وسائل تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج،هل تعيق الحمل مستقبلًا؟

اقرأ في هذا المقال
  • وسائل تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج، هل تعيق الحمل مستقبلًا؟
  • قرار تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج، هل هو آمن أم سيندم أصحابه مستقبلًا؟
  • تأجيل الحمل في بداية الزواج: أهمّ المعايير والشروط
  • أهمِّ وسائل تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج 
  • وسائل تنظيم الأسرة الطبيعيَّة
  • وسائل تنظيم الأسرة الهرمونيَّة

قد يمتلك بعض الأزواج خططًا خاصَّة في مقتبل الزواج قبل الإقدام على خطوة الإنجاب مثل؛ استكمال الدراسة، أو السفر حول العالم، أو الرغبة في تأمين أنفسهم ماديًّا، أو حتى خلق فرصة كافية للتعرُّف والتكيُّف على بعضهما البعض، وغيرها من الأسباب التي تدفعهم إلى أخذ قرار تأجيل الحمل و استخدام وسائل تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج.

ولعلَّ التخطيط لتأجيل الإنجاب، يضع الزوجين في حيرة كبيرة عند اختيار وسيلة تنظيم الأسرة المناسبة، إذ يحرصون على اختيار وسيلة مضمونة وآمنة وليس لها آثار جانبيَّة من شأنها أن تؤثِّر سلبًا في قرار الحمل فيما بعد، ومن هذا المنطلق، عزمنا في مقالنا اليوم على تناول أشهر وسائل منع الحمل المناسبة في هذا الصدد ، مشيرين إلى بعض المعلومات الضروريَّة عن خطوة تأجيل الحمل في مقتبل الزواج.

قرار تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج، هل هو آمن أم سيندم أصحابه مستقبلًا؟

في الحقيقة لا يمكننا الجزم، بأنَّ قرار تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج آمنًا لجميع الأزواج أو حتى ضارًّا لهم، وذلك لاختلاف الظروف الصحيَّة والقدرة الإنجابيَّة لكل زوجين عن غيرهم.

ومن ثمَّ، فإنَّ الفصل في هذا الأمر متروك للطبيب المختصّ فقط، فهو الوحيد المؤهَّل لتوجيه الزوجين لإجراء الفحوصات و التحاليل اللازمة، لبناء حُكمه على قدرتهما الإنجابيَّة، ويُخبرهما بمدى مناسبة قرار تأجيل الحمل لحالتهما.

وبصورة عامة، يلزم لتأجيل الحمل في مقتبل الزواج، توافر مجموعة من الشروط في كلٍّ من الزوج والزوجة، وهي ما نتطرَّق إليها تفصيلًا فيما هو قادم من حديثنا.

إقرأ ايضاً في هذا المقال :

أسئلة شائعة في الصحة الجنسية والإنجابية من قبل المقبلين على الزواج

مراكز خدمات الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة، ما هي؟ وما الخدمات التي تقدِّمها؟

تأجيل الحمل في بداية الزواج: أهمّ المعايير والشروط

تنطوي أهم الشروط اللازم توافرها قبل اتِّخاذ قرار تأجيل الحمل والإنجاب في مقتبل الزواج، على ما يلي:

  • الزوجة:
    • ألا يتجاوز عمر الزوجة 37 عامًا، بل ترجِّح بعض الآراء الطبيَّة عدم تجاوزها عمر 30 عامًا.
    • انتظام الدورة الشهريَّة وعدم معاناتها أي مشكلات صحيَّة تُعيق الإنجاب فيما بعد، سواء في المبايض أو الرَّحم.
  • الزوج:

سلامة السائل المنوي، وخلوّه من أي عيوب أو تشوُّهات.

فور تأكُّد الطبيب المختصّ من توفر هذه الشروط في الزوجين، يبدأ في مناقشة أنسب أساليب تأجيل الحمل معهما، مع مراعاة المدَّة التي يرغبان في تأجيل الحمل خلالها.

نبذة عن أهمِّ وسائل تنظيم الإنجاب في مقتبل الزواج 

تنقسم وسائل تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج إلى نوعين أساسيِّين هما:

أولا: وسائل تنظيم الأسرة الطبيعيَّة

تهدف وسائل منع الحمل الطبيعيَّة إلى تأجيله عن طريق منع وصول الحيوانات المنويَّة إلى البويضات، دون حدوث أي تغييرات في هرمونات الجسم، ولعلَّ أهمّ هذه الوسائل:

  • الواقي الذكري

الواقي الذكري هو عبارة عن غطاء أنبوبي مطَّاطي مصنوع من مادة اللاتكس، يرتديه الرجل في مقدّمة العضو الذكري قبل الجماع وتحديدًا قبل الإيلاج مباشرةً، وذلك لمنع وصول السائل المنوي إلى المهبل، ومن ثمّ لا يحدث الحمل.

يُعدُّ الواقي الذكري من وسائل منع الحمل شديدة الأمان والفعاليَّة، فقد تصل نسب نجاحها في ذلك إلى 98%، ولكن قد ينزعج بعض الأزواج من استخدامه بسبب تأثيره على الإحساس الجنسي لديهم، وقد يتجنَّبها البعض الآخر لحساسيته من مادَّة اللاتكس.

ولضمان فعاليَّة الواقي الذكري في منع الحمل بكفاءة، لا بد من اختيار نوع معلوم المصدر، وارتدائه بالطريقة الصحيحة، واستعمال واحد جديد مع كل لقاء زوجي.

  • الواقي الأنثوي

يشبه الواقي الأنثوي ذلك الذكري في فكرة عمله، لكنَّه يوضع داخل المهبل بطريقة معيَّنة قبل الجماع لمنع وصول السائل المنوي داخل الرحم، وعادةً ما تحصل منه الزوجات على نفس نسبة نجاح الواقي الذكري في منع الحمل، إذا استُخدم بالطريقة الصحيحة.

  • القذف الخارجي

القذف الخارجي من أقدم الوسائل الطبيعيَّة لمنع الحمل وأكثرها أمانًا، إذ تعتمد فكرته على قذف السائل المنوي خارج قناة المهبل، وبهذه الطريقة لا تصل الحيوانات المنويَّة إلى البويضات ولا يحدث الحمل.

ورغم كون القذف الخارجي من أسهل طرق منع الحمل وأكثرها أمانًا كما أشرنا، لكنَّه قد لا ينجح في منع الحمل لدى نسبة كبيرة من الأزواج؛ وذلك لأحد سببين، هما:

  • عدم قدرة الزوج على التحكُّم في موعد القذف.
  • وجود حيوانات منويَّة في الإفرازات التي تخرج من القضيب قبل القذف.
  • فترات الأمان

كما هو الحال مع القذف الخارجي، فإنَّ تتبُّع فترات الأمان من أقدم الممارسات المتَّبعة لمنع الحمل، وفيها يحسب الزوجان الموعد المتوقّع لحدوث الإباضة ، ويمتنعان عن ممارسة العلاقة الزوجيَّة قبله بيومين وبعده بيومين أيضًا، وبذلك تقلُّ فرص التقاء الحيوانات المنويَّة مع البويضات الناضجة ولا يحدث حمل.

والجدير بالذكر، أنَّ نجاح هذه الوسيلة يتطلَّب انتظام الدورة الشهريَّة وعدم اضطرابها إلا نادرًا، ولكن -مع الأسف- لا يعني توافر هذا الشرط انعدام فرص حدوث الحمل، بل يمكن أن يفاجأ الزوجان به في أي وقت تختل فيه مواعيد التبويض دون درايتهما.

  • اللبوس أو الجل المهبلي

يوفِّر اللبوس أو الجل المهبلي بيئة غير مناسبة لحياة الحيوانات المنويَّة، ولذلك فور دخولها إلى المهبل تفقد قدرتها على الحركة وتموت في الحال.

ولهذا يُعدّ اللبوس المهبلي من الحلول الفعَّالة لمنع الحمل في مقتبل الزواج، ويُستعمل على النحو التالي:

تُدخل الزوجة اللبوس إلى قناة المهبل قبل الجماع بفترة مناسبة بحدٍّ أقصى ربع الساعة، حتى يُعطي المفعول المطلوب.

وفي هذا السياق، نؤكِّد على ضرورة استشارة الطبيب المختصّ قبل استخدام اللبوس أو الجل المهبلي، تفاديًا لإصابة الزوجة بأيِّ آثار جانبيَّة محتملة.

ثانيًا: وسائل تنظيم الحمل الهرمونيَّة

تعتمد فكرة وسائل منع الحمل الهرمونيَّة على عمل بعض التغييرات في الهرمونات المسؤولة عن إطلاق البويضات لتصبح غير مؤهَّلة للإخصاب.

ومن أنواع وسائل منع الحمل الهرمونيَّة ما يلي:

  • حبوب منع الحمل المركَّبة 

تعدُّ حبوب منع الحمل المركَّبة من أضمن وأنجح الوسائل التي يتَّبعها الراغبون في تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج، إذ تحتوي هذه الحبوب على تركيبة معيَّنة من الهرمونات الأنثويَّة تشمل هرموني الإستروجين والبروجستيرون، وتؤخذ بطريقة معيَّنة وفقًا لوصف الطبيب بحيث تمنع حدوث الحمل.

ينصح الأطبَّاء المقبلات على الزواج بتناول هذه الحبوب قبل الزفاف بشهر على الأقل، وذلك لتؤدِّي دورها بفعاليَّة في منع الحمل تزامنًا مع اللقاءات الحميميَّة الأولى بين الزوجين.

أيضًا تُعدُّ هذه الفترة كافية، لاكتشاف أي آثار جانبيَّة يمكن أن تظهر على الزوجة، إثر تناول الحبوب، ومن ثمَّ يمكن تداركها قدر الإمكان قبل الزواج.

ورغم تنوُّع وسائل منع الحمل وضمان فاعليتها في تأجيل الحمل في مقتبل الزواج، قد يتردَّد الأزواج في الاعتماد عليها بسبب كثرة ما يُشاع حولها من ادِّعاءات، أشهرها أنَّها تسبب صعوبة في الحمل فيما بعد، وقد تسبِّب العقم، فما مدى صحَّة هذه الأقاويل؟ 

هل وسائل منع الحمل في بداية الزواج قد تسلب الأزواج حلم الإنجاب مستقبلًا؟

نفى أطباء النساء والتوليد وجود أي ارتباط بين اتِّباع وسائل تنظيم الأسرة في بدايات الزواج وتأخُّر الحمل فيما بعد، فجميعها وسائل آمنة، ولا تؤثِّر بالسلب في التوازن الهرموني، أو جودة البويضات والحيوانات المنويَّة.

أمَّا بالنسبة للحالات التي عانت من تأخُّر الإنجاب بالفعل بعد اتِّباع هذه الوسائل، فحتمًا هم يعانون من البداية من مشكلات من شأنها أن تُعيق حدوث الحمل ولم تُشخَّص بصورة دقيقة، لذلك فشلت محاولاتهم في حدوث الحمل رغم التوقُّف عن استخدام الموانع. 

لذا وجب تسليط الضوء على أهميَّة التوجُّه إلى طبيب متخصِّص ذي كفاءة في أمراض النساء والتوليد، وآخر في أمراض الذكورة، عند أخذ قرار تأجيل الحمل في بداية الزواج، إذ تسهم خبرة كل منهما في فحص الزوج والزوجة فحصًا شاملاً، ومن ثمَّ تأييد قرارهما أو تنحيتهما عنه، وترشيح أكثر وسائل منع الحمل ملاءمةً لهما في حال أيَّد رغبتهما في ذلك.

وخلاصة القول، إنَّ وسائل تنظيم الأسرة في مقتبل الزواج بريئة من جميع الاتِّهامات الموجَّهة إليها، أمَّا عن صحَّة القرار من عدمه، فيُترك الفصل في هذا الأمر إلى الطبيب المتخصِّص أولًا، ثمَّ رأي الزوجين ثانيًا.

اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى