متى نحتاج للعلاج الجنسي؟

اقرأ في هذا المقال
  • مشكلات العلاقة الجنسيَّة مع الأزواج،
  • بعض مشاكل الأزواج الذكور الشائعة
  • بعض المشاكل الأنثويَّة الشائعة
  • السلوكيات الجنسيَّة الإجباريَّة والإدمان على الجنس
  • متى يمكن التوصية بالعلاج الجنسي؟
  • كيف يمكن أن يساعد العلاج الجنسي؟

يُعَدُّ الجنس موضوعًا حسَّاسًا بالنسبة لكثير من الناس، إلى درجة أنَّ إجراء مناقشة صريحة مع (الزوج/ الزوجة) قد تبدو وكأنَّها تجربة شاقَّة، يُصبح الأمر مخيفًا أكثر، عندما يواجه الزوجان مشاكل أُخرى تُؤثِّر على حياتهما الجنسيَّة. كما أنَّهُ من الصعب جدًا الشعور بالدفء والحميميّة والمودَّة، عند وجود صراع أو خلافات بينكما كزوجين، أقصد نوع الخلاف الذي يتسبَّب في انفصال أحد الزوجين عن الآخر.

للاستماع لمقال متى نحتاج للعلاج الجنسي؟

بمجرَّد الدخول في علاقة زواج طويلة الأمد مع (الزوج/الزوجة)، فإنَّكما تتعرَّضان لضغوط الحياة اليوميَّة معًا، لهذا يعدُّ تطوير علاقة محبَّة تحتوي أيضًا على مكوِّن التشويق الجنسي والحفاظ عليها، تحدِّيًا.

ومن أبرز هذه المشكلات: 

* يريد أحد الزوجين أن يمارس الجنس أكثر من الآخر أو أنَّ توقيتكما مختلف.

في معظم العلاقات يكون لدى أحد الزوجين دافع جنسي أكثر من الآخر. هناك أيضًا أزواج يشعرون بالإثارة في أوقاتٍ مختلفة من اليوم؛ إذ قد يرغب الزوج في ممارسة الجنس في المساء، ترغب الزوجة في ذلك خلال الصباح.

غالبًا ما تحدث مشكلات العلاقة الجنسيَّة الحميمة عندما يكون هناك تواصل ضعيف بين الزوجين، ممَّا يجعلهما يشعران بالانفصال والتناقض مع بعضهما البعض. وعندما لا تتم تلبية الاحتياجات الجنسيَّة، غالبًا ما يتراكم الاستياء، ويصبح الزوجان بعيدين وغير سعداء بعلاقتهما. 

* الجنس مملّ أو أصبح ميكانيكيًّا.

كما هو الحال مع الكثير من الأشياء، يميل الأزواج إلى تكوين أنماط سلوكيَّة في حياتهم الجنسيَّة معًا. سيشعرون بالراحة عادةً عند القيام بنفس الأنواع من الأفعال أو السلوكيَّات الجنسيَّة مرارًا وتكرارًا، ممَّا يشكِّل مجموعة يمكن التنبُّؤ بها من السلوكيَّات التي بمرور الوقت، قد تصبح شيئًا فشيئًا أقلّ إثارة .

يخشى العديد من الأزواج المخاطرة بالتخلِّي عن تلك الأنماط الجنسيَّة المتكوِّنة خلال الزواج. على الرغم من شعورهم بالملل عندما يتعلَّق الأمر بالجنس، لكن بعض الأزواج لا يشاركون مشاعرهم هذه مع أزواجهم.

مقالات ذات صلة

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأزواج يحتفظون بمشاعرهم لأنفسهم عندما يتعلَّق الأمر بما يحبّونه أو يكرهونه.على سبيل المثال:

  • من خلال لفت الانتباه إلى مكوِّن جنسي مثير غير موجود في العلاقة، فإنَّك تقلق من أن يشعر (زوجك/زوجتك) أنَّهُ يتعرَّض للَّوم. 
  • قد تشعر بالحرج من مناقشة تفضيلاتك الجنسيَّة وتعتقد أنَّ (زوجك/زوجتك) لن يقبلك أو يرفضك.
  • من الممكن أن تخجل حتَّى من التفكير في أفكار معيَّنة (على الرغم من أنَّ هذه الأفكار تثيرك جنسيًّا) ولن ترغب أبدًا في قول مثل هذه الأشياء، بصوت عالٍ.
  • وقد تكون هناك أيضًا مشكلات جسديَّة تمنعك من الاستمتاع بالجنس.

بعض مشاكل الأزواج الذكور الشائعة

  • ضعف الانتصاب: قد تواجه مشاكل في قدرتك على الانتصاب أو الحفاظ عليه. يحدث هذا غالبًا بسبب المشكلات النفسيَّة التي يمكن التعامل معها في العلاج الجنسي أو الاستشارة الفرديَّة.
  • سرعة القذف: تجد أنك تقذف كثيرًا عند الإيلاج (أو قبل ذلك) ولا يمكنك التحكُّم في هذه العمليَّة. هنا أيضًا قد تلعب القضايا النفسيَّة دورًا مهمًّا.
  • الرغبة الجنسيَّة المثبطة: تجد أن رغبتك الجنسيَّة أو رغبتك في النشاط الجنسي قد انخفضت بشكلٍ ملحوظ. يجب تقييم عوامل طبيَّة مثل مرض السكَّري أو السمنة، أو حتى انخفاض هرمون التستوستيرون حتى يمكن اتِّباع خطَّة علاج شاملة. عندما يتمُّ استبعاد المشكلات الطبيَّة، يمكن أن يساعدك العلاج الجنسي على فهمٍ أفضل لما قد يحدث من الناحية النفسيَّة، ووضع استراتيجيَّات لعلاج هذه المشكلة.

يمكن أن يُصاب الأزواج الذين يعانون من أيٍّ من المشكلات الجنسيَّة المذكورة أعلاه؛ بالاكتئاب أو حتى الانفعال والغضب. إنَّها ضربة لتقدير الرجل لذاته، إذ يعتقد أنَّهُ غير قادر على “الأداء” الجنسي أو إرضاء زوجته. رجولته على المحكّ حرفيًّا.

قد تلاحظ زوجته أنَّهُ أصبح منفصلًا عنها، ويمكن أن تلوم نفسها على ما يبدو أنَّهُ عدم اهتمام بها، بينما هو في الواقع يشعر بالضيق لأنَّه غير فعَّال جنسيًّا أو ليس رومانسيًّا. يمكن أن تساعد الاستشارة الجنسيَّة للأزواج مع معالجٍ جنسي على البدء في حلِّ هذه المشكلة دون خوفٍ من اللَّوم، أو سوء الفهم.

بعض المشاكل الجسديَّة الأنثويَّة الشائعة

  • الرغبة الجنسيَّة المثبطة: هذه هي نفس المشكلة بالنسبة للزوجة كما هي للزوج. هناك تناقص في الاهتمام بالجنس والرغبة في ذلك. يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب لذلك بما في ذلك: الإجهاد، والمسؤوليَّات الإضافيَّة، والعمر، والمرض، أو حتَّى الشعور بالملل من الحياة الجنسيَّة الزوجيَّة.
  • انعدام النشوة الجنسيَّة: يمكن أن تكون هناك العديد من العوامل التي تساهم في عدم قدرة الزوجة على تحقيق النشوة الجنسيَّة. على سبيل المثال: مرض أو حالة طبيَّة، ضغوط شديدة أو قلق، تصوُّرها عن وجود أو استحقاق الحصول على متعة جنسيَّة في المقام الأول، تحوُّل هرموني ناتج عن الولادة أو الحمل، أو حتَّى انقطاع الطمث.
  • الجماع الجنسي المؤلم: تحدث هذه المشكلة غالبًا بسبب مشاكل طبيَّة مثل: التهاب المهبل (التهابات المهبل)، أو التشنُّج المهبلي (تقلُّصات عضلات المهبل عند الإيلاج)، أو حالات طبيَّة أخرى تسبِّب ألم الجماع. يمكن أن تنجم الصدمة النفسيَّة عن هذا أيضًا، ممَّا يسبِّب القلق حول أيِّ نشاطٍ جنسي.

السلوكيات الجنسيَّة الإجباريَّة والإدمان على الجنس

من منظورٍ طبِّيّ صارم، فإنَّ الإدمان هو حاجة فسيولوجيَّة قهريَّة لاستخدام مادَّة تسبِّب الإدمان (مثل الهيروين أو النيكوتين أو الكحول). يتكيَّف الجسم على نظام قدرة تحمُّل، وإذا توقَّف فجأة عن التعاطي، تظهر عليه أعراض فسيولوجيَّة سلبيَّة واضحة نسميها الانسحاب.

من خلال هذا التعريف، فإنَّ الإفراط في ممارسة الجنس ليس إدمانًا لانعدام وجود المادّة المسبِّبة للإدمان. ومع ذلك، في العالم المعقَّد للمجتمع الحديث، توصَّلنا إلى النظر إلى هذا السلوك القهري على أنَّهُ إدمان. الظواهر التي تجعل هذا النوع من السلوك إدمانًا، هي: أوّلًا: يبدو أنَّ الفرد غير قادر على التحكُّم في السلوك الجنسي. ثانيًا: أنَّ يكون للسلوك الجنسي عواقب وخيمة، ومع هذا يستمرّ فيه رغم عواقبه. هذه الظواهر مشتركة مع أيِّ سلوك قهري أو إدماني.

في علاج إدمان الجنس، يتعلَّم المدمن فهم المكوِّنات النفسيَّة والفسيولوجيَّة لهذا النوع من السلوك القهري، وكيفيَّة التعامل مع هذه المكوِّنات بفعاليَّة.

متى يمكن التوصية بالعلاج الجنسي؟

  • قضايا الصراع الشخصي المتعلِّقة بالجنس: وهذا يشمل، على سبيل المثال، الصدمة الجنسيَّة أو الاعتداء. يوصي المعالجون بالبحث عن العلاج الفردي أولًا،  للتعامل مع هذه المشكلات، ثم إشراك (الزوج/ الزوجة) في العلاج تدريجيًّا حسب الحاجة.
  • قضايا الصراع الزوجي المتعلِّقة بالجنس: من الأمثلة الشائعة هنا، أن يكون (الزوج/ الزوجة) يعاني من الملل الجنسي. في هذه الحالة، من الأفضل البحث عن العلاج بمفردك أولًا، حتى تتمكَّن من فهم نفسك ومخاوفك الجنسيَّة بشكلٍ أفضل، ثمَّ إشراك (زوجك/زوجتك) في العلاج.
  • السلوك الجنسي القهري: من الأفضل للشخص صاحب السلوك القهري أن يرى المعالج بمفرده أولًا، ثمَّ إحضار الزوج/الزوجة. في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى استكشاف المشاعر الشخصيَّة المتمثِّلة في الخيانة أو الذنب أو الخوف قبل إشراك (زوجك/زوجتك) في العلاج. الشخص الذي يعاني من السلوك الجنسي القهري، قد يعاني أيضًا من مجموعة واسعة من المشاعر، مثل الخوف والعار والقلق. إنَّ التعامل مع تجربتك العاطفيَّة الشخصيَّة أمر مهمّ قبل إحضار (زوجك/زوجتك) والتعامل معه، فقد يؤدِّي ذلك إلى تعزيز التواصل .
  • المشكلات الزوجيَّة الجنسيَّة: على سبيل المثال، مع خيانة أحد الزوجين، يُوصى عادةً بأن يعالِج الزوجان المشكلة منذ البداية، ويتناولان الأدوار التي ربما لعباها فيما يتعلَّق بالمشكلة. لا أحد غير ملوم في علاقةٍ مختلَّة، ويمكن للزوجين العمل معًا لتحسين جودة علاقتهما.
  • صعوبات التأقلم الشخصيَّة المتعلِّقة بالجنس: قد تشمل هذه النقطة على سبيل المثال، ما إذا تمَّ تشخيصك بعدوى تنتقل عن طريق الاتِّصال الجنسي، وترغب في معرفة كيفيَّة إبلاغ (زوجك/زوجتك) بحالتك.

كيف يمكن أن يساعد العلاج الجنسي؟

العلاج الجنسي مع معالج جنسي معتمد هو نوع متخصِّص من الاستشارة أو العلاج النفسي. من خلال العلاج الجنسي، يمكنك البدء في معالجة المخاوف المتعلِّقة بالوظيفة الجنسيَّة والمشاعر الجنسيَّة والحميميَّة،سواء عبر الاستشارة الجنسيَّة الفرديَّة، أو في الاستشارة الجنسيَّة الزوجيَّة مع (زوجك/زوجتك).

غالبًا ما يعاني الأزواج من نقص الرغبة في ممارسة الجنس مع بعضهما البعض. هذا، على عكس الاعتقاد السائد، أمرٌ طبيعي تمامًا. إنَّها علامة على استعداد الزوجين للتغيير، الذي يمكن أن يجدِّد اهتمامهما بالجنس والعلاقة الحميميَّة، مرَّة أخرى.

تركِّز الاستشارة الجنسيَّة مع الأزواج، على مساعدة الزوجين لإنشاء علاقة جنسيَّة زوجيَّة صحيَّة، ومعرفة المزيد عن الجنس، وتخفيف التوتُّر. يتمُّ تحقيق ذلك أحيانًا من خلال استخدام استراتيجيَّات مصمَّمة لمساعدة الزوجين على الانخراط في الأنشطة التي تعزِّز التقارب والألفة. ومع ذلك، يمكن أن يساعد العلاج الجنسي الزوجين أيضًا، على إنشاء المزيد من الاستقلاليَّة والانفصال، وغالبًا ما يخلق اهتمامًا جديدًا ببعضهما البعض، ويعزِّز رغبتهما.

المصدر
By Beth Levine, Medically Reviewed by Allison Young, MD, everydayhealth, 2020By Stan Hyman Ph.D., drstanhyman, 2022
اظهر المزيد

نداء رضوان

نداء نجم رضوان حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الصيدلة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و الماجستير في تخصص الصحة العامة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية و عملت كمدربة في الصحة الجنسية والإنجابية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى