التهاب المثانة الخلالي وكيفيَّة التشخيص والعلاج

اقرأ في هذا المقال
  • أسباب الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي
  • عوامل الخطر في متلازمة المثانة المؤلمة
  • أعراض التهاب المثانة الخلالي
  • تشخيص التهاب المثانة الخلالي
  • علاج التهاب المثانة الخلالي 

التهاب المثانة الخلالي (Interstitial Cystitis)، ويُطلق عليه أيضًا اسم متلازمة ألم المثانة، وهي حالة مرضيَّة مزمنة تصاحب المثانة، إذ يُعاني المريض فيها من الألم لفترات طويلة، إضافةً إلى الشعور بضغط في منطقة المثانة، وقد يصاحب ذلك بعض أعراض المسالك البوليَّة التي تظهر أثناء التبوُّل، والتي قد تستمرُّ لفترة تزيد عن ستَّة أشهر دون الإصابة بأيِّ عدوى قد تكون سببًا في ظهور مثل هذه الأعراض.

نتعرَّف في مقالنا هذا على أهمِّ أسباب التهاب المثانة الخلالي مع لمحةٍ عن الأعراض وكيفيَّة التشخيص، بالإضافة إلى تقديم العلاج الأنسب لهذه الحالة.

ما هي المثانة؟

تُعرَّف المثانة البوليَّة على أنّها كيس عضلي يتموضع في الحوض، تحديدًا في المنطقة أعلى عظمة العانة وخلفها مباشرة، ويُشار إلى أنَّ شكل وحجم المثانة يماثل حبة الكمثرى عندما تكون فارغة. كما أنَّ المثانة البوليَّة مُزوّدة بطبقات عديدة من الأنسجة العضليَّة وتتمدَّد هذه العضلات لدرجة تمكِّنها من تخزين البول داخلها، وتمتلك المثانة الطبيعيَّة قدرة تخزينيَّة تتراوح بين 400-600 ملليلتر.

حيث يتشكَّل البول في الكلى طبيعيًّا وينتقل عبر الحالبين إلى المثانة، وتُخزِّن المثانة البول، ممَّا سيسمح بالتحكُّم بعمليَّة التبوُّل، وعندما تقوم عضلات المثانة بالضغط  أثناء التبوُّل يفتح الصمامان ويسمحان للبول بالتدفُّق.

أسباب الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي

رغم عدم وضوح طريقة حدوث المرض، إلا أنَّهُ هنالك مجموعة من العوامل يمكن اعتبارها من أسباب التهاب المثانة الخلالي، وتشمل كلًا ممَّا يلي:

مقالات ذات صلة
  • خلل في الخلايا المكوِّنة لجدار المثانة، ممَّا قد يتسبَّب في حدوث تهيُّج في المثانة.
  • تعرُّض المثانة لصدمةٍ ما.
  • خلل في عمل عضلات الحوض المحيطة بالمثانة.
  • اضطراب ذاتي المناعة.
  • التهاب عصبي.
  • صدمة في الحبل الشوكي.
  • سبب جيني.
  • حساسيَّة.

عوامل الخطر في متلازمة المثانة المؤلمة

 هناك عدَّة عوامل ترفع من خطر الإصابة بـالالتهاب الخلالي، وتشمل:

  • النوع: تتفوَّق نسبة السيِّدات المُشخَّصات بالتهاب المثانة الخلالي على نسبة الرجال المصابين، كما تتشابه أعراض التهاب المثانة الخلالي عند الرجال بالأعراض المرتبطة بغدَّة البروستات (التهاب البروستاتا).
  • العمر: يشخَّص معظم المصابين بـالتهاب المثانة عند الرجال والنساء في فترة الثلاثينات من أعمارهم أو بعدها.
  • الإصابة باضطراب ألم مزمن: قد يكون المرض مرتبطًا بالعديد من اضطرابات الألم المزمنة الأخرى، كمتلازمة القولون المتهيِّج، أو مرض الألم الليفي العضلي.

أعراض التهاب المثانة الخلالي

تختلف أعراض التهاب المثانة الخلالي وتتباين من شخصٍ إلى آخر، كما يمكن أن تختلف هذه الأعراض عند ذات الشخص مع مرور الوقت، حيث يعتبر تشخيص المرض أصعب نظرًا لتشابه أعراض التهاب المثانة والمسالك البوليَّة مع أعراض أمراض أخرى.

تشمل أعراض التهاب المثانة الخلالي كلًا ممَّا يلي:

  • الشعور بألم وزيادة في ضغط المثانة، وتزداد حدَّة كلٍّ منهما مع زيادة ترشيح البول إلى المثانة.
  • الشعور بألم في أسفل البطن وأسفل الظهر وفي الإحليل ومنطقة الحوض عامَّة.
  • تشعر النساء بآلام في منطقة الفرج والمهبل وما خلفه، كما قد يعانين من آلامٍ أثناء الجماع.
  • يشعر الرجال بآلام في القضيب والخصيتين وفي كيس الصفن وما خلفه، كما قد يعانون من آلام عند الوصول إلى هزَّة الجماع أو بعد الجماع.
  • زيادة الحاجة إلى التبوُّل، وقد تصل إلى التبوُّل أكثر بسبع أو ثمانية مرّات عن المعدَّل اليومي المعتاد.
  • الشعور المفاجئ بالرغبة في التبوُّل، وقد يأتي الشعور في بعض الأحيان فور الانتهاء من التبوَّل.
  • سلس البول وخروج بعض البول بصورة خارجة عن إرادة الشخص.
  • يمكن أن تتراوح شدَّة آلام المثانة بين آلام البسيطة إلى آلام شديدة وقد يصعب تحمُّلها، كما قد يشعر البعض بشعور وخز بسيط أثناء التبوُّل في حين يشعر البعض الآخر بحرقة شديد عند القيام بنفس الفعل.

المضاعفات

قد تنتج عن الإصابة بـالتهاب المثانة الخلالي مجموعة من المضاعفات، تشمل:

  • انخفاض في كميَّة البول التي تتحمَّلها المثانة: قد ينتج عن الالتهاب تصلُّب في جدار المثانة، ممَّا يجعلها تحتفظ بكميَّة بولٍ أقل.
  • بؤس الحياة: نتيجة الحاجة المستمرَّة للتبوُّل والألم المستمرّ، ستتأثَّر أنشطتك الاجتماعيَّة، وعملك، ممَّا يجعل نوعيَّة الحياة متعبة وتعيسة.
  • مشاكل في العلاقة الحميميَّة: كنتيجة للألم والحاجة المستمرَّة للتبوُّل ستتأثَّر علاقتك الشخصيَّة، والحميميَّة مع (الزوج/الزوجة) أيضًا.
  • مشاكل عاطفيَّة: الألم المزمن واضطراب النوم سسببان ضغطًا عاطفيًّا، قد يتطوَّر إلى اكتئاب.

تشخيص التهاب المثانة الخلالي

لا يوجد فحص محدَّد يمكن عن طريقه تشخيص التهاب المثانة الخلالي، إذ يعتمد التشخيص بشكلٍ أساسي على استبعاد الأمراض الأخرى التي تتشابه في أعراضها مع التهاب المثانة الخلالي، كعدوى المسالك البوليَّة والأمراض المنقولة جنسيًّا، وغيرها.

يقوم الطبيب عادةً بطلب عدَّة فحوصات تشمل كلًا ممَّا يلي:

  • تحليل وزراعة البول.
  • قياس حجم البول المتبقِّي في المثانة بعد التبوُّل (Postvoid residual urine volume) عن طريق جهاز موجات فوق صوتيَّة (Ultrasound).
  • تنظير المثانة (Cystoscopy)، إذ يتمُّ ذلك عن طريق أنبوب يحتوي كاميرا في نهايته، إذ يتمُّ إدخاله عبر الإحليل وصولًا إلى المثانة لمعاينتها وفحصها من الداخل.
  • أخذ خزعة من المثانة والإحليل.
  • فحص الحوض والأعضاء الداخليَّة أيضاً قد يساعد الطبيب في نفي حالات الشكّ بأمراض أخرى.

علاج التهاب المثانة الخلالي 

يمكن لأكثر من نصف الحالات المُصابة بـ التهاب المثانة الخلالي أن تتحسَّن من تلقاء نفسها، كما أنَّ معظم العلاجات التي يتلقَّاها المريض عادةً ما تكون للسيطرة والتخفيف من حدَّة الأعراض التي يعاني منها المريض.

قد يتساءل الكثيرون هل التهاب المثانة الخلالي له علاج، بالرغم من عدم وجود علاج نهائي لالتهاب المثانة واضح ومباشر لمثل هذه الحالات، إلا أن الخطة العلاجيَّة التي يتبعها اخصائي مسالك بوليَّة، تتضمَّن عدَّة مراحل أبرزها:

1- نمط الحياة

 يجب وضع بعض القواعد التي تنظِّم سير الحياة الخاصّ بك، وهي بمثابة علاج التهاب المثانة الخلالي طبيعيًّا، تجعل المرض مترافقًا بأقلِّ قدرٍ ممكن من الأعراض، حيث ينصح الطبيب بالتالي:

  • تمرين المثانة على تحمُّل كميَّات أكبر من البول، فعلى سبيل المثال، في حال الشعور بالحاجة للتبوّل كل نصف ساعة، يُنصح بالتبوُّل بعد خمسة وأربعين دقيقة بدلاً من ذلك، وهكذا.
  • التخلُّص من التوتُّر الذي قد يكون محفِّزاً أساسياً لظهور الأعراض السابقة.
  • ارتداء ملابس فضفاضة لمنع زيادة الضغط على المثانة.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضيَّة الخفيفة، مثل المشي.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الابتعاد عن الأطعمة التي تلعب دورًا في زيادة حدَّة الأعراض؛ كـالكحول، الكافيين، الأطعمة الحارَّة،المحلِّيات الصناعيَّة، الشوكلاتة، والفاكهة الحمضيَّة مثل البرتقال والليمون.

2- الأدوية

تتضمَّن الخطَّة العلاجيَّة في التهاب المثانة الخلالي أيضًا، العديد من الأدوية التي تساعد في التخفيف من أعراض الالتهاب والتي تشمل كلًّا ممَّا يلي:

  • الأميتريبتيلين (Amitriptyline) والذي يساعد في التحكُّم في انقباض عضلات المثانة.
  • البنتوسان (Pentosan) يساعد هذا الدواء في إعادة بناء نسيج المثانة كما قد يُساعد في التخفيف من الأعراض التي يُعاني منها المريض.
  • الهايدروكسيزاين (Hydroxyzine) يُساعد هذا الدواء في التخفيف من حاجتك للتبوُّل أثناء الليل.
  • مضادَّات الالتهاب الغير ستيروئيديَّة والتي تساهم في تخفيف الآلام.

3- الجراحة

تعتبر الجراحة في متلازمة المثانة المؤلمة خيارًا نادرًا، لا يتمُّ اللجوء إليه كثيرًا من قبل أطبَّاء مسالك بوليَّة، ويتضمَّن ثلاث تقنيات متَّبعة وهي:

  • الصعق الكهربائي (Fulguration): له فائدة في علاج التقرُّحات الموجودة في بطانة المثانة كنتيجة للمرض.
  • القطع (Resection): يتمُّ من خلال إدخال الطبيب للأدوات عبر مجرى البول (الإحليل) من أجل قطع المناطق التي تحيط بالتقرُّحات.
  • تضخيم المثانة (Bladder augmentation): يتمُّ زيادة حجم المثانة من قبل الطبيب عن طريق وضع رقعة مستخرجة من الأمعاء على المثانة، وتستخدم هذه العمليَّة فقط في حالات محدَّدة وخاصَّة.

4– تقنيات علاجيَّة أخرى

هنالك تقنيات أخرى يتَّبعها الأطبَّاء في علاج التهاب المثلنة الخلالي، وتشمل:

  • توسيع المثانة: من خلال ضخّ الماء أو الغاز لداخل المثانة ممَّا قد يُساعد بتخفيف أعراض المريض، إضافةً إلى زيادة سعة المثانة والقدرة على تحمُّل استيعاب كميَّات أكبر من البول.
  • تقطير المثانة: من خلال ملء المثانة بمحلول هو داي ميثيل سلفوكسايد (Dimethyl Sulfoxide) لمدَّة تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر دقيقة، مرَّتين أسبوعيًّا لمدَّة ما بين ستَّة إلى ثمانية أسابيع. إذ يُساعد هذا المحلول على تخفيف الالتهاب، كما يمنع أيضًا تشنُّج عضلات المثانة، والتي تكون غالبًا السبب وراء ظهور أعراض كالألم والحاجة المفاجئة للتبوُّل أو غيرها.
  • تحفيز العصب كهربائيًّا: يتمُّ ذلك من خلال الوصول إلى العصب الذي يغذِّي المثانة عبر الجلد وتحفيزه كهربائيًّا، ممَّا يُساعد على تخفيف الأعراض السابقة، وأيضًا زيادة تدفُّق الدم إلى المثانة، ثمَّ تقوية عضلات الحوض.

اظهر المزيد

يمان التل

طبيب واستشاري جراحة الكلى والمسالك البوليَّة والذُّكورة والعقم./ البورد الأوروبي في الطبّ الجنسي والذّكورة وجراحته./أستاذ مساعد ومدرس في كلية الطب في جامعة العلوم. /مدرس سابق في كلية الطب جامعة برمنجهام بريطانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى