العلاقات الحميميَّة والفقر

اقرأ في هذا المقال
  • ماذا تفعل لتمنح الحبّ لعائلتك؟ 
  • كيف تتعامل مع الضغوط الاقتصاديَّة؟

هل تعتبر نفسك فقيراً؟ 

إذا أجبت بنعم، فتفضَّل بقراءة هذا المقال.

العلاقات الحميميَّة والفقر

يعتبر الفقر مسبِّبًا لحالات الضغط النفسي والاكتئاب والكسل، لذا فإنَّه من الممكن أن يؤثِّر وبشكلٍ غير مباشر على العلاقة الحميميَّة ما بين الزوجين، تصنَّف العلاقة الحميميَّة كمكوِّن رئيس للعلاقة الزوجيَّة؛ فمن خلالها يتآلف الأزواج، وتنشأ علاقة وجدانيَّة فيما بينهما قائمة على الاحترام المتبادل، والدعم، والتكاتف والتعاون على تربية الأبناء، والحفاظ على جوٍّ عائلي آمن.

ويعتبر الفقر مسبِّبًا لحالات الضغط النفسي والاكتئاب والكسل، لذا فإنَّه من الممكن أن يؤثِّر وبشكلٍ غير مباشر على العلاقة الحميميَّة ما بين الزوجين.

لكن الأعمّ أنَّ العلاقة الحميميَّة سلوكٌ بشريّ يتعلَّق بشكلٍ مباشر بالحاجة الجسديَّة ويتبعها احتياجات أخرى ما بين نفسيَّة ووجدانيَّة وحتى روحانيَّة. لذلك فإنَّ الفقراء وميسوري الحال قادرين على ممارسة هذه العلاقات بشكلٍ فعّال.

فالمتفحِّص للمسألة يمكن له أن يلاحظ، بالعين المجرَّدة، زيادة أعداد المواليد في المناطق التي تصنَّف كمناطق فقيرة على المستوى الرسمي. حيث يدلُّ ذلك على وجود ارتفاع في معدَّل النشاط الجنسي ما بين الأزواج في تلك المناطق.

خلال إحدى جلسات التوعية والتأهيل الموجَّهة للآباء والتي أقوم بها كجزء من عملي، كان أحد المشاركين قد تقدَّم بملاحظة خلال الجلسة، وتلخَّصت تلك الملاحظة بأنَّه ليس للفقراء أي فرص للحصول على علاقة حميميَّة سعيدة، ولا يملكون القدرة على الاهتمام بأبنائهم كما يفعل الأغنياء.

مقالات ذات صلة

جعلتني هذه الملاحظة أفكِّر مليًّا في العلاقة ما بين الفقر والعلاقة الحميميَّة، وقمت بالنظر في سرديات أدبيَّة وتجارب من أكثر من بلد، للاطلِّاع على أهمّ ما قيل في هذا الموضوع. 

إنَّ التواصل الوجداني هو عمليَّة تساعد الإنسان على الاستقرار النفسي وبناء منطقة راحة تشعره بالهدوء والأمان في العلاقة.

الأمر الجلي أنَّ هذه العمليَّة مجانيَّة ولا يُشترط في أي شخص امتلاك مستوى اقتصادي محدَّد ليقوم بها. فالأب قادر على منح أحاسيس الحبّ للأبناء وللزوجة، والأُمّ قادرة على ذلك أيضًا. ممَّا ينتج عنه أمان أسري وعلاقة حميميَّة ممتعة وفعَّالة ما بين الأزواج. وهذا الأمر متَّفق عليه في السرديات الأدبيَّة ومن خلال المتخصِّصين والخبراء ومقدِّمي الخدمات. 

ماذا تفعل لتمنح الحبّ لعائلتك؟ 

إنَّ التواصل الوجداني ما بينك وبين عائلتك مهمّ جدًّا، ويحتاج منك أن تتيح لهم المجال ليستطيعوا رؤية جوانب شخصيتك الداخليَّة التي من الممكن أنك لم تتح لهم المجال للتعرُّف عليها من قبل، فكل منَّا له جوانب خفيَّة لا يعلم الآخرين عنها.

تاليًا، عزيزي القارئ، بعض النصائح التي تساعدك في بناء علاقات أسريَّة حتى لو اعتبرت نفسك فقيرًا:

  • اقضِ وقتًا أكثر مع العائلة وقم بالاهتمام بالتفاصيل المتعلِّقة بهم. 
  • اسألهم عن كيف أمضوا يومهم وما هي أهمّ الإنجازات في ذلك اليوم؟ 
  • حاول تقديم الدعم والتشجيع للجميع حتى لو كان لفظيًّا.
  • قم بممارسة الألعاب داخل المنزل، من الممكن أن تستخدم أوراق اللعب وألعاب الطاولة وما إلى ذلك.
  • مارس الرياضة مع أفراد العائلة، من الممكن أن تقوم بالمشي معهم في مناطق آمنة.
  • حاول تقديم الهدايا لهم مهما كانت بسيطة. 

كيف تتعامل مع الضغوط الاقتصاديَّة؟

إن الضغط الذي يسبِّبه الفقر من الممكن أن يبقى مستمرًّا ما دامت الحالة صعبة، ممَّا قد يؤدِّي بالشخص إلى الدخول في حالات من الاكتئاب أو القلق الشديد. أو فقدان السيطرة على الهدوء والقدرة على التواصل الفعَّال. 

لذا، فتاليًا وسائل مبسَّطة لتساعدكم على التعامل مع هذه الضغوط، وجعلكم قادرين على ممارسة حياتكم الزوجيَّة بشكلٍ آمن: 

الاستعانة بأساليب الإدارة الماليَّة المنزليَّة:

من الممكن للزوجين رصد الموارد الماليَّة التي يحصلون عليها شهريًّا، ووضع خطط مبسَّطة لتوزيع هذه الموارد بناءً على الأولويَّات. 

ترتيب الأولويَّات:

ستتمكَّن أنت و(زوجك/زوجتك) من الحصول على مساحة هادئة وآمنة عندما تتَّفقان على أولوياتكما من جانب الاحتياجات اليوميَّة للمنزل والالتزامات الشهريَّة وكيفيَّة ترشيد الإنفاق (كيف وعلى ماذا ننفق)؟ 

فهم احتياجات أفراد الأسرة جميعًا، وربطها بترتيب الأولويَّات وعدم تهميش أي احتياج.

الحفاظ على مستوى من الهدوء من خلال أداء تمارين التنفُّس بشكلٍ يومي والتي تساعدك على ضبط أعصابك.

من الممكن البحث في مصادر إلكترونيَّة لتساعدك على فهم تمارين التنفُّس بشكل فعّال. 

التحدُّث مع أشخاص تثقان بهم:

حاول التحدُّث مع الأصدقاء أو الأقارب أو أيٍّ من الأشخاص الذين تثق بهم وتشعر بالراحة خلال تواجدك وحديثك معهم، سيساعد ذلك على التفكير بوضوح أكثر، وربَّما الحصول على آراء إيجابيَّة. 

حاول الحصول على مساعدة من متخصّصين نفسيِّين أو متخصّصي إرشاد أسري (هناك الكثير من المؤسَّسات والمنظَّمات المعنيَّة التي تقدِّم هذه الخدمات بشكلٍ مجاني، ابحث عنها).

في حال أنك استنتجت عدم فاعليَّة الوسائل المذكورة أعلاه، من الممكن أن يقوم المختصّ بتوجيهك لوسائل أخرى.

تذكَّر عزيزي القارئ بأنَّك، مهما عرّفت مستواك الاقتصادي، تمتلك حقوقًا بممارسة حياة سعيدة تتضمَّن صحَّة نفسيَّة وجنسيَّة سليمة، بالإضافة إلى حقّك بإنجاب الأطفال وتربيتهم تربية آمنة وسليمة أيضًا. إضافة إلى حقّك بمعرفة الخدمات التي تقدِّمها الجهات الحكوميَّة والمنظّمات فيما يتعلَّق بتنظيم الأسرة والمباعدة بين الأحمال؛ لما لذلك من أهميَّة بالغة حيث يتيح ذلك لكل من الأبوين إعطاء الطفل كفايته من الوقت والاهتمام والإنفاق. وبذلك تتحقَّق للأسرة مساحة من الراحة الماديَّة، ويتمّ تخفيف جزء كبير من الضغط الاقتصادي الواقع على الأبوين.

المصدر
openknowledgeunfpa
اظهر المزيد

عبد الحميد الخطيب

عبد الحميد الخطيب؛ متخصص في السلوك والإدراك وأدوات التواصل والاتصال. صانع محتوى مرئي ومسموع وناشط مجتمعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى