الطهور الملائكي
- ما هو الطهور الملائكي (الإحليل التحتي)؟
- أسباب الختان الملائكي (الإحليل التحتي):
- العوامل التي تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالطهور الملائكي لدى الأطفال
- علامات وأعراض الطهور الملائكي (الإحليل التحتي)
- علاج الطهور الملائكي (الإحليل التحتي)
الطهور الملائكي أو الإحليل التحتي، هو عيبٌ خلقيٌّ شائع لدى الأطفال، يصيب حوالي طفل واحد من بين كل 200 طفل من المواليد الذكور. يتميَّز هذا النوع من الأمراض بامتلاكه عدَّة درجات تتراوح الشدَّة فيما بينها، وتبعًا لدرجة المرض تختلف الأعراض والمضاعفات الناتجة.
نتعرَّف في مقالنا اليوم على شرح ما هو الإحليل التحتي ودرجاته، بالإضافة إلى التعرُّف على أسبابه، وكيفيَّة إجراء العمليَّة.
ما هو الطهور الملائكي (الإحليل التحتي)؟
في الوضع الطبيعي ينتقل البول والسائل المنوي عبر مجرى البول ويسمَّى كذلك الإحليل (وهو أنبوب يمرُّ داخل القضيب
الذكري) إلى الخارج بواسطة فتحة مجرى البول، أو ما تعرف باسم الصماخ التي تقع في طرف رأس القضيب (الحشفة).
يختلف ذلك لدى الأطفال الذين يولدون مع تشوُّهات خلقيَّة في القضيب تحدث أثناء النموّ داخل الرَّحِم، نتيجة عدم إغلاق الأنسجة الموجودة في الجانب السفلي من القضيب، والتي تُغلِق مجرى البول إغلاقًا تامًّا، ممَّا يتسبَّب في تقصير الممرّ (أنبوب المجرى البولي) وعدم وجود الصماخ أو فتحة مجرى البول في مكانها الطبيعي في طرف رأس القضيب.
بدلاً من ذلك ، قد تكون تلك الفتحة في أيِّ مكان على طول الجانب السفلي من القضيب بالقرب من رأس القضيب ويظهر ذلك في معظم الحالات، أو في منتصف أو في قاعدة عمود القضيب، أو حتَّى داخل كيس الصفن في حالات قليلة ونادرة.
كذلك قد لا تتطوَّر القلفة وهي طيَّة الجلد التي تغطِّي طرف القضيب أو الحشفة بشكلٍ صحيح، ممَّا يؤدِّي إلى وجود قلفة على الجانب العلوي من القضيب، ولا يوجد شيء على الجانب السفلي.
درجات الإحليل التحتاني
تختلف درجة ونوعيَّة الإصابة بـالإحليل التحتاني حسب التغيُّر في موقع فتحة الإحليل، وتشمل درجات الحالة:
- درجة خفيفة (Subcoronal): في هذه الحالة توجد فتحة الإحليل في غير موقعها الطبيعي، لكنَّها قريبة من رأس القضيب وهو الإحليل التحتي البسيط.
- درجة متوسِّطة (Midshaft): في هذه الحالة توجد فتحة الإحليل في مكانٍ على طول القضيب عوضًا عن موقعها الطبيعي.
- درجة كبيرة (Penoscrotal): توجد فتحة الإحليل في هذه الحالة في منطقة التقاء القضيب مع كيس الخصيتين.
أسباب الختان الملائكي (الإحليل التحتي):
كما هو الحال مع العديد من التشوُّهات الخلقيَّة مجهولة سبب الحدوث، فإنَّهُ من الصعب تحديد سبب ظهور مشكلة الطهور الملائكي (الإحليل التحتي).
مع ذلك، تبدأ هذه التشوُّهات الخلقيَّة بالتشكُّل أثناء نموّ الجنين داخل الرَّحِم لا سيّما في الفترة بين الأسبوع 9 و 12 من الحمل، وهي الفترة التي يتشكَّل فيها القضيب الذكري، وتبدأ الهرمونات الذكريَّة بتحفيز الجسم على تكوين الإحليل والقلفة.
لذلك يعزى السبب في كثير من حالات الإحليل التحتي إلى حدوث خلل هرموني أو مشكلة في وظيفة هذه الهرمونات، ممَّا يتسبَّب في نمو الإحليل بشكلٍ غير طبيعي.
كذلك هنالك العديد من العوامل التي تلعب دورًا كبيرًا في زيادة خطر الإصابة بالطهور الملائكي لدى الأطفال، ومن بينها:
1. على الرغم من أنَّ مشكلة الطهور الملائكي لا تعتبر اضطرابًا وراثيًّا بحدِّ ذاته، إلا أنَّ التاريخ العائلي وإصابة أحد أفراد الأسرة المقرَّبين بذلك كالأب، أو الأخ، أو غير ذلك يرفع نسبة الإصابة به.
2. استخدام الأُمّ علاجات الخصوبة بما في ذلك العلاج الهرموني الذي يساعد على حصول الحمل.
3. الولادة المبكِّرة.
4. عمر الأُمّ؛ هناك فرصة كبيرة لولادة طفل يعاني من الطهور الملائكي إذا كان عمر الأُمّ يزيد عن 35 سنة.
5. وزن الأُمّ؛ زيادة وزن الأُمّ يلعب دورًا في ولادة طفل يعاني من الطهور الملائكي.
6. الأُمّ المدخِّنة، أو تعرُّض الأُمّ خلال الحمل للمواد الكيميائيَّة مثل المبيدات وغيرها.
7. إصابة الأُمّ بمرض السكَّري قبل الحمل.
مشاكل قد ترافق الإحليل التحتي
يترافق هذا النوع مع التشوُّهات، في الكثير من الأحيان، مع تشوُّهات أخرى تشمل:
- الانحناء في القضيب.
- مشاكل عند التبوُّل قد تصل للجلوس من أجل التبوُّل دون فوضى، وهي من مضاعفات عمليَّة الإحليل التحتي.
- عدم نزول الخصيتين إلى كيس الصفن بشكل كامل (Scrotum).
- في حال عدم تصحيح هذا التشوُّه، سيتسبَّب بصعوبات عديدة في حياة الرجل، ويؤثِّر على حياته الجنسيَّة.
علامات وأعراض الطهور الملائكي (الإحليل التحتي)
هناك 5 أعراض ترافق الطهور الملائكي بشكل مختلف قليلًا بين طفلٍ وآخر، وتشمل ما يلي:
1. وجود فتحة المجرى البولي (الصماخ) في الجانب السفلي من القضيب عوضًا عن مكانها الطبيعي في طرف رأس القضيب.
2. اتّجاه غير طبيعي في تدفُّق البول أثناء التبوُّل ( في الحالات الشديدة ولدى الأطفال الأكبر سنًّا قد يحتاج الطفل للجلوس أثناء التبوُّل).
3. انحناء أو تقوُّس القضيب وتعرَف هذه الحالة باسم (chordee).
4.مظهر غير طبيعي للقضيب، لا سيما نتيجة تشكُّل القلفة الإضافيَّة على طول الجانب العلوي فقط منه.
5. في بعض الحالات، قد يصاحب الطهور الملائكي لدى الأطفال بعض المشاكل مثل الخصية المعلَّقة أو الفتق الإربي.
علاج الطهور الملائكي (الإحليل التحتي)
تُحدَّد الحاجة إلى الإجراء الجراحي وكيفيَّة العلاج بالاعتماد على موقع فتحة مجرى البول، فإذا كان موضعها قريبًا من طرف رأس القضيب. في هذه الحالة غالبًا ما يعمل القضيب بشكلٍ طبيعي دون الحاجة إلى علاج، ويمكن تركه على حاله.
في حالات أخرى، يلجأ طبيب المسالك البوليَّة عند الأطفال إلى الإجراء الجراحي؛ بهدف إنشاء قضيب مع وظيفة ومظهر طبيعي. يتمُّ من خلاله إعادة فتحة مجرى البول أقرب ما يمكن من طرف القضيب، وضمان استقامة القضيب في الحالات التي يصاحبها انحناء أو تقوُّس في القضيب.
مرحلة العمليَّة
تتضمَّن عمليَّة الإحليل التحتي أربع خطوات تشمل كل من:
1. استعادة استقامة القضيب.
2. صنع القناة البوليَّة، بمعنى زيادة طول قناة مجرى البول.
3. تحويل فتحة مجرى البول أو الصماخ في رأس القضيب.
4. إجراء الختان أو إعادة بناء قلفة القضيب، اعتمادًا على التشوُّه الموجود في القضيب.
ما بعد العمليَّة
يعود الطفل إلى البيت بضمَّادة على قضيبه، ثم يُفضَّل تعريضه لحمّام ماء دافئ لثلاث أو أربع مرَّات في اليوم. ينبغي أن تبدأ الضمَّادَّة بالسقوط وحدها في الحمَّام. في حال عدم حدوث ذلك سوف تحتاجين لنزعها، إذ ينبغي إزالتها خلال يوم أو يومين (24 إلى 48 ساعة) ما بعد الجراحة.
عند مواجهة مشاكل في نزع الضمَّادَّة، يمكنك التواصل مع الطبيب. يحتاج الطفل كذلك إلى شرب الكثير من السوائل بعد عمليَّة تعديل فتحة البول، خصوصًا أنَّهُ سيتناول بعض الأدوية التي قد تسبِّب الإمساك له، ومن الضروري محاولة تجنّب مشكلة الإمساك لأنَّها تؤدِّي إلى حدوث ألمٍ لديه.
لذلك قد يحتاج الطفل إلى المُليِّنات (تحاميل الجليسرين) في حال كان يعاني من الإمساك، ينصح الطبيب بشرب الكثير من الماء مع تناول الأطعمة عالية الألياف كالخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والفواكه الطازجة.
في أي عمر يُسمَح بإجراء هذه الجراحة للأطفال؟
تتراوح أعمار الأطفال الذين يخضعون لإجراء جراحي بين 6 -18 شهرًا، كما يوصى بأن يُختَن المولود الذكر في عمرٍ مبكَّر، نظراً لسهولتها بدلاً من الانتظار إلى حين تقدُّم الطفل في السن. غالباً ما تتمُّ الجراحة تحت التخدير العام، ويمكن العودة إلى المنزل في اليوم نفسه.
هل تؤثِّر الجراحة على عمليَّة ختان الطفل؟
بشكلٍ عام، ينصح بعدم ختان الأطفال الذين يعانون من الطهور الملائكي قبل العلاج الجراحي، لأنَّ القلفة قد تكون مطلوبة لأخذ الأنسجة أثناء العمليَّة، حيث تستخدم في مرحلة إعادة بناء وتطويل قناة مجرى البول.
كيف أهتمُّ بجرح الطفل بعد الجراحة؟
بشكلٍ عام لا توجد توجيهات خاصَّة للعناية بجرح الطفل أو لتسريع شفائه، سوف يوجِّهك الطبيب المعالج لاستخدام الطرق الصحيحة للعناية بالجرح واستحمام الطفل، اعتمادًا على الجراحة التي أُجريت والحالة التي يعاني منها الطفل.
ففي حالات معيِّنة يحتاج الطبيب إلى تركيب قسطرة؛ في هذه الحالة قد يطلب منك الطبيب استخدام الحفاضات وتغييرها كالمعتاد، في حال كان ابنك أكبر سنًّا، تُربَط القسطرة بكيسٍ، يتمُّ تفريغه حسب تعليمات الطبيب. عادةً يستمرُّ وضع القسطرة مدَّة تتراوح بين 6 أيام إلى أسبوعين.
هل تؤثِّر الجراحة على الإحساس الجنسي والقدرة على الوصول إلى النشوة الجنسيَّة مستقبلًا؟
الإجراء الجراحي نلجأ إليه لعلاج الطفل، ولحسن الحظ لا يؤثِّر على الإحساس الجنسي، أو القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسيَّة أثناء ممارسة العلاقة الجنسيَّة.
كم مدَّة عمليَّة الطهور الملائكي؟
تستغرق العمليَّة بين ثلاث إلى ستّ ساعات مع نسبة نجاح عالية جدًّا تفوق الـ 95%.
هل الإحليل التحتي يؤثِّر على الإنجاب؟ أو هل الطهور الملائكي يؤثِّر على الإنجاب؟
يتساءل الكثيرون “هل الإحليل التحتي يؤثر على الإنجاب؟ “في حال القدرة على الإيلاج وإتمام القذف إلى الداخل، فإنَّ فرص حدوث الحمل لا تزال جيِّدة.