نصائح للتحدُّث مع أطفالك عن التربية الجنسيَّة
- كيف لك أن تستعد لبدء الحوارات؟
- ماذا عن التربية الجنسيَّة في المدرسة؟
- كيف تتحدث مع الأطفال عن "الطيور والنحل"؟
- عندما يسأل الأطفال الصغار من أين يأتي الأطفال؟
- كيف أبدأ الحديث؟
خلال جلسات الرعاية الوالديَّة الموجَّهة للأُمَّهات التي أعقِدُها حول عمر المراهقة، تُطرَح أسئلة عديدة حول التربية الجنسيَّة للأبناء، وكيف أتحدَّث مع ابني أو ابنتي حول البلوغ والاستعداد له؟ كيف أحميهم من التعرُّض للإباحيَّة والاعتداءات الجنسيَّة والتحرُّش بوجود أجهزة الموبايل بين أيديهم؟ وكيف أتحدَّث عن العادة السرِّيَّة؟ وما هي الأمور المهمّ تغطيتها من قبل الأهل حول هذه القضايا؟
جعلتني هذه الأسئلة أُبحِرُ في هذا الجانب من الناحية التربويَّة بالإضافة لفهمه من الناحية العلميَّة والطبيَّة؛ حتَّى أتمكَّن من نقل صورة متكاملة للأُمَّهات اللواتي ينشغلن بهذه القضايا أثناء رعاية أبنائهن.
سوف أُعتمد هذا المقال ليكون دليلًا لك، عند التحدُّث مع أبنائك حول التربية الجنسيَّة، وسأُكمل في سلسلة مقالات قادمة، حول الصحَّة الجنسيَّة لليافعين والأطفال بشكلٍ متخصِّص.
للمزيد اقرأ: كيف أتحدَّث مع أبنائي عن سنِّ البلوغ؟
كيف لك أن تستعد لبدء الحوارات في التربية الجنسيَّة؟
نصائح حول المحادثات:
من المهمّ معرفة، أنَّ الحديث حول التربية الجنسيَّة ليس حديثًا لمرَّة واحدة ودفعة واحدة، ربما يجب عليك البدء بعمل خطَّة للحديث مع أبنائك.
-مراجعة معلوماتك العلميَّة
قبل كل شيء، لا بدّ من مراجعة معلوماتك حول قضايا الصحَّة الجنسيَّة والإنجابيَّة، تجنّبًا لتقديم معلومات خاطئة لأبنائك. احذر؛ هنالك الكثير من المغالطات التي توارثناها حول التربية الجنسيَّة، فتأكَّد من صحَّة معلوماتك قبل الخوض في الحديث.
نصيحة:
أرى أنَّ إحدى الطرق الجيِّدة للبدء في البحث، هي تدوين الأسئلة التي تدور في بالك، والبحث عن مصدر معلومات صحيح، أُرشِّح بالطبع منصَّة مودَّة التي أكتب فيها، لأنَّها تختار متخصّصين للكتابة.
–اختر الوقت والمكان المناسبين.
تسير المناقشات بشكلٍ أفضل على انفراد، وعندما يكون كل من يشارك في حالةٍ مزاجيَّة منتبهة ومسترخية. إذا سأل طفل سؤالًا في وقتٍ سيِّء، أخبره أنَّك ستجيب عنه لاحقًا. وتأكَّد من القيام بذلك.
-بادر بالمحادثة.
لن يطرح العديد من الأطفال هذا الموضوع أبدًا، لكن هذا لا يعني أنه ليست لديهم أسئلة أو مخاوف. يحتاج الأطفال إلى المعلومات و التربية الجنسيَّة، وهم يحصلون عليها من مصادر مختلفة. إذا كنت ترغب بأن يحصل أطفالك على معلومات تتوافق مع قيمك، فتحدَّث معهم.
-تجنَّب الحديث الطويل والكبير.
التربية الجنسيَّة موضوع ضخم ولا يمكنك تغطيته بالكامل في جلسةٍ واحدة. وإلى جانب ذلك، تتغيَّر المفاهيم مع تقدُّم الأطفال في السن، والتفسير الذي نجح عندما كان طفلك في الخامسة من عمره لن يعود صالحًا عندما يكون طفلك في الثانية عشرة من عمره.
-استفد من “اللحظات القابلة للتعليم”.
أفضل طريقة لبدء المناقشة هي الاستفادة من “اللحظات القابلة للتعليم”، تلك الأحداث اليوميَّة التي توفِّر بداية مثاليَّة. إذا كنت تعرف امرأة حامل، فتحدَّث مع أطفالك عنها. إذا كنت تشاهد برنامجًا تلفزيونيًّا أو تستمع إلى الموسيقى معهم، فاكتشف ما إذا كانت المحتويات قد تثير محادثة حول الجنس. تجنَّب النهج المباشر – إذا سألت أطفالك عمَّا إذا كانوا يريدون التحدُّث عن الجنس، فمن المحتمل أن يقولوا “لا”!
-دع أطفالك “يسمعون” محادثات الكبار
ربَّما تتفاجأ من هذه النصيحة، نعم صحيح يجب علينا تجنيب الأطفال سماع كلام الكبار، لكن ما أُشير له هنا هو محادثة مع سبق الإصرار والترصُّد، فقد يشعر أطفالك بالحرج الشديد من مناقشة الأمور الجنسيَّة، لكنَّهم قد لا يمانعون في سماع شخصين بالغين يناقشان ذلك. اختر موضوعًا بناءً على أخبار اليوم أو عرضٍ تلفزيوني وناقشه على مائدة العشاء مع زوجك أو شخص بالغ آخر وبوجود أبنائك مجتمعين. من المهمّ الإشارة هنا، أنَّ هذا الخطَّة تنفع لمناقشة أمر حدث بالفعل في محيط أبنائك.
للمزيد اقرأ: الاعتداء الجنسي؛ الوباء الصامت.
-لا حرَج في الشعور بالحرَج
ولا حرج في إخبار أطفالك أنَّك محرج. قد يتطوَّر لدى أطفالك موقفٌ متعجرِّف تجاهك وعن إحراجك، لكن هذا أفضل من ترك إحراجك يدفعك للصمت. علاوة على ذلك، لقد أوضحت أن الإحراج يخصُّك وليس لطفلك أو للموضوع.
-دع الكتاب يقول الأشياء المحرجة.
بهذه الطريقة، تكون أنت وأطفالك فريقًا، وتواجه وتتفاعل مع كل الأشياء المحرجة التى يقولها الكتاب، أو من الممكن أن يكون فيديو أو برنامجًا تلفزيونيًّا.
-البحث في مواضيع التربية الجنسيَّة مهمّتكم جميعًا.
إذا كنت لا تعرف الإجابة عن أمرٍ ما، فيمكنك أنت وأطفالك البحث عنها معًا. استفد من الموارد المحلّيَّة؛ المكتبات والأطبَّاء والممرِّضات والمراكز الصحيَّة لتنظيم الأسرة، إلخ.
-إذا طُرِحَ عليك سؤال، فيحقُّ لك الإجابة عليه لاحقًا.
يطرح الأطفال أحيانًا أسئلة نرغب في الإجابة عنها، لكن قد نتفاجأ إلى درجة أنَّنا لا نعرف تمامًا كيف نردُّ عليها. لا بأس أن تقول: “أود أن أجيب عن هذا السؤال، لكنّني بحاجة أولاً إلى التفكير فيما أريد أن أقوله”. هذا الأمر ربما عليك فعله إذا كنت لست متأكِّدًا من رأيك فيه، كما يمكنك الرجوع الى (زوجك/زوجتك) لمناقشته.
-لديك الحقّ في تمرير الأسئلة الشخصيَّة.
يحتاج الأطفال إلى معرفة معايير الخصوصيَّة الخاصَّة بك، حتَّى يتمكَّنوا من تطوير معايير خاصَّة بهم.
-تبسيط ردودك.
عند الإجابة عن أسئلة الأطفال، فالقليل أفضل من الكثير. ابدأ بأبسط تفسير وانتقل إلى شرحٍ أكثر تعقيدًا إذا استمرَّ الطفل في الاهتمام أو طرح الأسئلة. لا يمكنك أن تقول لأطفالك “الكثير”؛ فما لا يفهمونه، سوف يذهب فوق رؤوسهم.
-الممارسة تؤتي ثمارها.
في كل مرة تستجيب بطريقة تساعد الأطفال على التعلُّم بشكلٍ ملموس وإيجابي، سيصبح الأمر أسهل. حاول أن تتخيَّل أصعب سؤال يمكن أن يطرحه الطفل في طريقك، وتدرَّب على الإجابة عليه.
-انتبه للغة جسدك.
يلاحظ الأطفال عندما لا يتمُّ إعطاء رسائل متَّسقة لكلماتنا ولغة جسدنا.
-كن صبورًا.
توقَّع أن يسأل الأطفال نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا. هذه هي الطريقة التي يتعلَّمون بها.
للمزيد اقرأ: الاستغلال الجنسي للطفل والتربية الجنسيَّة كوقاية.
-لا تنسَ حسَّ الفكاهة لديك.
في الواقع، استخدمه لصالحك. أخبر أطفالك عن كل المفاهيم الخاطئة التي كانت لديك حول الجنس عندما كنت في سنِّهم. سيشعرون بتحسُّنٍ كبير في نظرتهم حول أنفسهم!
-اسأل أطفالك عن رأيهم.
يبدأ احترام الأطفال لذواتهم، بالتقدير الذي يتلقَّونه من الآخرين.
كيف أبدأ الحديث؟
لكلِّ الأُمَّهات اللواتي يجدن صعوبة في فتح مواضيع التربية الجنسيَّة، سأدلّكِ على طريقة مناسبة لاستقبال الأسئلة:
- خصِّصي وقتًا أسبوعيًّا أو شهريًّا للتحدُّث مع أبنائك حول موضوع معيَّن، مع مراعاة الأمور التالية:
- بدون أحكام.
- الكلام واضح وعام.
- بدون تعليمات ونصائح.
- مختصر.
- ثمَّ غيبي أسبوعًا آخر، قبل إعادة فتح النقاش والإجابة عن استفساراتهم، بعد منحهم فترة كافية للتفكير بأسئلتهم، ومناقشتهامع أقرانهم، وربّما الحصول على أسئلة جديدة منهم.
- قومي بالإجابة عمَّا قمتِ بالبحث عنه، وتأكّدتِ من صحّة معلوماتك فيه.
- أرسلي مقالات وفيديوهات علميَّة على أجهزتهم تشرح الأمر لهم.
قسِّمي أفكارك حول الموضوع الذي تقومين بطرحه إلى سأقوم بـــِ:
-طرح معنى المفهوم بكلمات علميَّة أو طبيَّة.
-طرح المسموحات والممنوعات الاجتماعيَّة.
-ثم طرح المسموحات والممنوعات الدينيَّة للعائلة.
نصائح في التربية الجنسيَّة حول المحادثات وعمر الأبناء:
عندما يسأل الأطفال الصغار من أين يأتي الأطفال؟
اعتمادًا على عمر الطفل، يمكنك القول إنَّ الطفل ينمو من بيضةٍ في رحم الأم وتشير إلى معدتك. ليست هناك حاجة لشرح فعل ممارسة العلاقة الجنسيَّة، لأنَّ الأطفال الصغار جدًّا لن يفهموا هذا الأمر.
ومع ذلك، يمكنك القول إنَّهُ عندما يحبُّ الرجل والمرأة بعضهما البعض، فإنَّهما يحبَّان أن يكونا قريبين من بعضهما البعض. أخبرهم أنَّ الحيوانات المنويَّة للرجل تنضمُّ إلى بويضة المرأة، ثمَّ يبدأ الطفل في النمو. هنالك الكثير من الفيديوهات التي قد تساعدك في الشرح، سيقبل العديد من الأطفال الذين تقلُّ أعمارهم عن 6 سنوات هذه الإجابة. الكتب المناسبة للعمر حول هذا الموضوع مفيدة أيضًا. أجب عن السؤال بطريقةٍ مباشرة، وستجد على الأرجح، أنَّ طفلك راضٍ عن القليل من المعلومات في كلِّ مرَّة.
مع تقدُّم الأطفال في السنّ، يمكنك مشاركة المزيد من التفاصيل.
كيف تتحدث مع الأطفال عن “الطيور والنحل”؟
لا ينبغي أن يكون التعلُّم عن الجنس في “حديثٍ ضخم” واحد. يجب أن تكون عمليَّة متكرِّرة بمرور الوقت، حيث يتعلَّم الأطفال ما يحتاجون إلى معرفته. أجِب عن الأسئلة فور ظهورها حتى يشبع فضول الأطفال الطبيعي عندما يكبرون.
إذا لم يطرح طفلك أسئلة حول الجنس، فلا تتجاهل الموضوع فقط. ابحث عن الفرص، مثل عندما ينجب الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة طفلًا، لمناقشة التربية الجنسيَّة.
ماذا عن التربية الجنسيَّة في المدرسة؟
يجب على الآباء البدء في عمليَّة التربية الجنسيَّة قبل وقتٍ طويل من سماع الأطفال عنها في المدرسة.(إذا كنت تريد أن يحصل أطفالك على معلومات تتوافق مع قيمك)، يختلف إدخال المعلومات التي لها علاقة بأمور الصحَّة الجنسيَّة في الفصل وما يغطِّيه المعلِّمون.
تبدأ العديد من المدارس في الصفِّ الخامس أو السادس، لكن البعض لا يقدِّمها على الإطلاق إذ يقفز عنها بعض المعلمين. يمكن أن تشمل الموضوعات التي يتمُّ تناولها: علم التشريح، الأعضاء التناسليَّة، أو بعض الأمراض المنقولة جنسيًّا، والحمل. قد ترغب في السؤال عن منهج مدرسة أطفالك، حتَّى تتمكَّن من تقييمه بنفسك.
من المرجَّح أن يكون لدى الأطفال، عند تعلُّم القضايا الجنسيَّة في المدرسة أو خارجها، العديد من الأسئلة. يجب أن يكون الآباء منفتحين لمواصلة المحادثات والإجابة عن الأسئلة في المنزل. هذا صحيح بشكلٍ خاصّ، إذا كنت ترغب بأن يفهم أطفالك الحياة الجنسيَّة في سياق قيم عائلتك.
تغيُّرات الجسم والقضايا الجنسيَّة هي جزء مهمّ من التنمية البشريَّة. إذا كانت لديك أسئلة حول كيفيَّة التحدُّث مع طفلك عنها، فاطلب من طبيبك إعطاء اقتراحات.
لم يفُت الأوان بعد للبدء في التربية الجنسيَّة. على الرَّغم من أنَّه قد يكون من الأسهل التحدُّث مع الأطفال الصغار، فقد أظهرت الأبحاث، أنَّ الأطفال الأكبر سنًّا (حتَّى أطفالك) يستمعون إلى والديهم.
لذلك أبدأ الحديث.