لنوع الورم، وحجمه، ومدى انتشاره، ويمكن تقسيم أنواع جراحة استئصال الثدي إلى نوعين أساسيين، وهما:

مقالات ذات صلة

1-   جراحة الاستئصال الجُزئي للثدي:

ويُطلق عليها جراحة الثدي المحافظة، لكونها تحافظ على أنسجة الثدي، واقتصارها على استئصال الكتلة الورميَّة، والأنسجة غير الطبيعيَّة، وجزء صغير من الأنسجة السليمة التي تحيط بالورم، وتترك أنسجة الثدي دون مساس. 

2-   جراحة الاستئصال الكُلّي للثدي:

يجري هذا النوع من خلال استئصال جميع أنسجة الثدي، بالإضافة إلى الأنسجة المجاورة مثل الغدد اللمفاويَّة، وكذلك عضلات الصدر،  وذلك في حالات انتشار السرطان، وقد يُستأصلُ أحد الثديين أو كليهما.

اقرأ أيضًا: تصنيف أنواع الكتل الثدييَّة

ما مضاعفات جراحة استئصال الثدي؟

كما هو الحال مع غيرها من الإجراءات الجراحيَّة، تتسبَّب جراحة استئصال الثدي في العديد من المضاعفات المُحتملة، وعلى رأسها:

  • زيادة فرص انتقال العدوى.
  • الندبات الواضحة في موضع الجرح.
  • الاحمرار والتورّم في موضع الجراحة.
  • تورّم وألم الذراع نتيجة تراكم السوائل.
  • الألم الحادّ في الصدر، والشعور بعدم الراحة.
  • تراكم السوائل موضع الجرح نتيجة استئصال أنسجة الثدي.

كيف تتعافين بعد الجراحة؟

تتضمَّن أبرز مُحفِّزات التعافي بعد استئصال الثدي، ما يلي:

  • خذي قسطًا من الراحة: احرصي على أخذ القسط الكافي من الراحة، والابتعاد عن المهامّ الشاقَّة، لمدَّة أسبوعين إلى 3 أسابيع بعد الجراحة، من أجل تفادي المُضاعفات المُحتملة.
  • تناولي أدويتك بانتظام: احرصي على الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب، في مواعيدها الدقيقة، من أجل تسريع فترة التعافي، والمُساعدة على التئام الجرح.
  • اتَّبعي نظامًا غذائيًا صحيًّا: احرصي على تناول نظام غذائي صحّي متكامل، وشرب الكثير من السوائل، خلال الفترة اللاحقة للجراحة.
  • احرصي على آداء التمارين الرياضيَّة: تُعدُّ الرياضة من أهم العوامل المُساعدة على تحسين صحَّة الجسم بعد عمليَّة استئصال الثدي، وخاصَّةً تمارين الذراع الموصوفة، لمنع تكوين الأنسجة الندبيَّة.
  • اعتني بجُرحك : تُعدُّ العناية الجيِّدة بالجرح من الأمور المهمَّة بعد عمليَّة استئصال الثدي، من خلال التهوية الجيِّدة، واستعمال المضادَّات الحيويَّة الموضعيَّة، والمحاليل المُطهِّرة للجرح.

وصمة العار .. الآثار النفسيَّة لاستئصال الثدي

لا تقلّ خطورة تأثير استئصال الثدي على الصحَّة النفسيَّة عن خطورة مرض السرطان نفسه، إذ يتمخّض عن الجراحة العديد من المُضاعفات النفسيَّة والجسديَّة، والتي قد يصعُب التعافي منه دون مُتابعةٍ طبيَّة، نظرًا للصدمة النفسيَّة العميقة التي تمرّ بها المرأة، وتتضمَّن أهمّ الآثار النفسيَّة ما يلي:

أولًا –   الشُّعورُ العارمُ بالصّدمة

تُعدّ الصدمة أول شعورٍ يجتاح المرأة بعد استئصال الثدي، إذ تدخل الكثيرات في حالةٍ من الحزن الشديد، واختلال توازنها النفسي، وعدم تقبّل فكرة التشوّه الجسماني، مع الإنكار وعدم التصديق، نظرًا للأهميَّة الرمزيَّة للثدي بالنسبة لها في تكوينها الأنثوي.

ثانيًا –  الرُّهاب الاجتماعيّ

في مُعظم الأحيان، يصعُب على المرأة بعد استئصال الثدي الظهور في الأماكن العامَّة نظرًا للضغوط الاجتماعيَّة التي تتعرَّض لها؛ من شعور بفقدان أنوثتها وقوامها الجميل، مع الخوف من نظرة المجتمع.

ثالثًا –   أزمة الهويَّة

يتجلَّى التأثير السلبي النفسي بعد جراحة الاستئصال في شعور المرأة بالتشوّه الجسدي، وفقدان الهويَّة الجنسيَّة، وتحقير الذات؛ كون الصورة الجسديَّة ذات أهميَّة بالغة لدى المرأة في تشكيل هويّتها، وتعزيز ثقتها بنفسها.

رابعًا – القلق العامّ

عادةً ما تدخل المرأة في حالة من القلق، والذعر النفسي بشأن احتماليَّة عودة المرض بعد استئصال الثدي، والخوف من تكرار هذه التجربة، أو من التغيّرات الجسديَّة التي تُسفر عنها، وما يترتَّب عليها من آثار في المستقبل.

خامسًا – فقدان الرغبة الجنسيَّة

لا شك أنَّ استئصال الثدي له تأثير شديد على الحياة الجنسيَّة؛ إذ تتعزّز في أذهان السيِّدات الصورة السيِّئة للذات، بسبب تغيّر علاقة المرأة مع جسدها، والشعور بالانفصال عنه، وبأنَّ أنوثتها أصبحت غير كاملة، فضلًا عن التأثير سلبًا على الرغبة الجنسيَّة، وفقدان المرأة للدوافع الحميميَّة مع زوجها.

هل جراحة استئصال الثدي تُسبِّب الاكتئاب؟

كما أسلفنا فإنَّ جراحة استئصال الثّدي هي تجربة قاسية جدًابالنسبة للمرأة، على الصعيدين الجسدي والنفسي لما تتعرض له من آثارٍ نفسيَّة سيِّئة، تتمثَّل في اضطراب ما بعد الصدمة، ونقص تقدير الذات، ومشاعر الذنب، والشعور بالفقد، والمخاوف المستقبليَّة، لذلك ممَّا لا شك فيه أنَّ المرأة مُعرَّضة لاكتئاب ما بعد الجراحة.

وتظهر أعراض الاكتئاب في الفقدان الكلّي للّذة المرتبطة بالحياة، والنظرة السلبيَّة للذات، والعزلة والشعور باليأس وقلَّة الدافع، ومن المهمّ ألا يُستهان باكتئاب ما بعد استئصال الثدي، ويُتعاملَ معه بجديَّة وبالطرق المناسبة، سواءً من خلال الدعم النفسي، أو العلاج الدوائي إذا اقتضت الحاجة.

اقرأ أيضًا: الشفاء من سرطان الثدي والصحَّة الجنسيَّة

ما سبل الوقاية من التأثيرات السلبيَّة السيِّئة لجراحة استئصال الثدي؟

توجد العديد من السُبل للوقاية من التأثيرات السلبيَّة السيِّئة لجراحة استئصال الثدي، ويتمثَّل أهمَّها في الدعم النفسي والاجتماعي، سواءً من الأقارب، أو الأصدقاء، أو الزوج، أو الطبيب النفسي، أو من مجموعات دعم النساء اللواتي خُضنَ التجربة نفسها؛ إذ رُبما يكون الدعم هو الوسيلة الوحيدة للخروج من هذه المِحنة، والتخفيف من المشاعِر السّلبيَّة، والعَودة إلى الحياة الطبيعيَّة مُجدَّدًا.

كما يُمكن أيضًا دمج التمارين الرياضيَّة البسيطة في الروتين اليومي؛ إذ تساعد التمارين على تحسين المزاج، مع الأخذ بالاعتبار أهميَّة استشارة الطبيب أوَّلاً قبل بدء أي نشاط رياضي، مع توفير أجواء مريحة في المنزل، بعيدًا عن أجواء التوتّر والقلق، وقضاء بعض الوقت مع العائلة. 

ما دور المشورة الطبيَّة في التخفيف من الأعراض النفسيَّة؟

تلعب المشورة الطبيَّة، وإجراء حديثٍ مُطوّل مع طبيبك دورًا في التخفيف من الأعراض النفسيَّة التي تُخلّفها جراحة إزالة الثّدي، ومن الجدير بالذّكر أنَّ تقديم المعلومات الدقيقة حول كافة إجراءات وآثار الجراحة من شأنه أن يُحجِّم كثيرًا من قسوة الأعراض، وتحديدًا فيما يتعلّق بالآثار النفسيَّة المترتِّبة على الاستئصال الكامل للثدي (TM) مقارنةً بالاستئصال الجزئي للثدي (PM).

ما دور عمليَّة ترميم الثدي في تحسين الحالة النفسيَّة للمرأة؟

تترك عمليَّة ترميم الثدي أثرها الإيجابيّ على الحالة النفسيَّة للسيدات اللواتي خُضن تجربة استئصال الثّدي، إذ تُشير الدراسات إلى أنَّ جراحة ترميم الثدي بعد استئصال الثدي تعود بفوائد نفسيَّة ملحوظة على المريضات، وخاصَّةً في حال إجرائها فورًا دون تأجيل، لذا يُنصح بتضمين جراحة ترميم الثدي ضمن خطّة العلاج، خصوصًا بالنسبة للفتيات الأصغر سنًّا.

المصدر
Regional Cancer Care Associates. (n.d.). The emotional effects of having a mastectomy. Regional Cancer CareHe, W., et al. (2018). Psychological outcomes and the quality of life in breast cancer patients after mastectomy: A meta-analysis. National Center for Biotechnology Information (NCBI). Hopwood, P., & Mills, J. (2003). Body image and breast cancer: The role of the mastectomy. PubMed Kim, K., et al. (2019). Breast cancer treatment and body image: The emotional impact of mastectomy. Annals of Breast SurgeryZeng, X., et al. (2021). The psychological impact of mastectomy and breast reconstruction: A systematic review. National Center for Biotechnology Information (NCBI).
اظهر المزيد

إسراء رجب

حاصلة على درجة البكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة الإسكندرية، أعمل في صناعة المحتوى الطبي العربي منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لديها خبرة رفيعة في محتوى الصحًّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى