كسر الوصمة: هل مرض السكَّري يحرم النساء من حلم الأمومة؟

اقرأ في هذا المقال
  • نبذة عن مرض السكَّري
  • ما هو سُكَّري الحمل؟
  • كيف يؤثِّر السكَّري على فُرص الحمل والإنجاب؟
  • السكَّري والإنجاب .. ما بين الحقيقة والخُرافة
  • كيف يؤثِّر السكَّري على فُرص الحمل والإنجاب؟
  • هل للمرأة المصابة بالسكَّري من النوع الأوَّل أن تنجب طفلًا سليمًا؟
  • هل للمرأة المصابة بالسكَّري من النوع الثاني أن تنجب طفلًا سليمًا؟
  • هل سيُولد طِفلي بصحّةٍ جيّدة إذا كنت مصابة بسكَّري الحمل؟
  • كيف يمكن أن يؤثِّر مرض السكَّري الموجود مسبقًا على المخاض والولادة؟
  • ما الفحوصات الضروريَّة خلال وما قبل الحمل؟
  • ماذا يتوجَّب على مريضة السكَّري في حال أرادت الحمل؟
  • نصائح الإنجاب في ظلِّ الإصابة بالسكَّري

تُعدّ مخاطر الحمل والإجهاض هاجسًا يُداهم أذهان الكثير من السيِّدات عند التفكير في الزواج، والإنجاب، وبناء عائلة، وقد يتطوَّر الأمر ويستحيل إلى وصمة عارٍ في جبين الفتيات المُصابات بالسكَّري، نتيجة نظرة المُجتمع الخاطئة، ممَّا قد يحرمهُن من أحلامهن في الأمومة. وفي هذا الملف نوضّح الحقائق المُتعلِّقة بالإصابة بمرض السكَّري، وتأثيراته الصحيَّة على الحمل، والإحصائيات الدقيقة حول فُرص الإنجاب للسيِّدات المُصابات بالمرض، بالإضافة إلى أهمِّ التوصيات، والنصائح للمرور بفترة حملٍ آمنة في ظلِّ الإصابة بمرض السكَّري.

نبذة عن مرض السكَّري

مرض السكَّري (بالإنجليزيَّة: Diabetes) هو أحد الأمراض الأيضيَّة المُزمنة التي تتمثَّل في اختلال تركيز السكَّر في الدم؛ جرّاء عجز البنكرياس عن إفراز ما يكفي من الأنسولين، أو عجز الجسم عن الاستفادة من الأنسولين، وتوظيفه بما يتلاءم مع احتياجات الجسم، ممَّا يتسبَّب في زيادة مُعدَّلات السكَّر في الدم.

وتنتشر الإصابة بالسكَّري في مُختلف أنحاء العالم، وهو واحدٌ من الأمراض المسؤولة عن الوفيَّات، والإصابة بالاضطرابات المُختلفة، مثل النوبات القلبيَّة، والعمى، ومشاكل الأعصاب، والتبوُّل الليلي، والسمنة، وغيرها.

ما هو سُكَّري الحمل؟

سكَّري الحمل (بالإنجليزيَّة: Gestational Diabetes) هو أحد أنواع مرض السكَّري الذي يُكتشف، ويُشخّص للمرة الأولى عند الحمل، وهو يختلف عن الأنواع الأخرى من السكَّري، كونه يُشخَّص لأوَّل مرَّة لدى السيِّدات الحوامل، دون أن يُشخّص سابقًا قبل الحمل.

وعادةً ما تكون السيِّدات المُصابات بالسمنة، والسيِّدات ذوات التاريخ العائلي للإصابة أكثر عُرضةً للإصابة بالمرض، وتتمثَّل أبرز مضاعفات سكَّري الحمل في الإجهاض، وإصابة الجنين بالتشوُّهات الخُلقيَّة، فضلًا عن انخفاض وزن المولود عند الولادة، والتعرّض لعُسر الولادة.

مرض السكَّري والإنجاب .. ما بين الحقيقة والخُرافة

تدور الكثير من المعتقدات الخاطئة حول تأثير السكَّري على الخصوبة وفرص الإنجاب لدى السيِّدات، وعلى الرغم من تأثيرات السكَّري على الخصوبة، والعديد من الأمور الأخرى المُتعلِّقة بالإنجاب، إلا إنَّه لا يحرم الأزواج من الإنجاب نهائيًّا، وهو ليس وصمة عارٍ في جبين النساء كما قد يعتقد البعض.

ووفقًا للدراسات، فإنَّ مُعدَّلات الإنجاب لدى السيِّدات المُصابات بمرض السكَّري من النوع الثاني أقل من غيرهن من اللواتي لا يُعانين من السكَّري، وفي الوقت الذي أشارت الدراسات إلى ارتفاع مُعدَّلات العُقم لدى الأزواج المُصابين -أحدهما أو كلاهما- بمرض السكَّري؛ إلا إنَّه وُجد أيضًا أنَّ التحكُّم في مُستويات السكَّري لدى المرضى من شأنه أن يقلِّل من مُستويات الخطورة.

اقرأ أيضًا: الحياة الجنسيَّة لمريض السُكَّري

كيف يؤثِّر السكَّري على فُرص الحمل والإنجاب؟

يترك مرض السكَّري آثاره الصحيَّة العديدة على صحَّة الأم والجنين خلال الحمل، وتشمل أبرز الآثار السلبيَّة على الحمل والإنجاب ما يلي:

  1. تسمُّم الحمل: عادةً ما يُحذِّر الأطبَّاء من مخاطر الإصابة بتسمُّم الحمل في حال إصابة الأم بالسكَّري، وذلك جراء ارتفاع ضغط الدم الشديد، والتي من شأنها أن تُهدِّد حياتك وحياة جنينك.
  2. الولادة المُبكِّرة: سُجِّلت العديد من حالات الولادة المبكِّرة لدى السيِّدات المُصابات بالسكَّري، مع ولادة الجنين أقل وزنًا، مع اضطرار الأطبَّاء لإجراء  الولادة القيصريَّة عوضًا عن الولادة الطبيعيَّة.
  3. نقص الأوكسجين: في بعض الأحيان قد يتعرَّض الجنين لانخفاض مستويات الأوكسجين التي تصل إليه، فضلًا عن مخاطر الإصابة باضطرابات الجهاز التنفُّسي، وزيادة معدَّل ضربات القلب.

هل للمرأة المصابة بالسكَّري من النوع الأوَّل أن تنجب طفلًا سليمًا؟

بلا شكّ، يُمكن للسيِّدة المُصابة بالسكَّري من النوع الأوّل إنجاب طفلٍ سليم، فقط في حال حفاظها على مُستويات السكَّر الطبيعيَّة في الدم، والمُتابعة الدوريَّة مع الطبيب خلال مرحلة الحمل وحتَّى الولادة.

هل للمرأة المصابة بالسكَّري من النوع الثاني أن تنجب طفلًا سليمًا؟

بإمكان السيِّدات المُصابات بمرض السكَّري من النوع الثاني إنجاب طفلٍ سليم دون قلق، بشرط المُحافظة على مُستويات السكَّري في الدم ضمن النطاقات الطبيعيَّة، كما هُو الحال -كما أسلفنا- مع حالات الإصابة بالسكَّري من النوع الأوّل، وتشمل أبرز الإجراءات الوقائيَّة:

  1. الاهتمام بالتغذية الصحيَّة والغذاء المُتوازن خلال فترة الحمل.
  2. الحرص على أداء الأنشطة والتمارين الرياضيَّة بصورةٍ مُنتظمة.
  3. التخطيط المُسبق للحمل بعد التأكُّد من استقرار السكَّري.
  4. المُتابعة الدوريَّة مع الطبيب، وتناول العلاج بانتظام.

هل سيُولد طِفلي بصحّةٍ جيّدة إذا كنت مصابة بسكَّري الحمل؟

-كما أسلفنا- فإنَّ ولادة طفلٍ طبيعيٍّ في ظلِّ الإصابة بمرض السكَّري من النوعين الأوّل والثاني ليس أمرًا صعبًا، وخاصَّةً في ظلِّ اهتمام الأم بالحفاظ على معدَّلاتٍ سكرٍ طبيعيَّة في الدم طوال فترة الحمل، إذ إنَّ الحمل في ظلِّ الإصابة بمرض السكَّري من شأنه أن يزيد من مخاطر الحمل، لكن التعامل الجيِّد والمُتّزن مع الحالة خلال الحمل من شأنه أن يُحجّم من شدّة هذه المخاطر.

كيف يمكن أن يؤثِّر مرض السكَّري الموجود مسبقًا على المخاض والولادة؟

يترُك مرض السكَّري من النوعين (الأوّل والثّاني) تأثيراته السلبيَّة الطفيفة والخطيرة على صِّحة الأم والجنين خلال الحمل، إذ يؤدِّي في بعض الأحيان إلى اضمحلال مُستويات السكَّري في دم المولود، وكذلك ارتفاع ضغط دمّ الأم بشدّة خلال الحمل والولادة، وفي بعض الأحيان قد يؤدِّي مرض السكَّري خلال الحمل إلى زيادة حجم الجنين نتيجة تحفيز إفراز الإنسولين في دمّ الجنين.

ما الفحوصات الضروريَّة خلال وما قبل الحمل؟

تُعدُّ الفحوصات والمتابعة الطبيَّة المُنتظمة من أهمِّ الأمور التي تُساعد على استقرار حالتك الصحيَّة خلال الحمل، وتشمل أهمّ الفحوصات ما يلي:

أولًا – الفحوصات قبل الحمل:

  1. فحص الهيموغلوبين السكَّري (HbA1c).
  2. فحص الكوليسترول والدهون الثلاثيَّة في الدم.
  3. تحاليل البول والبراز للكشف عن الإصابات الكُلويَّة.
  4. فحص وظائف الكلى (الكرياتينين والألبومين).
  5. قياس كتلة الجسم، ومعدَّلات الدهون المتراكمة.
  6. فحص وظائف الكبد وهرمونات الغدَّة الدرقيَّة.
  7. فحص شبكيَّة العين وقياس ضغط الدم.

ثانيًا – الفحوصات خلال الحمل:

  1. فحص الهيموغلوبين السكَّري (HbA1c).
  2. فحص وظائف الكلى والكبد بانتظام.
  3. قياس نسبة البروتين في البول دوريًّا.
  4. مراقبة مستوى الجلوكوز في الدم بانتظام.
  5. الفحص بالموجات فوق الصوتيَّة.
  6. فحص شبكيَّة وقاع العين والنظر.

ماذا يتوجَّب على مريضة السكَّري في حال أرادت الحمل؟

لا شكّ بأنَّ ضبط مُستويات الغلوكوز في الدم هو واحدٌ من أهمِّ العوامل التي تُساعد على التمتُّع بحملٍ صحِّي، إذ إنَّ ارتفاع معدَّلات الغلوكوز وخاصَّةً خلال الأشهر الأولى من شأنها أن تزيد من مُعدَّلات الإصابة بالعيوب الخُلقيَّة.

لذا يُنصح بالحفاظ على معدَّلات جلوكوز (صائم) تتراوح ما بين 70-100 ملغ، ومعدل 140 ملغ\دل بعد تناول الوجبات، وخاصَّةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مع أهميَّة تعديل جرعات الأدوية، والأشكال الدوائيَّة بما يتناسب مع طبيعة المرحلة، مثل استبدال الأدوية الفمويَّة بالأنسولين.

اقرأ أيضًا: أهمّ المكمِّلات الغذائيَّة الموصى بتناولها قبل الحمل وبعده

نصائح الإنجاب في ظلِّ الإصابة بمرض السكَّري

على الرغم من أنَّ السيطرة على مضاعفات مرض السكَّري خلال الحمل تحتاج إلى مراقبةٍ طبيَّة دقيقة، إلا إنَّه توجد العديد من النصائح التي يُمكنك اتِّباعها للتحسين من حالتك الصحيَّة، وعلى رأسها:

  1. حافظي على وزنك: على الرغم من أنَّ الحمل يزيد من الوزن، إلا إنَّه بإمكانك اتِّباع حمية غذائيَّة وخاصَّةً خلال الأشهر الأولى للحمل، من أجل التحسين من حالة السكَّري لديك، والتمتُّع بصحَّةٍ أفضل خلال الحمل.
  2. استعدِّي جيّدًا للولادة: في حالة الحمل، احرصي على التخطيط الجيّد لعمليَّة الولادة، إذ إنَّ الإصابة بمرض السكَّري من شأنه أن يزيد من مخاطر المخاض المُبكّر، مع التأكُّد من اتِّخاذ التدابير اللازمة للتحكّم بمُعدّلات السكَّري خلال مرحلة المخاض.
  3. تناولي الأدوية: من الضروري الحرص على الخضوع للمتابعة الطبيَّة الدقيقة طوال أشهر الحمل، والالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، للحدّ من المضاعفات المحتملة، والبقاء بحالةٍ صحيَّة جيِّدة.
  4. اتَّبعي نظامًا غذائيًّا صحيًّا: احرصي على اتِّباع نظامٍ غذائيٍّ صحّي، مع المحافظة على تناول وجبات صغيرة ومتكرِّرة طوال اليوم، من أجل الحفاظ على استقرار مُعدَّلات السكَّر في الدم.
  5. احرصي على الاسترخاء: تجنّبي الأنشطة البدنيَّة الشاقّة، والتي قد تُسهم في عدم انتظام مُعدَّلات السكَّري في الدم، مع الحرص على الحصول على قسط من الراحة والاسترخاء من حينٍ إلى آخر.

لا تغفلي عن الرياضة: لوحظ أنَّ السيِّدات اللواتي يمارسن التمارين الرياضيَّة، أو على الأقل المشي لمدَّة 30 دقيقة يوميًّا على الأقل من شأنهنَّ أن يُصبحن أكثر قدرةً على مقاومة المُضاعفات المُحتملة لمرض السكَّري على سلامة الأم والجنين خلال الحمل وأثناء المخاض.

.

المصدر
NHS. (2023). Diabetes in pregnancy. NHS. Medscape. (2023). Diabetes mellitus in pregnancy. Medscape. MSD Manuals. (2023). Diabetes mellitus in pregnancy. MSD Manuals.Pregnancy, Birth & Baby. (2023). Diabetes during pregnancy. Pregnancy, Birth & Baby.
اظهر المزيد

إسراء رجب

حاصلة على درجة البكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة الإسكندرية، أعمل في صناعة المحتوى الطبي العربي منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لديها خبرة رفيعة في محتوى الصحًّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى