فيروس HPV وسرطان عنق الرَّحِم

اقرأ في هذا المقال
  • أنواع فيروس الورم الحليمي البشري HPV.
  • كيف ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري HPV ؟
  • ما هي أعراض عدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV ؟
  • اختبارات فيروس الورم الحليمي البشري HPV لدى النساء
  • طرق الوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV
  • علاج فيروس الورم الحليمي البشري HPV

فيروس الورم الحليمي البشري(Human Papillomavirus (HPV واحد من أكثر أنواع الفيروسات انتشارًا والأمراض المنقولة جنسيًّا شيوعًا، وهي عدوى فيروسيَّة تؤثِّر على نمو الغشاء المخاطي في الجلد بصورة تسبِّب تشكِّل الزوائد الجلديَّة وظهور البثور، معظم الأفراد النشطين جنسيًّا معرضون لخطر الإصابة بها خلال فترة ما في حياتهم.

هل كل أنواع فيروس الورم الحليمي البشري HPV خطيرة؟

توجد العديد من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري HPV ، يتراوح عدد ما تمَّ الكشف عنها حتّى الآن أكثر من 100 نوع، 

  • 15 نوعًا منها على الأقل يعتبر شديد الخطورة، ويمكن أن يسبِّب الإصابة بالسرطانات المختلفة كسرطان الشرخ، أو المهبل، أو القضيب، أو سرطان عنق الرَّحِم الذي يعتبر أكثرها شيوعًا؛ حيث يتسبِّب فيروس الورم الحليمي البشري من نوع 16 و18 بأكثر من 70% من حالات سرطان عنق الرَّحِم، وغيرها من آفات.
  • هناك أنواع  تكون في الغالب غير خطيرة وتستطيع مناعة الجسم السليم القضاء عليها تلقائيًّا دون ظهور أي آثار للإصابة، حيث يصاب فيها الشخص ويتعافى دون معرفته بذلك.
  • وهناك أنواع أخرى تسبِّب حصول بعض الآفات الجلديَّة، كالطفح الجلدي وظهور الثآليل في المناطق التناسليَّة، التي تظهر بشكل متكرِّر، وتعالج بطرق متعدِّدة. 

كيف ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري HPV ؟

بشكلٍ عامّ، تنتقل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق ملامسة جلد الشخص المصاب، معظم الأشخاص تنتقل لهم العدوى أثناء الاتِّصال الجنسي بكافة أشكاله (الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي) أو مجرَّد ملامسة الأعضاء التناسليَّة للجلد، حتى ولو لم يكن يظهر على الشخص المصاب أي علامات أو أعراض.

في حالات قليلة، يمكن للأُمّ الحامل المصابة بفيروس الورم الحليمي البشري نقل العدوى لطفلها أثناء الولادة،  يكون الطفل المولود مصابًا بحالة تسمَّى الورم الحليمي التنفُّسي المتكرِّر.

ما هي أعراض عدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV ؟

قد لا يسبِّب فيروس الورم الحليمي البشري أيَّة أعراض أو علامات أو مشاكل صحيَّة ملحوظة. ولكن في حال حدوثها، فإنَّ أكثر الأعراض شيوعًا هي ظهور الثآليل التناسليَّة التي تتراوح في حجمها وشكلها بحيث تظهر على صورة بثور مسطَّحة أو نتوءات صغيرة صلبة وخشنة تشبه القرنبيط، ذات لون أبيض أو وردي، وعادةً ما تتشكّل في منطقة الفرج لدى النساء خاصَّة في عنق الرَّحِم، بينما عند الرجال تتشكّل في منطقة القضيب أو كيس الصفن، وقد تظهر أيضًا حول فتحة الشرج وفي الفخذ، كما أنَّ هذه الأعراض قد تظهر بعد أسابيع، أو أشهر، أو سنوات من الإصابة بالفيروس.

مقالات ذات صلة

اختبارات فيروس الورم الحليمي البشري HPV لدى النساء

يقوم التشخيص على الفحص البصري في المقام الأوَّل، في حال كانت الثآليل التناسليَّة مرئيَّة أثناء الفحص، كذلك قد يطلب منك الطبيب إجراء بعض الفحوصات الخاصَّة بتشخيص الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، والتي تشمل كل من:

  • – اختبار مسحة عنق الرَّحِم، وهي عبارة عن اختبار يقوم على جمع عينات من خلايا سطح عنق الرَّحِم والمهبل وفحصها، للتأكُّد من وجود تشوُّهات خلويَّة قد تؤدِّي إلى الإصابة بالسرطان.
  • – اختبار الحمض النووي والذي يتمُّ إجراؤه بهدف الكشف عن أنواع فيروس الورم الحليمي البشري عالية الخطورة، ويوصى به إلى جانب اختبار مسحة عنق الرَّحِم لدى النساء اللواتي يبلغن من العمر 30 عامًا أو أكبر.
  • – اختبار حمض الأسيتيك (الخل) يلجأ إليه الطبيب للكشف عن وجود الثآليل التناسليَّة في حال عدم التمكُّن من رؤيتها أثناء الفحص البصري، حيث تساعد مادَّة الخل على ظهور هذه النتوءات الجلديَّة باللون الأبيض، بحيث يسهِّل على الطبيب رؤيتها ومعرفة ماهيتها.

إذا ظهرت نتيجة غير طبيعيَّة، حيث تظهر النتائج وجود تشوُّه أو نموّ غير طبيعي للخلايا، قد لا يعني ذلك بالضرورة وجود خلايا سرطانيَّة، حيث قد تظهر الخلايا بأشكال متعدِّدة، لكلّ منها دلالته، فمثلًا وجود تغيُّر بسيط في الخلايا الظهاريَّة لتظهر على شكل حراشف، قد يكون مؤشِّر للإصابة بفيروس HPV، ويعتمد إجراء الطبيب بعد ذلك على التاريخ المرضي للمرأة، فمثلًا إذا كانت المرأة تجاوزت عمر الثلاثين، ولم تقم بإجراء أي مسحة لعنق الرَّحِم خلال 2-3 سنوات، أو أظهر نتائج سابقة وجود غير طبيعي لبعض الخلايا، فقد يلجأ الطبيب لإعادة إجراء المسحة الرَّحِميَّة من جديد، أو لإجراء التنظير المهبلي بهدف التأكُّد من التشخيص.

الوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري HPV

تشمل التدابير الوقائيَّة التي يمكنها التقليل من فرصة تعرُّضك لخطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري كل ممَّا يلي:

-ممارسة الجنس الآمن، واستخدام الواقي الذكري بطريقة صحيحة أثناء الممارسة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنَّ ذلك لا يوفِّر حماية كاملة من الإصابة، فقد ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عبر المناطق التي لا يغطِّيها الواقي الذكري.

-أخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري؛ حسب توصيات مركز مكافحة الأمراض والأوبئة يوصى بأخذ اللقاح في سن 11-12 سنة حيث يتمُّ إعطاء اللقاح على جرعتين. كذلك يمكن للأفراد من كلا الجنسين والذين تتراوح أعمارهم بين 15-26 سنة من أخذ اللقاح وفقًا لجدول الثلاث جرعات.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أصبح بإمكان الأشخاص كبار السنّ والذين تتراوح أعمارهم بين 27 و 45 سنة، ولم يتسنَّ لهم التطعيم من قبل في سنِّ أصغر من تلقِّي اللقاح. يتمُّ كلّ ذلك بعد مراجعة الطبيب المعني ومعرفة إمكانيَّة ذلك، وحسب حالة الفرد.

علاج فيروس الورم الحليمي البشري HPV:

معظم حالات الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تختفي من تلقاء نفسها، لذلك لا يوجد علاج للعدوى نفسها وإزالة الفيروس من الجسم. ومع ذلك، قد يصف لك الطبيب الأدوية التي تساعد في علاج الثآليل التناسليَّة، أو حرقها باستخدام التيَّار الكهربائي، أو باستخدام تقنية التبريد القائمة على استعمال النيتروجين السائل، أو باستخدام الليزر. ومع هذا فإنَّ علاج الثآليل التناسليَّة لا يعني التخلُّص من الفيروس، وتبقى هناك احتماليَّة لعودتها مرَّة أخرى.

علاج السرطانات المرتبطة بفيروس HPV: 

يُعالج سرطان عنق الرَّحِم الناتج عن الإصابة بفيروس HPV، بنفس بروتوكول علاج السرطان في هذه المنطقة بشكل عام، من استئصال الأنسجة السرطانيَّة، والعلاج الكيميائي والأشعَّة.

فضلاً عن الطرق الوقائيَّة لتجنُّب الإصابة بفيروس HPV، بما في ذلك استخدام الواقيات الذكريَّة، وأخذ اللقاح المتوفِّر على اختلاف المراحل العمريَّة.

يبقى الفحص الروتيني لفيروس الورم الحليمي البشري، وفحصه المستمرّ ومراقبته مهمّ لتحديد ورصد وعلاج المشاكل الصحيَّة التي قد تنجم عن الإصابة  به.

المصدر
موقع الدكتور قاسم شهابHuman papillomavirus (HPV) and cervical cancer. Retrieved on 8/2/2020Does HPV cause cancer?. Retrieved on 8/2/2020HPV and Cancer. Retrieved on 8/2/2020
اظهر المزيد

قاسم شهاب

طبيب واستشاري أمراض النسائيَّة والتوليد والعقم./ • أستاذ مساعد في كليَّة الطبّ - جامعة اليرموك./ • مراجع معتمد في مواد النَّشر الطبِّي Frances and Taylor./ • اختصاص جراحة المسالك البوليَّة وأمراض النسائيَّة - لندن./ • اختصاص أطفال الأنابيب وعلاج العقم - ألمانيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية