الفيروس المضخِّم للخلايا : ما تأثيراته على سلامة الأجنّة؟

اقرأ في هذا المقال
  • الفيروس المضخِّم للخلايا .. ما حَقيقتهُ؟
  • هل يُمثّل الفيروس المضخِّم للخلايا خطرًا على الصحَّة؟
  • من الأُمّ إلى الجنين .. ما طرق الإصابة بالفيروس المضخِّم للخلايا؟
  • ما مُضاعفات الفيروس المضخِّم للخلايا؟
  • ما سُبل الوقاية من الفيروس المضخِّم للخلايا؟
  • ما سُبل علاج الفيروس المضخِّم للخلايا؟

على الرُغم أنها قد تكون المرة الأولى التي تسمع بها عنالفيروس المضخِّم للخلايا (CMV)، إلا أنَّه واحدٌ من الفيروسات الشائعة في مُختلف أنحاء العالم، وقد يُصاب به العديد من الأشخاص خلال حياتهم دون معرفة ذلك.

ويُعدّ الفيروس المضخِّم للخلايا من بين الفيروسات التي نادرًا ما تُسبِّب مشكلات صحيَّة تُذكر، إلا أنَّه في بعض الأحيان التي يُصبح فيها الفيروس شديد الخطورة، وفي هذا الملفّ سوف نتناول كافَّة ما يتعلَّق بفيروس المضخِّم للخلايا، وما قد يترتَّب عليه من مخاطر على صحَّة الأمّ والجنين خلال الحمل.

الفيروس المضخِّم للخلايا .. ما حَقيقتهُ؟

الفيروس المضخِّم للخلايا (بالانجليزيَّة: Cytomegalovirus) هو أحد الفصائل الفيروسيَّة التي تعمل على تضخيم الخليَّة المصابة، وهو ينتمي إلى عائلة الفيروسات الهربسيَّة، ولا تقتصر الإصابة بهذا النوع من الفيروسات على عمرٍ مُحدَّد، وإنّما يصيب جميع الأعمار، وقد يحتفظ به الجسم مدى الحياة عند الإصابة به لأوّل مرّة، وتشمل أنواع الفيروسات المضخِّمة للخلايا:

  1.  الفيروس المضخِّم للخلايا الخُلقي (Congenital CMV): وهو الشكل الفيروسي الذي عادةً ما يحدث عند إصابة الجنين بالفيروس عن طريق الأمّ، أثناء وجوده داخل الرحم قبل الولادة.
  2. الفيروس المضخِّم للخلايا الأولي (Primary CMV): وهو النوع الذي يحدث عندما يصُاب الشخص بالفيروس لأوّل مرة.
  3. الفيروس المضخِّم للخلايا مُعاد التنشيط (Reactivation CMV): هو النوع الذي يحدث عندما ينشط الفيروس الخامل مرَّة أخرى نتيجة ضعف جهاز المناعة للشخص المصاب.

اقرأ أيضًا: كيف أحضِّر لمرحلة الحمل؟

هل يُمثّل الفيروس المضخِّم للخلايا خطرًا على الصحَّة؟

لا يُمثّل الفيروس المضخِّم للخلايا خطرًا كبيرًا على صحَّة الشخص المصاب، وخاصَّةً الأشخاص الذين يتمتّعون بجهاز مناعةٍ قوي، إذ أنَّه بعد الإصابة الأوّليَّة بالفيروس يكتسب الجسم مناعةً إضافيَّة، ويُبقي جهاز المناعة الفيروس في حالة خُمول دائمةٍ مدى الحياة، وتحت السيطرة.

في الوقت ذاته قد تُشكِّل الإصابة بالفيروس المضخِّم للخلايا أمرًا مقلقًا، لدى النساء الحوامل وتُمثِّل خطرًا على صحَّة الشخص المُصاب والجنين، وفي بعض الأحيان قد يكون الفيروس قاتلًا، وذلك في حال ما إذا كان المُصاب يعاني من ضعف جهاز المناعة مثل المصابين بالإيدز، والخاضعين للعلاج الكيميائي.

من الأُمّ إلى الجنين .. ما طرق الإصابة بالفيروس المضخِّم للخلايا؟

يبقى الفيروس المضخِّم للخلايا في حالة كمونٍ وخمول داخل جسم المُصاب، حتى ينشط من جديد فيُصبح شديد العدوى، وهو عادةً ما ينتقل من شخص الى اخر عن طريق الاتِّصال المباشر بسوائل الجسم الملوّثة بالفيروس مثل الدم، وخاصَّةً خلال نقل الدم الملوث من شخصٍ إلى آخر، أو من خلال التقبيل، أو لمس الأنف والفم بعد لمس سائلٍ ملوَّثٍ بالفيروس.

كما قد ينتقل أيضا للطفل من خلال حليب الثدي أثناء الرضاعة، في حال إصابة الأمّ بالفيروس، ويمكن أيضا أن تُسهم الأمّ في نقل الفيروس للجنين عبر المشيمة أثناء فترة الحمل، أو عند الولادة، والذي يُوصف في هذه الحالة بالفيروس المضخِّم للخلايا الخلقي.

كما قد ينتقل الفيروس كذلك عن طريق السائل المنوي أو الإفرازات المهبليَّة أثناء الجماع، إذ يعدّ الفيروس المضخِّم للخلايا أحد الفيروسات المنقولة جنسيًّا.    

ما بين طفيفةٍ وحادّة .. ما أعراض الفيروس المضخِّم للخلايا؟

قد لا تظهر أي أعراض على الأشخاص الأصحَّاء المصابين بالفيروس المضخِّم للخلايا بعد انتهاء فترة حضانة الفيروس، والتي تتراوح ما بين 4 الى 6 أسابيع تقريبًا، ونادرًا ما يلاحظ المُصابين إصابتهم، أو قد تظهر عليهم أعراض بسيطة تشبه أعراض الأنفلونزا الطفيفة، وتشمل أبرز الأعراض:

  •  التوعّك والحُمَّى والسعال والتهاب الحلق.
  • الضعف والتعب العام والإجهاد.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • فقدان الشهيَّة وفقدان الوزن.
  • الصداع وألم العضلات.
  • تضخُّم الغُدد الليمفاويَّة.

ما مُضاعفات الفيروس المضخِّم للخلايا؟

من المُحتمل أن تظهر أعراض مُتباينة الخطورة ومضاعفات شديدة على المُصابين بالفيروس المضخِّم للخلايا الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، مثل المصابين بالإيدز، والذين يخضعون للعلاج الكيميائي، وتتمثَّل أبرز المُضاعفات في ما يلي:

  • عدم وضوح الرؤية أو الإصابة بالعمى.
  • التوعّك وألم البطن والإسهال.
  • التهاب الكبد أو الأمعاء أو المريء.
  • الالتهاب الرئوي الحادّ.
  • الحمَّى والضعف والاختلال العام.
  • التهاب الدماغ ومشاكل الجهاز العصبي.

وقد تظهر الأعراض والمُضاعفات أيضًا على الرُضّع الذين التقطوا الفيروس المضخِّم للخلايا من الأم أثناء فترة الحمل قبل الولادة أو بعد الولادة بفترة قصيرة عن طريق حليب الثدي خلال فترة الرضاعة، وتشمل أبرز المضاعفات في ما يلي:

  •  اصفرار الجلد والعينين.
  • تضخُّم والتهاب الطحال أو الكبد.
  • ظهور طفح جلدي أرجواني اللون.
  • فقدان أو نقص السمع ومشاكل في الرؤية.
  • تأخُّر النموّ العقلي وخلل الانتباه والتركيز.
  • فقر الدم والالتهاب الرئوي.
  • خطر الولادة المبكِّرة.
  • تشوّه الجنين ووفاته بعد الولادة.

ما سُبل الوقاية من الفيروس ؟

يُعدُّ اتِّباع سُبل الوقاية من الفيروس المضخِّم للخلايا أمرًا ضروريًا لتقليل فرص الإصابة بالفيروس، والحدّ من انتشاره وتشمل أبرز أساليب الوقاية:

  • احرص على غسل اليدين جيّدًا بالماء والصابون باستمرار، وخاصَّةً بعد التعامل مع الأطفال، أو تغيير الحفَّاضات، والتخلُّص الفوري من الحفاضات، والمناديل الورقيَّة المتَّسخة.
  • تجنُّب مُلامسة لُعاب الطفل عند تقبيله وتقبيله على الجبين.
  • احرص على تفادي مشاركة أدوات الطعام والشراب مع الأشخاص.
  • لا تغفل عن تنظيف ألعاب الأطفال جيِّدًا والأسطح التي تلامس لعاب أو بول الأطفال باستخدام المُنظّفات المخصَّصة.
  • احرص على استخدام الواقي الذكري عند الجماع للحدّ من انتقال الفيروس من السائل المنوي أو الافرازات المهبليَّة.
  • تجنّب ملامسة أي سائل من سوائل أجسام الأشخاص الآخرين.
  • احرص على نشر التوعية في الأماكن العامَّة، وتثقيفهم بأهميَّة اتِّباع تعليمات النظافة الشخصيَّة؛ لتقليل فرص الإصابة بالفيروس المضخِّم للخلايا والحدّ من انتشاره.

اقرأ أيضًا: 6 أنواع لـ قاتل الحيوانات المنويَّة؛ طرق الاستخدام والآثار الجانبيَّة

ما سُبل علاج الفيروس؟

يعمل الجهاز المناعي السليم للإنسان على الحفاظ على الفيروس في وضع الخمول، ممَّا يُسهم في التعافي دون تناول أي أدوية، بينما يُعدّ العلاج ضروريًّا للأشخاص المُعرَّضين للمضاعفات الشديدة، مثل الأطفال حديثي الولادة.

وعلى الرغم أنَّ العلماء لم يتوصَّلوا إلى علاجٍ تامّ للقضاء على الفيروس، إلا أنَّ هُناك مجموعة من الأدوية المُضادَّة للفيروسات، والتي من شأنها أن تعالج العدوى الفيروسيَّة وتُبطئ من تفاقم أعراضه:

  • دواء غانسيكلوفير(Ganciclovir): أثبت فعاليته في الآونة الأخيرة في علاج الإصابة بالفيروس المضخِّم للخلايا.
  • دواء فوسكارنت (Foscarnet): يعمل على علاج التهاب شبكيَّة العين الناجم من الإصابة بالفيروس، كما يُستخدم جنبًا إلى جنب مع دواء غانسيكلوفير في حال عدم تحسّن المريض.
  • دواء فالجانسيلوفير (Valganciclovir): يحدّ من تكاثر وانتشار الفيروس، ويُسهم في علاج ضعف وفقدان السمع الناجم من الإصابة بالفيروس، وكذلك تحسين النموّ لدى الأطفال المصابين.
  • عقار سيدوفوفير (Cidofovir): يُستخدم أيضًا في علاج التهاب شبكيَّة العين الناجم من الإصابة بالفيروس، ويعمل على تثبيط عمليَّة التكاثر للفيروس المضخِّم للخلايا في الجسم.

المصدر
Centers for Disease Control and Prevention (CDC). (2022, November 28). About cytomegalovirus (CMV)Cleveland Clinic. (2021, July 1). Cytomegalovirus (CMV).National Health Service (NHS). (2021, May 5). Cytomegalovirus (CMV)Medscape. (2021, April 27). Cytomegalovirus overview.
اظهر المزيد

إسراء رجب

حاصلة على درجة البكالوريوس في الصيدلة الإكلينيكية من جامعة الإسكندرية، أعمل في صناعة المحتوى الطبي العربي منذ ما يزيد عن 6 سنوات، لديها خبرة رفيعة في محتوى الصحًّة الجنسيَّة والإنجابيَّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى