كيف تؤثر هرمونات الجنس الانثوية على الدورة الشهرية والحمل والوظائف الاخرى؟

تُعرف الهرمونات عمومًا بأنَّها واحدة من المواد التي يتمُّ إنتاجها طبيعيًّا في الجسم، وتعمل على نقل الرسائل المتنوِّعة بين أعضاء الجسم وخلاياه، فضلًا عن تأثيرها على وظائف الجسم ككل، ويمكن القول إنَّ هرمونات الجنس الرئيسة لدى الإناث هي: الإستروجين والبروجيسترون، كما يعدُّ التيستوستيرون من الهرمونات الجنسيَّة اللازم إنتاجها بكميَّات ضئيلة لدى الإناث رغم تصنيفه كواحدٍ من الهرمونات الذكريَّة أساسًا، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة العلم، بأنَّ وجود تغيُّر أو اضطراب في أيٍّ من هذه الهرمونات الجنسيَّة، قد يؤدِّي إلى حدوث العديد من المشاكل الصحّيَّة المرتبطة بالدورة الشهريَّة والحمل.

إنتاج هرمونات الجنس الأنثويَّة

يُعنى المبيضان بإنتاج هرمون الإستروجين بصورةٍ أساسيَّة، إلى جانب إنتاجه من خلال الغدَّة الكظريَّة والخلايا الدهنيَّة في الجسم، أمَّا بالنسبة لهرمون البروجيسترون، فإنَّ المبيضين هما المسؤولان عن إنتاجه بعد مرحلة الإباضة، كما تلعب المشيمة دورًا فاعلًا في إنتاج هذين الهرمونين خلال فترة حمل الأنثى.

هرمون الإستروجين

يعدّ هرمون الإستروجين مسؤولًا عن النموِّ الجنسي والتناسلي لدى الأنثى، ومن ذلك وصولها لسنِّ البلوغ والأمل، وما يحدث بينهما من حيضٍ وحمل، لذا لا بدّ من متابعة مستويات هذا الهرمون في الجسم باستمرار من خلال إجراء فحص الدم تجنّبًا لمشاكل عديدة، مع ضرورة العلم بأنَّ نسبه الطبيعيَّة تختلف من شخصٍ إلى آخر، فتكون قبل انقطاع الحيض أعلى، كما يأتي: 

• قبل انقطاع الحيض تتراوح النسب الطبيعيَّة لهرمون الإستروجين بين (15-350) بيكوغرام/ مل.
• بعد انقطاع الحيض تكون النسب الطبيعيَّة لهرمون الإستروجين أقل من 10 بيكوغرام/ مل.

هرمون البروجيسترون

يُعدُّ هرمون البروجيسترون مسؤولًا عن تجهيز بطانة الرَّحِم قبل الحمل لاستقبال البويضة المخصَّبة، إضافةً إلى دوره في منع إنتاج هرمون الإستروجين بعد حدوث الإباضة، لذا لا بدّ من التأكُّد من نسب هذا الهرمون في الجسم من خلال فحص الدم للتحقُّق من كونها ضمن المستويات الطبيعيَّة، مع ضرورة العلم بأنَّ هذه النسب تختلف تبعًا للمرحلة التي تمرُّ فيها الأنثى.

أبرز المتغيِّرات التي تؤدِّي إلى تغيير نسب الهرمونات الجنسيَّة لدى الأنثى

تتأثَّر مستويات الهرمونات الجنسيَّة الأنثويَّة خلال فترة حياة الأنثى بالعديد من المتغيِّرات والظروف، إذ يتقلَّب إنتاجها باستمرار، وهذا يعدُّ أمرًا طبيعيًّا بالتأكيد، لكنَّهُ يؤدِّي إلى حدوث اختلافات واضحة تظهر على الوظائف الجسميَّة بصورة مباشرة، ومن أبرز المتغيِّرات التي تؤدِّي إلى تغيير نسب الهرمونات في جسم الأنثى، ما يأتي:

• العمر.
• تناول الأدوية.
• الحمل.
• الرضاعة.
• البيئة المحيطة.
• الدورة الشهريَّة.
• سنّ الأمل.
• الضغوطات اليوميَّة.

هرمونات الجنس الأنثويَّة والبلوغ

تبدأ الدورة الشهريَّة عند الأنثى خلال سنّ (10-16) عام، وتعدّ الهرمونات الأنثويَّة سببًا في بدئها. إذ يزداد إنتاج الهرمونات عمومًا عند اقتراب مرحلة البلوغ، ممَّا يحفِّز إنتاج الهرمونات الجنسيَّة، كالإستروجين. فتبدأ بذلك علامات البلوغ بالظهور وتبدأ الدورة الشهريَّة؛ لذا يمكن القول بأنَّ أيّ خلل في إنتاج هذه الهرمونات. سيؤدِّي بالضرورة إلى وجود خلل في بداية نزول الدورة الشهريَّة.

ومن أبرز علامات البلوغ التي يؤثِّر هرمون الإستروجين والبروجيسترون في ظهورها، ما يأتي: 

• نموّ الثديين.
• نمو شعر الإبط والعانة.
• زيادة ملحوظة في الطول.
• تركُّز الدهون في مناطق الورك والأفخاذ والأرداف.
• اتِّساع منطقة الحوض.
• ملاحظة زيادة إفراز البشرة للزيوت.

هرمونات الجنس الأنثويَّة والحمل

تتميَّز فترة الحمل بإنتاج كميَّات أكبر من الهرمونات الأنثويَّة، كهرمون البروجيسترون، كما يعمل هذا الهرمون خلال أسابيع الحمل الأولى على تهيئة جسم الأنثى من خلال زيادة سمك عنق الرَّحِم وإغلاقه بالسدادة المخاطيَّة.

تُنتج المشيمة هرمون الريلاكسن أيضًا خلال الحمل، ويعمل هذا الهرمون على منع حدوث أي تقلُّصات في الرَّحِم طوال فترة الحمل، إذ يساهم في نهاية الحمل في استرخاء أربطة وأوتار الحوض.

هرمونات الجنس الأنثويَّة والولادة

تستمرّ مستويات هرمونات الإستروجين والبروجيسترون بالازدياد خلال فترات الحمل، ثمّ تنخفض تدريجيًّا بعد الولادة، ويعدّ انخفاض مستويات هرمونات الجنس الأنثويَّة بصورة تلقائيَّة بعد الولادة مباشرة، واحدًا من الأسباب المساهمة في حدوث اكتئاب ما بعد الولادة.

أمَّا بالنسبة لفترة الرضاعة فتتميَّز بانخفاض هرمون الإستروجين بصورة ملحوظة، ممَّا يعني صعوبة حدوث الإباضة في هذه المرحلة.

هرمونات الجنس الأنثويَّة وتكيُّس المبايض

يعدُّ اضطراب الهرمونات الأنثويَّة مؤشِّرًا مرتبطًا ببعض المشاكل الصحيَّة والجنسيَّة، لذا لا يمكن تجاهله، فقد يكون من علامات وجود مشكلة تكيُّس المبايض لدى الأنثى على سبيل المثال، ممَّا يعني بأنَّ الدورة الشهريَّة ستفتقد الانتظام، وهذا يؤثِّر  بدوره على الخصوبة وإمكانيَّة حدوث الحمل، لكنّ هذه المشكلة قد يرافقها غالبًا زيادة واضحة في نمو الشعر على الجسم.

هرمونات الجنس الأنثويَّة والرغبة الجنسيَّة

تؤثِّر طرق منع الحمل الهرمونيَّة على مستويات الهرمونات الجنسيَّة لدى الأنثى، ممَّا يؤدِّي إلى تقلُّب رغبتها الجنسيَّة، فالوضع الطبيعي هو أن تكون الأنثى في ذروة رغبتها قبل مرحلة الإباضة مباشرة، إلّا أنَّ اضطراب الهرمونات الجنسيَّة قد يغيِّر من ذلك.

زيارة الطبيب دوريًّا

يُفضَّل الالتزام بزيارة الطبيب المختصّ بصورةٍ دوريَّة لمرَّة واحدة على الأقل كل عام، وذلك للتأكُّد من عدم وجود مشاكل صحّيَّة، كما يمكن مناقشة أي تغييرات لمعرفة مدى خطورتها، أمَّا في حال ملاحظة وجود أعراض لأمراض معيَّنة فلا بدّ من التوجُّه إلى الطبيب، وعدم انتظار موعد الزيارة الدوريَّة، ومن أبرز هذه الأعراض، ما يأتي: 

• جفاف المهبل وتدنِّي الرغبة الجنسيَّة.
• صعوبة حدوث الحمل.
• عدم انتظام الدورة الشهريَّة.
• نموّ شعر الوجه أو تساقط شعر الرأس.
• الشعور بألم في الحوض.