كيف أثَّرت ثورة حبوب منع الحمل على الصحَّة الجنسيَّة للنساء؟

اقرأ في هذا المقال
  • كيف أثَّرت ثورة حبوب منع الحمل على الصحَّة الجنسيَّة للنساء؟
  • كيف أثَّرت ثورة حبوب منع الحمل على الصحَّة الجنسيَّة للنساء؟
  • تُرى ما التفسير العلمي لتأثير حبوب منع الحمل على الرغبة الجنسيَّة؟
  • لم ما زالت حبوب منع الحمل من الوسائل الأكثر استخدامًا؟
  • كيفيَّة التعامل مع الآثار الجانبيَّة لحبوب منع الحمل

في طليعة عام 1961 قوبل اكتشاف حبوب منع الحمل لأوَّل مرَّة في أوروبا بسعادة عارمة، إذ رأى العلماء والعامَّة فيها أملًا في التحكُّم القوي في الزيادة السكانيَّة الواقعة حينئذ خاصَّة بين الطبقات الفقيرة. حبوب منع الحمل و الصحَّة الجنسيَّة للنساء كانت موضوعًا هامًا، وقد نجح استخدامها بالفعل في تقليل نسبة المواليد في الدول الأوروبيَّة الصناعيَّة في السنوات اللاحقة لاكتشافها.

ولكن سرعان ما ظهر الوجه الآخر للثورة التي أحدثتها حبوب منع الحمل على صحَّة المرأة الجنسيَّة، ما اعتبره البعض ظلمًا لها؛ ولهذا نتناول في فقرات هذا المقال أبرز الآثار الجانبيَّة لحبوب منع الحمل على الصحَّة الجنسيَّة للنساء، وكيفيَّة التعامل معها.

كيف أثَّرت ثورة حبوب منع الحمل على الصحَّة الجنسيَّة للنساء؟

أُجريت عديد من الأبحاث والمراجعات عن تأثير حبوب منع الحمل على الصحَّة الجنسيَّة للنساء، وقد تباينت نتائجها كثيرًا لتضع العالم في حيرة بين تأييد هذا الاختراع أو منع استخدامه على الإطلاق.

ولعلَّ تباين النتائج بين هذه الدراسات أتى على النحو التالي:

  • التأكيد على أنَّ حبوب منع الحمل تُسبِّب انخفاض الرغبة الجنسيَّة لدى النساء، وفقدان القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسيَّة مع أزواجهم.
  • ارتفاع الرغبة الجنسيَّة لدى نساء أخريات ممَّن يستخدمن حبوب منع الحمل الهرمونيَّة.
  • عدم حدوث أي تغيُّرات في الرغبة الجنسيَّة لدى النساء اللاتي يواظبن على تناول حبوب منع الحمل.

وعليه استنتج العلماء أنَّ حبوب منع الحمل كغيرها من الوسائل الأخرى قد تحمل نوعًا من الآثار الجانبيَّة، ولكنَّها لا تظهر بنفس المستوى لدى جميع مستخدماتها، ولذلك يرى البعض أنَّها اختراع عظيم، بينما يطالب آخرون بوقف استخدامها.

تُرى ما التفسير العلمي لتأثير حبوب منع الحمل على الرغبة الجنسيَّة؟

فسَّر العلماء تأثير حبوب منع الحمل على الرغبة الجنسيَّة لدى النساء على النحو التالي:

  • تتحكَّم حبوب منع الحمل في الهرمون المسؤول عن إنضاج البويضات في المبايض، وبالتالي لا تحدث الإباضة ، ما قد يسبِّب بعض الاضطرابات الهرمونيَّة التي تقلِّل الرغبة الجنسيَّة لدى السيِّدات، وعلى صعيد آخر قد تسبِّب الحبوب تقليل مستوى هرمون التستوستيرون المسؤول عن الرغبة الجنسيَّة لدى النساء.
  • أمَّا بالنسبة لهؤلاء اللاتي زادت رغبتهن الجنسيَّة بعد تناول الحبوب، فقد ربط العلماء ذلك بزوال القلق والتوتُّر بشأن حدوث الحمل، وبالتالي استطعن الاستمتاع بالعلاقة الحميمة دون تفكير.

هل أثَّرت حبوب منع الحمل على صحَّة النساء الجنسيَّة فقط؟

لا شك أنَّ ما يزعج النساء من حبوب منع الحمل لا يقتصر على تأثيرها في صحَّتهن الجنسيَّة فقط، إذ تمتدّ آثارها الجانبيَّة إلى الصحَّة الجسديَّة والنفسيَّة، ومن أبرز هذه الآثار:

  • معاناة بعض الزوجات من نزيف خفيف في غير مواعيد الدورة الشهريَّة، وعادةً يرجع ذلك إلى محاولة تكيُّف الجسم والرحم مع التغيُّرات الهرمونيَّة.
  • الغثيان البسيط وآلام البطن، ولذلك يوصي الأطبَّاء بتناولها مع الطعام أو قبل النوم.
  • آلام الثدي وزيادة حجمه في بعض الأحيان، وذلك نتيجة زيادة حساسيَّة خلايا الثدي للهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل.
  • الصداع، خاصَّةً الصداع النصفي بسبب الخلل الذي تُحدثه الحبوب في الهرمونات الأنثويَّة.
  • تغيُّرات في الرؤية مثل التشوُّش والزغللة.
  • زيادة الوزن نتيجة ما تسبِّبه بعض أنواع الحبوب من احتباس السوائل في الجسم، أو تراكم الخلايا الدهنيَّة، وزيادة كتلة العضلات.
  • التقلُّبات المزاجيَّة المستمرَّة بسبب الاضطرابات الهرمونيَّة، وهو ما أثبتته دراسة أجريت عام 2016 على مليون امرأة دنماركيَّة، إذ وجدوا علاقة قويَّة بين تناول حبوب منع الحمل والاكتئاب.
  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويَّة.

ولا يمكننا أن ننكر -رغم الآثار الجانبيَّة العديدة لحبوب منع الحمل- أنَّها لا زالت من وسائل منع الحمل الآمنة والأكثر استخدامًا حتى الآن في جميع دول العالم، ترى ما السبب وراء ذلك؟

لم ما زالت حبوب منع الحمل من الوسائل الأكثر استخدامًا؟

يرجع كثرة استخدام حبوب منع الحمل -رغم آثارها الجانبيَّة على المدى الطويل كما ذكرنا – إلى ما يلي:

  • أنَّها تُعدُّ من أنجح الأساليب في منع الحمل، وهي بالنسبة لكثيرين ميزة فريدة وكافية للتغاضي عن أي آثار جانبيَّة أخرى عند النظر إليها.
  • أنَّ الآثار الجانبيَّة لحبوب منع الحمل تحدث بصورة فرديَّة، بمعنى أنَّ ظهورها يختلف بين زوجة وأخرى تبعًا لمجموعة من العوامل مثل الجرعة ونوع الدواء وغيرها من العوامل.

فإذا كنتِ تواجهين صعوبة في تحمُّل الآثار الجانبيَّة الجسديَّة لحبوب منع الحمل، فعليكِ التحدُّث بوضوح مع طبيب النساء والتوليد، وإيجاد أسلوب بديل وأنسب لمنع الحمل.

أمَّا إذا اقتصرت الآثار الجانبيَّة لحبوب منع الحمل لديكِ على حدوث فتور في الرغبة الجنسيَّة، يمكننا تقديم بعض النصائح التي تمنحك مزيدًا من السعادة الجنسيَّة مع زوجك.

كيفيَّة التعامل مع الآثار الجانبيَّة لحبوب منع الحمل

قد تتمكَّنين من التغلُّب على فقدان الرغبة الجنسيَّة وتنعمين بمزيد من السعادة في العلاقة الحميمة، إذا اتَّبعت التعليمات الآتية:

التواصل الصادق مع الزوج

إخبار زوجك بالمشاعر التي تراودك والحديث الصادق معه عن شعورك في أثناء العلاقة، يُشجّعه ويزيد رغبته في اكتشاف مزيد من الأساليب الحديثة التي تزيد الرغبة لديك، وخاصَّة إذا أخبرته أنَّك تفتقدين السعادة والاستمتاع في العلاقة الحميميَّة بينكما.

تجربة أشياء مختلفة .. 

يمكن أن تتغيَّر رغبتك الجنسيَّة تمامًا بمجرَّد تجربة بعض المداعبات الجنسيَّة أو الوضعيَّات غير المألوفة، فقد وُجد أنَّ لهذه الأساليب قدرة على إثارة الزوجة بشكل ما، ومن ثمّ تزيد رغبتها الجنسيَّة.

مواجهة الأزمات والضغوط النفسيَّة 

قد تظنِّين أنَّ فقدان الرغبة الجنسيَّة لديك مرتبط بتناول حبوب منع الحمل، وتغفلين بعض الأزمات والضغوطات النفسيَّة التي تواجهينها في حياتك خلال الفترة الأخيرة. 

فلا شكَّ أن القلق والاكتئاب والتوتّر من أشهر العوامل التي تُسبِّب فقدان الرغبة الجنسيَّة، وسوء الحالة المزاجيَّة، والشعور بعدم تقدير الذات.

ولذلك عليك مواجهة هذه المشكلات بطلب الدعم من زوجك، واللجوء إلى المتخصِّصين النفسيِّين الذين يرشدونك إلى الطريق الصحيح للتخلُّص من هذه الأعباء، والاستمتاع بحياة جنسيَّة ناجحة مع زوجك.

منح مزيد من الوقت للعلاقة

قد يكون قصر وقت العلاقة الحميميَّة من العوامل التي تُفقد الزوجة رغبتها الجنسيَّة وتمنعها من الوصول إلى إحساس النشوة والاستمتاع، لذلك يُساعد أخذ وقت أطول قليلًا في المداعبة والحديث والإثارة الجسديَّة في وصول الزوجة إلى نشوتها الجنسيَّة واستمتاعها بالعلاقة الحميمة.

لذلك عليكِ التحدُّث في ذلك بصدق مع زوجك وعدم الشعور بحرج من طلب حقوقك في العلاقة الحميميَّة، وذلك لأنَّها علاقة مبنيَّة على سدِّ احتياجات الطرفين وليس طرفًا واحدًا فقط.

في ختام مقالنا عن الثورة التي أحدثتها حبوب منع الحمل في الصحَّة الجنسيَّة للمرأة، نجد أن تأثيراتها نسبيَّة للغاية بين النساء، فمنهم من تراه اختراعًا رائعًا، وأخريات يرغبن في منع استخدامه إطلاقًا.

وعليه نوصيك عزيزتي الزوجة بأنَّ صحّتك الجنسيَّة لا تقلّ أهميَّة أبدًا عن صحّتك الجسديَّة والعقليَّة، إذ يتوقَّف عليها استقرار ونجاح حياتك الزوجيَّة وأدائك في جميع جوانب الحياة الأخرى سواء على مستوى الحياة العمليَّة أو الأسريَّة أو الاجتماعيَّة وغيرها.

ولذلك إذا وجدث تأثُّرًا في صحّتك الجنسيَّة فترة طويلة بسبب حبوب منع الحمل، لا تستشعري الحرج إطلاقًا في الحديث مع طبيب النساء والتوليد لإيجاد وسيلة أخرى تناسبك مثل اللولب أو غيره. 

المصدر
Cleveland Clinic. (n.d.). Birth Control: The Pill.CNN. (2023, March 19). Birth control pills can affect women’s sex drive. Here’s what to know. CNN Health.DW. (n.d.). حبوب منع الحمل ـ تشجيع على الخطيئة أم على التحرر الجنسي؟. Healthline. (n.d.). Does birth control affect your sex drive?.WebMD. (n.d.). Birth Control Pills and Your Sex Drive.
اظهر المزيد

اسراء سامي

إسراء سامي هي خبيرة في مجال صناعة المحتوى، حازت على درجة البكالوريوس في المجال الطبي. تتميز بخبرتها الواسعة في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المتنوع. اهتمامها البارز ينصب في القضايا الصحية وشؤون المرأة، بما في ذلك الصحة الجنسية والإنجابية. تتقن كتابة مقالاتها باللغة العربية، مستندة إلى خلفيتها العلمية، بهدف تقديم معرفة قيمة وموثوقة للقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى