اليوجا والجنس؛ أحد مفاتيح الحياة الزوجيَّة السعيدة

كثيرًا ما نسمع عن اليوجا، ودورها الفعَّال في تخفيف التوتُّر، وعلاج الاكتئاب، وتحسين الصحَّة النفسيَّة، ودعم عمليَّة التمثيل الغذائي، لكن ما اتَّضح مؤخّرًا، أنَّ فوائدها لا تقتصر على ذلك فقط، بل أثبتت بعض الدراسات الحديثة فعاليَّة اليوجا في تحسين الصحَّة الجنسيَّة للأزواج، والمساهمة في استقرار علاقتهم الزوجيَّة وتقويتها. ومن هنا أُطلق على بعض تمارين اليوجا “يوجا الجنس”، ترى ما الذي تمنحه يوجا الجنس للزوجين في العلاقة الحميمة؟ وما أشهر التمارين التي تخدم هذا الغرض؟ هذا ما نناقشه تفصيلًا في فقرات مقالنا.

ماذا تعني يوجا الجنس؟ وما الذي تمنحه للجسم بوجه عامّ؟

تعني يوجا الجنس، أداء تمارين اليوجا التقليديَّة في أثناء ممارسة العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة، بمعنى أن يؤدِّي أحد الزوجين تمرينًا من تمارين اليوجا الذي ينطوي على حركات معيَّنة تتزامن مع تمارين التنفُّس، ويبادره الطرف الآخر بالمداعبة، والتحفيز لبدء الجماع.

وقد أشادت الكثير من الدراسات التي أُجريت عن تأثير اليوجا على الصحَّة الجسديَّة والجنسيَّة بدورها الفعَّال في منح الجسم عدَّة مميَّزات من شأنها أن تجعل العلاقة الحميمة أكثر سلاسة ومتعة، ومن أبرز تلك المميّزات:

• القوَّة العضليَّة.
• المرونة.
• السلاسة في الحركة وتغيير وضعيَّات الجسم.
• التوازن الحركي.
• تعزيز تدفُّق الدورة الدمويَّة لجميع أجزاء الجسم.
• تحسين الحالة المزاجيَّة.
• تقليل مستوى هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتُّر والقلق.

ولا شك أنَّ اجتماع المزايا المذكورة، يلعب دورًا في تحسين الصحَّة الجنسيَّة، وتعزيز مستوى الاستمتاع لكلٍّ من الزوج والزوجة، وهذا ما نتطرَّق إليه بمزيد من التفصيل في الفقرات القادمة.

كيف تدعم اليوجا صحَّة الأزواج الجنسيَّة؟

بالنسبة للرجال، تُعدُّ اليوجا أحد المفاتيح السريَّة لدعم صحّتهم الجنسيَّة ووقايتهم من العديد من المشكلات الجنسيَّة المرتبطة بالضغوط النفسيَّة والعصبيَّة.

وقد أثبتت دراسة نُشرت في مجلة Trends in Urology & Men’s Health الصادرة من جامعة أنجليا روسكين، أنَّ الرجال الذين واظبوا على ممارسة اليوجا، تمكَّنوا من الاحتفاظ بقدرتهم الجنسيَّة مدَّة أطول ثلاثة أضعاف، مقارنةً بغيرهم ممَّن لم يمارسوا اليوجا إطلاقًا.

ويرجع ذلك إلى أنَّ اليوجا تدعم الصحَّة الجنسيَّة للرجال، ويظهر ذلك متمثِّلًا فيما يلي:

زيادة المتعة والرغبة الجنسيَّة 

تُعزِّز تمارين اليوجا من الإحساس ومن ثمَّ الاستمتاع في أثناء العلاقة الحميمة، وبفضل تقويتها لعضلات الحوض مع تمارين التنفُّس العميقة التي يرتفع معها الشعور بالاسترخاء، يشعر الزوج بمزيد من الرضا عن أدائه الجنسي، بل تزيد رغبته في اللقاءات القادمة مع زوجته.

