حقن الجلوتاثيون لتبييض المناطق الحسَّاسة: أهمّيّتها، وجدواها، وتأثيراتها على صحّة الجسم؟

اقرأ في هذا المقال
  • ما هي حُقن الجلوتاثيون؟
  • اسمرار المناطق الحسَّاسة .. ما أسبابه؟
  • ما تأثير حقن الجلوتاثيون في تفتيح المناطق الحسَّاسة؟
  • ما آليَّة عمل حقن الجلوتاثيون في تفتيح البشرة؟
  • ما الأشكال الدوائيَّة لعقار الجلوتاثيون؟
  • هل يعود الجلد إلى لونه الطبيعي بعد توقُّف العلاج؟
  • كيف يؤثِّر لون البشرة على العلاقة الجنسيَّة؟
  • هل حُقن الجلوتاثيون آمنة؟

في ظلّ القوالب الجامدة حول مفهوم الجمال في عالمنا العربي، والذي ينظر إلى لون البشرة الأبيض والموحّد كواحدٍ من أهمّ مقوّمات الجمال، فضلًا عن جعله شكلًا من أشكال الاستثارة الجنسيَّة، ممَّا يدفع الكثير من السيِّدات دفعًا نحو وسائل تبييض البشرة، دون النظر إلى ما قد تترتَّب عليه من أعراض جانبيَّة خطيرةً على الصحَّة العامَّة، وفي هذا الملفّ نتناول كل ما يتعلّق بحقن الجلوتاثيون، وجدواها وتأثيراتها على صحَّة الجسم.

ما هي حُقن الجلوتاثيون؟

يُصنّف الجلوتاثيون (بالإنجليزيَّة: Glutathione) كأحد مُضادَّات الأكسدة التي تُستخدم في الأساس لعلاج التلف العصبي الناجم عن العلاج الكيميائيّ، وهو الاستخدام الطبِّي المنصوص عليه بحسب تعليمات هيئة الغذاء والدواء الأمريكيَّة (FDA).

وفي المُقابل تُستخدم حقن الجلوتاثيون لتَبييض المَناطِق الحَسّاسة: ما مَدى أهميّتها، وجَدواها، وتأثيراتِها على صِحّة الجِسم؟ في العديد من الأغراض التجميليَّة المُتعلّقة بتفتيح البشرة، والقضاء على التصبّغات، وتوحيد لون الجلد، وهو من الاستخدامات التجميليَّة الشائعة، إذ تحتوي مادَّة الجلوتاثيون على مجموعةٍ من الأحماض الأمينيَّة الأساسيَّة لإعادة بناء البشرة، وهي: حمض السيستين، وحمض الجلوتاميك، وحمض الجلوسين.

اقرأ أيضًا: الرومانسيَّة والجنس في السينما بين الواقع والخيال

اسمرار المناطق الحسَّاسة .. ما أسبابه؟

تعاني الكثير من السيِّدات من حرجٍ بالغ نتيجة اسمرار المناطق الحسَّاسة، على الرغم من أنَّه من الأمور الطبيعيَّة، إذ عادةً ما يكون لون الجلد داكنًا بدرجةٍ أو درجتين في منطقة العانة وما تحت الإبط، وذلك مقارنةً بلون البشرة الطبيعيَّة، وهو من الأمور المُعتادة، إلا أنَّهُ قد يتخطّى المُستويات الطبيعيَّة في أحيانٍ كثيرة، ويُعزى اسمرار المناطق الحسَّاسة إلى العديد من الأسباب، على رأسها:

  1. الاضطرابات الهرمونيَّة: وخاصَّةً خلال فترة الحمل، إذ تُعدّ الاضطرابات الهرمونيَّة مسؤولةً عن تصبّغات المنطقة الحسَّاسة واسمرارها.
  2. زيادة الوزن: تلعب السمنة دورًا في زيادة تصبّغات الجلد، واسمرار المنطقة الحسَّاسة، وزيادة تركيز صبغة الميلانين.
  3. التعرّض المُستمرّ للشمس: عادةً ما يُؤدّي التعرّض المُستمرّ لأشعة الشمس في زيادة إفراز صبغة الميلانين، ممّا يُسهم في اسمرار البشرة.
  4. استخدام المُنتجات التجميليَّة: قد يُسهم استخدام بعض منتجات التجميل مثل مزيلات التعرّق، وكريمات إزالة الشعر، وكريمات التفتيح، في اسمرار لون الجلد، نتيجة مُحتوياتها من مواد كيميائيَّة.
  5. الاحتكاك المُستمرّ: عادةً ما يؤثِّر احتكاك الفخذين ببعضهما البعض سلبيًّا على اسمرار محيط العانة، وخاصَّةً مع جفاف الجلد، وعند ارتداء الملابس الضيّقة، كل هذه الأمور من شأنها أن تزيد من اسمرار العانة.
  6. العلاج بالبدائل الهرمونيَّة: تلعب البدائل الهرمونيَّة دورًا في تغيّر لون الجلد، وجعله أكثر اسمرارًا، وخاصَّةً في المناطق الحسَّاسة.
  7. وسائل إزالة الشّعر: تُسهم إزالة الشعر بالشفرات، وكريمات إزالة الشعر، وإزالة الشعر بالشمع بصورةٍ مُتكرِّرة في تهيُّج الجلد، والإصابة بالتقرّحات والتهيّج، ممَّا يؤدِّي إلى تغيّر لون المناطق الحسَّاسة واسمرارها.
  8. الحُزن والتوتّر: تُسهم التغيّرات العصبيَّة دورًا في التأثير على الحالة الصحيَّة للجسم بأكمله، مثل الإصابة بالسمنة، وتغيّر لون البشرة، واسمرار العانة وأسفل الإبط، وغيرها من التغيّرات.
  9. الرطوبة وضعف التهوية: يُسهم ارتداء ملابس ضيِّقة ومن خاماتٍ غير مريحة في احتباس الرطوبة، وزيادة مُعدَّلات التعرُّق في المناطق الحسَّاسة، ممَّا قد يتسبَّب في اسمرار الجلد.

اقرأ أيضًا: كيف يتغيَّر جسم المرأة أثناء الحمل؟ 

ما تأثير حقن الجلوتاثيون في تفتيح المناطق الحسَّاسة؟

في الوقت الذي يزيد فيه تركيز صبغة الميلانين في المناطق الحسَّاسة دونًا عن غيرها من مناطق الجسم، وهي الصبغة المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه الطبيعي، إذ يُصبح لون الجلد أكثر اسمرارًا عن ذي قبل، وعادةً ما تزداد تصبُّغات الجلد في حالة زيادة تركيز الميلانين، بينما تقلّ التصبّغات في حال انخفاض تركيز صبغة الميلانين، ويُصبح لون الجلد مائلًا إلى البياض.

ما آليَّة عمل حقن الجلوتاثيون في تفتيح البشرة؟

تتمثّل آليَّة عمل حقن الجلوتاثيون في تثبيط صبغة الفيوميلانين (Eumelanin)، وكذلك تثبيط إنزيم التيروزيناز، وتعزيز صبغة الفيوميلانين (Pheomelanin)، كما يعمل كمضادّ للأكسدة يقلِّل من الجذور الحرَّة التي تشارك في اسمرار البشرة، بهدف الحدّ من التصبّغات الجلديَّة في المناطق الحسَّاسة، وبحسب دراسةٍ أجريت في عام 2020م، فقد أشارت التقارير إلى أنَّ فعاليَّة مادة الغلوتاثيون في تفتيح البشرة  على المدى البعيد لم تُثبت بعد.

اقرأ أيضًا: هل سيؤثِّر السيلوليت وعلامات التمدُّد على علاقتك الزوجيَّة؟

ما الأشكال الدوائيَّة لعقار الجلوتاثيون؟

يأتي الجلوتاثيون في صورةٍ فمويَّة، وموضعيَّة، ووريديَّة، وقد أظهرت مُركّبات الجلوتاثيون الفمويَّة والموضعيَّة فعاليَّة محدودةَ في تفتيح البشرة، مُقارنةً بالأشكال الوريديَّة، والتي تحمل فعاليَّة حيويَّة أقوى، لكنَّها مع ذلك تحمل في طيَّاتها العديد من الأضرار الجانبيَّة المُحتملة.

ما أضرار حقن الجلوتاثيون على الصحَّة؟

على الرغم من استخداماتها المُتعدِّدة، إلا أنَّ حُقن الجلوتاثيون من شأنها أن تترك تأثيراتها السلبيَّة العديدة على صحَّة الجسم، ومن أبرزها:

  1. اضطرابات الجهاز التنفُّسي: تلعب حقن الجلوتاثيون دورًا في الإصابة بضيق التنفّس، وتحفيز نوبات الربو لدى مرضى الربو.
  2. مشاكل الجهاز الهضمي: قد تُعاني العديد من السيِّدات من بعض اضطرابات الجهاز الهضمي بعد حقن الجلوتاثيون، ومن أبرز هذه الاضطرابات: الغثيان، والتقيُّؤ، والتهاب المعدة.
  3. مخاطر العدوى: في بعض الأحيان قد تتسبَّب إبر الجلوتاثيون غير المُعقّمة في زيادة مخاطر انتقال العدوى من شخصٍ إلى آخر.
  4. الإصابة بالسمنة: لوحظ تأثير إبر الجلوتاثيون في زيادة الوزن لدى السيِّدات، نتيجةً لمكوّناتها البروتينيَّة المُغذِّية، والتي تعمل على فتح الشهيَّة وزيادة الرغبة في تناول كميَّاتٍ كبيرة من الطعام.
  5. التأثير على وظائف الكبد والكلى: تُمثّل جُرعات الجلوتاثيون الزائدة حملًا بالغًا على وظائف الكبد والكلى، إذ تلعب هذه الأعضاء دورًا في تخليص الجسم من جُرعات الجلوتاثيون الزائدة.
  6. الاضطرابات المناعيَّة: يترُك الجلوتاثيون تأثيراته السلبيَّة على وظائف الجهاز المناعيّ في حال الإفراط في تناوله فوق الجرعات المسموح بها، إذ أنّه في الأساس يُعدّ جزءًا مهمًّا من نظام الدفاع الطبيعي في الجسم.
  7. ردّات الفعل التحسّسيَّة: سُجّلت العديد من ردَّات الفعل التحسُّسيَّة نتيجة تناول مادَّة الجلوتاثيون، نتيجة احتوائها على بعض المُركَّبات البروتينيَّة المسؤولة عن الطفح الجلدي، وظهور البثور والحبوب، والحكَّة، واحمرار الجلد، والتقرُّحات الجلديَّة مُتفاوتة الشدّة.

اقرأ أيضًا: السمنة والصحة الجنسيَّة

هل يعود الجلد إلى لونه الطبيعي بعد توقُّف العلاج؟

تُشير الـتقارير والدراسات السريريَّة التي أجريت على شريحةٍ كبيرةٍ من السيِّدات إلى أنَّ الجلد عادةً ما يعود إلى لونه الطبيعيّ بعد توقُّف العلاج بحقن الجلوتاثيون الوريديّ، ممّا يجعلهُ حلًّا مؤقَّتًا لتفتيح الجلد.

كيف يؤثِّر لون البشرة على العلاقة الجنسيَّة؟

كما أسلفنا فإنَّ لون الشفرتين لدى السيِّدات عادةً ما يختلف عن لون الجسم؛ إذ يميل لأن يكون داكنًا بمقدار درجةٍ أو درجتين على الأقل، وهو أمرٌ طبيعيّ وغير مُقلق، لكن الكثير من المُعتقدات الخاطئة في أذهان الأزواج حول طبيعة لون المناطق الحسَّاسة من شأنها أن تفقدهم الشعور بالرضا حول هذه السمات الجسديَّة لدى زوجاتهم.

وتلعبُ المواد الإباحيَّة دورًا كبيرًا في تعزيز هذا الفهم الخاطئ، إذ من شأنها أن تنقل صورةً خاطئة عن كل ما يتعلَّق بالعلاقة الحميميَّة بين الأزواج، وترفع كثيرًا من سقف توقّعاتهم، وخاصَّةً عند النظر إليها على أنَّها شكلٌ طبيعي للعلاقة الجنسيَّة، وليست صناعةً ربحيَّة قائمةً على تزييف الصورة وتجميلها بهدف الوصول إلى أعلى درجات الاستثارة والنشوة، وبالتالي تعزيز أرباحهم الماديَّة من وراء هذه الصناعة في نهاية المطاف.

اقرأ أيضًا: إدمان المواد الإباحيَّة

هل حقن الجلوتاثيون آمنة؟

حتى اليوم، لا تزال هُناك حاجة ماسّة إلى إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات السريريَّة الأكثر شمولاً على شريحةٍ أوسع من السيِّدات، ولفترةٍ زمنيَّة أطول، من أجل البتِّ في مدى سلامته وفعاليته على المدى الطويل في تبييض البشرة.

المصدر
National Center for Biotechnology Information. (2019). Glutathione and its therapeutic potential: A review. PubMed Central.WebMD. (2023, October 18). Glutathione: Uses, risks, and side effects. WebMD.PubMed. (2010). Glutathione as a therapeutic agent: The molecular basis of its effects. PubMed. International Journal of Natural and Medical Sciences. (2021). A study on the role of antioxidants in health and disease. International Journal of Natural and Medical Sciences, 9(2), 73-46.
اظهر المزيد

إسراء رجب

حاصلة على درجة البكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة الإسكندرية، أعمل في صناعة المحتوى الطبي العربي منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لديها خبرة رفيعة في محتوى الصحًّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى