الذهن المشوَّش خلال الجنس؛ أسبابه ومدى تأثيره في العلاقة الزوجيَّة

- الذهن المشوَّش خلال الجنس؛ أسبابه ومدى تأثيره في العلاقة الزوجيَّة
- هذا الشعور يدلّ على تشوُّش ذهنك خلال العلاقة الحميمة!
- إليك أبرز أسباب تشوّش الذهن وانشغاله خلال الجماع
- كيف يؤثِّر الذهن المشوَّش خلال العلاقة الحميمة على الحياة الزوجيَّة؟
يختلف إقبال الزوجين على العلاقة الحميمة بعد مرور عدَّة سنوات على زواجهم مقارنةً بأيَّامهم الأولى معًا، إذ تقحمهم طبيعة الحياة شيئًا فشيئًا في العديد من المسؤوليَّات المتلاحقة والضغوطات النفسيَّة التي تتسبَّب في تضارب أفكارهما وتشوّش ذهنيهما بمرور الوقت. وبالتدريج.. يمارسان العلاقة الحميمة وعقلاهما في حالة غياب تام عن الاستمتاع بها، ليفقدا بعد فترة الرغبة الجنسيَّة والتواصل الدافئ مع بعضهما إلى أن ينتهي الأمر بالفتور والملل، وهو الفخ الذي يقع فيه مئات الأزواج كل يوم! في هذا المقال نتحدَّث تفصيلًا عن أسباب الذهن المشوَّش خلال الجنس وتأثيره في حياة الزوجين على المدى الطويل، كما نقدِّم بعض الحلول الواقعيَّة التي تساعدهما في استعادة شغف العلاقة من جديد.
هذا الشعور يدلّ على تشوُّش ذهنك خلال العلاقة الحميمة!
عدد مرات الجماع ليس بالضرورة أن يكون دليلًا على قوَّة العلاقة الحميمة بين الزوجين، ولكن الحضور العقلي والعاطفي خلالها هما المعياران الأقوى في إثبات قوَّة الترابط بينهما.
فمن الممكن أن يمارس الزوجان العلاقة الحميمة بانتظام، ولكن دون أن يتولَّد داخلهما مزيد من الترابط والتواصل العاطفي بسبب انصراف أذهانهما إلى مشاغل الحياة المختلفة في أثناء تفاصيل الجماع، ويظهر ذلك في:
- صعوبة التفاعل مع المداعبات وتبادلها لمجرَّد أداء حركات مجرَّدة من المشاعر الدافئة.
- التفكير في المهامّ الأخرى المراد إنجازها بعد انتهاء العلاقة الحميمة.
- عدم تذكُّر أي من تفاصيل العلاقة الزوجيَّة الجنسيَّة بمجرَّد الانتهاء منها وكأنَّها صارت عبئًا.
- فقدان الرغبة في بذل أي مجهود في أثناء العلاقة والاعتماد كليًا على الطرف الآخر.
- الشعور بأنَّ العلاقة لم تعد ملاذك الآمن من ضغوطات الحياة.
ولا شكّ أنَّ مشكلة الذهن المشوَّش خلال الجنس لم تظهر فجأة، بل هي نتاج التعرُّض لعدَّة أسباب وإهمال مواجهتها لفترات طويلة، ما قد يولِّد فجوة كبيرة في أداء علاقة زوجيَّة جنسيَّة مُرضية للطرفين، وحتى في التواصل اليومي بينهما.
إليك أبرز أسباب تشوّش الذهن وانشغاله خلال الجنس ..
تشمل أهمّ أسباب عدم حضور الذهن في كل تفصيلة من تفاصيل العلاقة الحميمة ما يلي:
معاناة مشكلة سابقة في العلاقة الحميميَّة
إنَّ التعرُّض لإصابة ما أو انتقاد لاذع ومُحرج في أثناء العلاقة الحميمة قد يولد بعض الأحاسيس السلبيَّة لدى بعض الأزواج عند ممارسة العلاقة في كل مرَّة، فقد تهاجمهم هذه الذكريات بقوَّة وتحول دون الاستمتاع والوصول إلى النشوة الجنسيَّة.
القلق المفرط بشأن الأداء في أثناء الجماع
عادةً ما يحصر بعض الأزواج أنفسهم في زاوية القلق المفرط بشأن الأداء في أثناء العلاقة الحميمة، فقد يتسبَّب حبّ الزوج المُفرط لزوجته أو العكس في زيادة رغبته في الوصول إلى صورة مثاليَّة في العلاقة الحميمة، ما يؤدِّي إلى تأثير عكسي تمامًا.
فعلى سبيل المثال قد يقلق الزوج قلقًا مفرطًا بشأن أدائه الجسدي وقدرته على تحقيق الانتصاب والوصول إلى النشوة الجنسيَّة، بينما تنشغل الزوجة في الغالب بشأن مستوى رضا الزوج عن شكل جسمها ومظهرها ورائحتها وغيرها من التفاصيل في هذا الاتجاه.
التوتُّر والضغط العصبي
تتسبَّب المسؤوليَّات المتلاحقة والعمل والأعباء المنزليَّة والضوائق الماديَّة في شعور الزوجين بقدر كبير من التوتّر والضغط العصبي، ما يعيق الحضور الذهني والعاطفي في أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، ويثبِّط الرغبة الجنسيَّة لديهما تدريجيًّا مع الوقت.
وجود تحدِّيات عاطفيَّة بين الزوجين
فقدان التواصل العاطفي بين الأزواج وعدم وجود ما يكفي من رصيد اللحظات الرومانسيَّة بينهم يُفقدهم الرغبة في إقامة علاقة حميمة؛ لتحوّلها إلى مهمَّة أو واجب أسبوعي ضروري ويجب الانتهاء منه لاستمرار الحياة فقط.
وعادة ما يكمن السبب وراء ذلك في تعرُّض أحد الزوجين لانتقاد الآخر باستمرار، أو اضطراب الثقة بينهما أو الشعور المتراكم بالغضب تجاه مواقف سابقة لم يجد لها متنفس آمن.
افتقاد الشعور بالأمان
قد يفتقد بعض الأزواج الشعور بالأمان والسكينة في أثناء العلاقة الحميميَّة لعدَّة أسباب، أشهرها الخوف من استيقاظ الأطفال أو سماعهم لما يحدث، وعدم توفُّر بيئة هادئة وحالمة لممارسة العلاقة في هدوء وصفاء ذهني، إذ يُحاط المكان بالأصوات الصاخبة أو تملؤه الكثير من الديكورات والأنوار المزعجة، فجميع هذه الأسباب توقع الزوجين في مشكلة الذهن المشوَّش خلال الجنس.
الإصابة بإحدى المشكلات الصحيَّة
إذا كان أحد الزوجين أو كليهما يعاني مشكلةً صحيَّة ما -مثل أحد الأمراض المزمنة- فقد يؤثِّر ذلك سلبًا في صحّته النفسيَّة تمامًا كما يتأثَّر جسديًّا، إذ يزيد مستوى التوتّر وقلق الأداء الذي تحدَّثنا عنه من قبل.
هذا فضلًا عن قلق الطرف الآخر بشأن احتماليَّة أن تتسبَّب العلاقة الزوجيَّة في زيادة تعبه وإرهاقه، ومن ثمَّ تنشأ حالة من التوتّر وفقدان الاستمتاع والحميميَّة بين الزوجين، في مقابل التركيز فقط على الحالة الصحيَّة، الأمر الذي قد يدفعهم إلى فقدان الرغبة الجنسيَّة تدريجيًا.
كيف يؤثِّر الذهن المشوَّش خلال العلاقة الجنسية على الحياة الزوجيَّة؟
ينطوي تأثير الذهن المشوَّش خلال الجنس بين الزوجين على بعض السلبيَّات التي يمكن أن تظهر على المدى الطويل، ويأتي تراجع الرغبة الجنسيَّة أو انعدامها على رأس القائمة، بسبب عدم الشعور بالاستمتاع وتحقيق النشوة خلال العلاقة الحميميَّة.
إلى جانب ذلك، يتدهور الحال للأسوأ، ومن ثم:
- تنشب مشكلات عاطفيَّة بين الزوجين بسبب الشكوك في عدم رغبة أحدهما بالآخر أو فقدان مشاعر الحب التي تولَّدت بينهما طوال سنوات الزواج وتحديدًا الأولى منها.
- يفقد كلا الزوجين ثقته بنفسه جراء شعور كلٍ منهما بعدم كفايته بالنسبة للآخر، ما يضع الحياة الزوجيَّة في مواجهة خطر مُحقَّق.
- يصير التواصل المفتوح وفكرة التعبير عن الاحتياجات الجنسيَّة بسهولة وأمان أشبه بالمهمَّة المستحيلة، ما يزيد من حجم الفجوة والتراكمات السلبيَّة بين الزوجين.
- تهتزّ الحياة الزوجيَّة برمتها وتسود الرتابة كل لحظة في اليوم بسبب شعور كل من الزوج والزوجة المستمرّ بأنَّ شيئًا ما ينقصه وجميع محاولاته في تحصيله تبوء بالفشل.
- يزيد خطر التعرّض للخيانة بسبب بحث أحد الزوجين عن تحقيق نشوته الجنسيَّة والشعور بالتقدير العاطفي في مكان آخر منخدعًا بخلوّه من المسؤوليّات.
وكلَّما أدرك الزوجان وجود مشكلة حقيقيَّة تحول دون استمتاعهما بعلاقتهما الخاصَّة مبكّرًا، ساهم ذلك في التوصّل بسرعة إلى حلول واقعيَّة ومُرضية تحقِّق الاستقرار في العلاقة الحميميَّة والحياة الزوجيَّة ككل.
كيف تتفادى تشوُّش ذهنك خلال العلاقة الحميمة؟
هناك مجموعة من الحلول أو النصائح المهمَّة في هذا الصدد، والتي يساعدك تطبيقها في تصفية ذهنك وتعزيز استرخائك واستمتاعك بكل لحظة في العلاقة الحميمة، وهي:
عدم الاعتماد على الجوانب الجسديَّة خلال العلاقة فقط
نعم، فقد يسبِّب الاعتياد على الجوانب الجسديَّة فقط خلال العلاقة الحميمة، مثل لمس أو تقبيل المناطق ذاتها بنفس الطريقة كل مرَّة في تراجع الرغبة الجنسيَّة تدريجيًّا بسبب سهولة تشتُّت الذهن وانصرافه عن تفاصيل العلاقة لخلوّها من التواصل الرومانسي، والذي يعدّ في الأساس الدافع والمحفِّز الأكبر في العلاقة.
لذلك لا بدّ أن يهتمّ الأزواج بتخصيص وقت كافٍ للمداعبة، والتواصل بالعين، وانسجام النفس، وعذب الكلام والمغازلة، واستحضار الذكريات الجميلة معًا، قبل البدء في أداء العلاقة الحميمة، بمعناها المفهوم مباشرةً.
إقرأ ايضاً مقال : سيكولوجية الجنس بين الرجل والمرأة
الحرص على التواصل الصريح باستمرار
إنَّ الخط المستقيم دائمًا هو أقصر الطرق، لذا لا بد من خلق بيئة آمنة وخالية من الأحكام المسبقة للتحدُّث بصراحة ووضوح عن الاحتياجات الجنسيَّة والعاطفيَّة، إذ يمثِّل ذلك أفضل الحلول لمواجهة الذهن المشوَّش خلال الجنس ، فحتى في ظلّ مرور الأزواج بمشكلات كبيرة في حياتهم اليوميَّة، لا بد من الاهتمام بهذه الاحتياجات والسعي لتحقيقها خلال العلاقة الحميميَّة، تجنُّبًا لزيادة الأعباء النفسيَّة والتراكمات السلبيَّة.
تجربة أشياء جديدة ..
ممّا يساعد في تحقيق الصفاء الذهني، ويحسّن من أداء الأزواج في أثناء الجماع، ومن ثمّ مستوى رضاهم عن العلاقة الحميمة:
- تجربة أوضاع جديدة عند الإيلاج.
- تجديد الممارسات نفسها وطرق المداعبة، مثل التدليك الجنسي.
- إضفاء أجواء رومانسيَّة جديدة مثل، إشعال الشموع المعطِّرة، وتهدئة الإضاءة.
ويا حبَّذا تطبيق هذه التغييرات في مكان جديد مثل، السفر إلى بلد مختلف أو حتى مدينة جديدة تطلّ على البحر لتنفُّس الصعداء من ضغوط الحياة الروتينيَّة، والحصول على قدر من الراحة النفسيَّة، وصنع ذكريات جديدة لا تُنسى.
تجنُّب الانتقادات وتبادل الكلام المعسول
من المعروف أنَّ الانتقادات والمقارنات المستمرَّة تتسبَّب في فقدان الاتّزان النفسي وتراجع الثقة بها بمرور الوقت، لذلك لا بد أن يتقبَّل كلا الزوجين الاختلافات الموجودة بينهما، وأنّهما يتشاركان حياة واحدة بحلوها ومرّها، فلا داعي أن يلوم أحدهما الآخر، بل عليه أن يستوعب أنَّه لا أحد كامل، وكذلك هو.
مشاركة التفاصيل اليوميَّة
يسهم الحوار ومشاركة الهموم والضغوط اليوميَّة ومحاولة إيجاد حلول لها سويًّا في تقوية الترابط والانسجام بين الزوجين، ما يقلِّل من تشتُّت ذهنيهما في أثناء العلاقة الحميمة، ويزيد استمتاعهما بوقتهما معاً على أي حال.
لذلك لا بد أن يدرك الزوجان أنَّ الحياة مشاركة، وأنَّ نجاحهما في جميع جوانبها، لا بد أن يعتمد على اتّحادهما على كافة الأصعدة، فكريًّا وجسديًّا وكأنَّهما روحٌ واحدة.
وخلاصة القول، إنَّ الذهن المشتَّت في أثناء العلاقة الحميميَّة مشكلة قد تبدو في ظاهرها بسيطة، لكن الاستهانة بها وعدم التعامل معها بحكمة قد يهدم بيوتًا كثيرة، لذا لا بد من أن يحرص كل من الزوج والزوجة على توفير مساحة آمنة للتواصل المفتوح لمناقشة ما يطرأ على العلاقة الحميمة من مشكلات أولًا بأول، وإن لم تُفلح النصائح السابقة في تحقيق النتيجة المرجوَّة منها، فلا حرج أبدًا في التماس المساعدة من متخصِّص أو استشاري العلاقات الزوجيَّة والأسريَّة، وتذكَّرا دائمًا أنَّه لا بأس أبدًا في المحاولة من جديد.