زيادة كفاءة الانتصاب 

تُحسِّن تمارين اليوجا من تدفُّق الدورة الدمويَّة في الجسم بأكمله، وخاصَّةً الجزء السفلي منه، والذي يتضمَّن عضلات الحوض وأعضاء الجهاز التناسلي لا سيما العضو الذكري، ولهذا تُعدُّ تمارين يوجا الجنس من الحلول الفعَّالة في تحسين كفاءة الانتصاب لدى الأزواج الذين يعانون مشكلات في هذا الصدد.

علاج مشكلة سرعة القذف

تقلِّل تمارين اليوجا من توتُّر بعض الأزواج وقلقهم في أثناء العلاقة الحميمة، الأمر الذي يسهم في علاج المشكلات المرتبطة بسرعة القذف، إذ يساعدهم شعور الراحة والاسترخاء في الاستمتاع لأطول وقت بالعلاقة الحميمة دون قلق من القذف المفاجئ.

الحدّ من التشتُّت الجنسي

تحدُّ يوجا الجنس من التشتُّت الذي يُفقد العلاقة الزوجيَّة لذّتها، فهي تزيد من تركيز الأزواج ويقظتهم في جميع مراحل العلاقة الحميمة، وتحفِّز حضورهم الذهني لممارستها، والاستمتاع بها بكافة حواسّهم.

دعم القدرة الجنسيَّة لأطول فترة ممكنة

تساهم تمارين اليوجا بصورة أو بأخرى في ارتفاع مستويا هرمون التستوستيرون عند الأزواج، ما يزيد من الرغبة والقدرة والتحمُّل الجنسي لديهم لأطول فترة ممكنة.

والجدير بالذكر، أنَّ ممارسة تمارين يوجا الجنس، يمكن أن تحدث بالتبادل بين الزوج والزوجة، نظرًا لمزاياها المتعدِّدة في دعم الصحَّة الجنسيَّة للزوجات أيضًا.

كيف تدعم اليوجا الصحَّة الجنسيَّة عند الزوجات؟

أثبتت إحدى الدراسات الشهيرة التي نشرت في مجلَّة الطبّ الجنسي، أنَّ اليوجا قادرة على تحسين الأداء الجنسي للنساء، خاصَّةً اللاتي تجاوزن سنّ الخامسة والأربعين.

فقد أظهرت الدراسة، تحسُّن الأداء الجنسي لدى 75% من المشاركات فيها بعد انتظامهن على ممارسة تمارين اليوجا لمدَّة 12 أسبوعًا.

وقد أفادت المُشاركات أنَّهن لاحظن تحسُّنًا في الأوجه التالية:

• زيادة مرونة عضلات الحوض، ومن ثمَّ سلاسة العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة، وتقليل الألم في أثناء الجماع.
• تحسِّن الحالة المزاجيَّة، وتزيد الشعور بالاستمتاع الجنسي.
• تخفيف المشاعر السلبيَّة مثل التوتُّر والقلق وزيادة الرغبة الجنسيَّة.

وبناءً على ذلك، يمكننا القول إنَّ بعض التمارين البسيطة، من شأنها أن تزيد المودَّة والألفة بين الزوجين من خلال دعم الترابط الجنسي بينهما، إلى جانب ذلك فهي تمثِّل حلًّا لكثير من المشكلات التي قد يواجهونها في العلاقة الحميمة، بسبب الضغوط النفسيَّة أو الجسديَّة التي يتعرَّضون إليها في تفاصيل الحياة اليوميَّة.

تمارين اليوجا الجنسيَّة، دقائق معدودة تمنحك سعادة زوجيَّة دائمة / اليوجا والجنس

تتضمَّن أشهر تمارين اليوجا التي أثبتت فعاليتها في دعم الصحَّة الجنسيَّة للأزواج ما يلي:

وضعيَّة الجسر

تقوِّي وضعيَّة الجسر عضلات الحوض وتدعم مرونتها، كما تحفِّز تدفّق الدورة الدمويَّة إلى الجزء السفلي من الجسم، وخاصَّة الأعضاء التناسليَّة.

يمكن أداء هذا التمرين على النحو التالي:

• الاستلقاء على الظهر مع ثني الركبتين بحيث تكون المسافة بينهما مماثلة للمسافة بين الوركين.
• تحريك منطقة الحوض لأعلى ليصنع خطًّا مستقيمُا مع الكتفين والركبتين وإبقاء الرأس على الأرض.

وضعيَّة الكوبرا

يعمل تمرين الكوبرا على تقوية عضلات منطقة أسفل الظهر وزيادة مرونتها، ممَّا يخفِّف الألم بالنسبة للحالات التي تعاني مشكلات في أسفل الظهر، ومن ثمَّ تصير العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة أكثر سلاسة ومتعة.

يمكن ممارسة هذا التمرين باتِّباع الخطوات التالية: 

• الاستلقاء على البطن مع جعل اليدين تحت الكتفين.
• رفع الجزء العلوي من الجسم عن طريق فرد الذراعين مع الحفاظ على الجزء السفلي من الجسم ملامسًا للأرض أو الفراش.

وضعيَّة القطَّة

تُرخي هذه الوضعيَّة عضلات أسفل الظهر بصحبة عضلات منطقة الأرداف، وتقلِّل مستوى التوتُّر والألم المصاحب للعلاقة الحميمة خصوصًا عند الإيلاج.

يمكن اتِّخاذ هذه الوضعيَّة بتطبيق عدَّة خطوات بسيطة، هي:

• الاستلقاء على الأطراف العلويَّة والسفليَّة في الوقت نفسه،  بحيث يكون المعصمان موازيين للكتف، والركبتين في موازاة الحوض، مع إبقاء الظهر مفرودًا.
• الصعود بالرأس والصدر والذقن لأعلى مع استنشاق الهواء في هذه اللحظة.
• خفض الرأس والصدر للداخل ناحية الذقن مع حركة زفير الهواء، وشفط عضلات البطن للداخل.

وحتى تُجدي ممارسة تمارين يوجا الجنس نفعًا مع تفادي الإصابات المزعجة في حال عمل حركات خاطئة، لا بدّ من اتِّباع بعض النصائح والإرشادات أثناء ممارستها.

أهم النصائح لتحقيق أقصى استفادة من يوجا الجنس بدون إصابات

تشمل أهمّ النصائح التي ينبغي اتِّباعها عند ممارسة اليوجا والجنس ما يلي:

• واظب على تمارين الإحماء وأبسطها تمارين التمدُّد قبل البدء في يوجا الجنس، لتجنُّب حدوث أي إصابات.

• ابدأ بتمرين قصير لا تتجاوز مدّته 15 دقيقة، إذا كنت تمارس يوجا الجنس لأوَّل مرَّة.

• ابحث عن مكان مريح وهادئ لممارسة التمرين، وتأكَّد من اتِّساع مساحته، وجودة التهوية به.

• جدِّد دائمًا في روتين التمارين اليومي الذي تتَّبعه، حتى تصل إلى أفضل الاختيارات بالنسبة لك ولزوجتك، وأكثرها راحة لكلٍّ منكما.

• استثمر في سجَّادة يوجا جيِّدة، تتيح لك الدعم الكافي، والمرونة في أثناء ممارسة التمارين.

• توقَّف فورًا عن أداء التمرين إذا شعرت بتنميل، أو ضغط، أو ألم شديد في أحد المفاصل.

وأخيرًا، يساعد التواصل بين الزوجين، وتفهُّم احتياجات بعضهما البعض، في صنع مجموعة متميِّزة من التمارين التي يشعران فيها بالراحة والألفة، ويحصل كل منهما على متعته الجنسيَّة، ومن ثمَّ يعيشان حياة زوجيَّة سعيدة إلى الأبد، لذا نوصيكم جميعًا بعدم الاستهانة بدور اليوجا في دعم صحَّتكم البدنيَّة بصفة عامَّة، والجنسيَّة على وجه الخصوص، إذ إنّها تجنّبكم الوقوع في مشكلات أكبر وأكثر تعقيدًا في المستقبل، وتقيكم من الوقوع في فخِّ الملل، ورتابة الحياة الزوجيَّة.