الحمل خارج الرَّحم
- أسباب حدوث الحمل خارج الرَّحم
- علامات وأعراض الحمل خارج الرَّحم
- تشخيص وعلاج الحمل خارج الرَّحم
- فرص الحمل الطبيعي بعد حدوث الحمل خارج الرَّحم
يحدث الحمل بعد إطلاق البويضة الناضجة من المبيض، إذ تنتقل البويضة عبر قناتي فالوب (القناة البوقيَّة)، حيث تظلّ فترة تصل إلى 24 ساعة في انتظار لقائها بالحيوان المنوي. يحدث الحمل الطبيعي عندما يتمُّ تخصيب البويضة المنطلقة في القناة البوقيَّة وانغراسها في بطانة الرَّحم. ومع ذلك، في حالات نادرة، يحدث نموّ الحمل خارج الرَّحم في حوالي حالتين من كلّ 100 حالة حمل للنساء، نتيجة لزرع البويضة المخصَّبة في مكانٍ غير معتاد خارج جدار البطانة الرَّحميَّة.
في أكثر من 90% من حالات الحمل خارج الرَّحم، يحدث انغراس البويضة المخصَّبة في إحدى قناتي فالوب، وهما الأنبوبان المسؤولان عن نقل البويضة إلى داخل الرَّحم. يُعرف هذا النوع من الحمل بالحمل البوقي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتَّصل البويضة المخصَّبة ويتطوَّر الحمل إمَّا داخل التجويف البطني، أو في عنق الرَّحم، أو حتَّى في أحد المبيضين.
الحمل خارج الرَّحم، المعروف أيضًا بالحمل المنتبذ أو الحمل المهاجر، يشكِّلُ خطرًا على حياة الأُمّ الحامل. يعود هذا التهديد نظراً لصغر حجم قناة فالوب وعدم قدرتها على دعم الحمل وتطوُّر الجنين في داخلها، ممَّا يؤدِّي إلى عدم اكتمال حدوث الحمل. يمكن أن تؤدِّي زيادة حجم الحمل إلى انفجار القناة وحدوث نزيف يهدِّد حياة الأُمّ ويؤثِّر على قدرتها الإنجابيَّة. لذا، فإنَّ التشخيص المبكِّر والتدخُّل الطبِّي الفوري ضروريان لتقليل المخاطر المحتملة وحفظ سلامة قناة فالوب، مَّما يزيد من فرص تحقيق حمل طبيعي.
أسباب حدوث الحمل خارج الرَّحم
أسباب حدوثه ليست واضحة بشكل قاطع، ومع ذلك، يمكن تفسيرها بوجود عوائق تمنع انتقال البويضة المخصَّبة إلى الرَّحم. يشمل ذلك التلف، أو التشوُّهات الهيكليَّة، أو العيوب الخلقيَّة في قناة فالوب التي تُعطِّل قيامها بوظيفتها الطبيعيَّة.
كلُّ النساء في سنِّ الإنجاب عُرضةً لخطر الحمل خارج الرَّحم، خاصَّة إذا كانت لديهن أي من عوامل الخطر التالية:
- وجود تاريخ سابق للإصابة.
- تجاوز عمر الأُمّ عتبة 35 سنة.
- التدخين من قبل الأُمّ.
- وجود ظروف صحيَّة مثل التهاب الحوض أو الانتباذ البطاني الرَّحمي.
- الإصابة بأمراض منقولة جنسيًّا مثل السيلان أو الكلاميديا.
- إجراء عمليَّات جراحيَّة في منطقة الحوض أو البطن، أو تكرار عمليَّات الإجهاض.
- حدوث الحمل فوق اللولب أو بعد إجراء عمليَّة التعقيم (ربط الأنابيب أو الربط البوقي لقناة فالوب لمنع الحمل).
- بعض حالات التلقيح الصناعي (التخصيب خارج الرحم في المختبر) باستخدام العقاقير لتحقيق الحمل.
علامات وأعراض الحمل خارج الرَّحم
في البداية، يمكن أن يظهر الحمل خارج الرَّحم بشكل يشابه الحمل الطبيعي، مع ظهور الأعراض المألوفة مثل اختبار الحمل الإيجابي، وارتفاع نسبة هرمون الحمل (HCG)، وغياب الحيض، والغثيان، وألم الثدي. ومع ذلك، تُعدُّ الأعراض التالية شائعة، ويمكن أن تكون علامات تحذيريَّة لحدوثه:
- الشعور بألمٍ شديد في جانبٍ واحد من البطن.
- نزيف مهبلي خفيف يختلف عن دم الدورة الشهريَّة، ويُعَدُّ إشارة تحذيريَّة للحمل خارج الرَّحم.
- ألم حادّ ومتقطِّع (يأتي ويذهب) ومتغيِّر في شدَّته في منطقة الحوض والبطن والكتف، خاصَّة عند الاستلقاء، ويمكن أن يكون مؤشِّرًا على حدوث الحمل خارج الرَّحم نتيجة للدم المتجمِّع تحت عضلة الحجاب الحاجز (نتيجة تمزُّق قناة فالوب وحدوث نزيف)، ممَّا يسبِّب الألم.
- الشعور بألم عند تمرير البول أو البراز.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل التقيُّؤ والإسهال.
تشخيص وعلاج الحمل خارج الرَّحم
للتحقُّق من وجود الحمل خارج الرَّحم، يُوصي الطبيب باتِّخاذ الخطوات التالية:
- التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة عبر المهبل (السونار المهبلي) للتأكُّد من وجود كيس الحمل في الرَّحم وفحص كل من الرَّحم وقناتي فالوب.
- إجراء فحص اختبار الحمل للكشف عن هرمون الحمل HCG، حيث تتضاعف قيمته خلال 48 ساعة في الحمل الطبيعي، بينما تظلُّ قيمة الهرمون ثابتة أو تنخفض في حالة الحمل خارج الرَّحم.
- فحص الدم لقياس مستوى هرمون البروجيسترون، الذي يزداد في الحمل الطبيعي، بينما تشير القيم المنخفضة أو الثابتة مع غياب وجود كيس الحمل في السونار المهبلي إلى احتمال وجود الحمل خارج الرَّحم.
- في الحالات الطارئة، إذا كانت المرأة الحامل تعاني من نزيفٍ شديد وألمٍ حادّ، مشيرة إلى تمزُّق قناة فالوب واحتماليَّة انفجارها، قد يوصي الطبيب بإجراء عمليَّة جراحيَّة طارئة للحفاظ على سلامة المريضة.
بعد التأكُّد من وجود الحمل خارج الرَّحم، يتَّخذ الطبيب قرارًا بشأن العلاج الأمثل وفقًا لحالة المريضة. الخيارات تشمل:
العلاج الدوائي:
يُقدَّم العلاج الدوائي عبر وصف حقنة من الميثوتريكسات، التي تعمل على توقُّف انقسام الخلايا بسرعة، ممَّا يحول دون زيادة حجم الكتلة الحامل. يُتابع الطبيب بشكل مستمرّ مستوى هرمون الحمل HCG، وفي حال استمرار ارتفاعه بعد الحقنة الأولى من الدواء، قد يُوصي بجرعة إضافيَّة. يُستخدم العلاج الدوائي في الحالات التي يتمّ فيها الكشف المبكِّر عن وجود الحمل خارج الرَّحم، مع التأكُّد من عدم حدوث تمزُّق في قناة فالوب.
العلاج الجراحي:
في بعض الحالات، مثل حدوث تمزُّق في قناة فالوب، يقترح الطبيب إجراء العلاج الجراحي، الذي يتضمَّن إزالة النسيج المنتبذ (الحمل أو الجنين) وإصلاح الضرر الذي قد يحدث في قناة فالوب. يهدف هذا العلاج إلى تقليل خطر المضاعفات الناجمة عن الاستمرار في الحمل.
الإجراء يتمُّ من خلال:
- تنظير البطن:
- إجراء جراحي بسيط يسمح للطبيب بفحص منطقة الحوض بأكملها.
- يتضمَّن عمل شقوق صغيرة في البطن، وإدخال أنبوب رفيع مع كاميرا ومصدر ضوء لإزالة الأنسجة المنتبذة، وإصلاح قناة فالوب، أو إزالتها في حالات تلفها الكامل.
- الجراحة المفتوحة:
- يشمل إجراء شقّ كبير في البطن.
- يُجرى في حال وجود نزيف داخلي حادّ.
بعد الجراحة، يُنصح بالراحة التامَّة، وتجنُّب رفع الأشياء الثقيلة، وزيادة شرب الماء لمنع الإمساك. يُنصَح كذلك بالامتناع عن ممارسة الجماع لتهدئة وراحة منطقة أسفل الحوض.
فرص الحمل الطبيعي بعد حدوث الحمل خارج الرَّحم
فرص الحمل عالية لدى السيِّدات حتَّى بعد الإصابة بالحمل الخارج رحمي. ننصح السيِّدات بالمتابعة فوراً في الأحمال المستقبليَّة.