المبادرة بالجنس.. مفتاح التوازن في العلاقة الزوجيَّة

- المبادرة بالجنس.. مفتاح التوازن في العلاقة الزوجيَّة
- كيف تعزِّز المبادرة بالجنس الروابط العاطفيَّة بين الزوجين؟
- ما هي التحدِّيات التي قد تحول دون المبادرة بالجنس؟
- كيف يمكن التحفيز على المبادرة بالجنس؟
- تكنيكات تساعد على المبادرة بالجنس
لا تعتبر العلاقة الجنسيَّة مجرَّد أداة لإشباع الرغبات أو التكاثر وإنجاب الأطفال، وإنَّما هي أحد أهمّ أدوات التواصل بين الزوجين التي يُعبِّران من خلالها عن مشاعر الحبّ والمودَّة والرغبة، ويُنميَّان عن طريقها روابط الثقة والاحترام. تُساعد المبادرة بالجنس في التأكيد على أنَّ الرغبة والمشاعر هي عمليَّة مُتبادلة بين الزوجين. وعلى الرغم من أنَّ الشائع هو أنَّ الزوج يقوم بدور المبادرة في العلاقة، إلا أنَّ مُبادرة المرأة بالجنس، من شأنها أن تُحفِّز على حياة أكثر صحيَّة وتوازن، يشعر فيها كلا الطرفين بالحبِّ والجاذبيَّة والرضا والتقدير.
كيف تعزِّز المبادرة بالجنس الروابط العاطفيَّة بين الزوجين؟
- تخفيف التوتُّر: تُساعد المُبادرة بالجنس على تخفيف التوتُّرات الزوجيَّة، والناتجة عن الإرهاق، أو المُشاحنات اليوميَّة المُتكرِّرة، أو الطاقة السلبيَّة الناتجة عن تراكم المسؤوليَّات. في هذه السياقات تعمل المبادرة بالجنس على إذابة الجليد، وانتعاش العلاقة الزوجيَّة وتجديدها.
- تغيير الروتين: خاصَّة إذا كان الزوجان مُعتادين على أن تكون المُبادرة دائما من نصيب الزوج، وأن يكون الأمر روتيني يتمّ بشكل معيَّن في نفس المكان وفي توقيتات مُتوقَّعة، خاصَّة بعد مرور سنوات من الزواج قد يصبح خلالها الأمر رتيبًا ومملًّا ومُجرَّد أداء واجب.
- زيادة الثقة بالنفس: للطرفين، حيث تزيد المبادرة بالجنس من شعور الطرف الآخر بأنَّه جذَّاب ومرغوب، ممَّا يزيد من شعوره بالرضا عن نفسه وعن العلاقة، ورغبته في العطاء والاستمرار وإنجاح العلاقة وإسعاد الآخر.
- إزالة الحواجز النفسيَّة: حيث تُقلِّل المبادرة من التحفُّظ تجاه الآخر، وتمنحه المزيد من الراحة والاسترخاء تجاه الحديث عن المشاعر والأفكار، وتفتح آفاقا نفسيَّة أكثر رحابة واتِّساعًا بين الزوجين.
ما هي التحدِّيات التي قد تحول دون المُبَادَرَةُ بِالجِنْسِ؟
- الخوف من الرفض: والتفكير المسبق في احتماليَّة أن يقوم الطرف الآخر بالرفض أو التهرُّب والتعرُّض للإحراج حينها.
- الأنماط الثقافيَّة التقليديَّة: التي رَسَّخت طويلًا أنَّ الرجل عليه أن يقوم بالمبادرة دائما، وأنَّ الزوجة مُجرَّد مُتلقِّي أو ردّ فعل، وأنَّ المُبادرة تنزع عنها خلق الحياء.
- الشعور بالخجل والرهبة: والتعامل بتوتُّر وارتباك تجاه العلاقة الحميميَّة كما لو كانت موضوعًا مُشينًا أو لا يجوز الحديث عنه أو التلميح به، رغم كونه حلالًا للزوجين وبابًا لتحقيق المتعة من خلاله، وإشباع الاحتياجات وتلبية الرغبات مهما اتَّسعت آفاقها.
- الفجوة بين الزوجين في مستويات الرغبة: غالبًا ما يكون الاختلاف بين الزوجين في مستويات الرغبة الجنسيَّة أحد الحواجز النفسيَّة الثقيلة بينهما للمبادرة في الجنس، حيث يشعر أحدهما أنَّ الآخر غير مُهتمّ، ولا يُعطي الأمر أولويَّة، ولن يتحمَّس أو يستجيب للمبادرة بشكل إيجابي.
- الإرهاق والمهامّ الحياتيَّة: والتي قد تجعل الزوجين يُفضِّلان النوم، أو الاسترخاء أمام التليفزيون، أو حتى قضاء الوقت في تصفّح الهواتف فاقدين الطاقة تمامًا وغير قادرين على القيام بأي مبادرة.
كيف يمكن التحفيز على المبادرة بالجنس؟
- الحوار المفتوح بين الزوجين: والذي يتمّ فيه مع الوقت إزالة الحواجز والتحفُّظات في الحديث، والانفتاح بحريَّة تجاه أكثر الموضوعات حساسيَّة لكل منهما. الأمر الذي يُشجِّع الزوجين على التصرُّف براحة أكبر تجاه العلاقة الحميميَّة والمبادرة لها.
- الموازنة بين الرومانسيَّة والحميميَّة أو الجنس: صحيح أنَّ الجنس يلعب دورًا محوريًا في استقرار العلاقات الزوجيَّة، إلا أنَّه لا بد من مُراقبة لغات الحبّ لدى الطرف الآخر، والتعرّف عليها، وسدّ احتياجاته العاطفيَّة بالطريقة التي يُفضّلها والتي تمثِّل الثقل الأكبر في الإشباع لديه.
- خلق بيئة آمنة: وتعني حرص الزوجين على توفير مساحة من الأمان لا يخاف فيها أي منهما من الرفض أو التعرّض للإحراج، أو من التنمُّر والسخرية، أو من الصدّ الجارح. ولكن يشعر بالراحة والأمان في التعبير عن رغباته مهما بدت مفاجأة وغريبة أو غير متوقَّعة.
تكنيكات تساعد على المُبَادَرَةُ بِالجِنْسِ
- الطلب المباشر: سواء بطريقة لفظيَّة أو غير لفظيَّة عن طريق الإشارات أو الإيماءات التي يفهمها كلا الزوجين، والتي تحمل ضمنيًّا اقتراح الذهاب إلى غرفة النوم، أو البدء بالملاعبة، أو تغيير الملابس، أو غيرها من التفاصيل التي تكون بين الزوجين ويستطيعان التعبير عنها حتى بدون كلام.
- الترتيب المُسبق: أو الاتِّفاق على موعد مُحدَّد يقترحه أحد الزوجين، الأمر الذي يساعدهما في التجهيز النفسي والاستعداد بأي طقوس يُفضِّلان مُمارستها في هذه الأوقات الخاصَّة، مثل الاستحمام، وتشغيل الموسيقى، وإشعال الشموع.. أو غيرها.
- الحديث عن الجنس: على الرغم من أنَّ الإغراء البصري يلعب دورًا كبيرًا في التهيئة للعلاقة، إلا أنَّ التحفيز السمعي أيضاً عن طريق الكلام عن الجنس من شأنه أن يثير الخيال ويزيد مشاعر الرغبة، وغالبًا ما يزيد من الحماس نحو العلاقة. وهو أحد الطرق غير المباشرة للمبادرة بالجنس، بتحفيز خيال الشريك، واستدراجه النفسي والذهني نحو العلاقة.
- الرسائل النصّيَّة خلال اليوم: وغالبًا ما يكون لها دور في تحفيز المشاعر العاطفيَّة، خاصَّةً إذا كانت الرسائل بعيدة في موضوعها عن المسؤوليَّات اليوميَّة وروتين الحياة التقليدي، وكانت أكثر تجاذبًا لذكريات لطيفة تضُمّ الزوجين، أو خطط رومانسيَّة تُشجّعهما على العلاقة وتكون مُقدّمة مناسبة لها.
- تبادل الصور: هناك الكثير من أفكار الصور التي تعتبر بمثابة مبادرة للجنس، قد تكون صور لمكان مقترح للعلاقة، أو ملابس معيّنة، أو صورة توضيحيَّة لوضع جديد مُقترح، أو حتى صورة بسيطة رمزيَّة لأحمر شفاه وعطر يحملان معنى أو ذكرى معيَّنة للزوجين، ويحملان وعدًا بأوقات رومانسيَّة ممتعة.
- اقتراح المقدّمات: مثل طلب مساج من الزوج أو عرض القيام له بجلسة مساج، أو تجهيز جو رومانسي خافت وطلب رقصة ثنائيَّة هادئة، أو تجربة ملابس جديدة مختلفة عن ملابس البيت التقليديَّة أو غيرها من الأفكار.
- القُبلة: غالباً ما تكون القبلة بشغف وحبّ مفتاحًا كافيًا للبدء، خاصَّة إذا كانت هادئة وعميقة بخلاف القبلات السريعة العجولة على مدار اليوم، فإنَّها تكون كفيلة بفتح الباب لمزيد من الخطوات، ولتعزيز التواصل العاطفي بين الزوجين.
- النوم بدون ملابس: خاصَّة إذا لم يكن هذا هو الوضع المعتاد، فإنَّها قد تعتبر دعوة صريحة لقضاء بعض الوقت الممتع.
- الغزل: يحبّ كل شخص أن يشعر أنَّه جميل ومحبوب ومرغوب في عين زوجه، لذا فإنَّ الغزل والإطراء والوصف الإيجابي لمحاسن الآخر من شأنه أن يهيئ الأجواء الرومانسيَّة، ويرفع الثقة بالنفس، ويحمِّس للعلاقة.
وأخيراً، فإنَّه من المهمّ، التأكيد على أنَّ المبادرة بالجنس، والحرص على جودته في الحياة الزوجيَّة، ليست مسألة جسديَّة فقط، بل إنَّها مسألة نفسيَّة عميقة، تلعب دورًا كبيرًا في توطيد العلاقة بين الزوجين، وفي التأكيد على قيم الاحترام والحبّ والرغبة والمتبادلة بينهما. من خلالها تترسَّخ ثقة كل منهما في نفسه وفي العلاقة، وعن طريقها يستطيع كلاهما بناء رصيد نفسي وعاطفي لدى الآخر، يساعدهما في حلِّ المشكلات، وتجاوز الغفلات.
إقرأ ايضاً مقال فخّ الملل في الحياة الزوجيَّة.. الأسباب واستراتيجيَّات فعَّالة للحلّ