الفيرمونات، هل هي حقيقة أم خيال بالفعل؟

اقرأ في هذا المقال
  • ما هي الفيرمونات؟ وهل بالفعل هي واقع أم خيال؟
  • هل الفيرمون والهرمون مصطلحين يشيران إلى المفهوم ذاته؟
  • هل يفرز جميع البشر الفيرمونات؟
  • كيف يمكننا تقسيم الفيرمونات؟
  • هل علينا تصديق الشركات المنتجة للعطور الفيرمونيَّة المسؤولة عن جذب الإناث أو الرجال، أم أنَّ الأمر تجاري وحسب؟
  • هل تطلق الحيوانات الفيرمونات؟
  • كيف يمكن توضيح طبيعة عمل الفيرمونات من الناحيَة العلميَّة؟
  • ما هي أكثر الفيرمونات البشريَّة التي يعتقد العلماء بأنّها موجودة؟
  • هل توجد علاقة حقيقيَّة بين إفراز الفيرمونات وانجذاب الذكور للإناث أو الإناث للذكور؟
  • هل يمكنني زيادة إفراز الفيرمونات في جسمي؟
  • هل يمكن للإنسان أن يشتمَّ رائحة فيرموناته؟

ما هي الفيرمونات؟ وهل بالفعل هي واقع أم خيال؟

يمكن تعريف الفيرمونات بأنَّها سلسلة من المواد الكيميائيَّة التي تستخدمها الكائنات الحيَّة بهدف التواصل فيما بينها، ومن الجدير بالذكر أنّ الحيوانات والنباتات تفرز الفيرمونات لأسباب متعدِّدة نذكر منها ما يأتي:

  • التزواج. 
  • جذب الجنس الآخر.
  • الاستيلاء على مناطق محدَّدة.
  • التواصل الاجتماعي بين أفراد النوع الواحد.

 أمَّا بالنسبة للبشر فإنَّ هذا الأمر يعدُّ شائكًا، إذ لا توجد دراسات علميَّة مؤكَّدة يمكن من خلالها إثبات وجود فيرمونات تلعب دور كيماويّات الحبّ وتجذب الزوج أو الزوجة من الناحيَة الجنسيَّة، وعمومًا تعدُّ الفيرمونات إشارات يطلقها الجسم لتنبيه الأفراد من النوع ذاته، ويتمّ إفراز الفيرمونات البشريَّة من خلال طرق متنوِّعة تبعًا لما يتوقَّعه العلماء المؤيِّدين لوجودها، ومن أهم هذه الطرق ما يأتي:

هل الفيرمون والهرمون مصطلحين يشيران إلى المفهوم ذاته؟

لا، على الرغم من تقارب المصطلحات الذي يجعلك تعتقد ذلك، إلا أنّ كل منها يشير إلى مفهوم منفصل تمامًا، والفرق الأساسي بين المصطلحين هو أنّ الهرمونات تُفرز في الجسم أي داخله للتحكُّم بعدد من الأمور الوظيفيَّة المؤثِّرة على المزاج أو النمو على سبيل المثال، بينما تطلق الفيرمونات إلى خارج الجسم لإيصال رسائل كيميائيَّة محدَّدة إلى أطراف آخرين من نفس النوع يقومون بتمييزها على الفور، ومن أهمِّ هذه الرسائل وأكثرها شيوعًا هي الجذب الجنسي.

هل يفرز جميع البشر الفيرمونات؟

تنقسم آراء العلماء حول هذا الأمر، فمنهم من يقول بأنَّ البشر لا يفرزون مثل هذه المواد الكيميائيَّة أو لا يستطيعون تمييزها على الأقل، بينما يصرُّ البعض على أنَّ البشر لديهم بالطبع فيرمونات حتى لو لم يُثبَت ذلك علميًّا حتى الآن، إذ يظنُّون بأنَّ البشر لديهم مستقبلات ضعيفة لا يمكنها معالجة الفيرمونات كما في الحيوانات، لكنَّهم يمتلكون حاسَّة الشم وهي كفيلة بتمييز الفيرمونات على أيَّة حال، لذا يمكننا القول بأنّ الفيرمونات إن كانت موجودة حقًّا، فإنّ رائحتها ستعتمد على الشخص المستقبل وليس على المرسل، لأنَّ المستقبل هو المسؤول الوحيد عن تمييزها والاستجابة لها.

كيف يمكننا تقسيم الفيرمونات؟

تنقسم الفيرمونات إلى 4 أنواع رئيسة تبعًا لطبيعة عملها وتأثيرها، ويمكننا تلخيصها كما يأتي: 

  • الفيرمونات المحرّرة: تُطلق الفيرمونات المحرّرة بطريقة فوريَّة لإثارة استجابة محدَّدة لدى الآخرين، كجذب الطرف الآخر بهدف التزاوج مثلًا، وتتميَّز بأنَّ مفعولها سريع جدًا وقصير الأمد.
  • فيرمونات الإشارات: تعدّ فيرمونات الإشارات مسؤولة عن إعطاء إشارات عن الشخص الذي يحملها ويمكن تصنيفها كفيرمونات اجتماعيَّة عمومًا، فمثلًا تساعد فيرمونات الإشارات الأُمّ على تمييز طفلها من بين عدد من الأطفال الآخرين من خلال رائحته المميَّزة.
  • الفيرمونات المحوّلة أو المغيّرة: يرتبط تأثير الفيرمونات المحوّلة الدقيق بالمزاج والناحية العاطفيَّة للكائن الحي نفسه.
  • الفيرمونات الأوَّليَّة: يرتبط تأثير الفيرمونات الأوليَّة بالهرمونات والأجهزة التناسليَّة تحديدًا، ومن الأمثلة على أبرز فترات ظهورها فترات الحمل أو الدورة الشهريَّة عند الإناث.

هل علينا تصديق الشركات المنتجة للعطور الفيرمونيَّة المسؤولة عن جذب الإناث أو الرجال، أم أنَّ الأمر تجاري وحسب؟

استفادت بعض الشركات المنتجة للعطور من فكرة الفيرمونات، وادَّعت بأنَّها قادرة على تصنيع عطور فيرمونيَّة جاذبة للجنس الآخر، كما تخبرنا هذه الشركات بأنَّ كل ما علينا عند الإعجاب بشخص ما هو استخدام هذه العطور الكفيلة بلفت انتباهه على الفور، كما أنَّها تلعب دورًا مهمًّا في تعزيز جاذبيتك الجنسيَّة، ولكنَّنا نؤكّد لك بأن مثل هذه الأمور هو مجرّد خيال وخداع، إذ أثبتت العديد من الدراسات عدم فعاليَّة العطور الفيرمونيَّة بل على النقيض تمامًا فبعضها كان له تأثير معاكس وسلبي، إذ عملت على نفور بعض الرجال من النساء، أو بعض النساء من الرجال.

هل تطلق الحيوانات الفيرمونات؟

تُطلق عدد من المجموعات الحيوانيَّة الفيرمونات ومنها الثدييات والحشرات، وقد اكتُشِفَت الفيرمونات أساسًا لأوَّل مرَّة لدى حشرات العثّة قبل أن تُكتشف لدى باقي الأنواع فيما بعد كالفئران والماعز، وتساهم الفيرمونات عمومًا في تسهيل العديد من الأمور المهمَّة بالنسبة للحيوان، ومن ذلك ما ذكرناه سابقًا كالجذب الجنسي للتزاوج، أو تحديد مناطق التملُّك الخاصَّة، والربط بين الحيوانات ونسلها.

كيف يمكن توضيح طبيعة عمل الفيرمونات من الناحيَة العلميَّة؟

يمكن توضيح طبيعة عمل الفيرمونات من الناحيَة العلميَّة من خلال الحديث عن وجودها لدى الحيوانات على وجه التحديد وذلك بسبب إثبات وجودها لديهم، إذ تمتلك الحيوانات أنسجة متخصِّصة يمكن من خلالها التعرّف على الفيرمونات وتمييزها للتمكُّن من الاستجابة لها، يطلق عليها اسم العضو المعيكي الأنفي وتُعرف عادةً بالاختصار (VNO)، وهذا لا يعني بأنَّ البشر لا يمتلكون هذه الأنسجة، لكنَّها لدى البشر غير متخصِّصة بتمييز الفيرمونات على الأرجح، حسب رأي العديد من العلماء المتخصِّصين.

ما هي أكثر الفيرمونات البشريَّة التي يعتقد العلماء بأنّها موجودة؟

يعتقد العلماء بأنّ الرضيع لن يستجيب لحلمة الأم للرضاعة بصورة فطريَّة منذ ولادته لولا وجود مادَّة فيرمونيَّة تُفرز في حليب المرضعة تجعله يميّزه ويرغب به، إضافةً إلى ذلك فإن معظم العلماء يأكّدون على وجود فيرمونات خاصّة في عرق الذكور تحديدًا يطلق عليها اسم الأندروستادينون، كما أنّ للإناث فيرمونات خاصَّة تفرز مع البول يطلق عليها اسم الإستراترينول.

هل توجد علاقة حقيقيَّة بين إفراز الفيرمونات وانجذاب الذكور للإناث أو الإناث للذكور؟

يعدّ الإنسان من الكائنات الحيَّة المعقَّدة، لذا لا يمكننا الجزم بطبيعة سلوكه وانجذابه للجنس الآخر وربطه بالفيرمونات، وعمومًا فإنَّ معظم الأبحاث تؤكَّد وجود علاقة بين الانجذاب الجنسي والفيرمونات الذكريَّة الأندروستادينون، والأنثويَّة الإستراترينول، إذإ الاعتقاد السائد هو أنّ هذه الفيرمونات تلعب دورًا أساسيًّا في تحسين المزاج وبالتالي زيادة الرغبة الجنسيَّة.

هل يمكنني زيادة إفراز الفيرمونات في جسمي؟

كما ذكرنا سابقًا فإن وجود الفيرمونات وأثرها على الإنسان هو أمر شائك لم يتمكَّن العلم من إثبات وجوده بالدليل القاطع، وبذلك لا يمكننا تقديم نصيحة محدَّدة لزيادته إذ إنّ وجوده غير مؤكَّد أساسًا، ومع ذلك، فإنّ معظم النصائح التي قد تصادفها ستتمركز حول رفع معدَّلات الهرمونات الجنسيَّة في الجسم، لكنَّنا لسنا على ثقة من فعاليَّة هذه الأمور حتى الآن، ويمكن تلخيص بعضها كما يأتي: 

  • الالتزام بممارسة التمارين بانتظام.
  • رفع معدَّلات الزنك في الجسم.
  • الحرص على الاستحمام بصورة منتظمة دون مبالغة.
  • الحصول على ساعات نوم كافيَة.
  • استخدام فيرمونات معزّزة أو زيوت عطريَّة.

هل يمكن للإنسان أن يشتمَّ رائحة فيرموناته؟

بما أنّ لكل شخص منا فيرمونات خاصَّة، فإنَّه من الطبيعي أن يكون لكل منها رائحة مميَّزة كالبصمة، فرائحة والدتك تختلف عن رائحة جدّتك مثلًا، وقد اختبر العلماء عددًا من النساء بتخييرهنّ بين عدد من الروائح ومنها روائح العرق الذي يفرزنه بعد الاستحمام، فلوحظ بأنّ الجميع يميل إلى اختيار الرائحة الأقرب إلى رائحته الشخصيَّة، كما أنَّ الفحص بالرنين المغناطيسي كشف عن تغييرات دماغيَّة واستجابة مختلفة عند شمّ الرائحة الذاتيَّة عن شمِّ الروائح الأخرى، وبذلك يمكننا الجزم بأنَّ الإنسان يشمّ رائحته ويميِّزها بلا شك.

المصدر
Medically Reviewed by Zilpah Sheikh, MD - Written by Deb Levine, MA, Stephanie Watson- Webmd- November 03, 2023.Medically reviewed by Janet Brito, Ph.D., LCSW, CST — By Lauren Sharkey – Healthline- March 31, 2022Rachel Nuwer- Smithsonian Magazine- January, 24, 2013Intimd- September 21, 2021.
اظهر المزيد

تسنيم الفقيه

تسنيم الفقيه باحثة وصانعة محتوى متميزة، تتميز بخبرتها في كتابة المحتوى العلمي والثقافي المنوع. وتعمل كباحثة في العلاقات الإجتماعية وقضايا الصحة الجنسية والإنجابية، وتسعى دائمًا لنشر الوعي حول هذه المواضيع المهمة. تكتب تسنيم لمنصة مودة، حيث تشارك معرفتها وتجاربها الثرية لتثري المحتوى العربي وتوفر للقراء معلومات قيمة وموثوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: هذا المحتوى محمي بحقوق الملكية الفكرية