التهاب المسالك البوليَّة المتكرِّر عند النِّساء؛ الأسباب والعلاج والوقاية

اقرأ في هذا المقال
  • الأعراض التهاب المسالك البوليَّة
  • أسباب الإصابة ب التهاب المسالك البوليَّة
  • طرق تشخيص التهاب المسالك البوليَّة
  • طرق علاج التهاب المسالك البوليَّة

تُعدُّ التهابات المسالك البوليَّة (UTIs) من أكثر أنواع الالتهابات شيوعًا، كما أنَّ النِّساء أكثر عرضة للإصابة بها مقارنة بالرجال. أفادت الإحصائيَّات الحديثة أنَّ واحدة من كل خمس نساء تصاب بالتهاب المسالك البوليَّة لمرَّة واحدة على الأقل في حياتها. يعزى هذا الأمر إلى قصر مجرى البول لدى النِّساء مقارنة بالرجال، ممَّا يجعل المسافة التي تقطعها البكتيريا للوصول إلى المثانة قصيرة نسبيًّا.

غالبًا ما يكون سبب التهاب المسالك البوليَّة هو عدوى بكتيريَّة، وعادةً ما تسببها بكتيريا E. coli. تصيب هذه البكتيريا أجزاء مختلفة من الجهاز البولي مثل الإحليل، والمثانة، أو الكلى، ممَّا يسبِّب مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثِّر على حياة المصاب اليوميَّة وتتطلَّب مراجعة طبيب مختصّ، خصوصًا في حالات التكرار.

من أكثر الأعراض شيوعًا للالتهاب المسالك البوليَّة:

  • الشعور بحرقة وألم أثناء التبوُّل.
  • ألم أسفل البطن أو في منطقة الحوض.
  • الشعور برغبة مفاجئة ومتكرِّرة للتبوُّل، بسبب تشنُّج عضلة المثانة.
  • الشعور بعدم تفريغ المثانة بشكل كامل أثناء التبوُّل.
  • السلس البولي.
  • وجود رائحة كريهة للبول.
  • تحوُّل لون البول إلى الداكن أو وجود الدم فيه.
  • الإصابة بالحمَّى والقشعريرة.
  • تهيُّج المهبل عند النِّساء وصعوبة أثناء الجماع.

ما هي أسباب تكرار الإصابة بالتهابات المسالك البوليَّة عند النِّساء؟

 كما ذكرنا سابقًا،  تركيب الجهاز البولي وقصر مجرى البول لدى الأنثى يسمح للبكتيريا بالانتقال من البراز باتِّجاه المثانة أو المهبل بشكل أكبر.   كما يلعب كلٌّ ممَّا يلي دورًا كبيرًا في ذلك، من خلال:

1. الاتِّصال الجنسي

أحد أبرز أسباب تكرار الإصابة بالتهابات المسالك البوليَّة لدى النِّساء، هو انتقال البكتيريا نحو المثانة أثناء الجماع. ينصح المختصُّون بالتبوُّل بعد ممارسة العلاقة الحميمة لطرد البكتيريا المعدية، ممَّا يقلِّل من احتماليَّة الإصابة بالعدوى.

مقالات ذات صلة

2. استخدام مبيد النّطاف

استخدام مبيد النّطاف (مبيد الحيوانات المنويَّة) يمكن أن يقضي على البكتيريا النَّافعة الموجودة في المهبل (Lactobacilli)، ممَّا يسهِّل انتقال وتكاثر البكتيريا المعدية مثل الإشريكيَّة القولونيَّة (E. coli).

3. التقدُّم في العمر وانقطاع الطمث

تزداد احتماليَّة تكرار الإصابة بالتهابات المسالك البوليَّة مع التقدُّم في العمر وتكرار الإنجاب. عند الدخول في مرحلة انقطاع الطمث، تبدأ البكتيريا النافعة الموجودة في المهبل بالتناقص، وتقلُّ قدرة عضلة المثانة على الانقباض بشكل كامل، ممَّا يزيد من وقت تخزين البول، ويعزِّز فرصة تكاثر البكتيريا.

4. الأمراض المزمنة

وجود بعض الأمراض المزمنة مثل السكَّري والمشاكل العصبيَّة، أو انخفاض مناعة الجسم، أو تركيب قسطرة بوليَّة، يمكن أن يزيد من احتماليَّة الإصابة بعدوى المسالك البوليَّة المتكرِّرة.

طرق تشخيص التهاب المسالك البوليَّة

1 . التاريخ المرضي:

في البداية، يأخذ الطبيب التاريخ المرضي للمريضة، بما في ذلك الاستفسار عن تكرار الإصابة بالعدوى والأعراض المصاحبة لها. يتضمَّن ذلك الأسئلة حول الأمراض الأخرى التي تعاني منها المريضة أو الأدوية التي تستخدمها، بالإضافة إلى التاريخ العائلي للإصابة بالتهاب المسالك البوليَّة، مثل إصابة الوالدة أو الأخت.

2. الفحص البدني أو السريري:

يلجأ الطبيب إلى إجراء فحص بدني، خاصَّة لمنطقة الحوض، للتأكُّد من سلامة أعضاء الجهاز البولي والتناسلي. يتضمَّن هذا الفحص التحقُّق من عدم حدوث هبوط في أحد الأعضاء، أو وجود التهاب في الأنسجة، أو أي مشكلات أخرى قد تكون مرتبطة بالتهاب المسالك البوليَّة.

 من أهمِّ الفحوصات المخبريَّة التي يتمُّ إجراؤها:

  • عيِّنة بوليَّة: حيث تُفحص عيِّنة البول مجهريًّا، للكشف عن وجود خلايا الدم البيضاء أو الحمراء والتأكُّد من وجود بكتيريا مسبِّبة لعدوى المسالك البوليَّة بكثافة كبيرة، تتفاوت من نوع التهاب إلى آخر، مثلاً يكون تعداد البكتيريا في حالة التهاب المثانة الحادّ أكثر من 1000 مستعمرة بكتيريَّة/مل، وفي التهاب الكلية الحاد أكثر من 10000 مستعمرة بكتيريَّة /مل.
  • زراعة البول: تُزرَع عيِّنة البول يومين أو أكثر لزيادة تكاثر البكتيريا فيها، لمعرفة نوعها وبالتالي تحديد نوع المضادّ الحيوي المناسب للقضاء عليها.
  • اختبارات الدم: قد تكون ضروريَّة في الحالات الشديدة، للكشف عن وجود التهاب في الدم.

الفحوصات الإضافيَّة :

في بعض الحالات المتكرِّرة أو المعقَّدة، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافيَّة مثل:

  • تصوير المثانة والإحليل: باستخدام تقنيات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتيَّة أو الأشعة السينيَّة، للتأكُّد من عدم وجود تشوُّهات أو عوائق في المسالك البوليَّة.
  • الفحص باستخدام المنظار: قد يُستخدم لفحص المثانة والإحليل بشكل مباشر. في حالات متقدِّمة قد يلجأ لإجراء صورة مقطعيَّة للكلية.

العلاج من التهاب المسالك والمجاري البوليَّة المتكرِّرة:

 يُعدُّ استخدام المضادَّات الحيويَّة مثل:

  1. Nitrofurantoin (نايتروفيورنتين).
  2.  Sulfamethoxazole-Trimethoprim (التراي ميثوبريم سلفاميثوكسازول).

هو الحل الأمثل للعلاج، وعادةً ما يكون استخدامه  لفترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع، وفي بعض الحالات قد ينصح الطبيب باستخدامه بشكل وقائي لفترة زمنيَّة أطول بجرعات أقل، يجري الطبيب   خلالها فحصًا مخبريًّا للبول بشكل دوري.

الوقاية من التهاب المسالك  والمجاري البوليَّة المتكرِّرة:

  1. الإستروجين : هناك مجموعة من العلاجات والمستحضرات الطبيَّة التي تساهم في علاج والوقاية من التهاب المسالك البوليَّة، ومن بينها الإستروجين. غالبًا ما يكون الإستروجين على شكل مستحضرات موضعيَّة، يُنصح باستخدامها للسيِّدات في مرحلة انقطاع الطمث. يساعد الإستروجين على تكاثر البكتيريا النافعة في منطقة المهبل وزيادة حموضة المنطقة، ممَّا يسهم في القضاء على البكتيريا الضارَّة.

2.التوت البري : يحتوي التوت البري على مركَّب البروأنثوسيانيدينات (Proanthocyanidins)، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات التي تساعد على القضاء على بكتيريا E. Coli ومنع التصاقها ببطانة المسالك البوليَّة وانتشارها.

إجراءات وقائيَّة إضافيَّة

1. شرب كميَّات كافية من الماء: الإكثار من شرب الماء يوميًّا يساعد على غسل البكتيريا من المسالك البوليَّة.

2. التبوُّل بعد العلاقة الحميميَّة: الحثّ على التبوُّل بعد ممارسة العلاقة الحميميَّة لطرد البكتيريا التي قد تكون دخلت إلى المسالك البوليَّة.

3. التَّنظيف الصَّحيح: مسح منطقة الشرج من الأمام إلى الخلف لتجنُّب انتقال البكتيريا من منطقة الشرج إلى المسالك البوليَّة.

4. استخدام موانع الحمل غير مبيدات النّطاف: تجنُّب استخدام مبيدات النطاف التي قد تقتل البكتيريا النافعة في المهبل، وبالتالي تقليل فرص الإصابة بالتهاب المسالك البوليَّة.

اتِّباع هذه الإجراءات الوقائيَّة يمكن أن يساعد بشكل كبير في تقليل فرص الإصابة بالتهاب المسالك البوليَّة، والحدّ من حدوث العدوى المتكرِّرة.

المصدر
Urinary Tract Infection (UTI) and Cystitis (Bladder Infection) in Females. Retrieved on September, 3th, 2020.Recurrent Urinary Tract Infections in Women: Diagnosis and Management. Retrieved on September, 3th, 2020. When urinary tract infections keep coming back. Retrieved on September, 3th, 2020. Chronic Urinary Tract Infection (UTI). Retrieved on September, 5th, 2020.Recurrent Urinary Tract Infections Management in Women. Retrieved on September, 5th, 2020.
اظهر المزيد

قاسم شهاب

طبيب واستشاري أمراض النسائيَّة والتوليد والعقم./ • أستاذ مساعد في كليَّة الطبّ - جامعة اليرموك./ • مراجع معتمد في مواد النَّشر الطبِّي Frances and Taylor./ • اختصاص جراحة المسالك البوليَّة وأمراض النسائيَّة - لندن./ • اختصاص أطفال الأنابيب وعلاج العقم - ألمانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى