الحياة العاطفيَّة للمراهق
- ماذا يحدث عند وقوع المراهق في الحبّ؟
- سبب الوقوع السريع في الحبِّ عند المراهقين
- كيفية تقديم الدعم العاطفي للمراهق
- أهمّيَّة الدعم العاطفي للأبناء
ماذا يحدث عند وقوع المراهق في الحبّ؟
يشهد المراهق العديد من التغيُّرات الجسديَّة والعاطفيَّة، ويصبح من الصعب السيطرة على عواطفه في بعض المراحل بسبب عدم توافق نموّه العاطفي مع الجسدي، فتراه ينضج في أحد الجوانب بصورةٍ أسرع من الأخرى.
وعند الوقوع في الحبّ يميل المراهق إلى اتِّخاذ القرارات السريعة وغير الناضجة غالبًا. بسبب تحكُّم عواطفه بأفعاله بصورة كبيرة، ممَّا يعني سهولة إغرائه وميله للحصول على السعادة بصورة فوريَّة دون تردُّدٍ أو تفكير بالعواقب.
قد ينتج عن وقوع المراهق في الحبِّ العديد من المشاكل، ومنها الاستغناء عن الصداقات والعلاقات الاجتماعيَّة والاكتفاء بشخصٍ واحد فقط. ممَّا يؤثِّر على نموِّ الشخصيَّة بصورةٍ سليمة، وانعزاله عن العالم.
سبب الوقوع السريع في الحبِّ عند المراهقين
يُلاحظ وقوع المراهقين بسرعةٍ في الحبّ، ويمكن تفسير ذلك بالتغيُّر الكبير الذي يطرأ على الهرمونات، ممَّا يؤدِّي إلى انجذابٍ غير مسبوق للجنس الآخر. ورغبة كبيرة في الارتباط، إلّا أنَّ بعض المراهقين يعانون من تقلُّبات مزاجيَّة كبيرة ومزاج سيِّء عند اضطراب هرموناتهم.
يرتفع إنتاج الهرمونات الجنسيَّة في جسم المراهق عند البلوغ. فيزداد معدَّل إنتاج المبايض لهرمون الإستروجين إلى نحو 6 أضعاف عند الفتيات، كما يزداد معدَّل إنتاج الخصيتين لهرمون التيستوستيرون إلى نحو 20 ضعفًا لدى الفتيان.
وقوع المراهق في وهم الحبّ
تشغل الأمور العاطفيَّة حيِّزًا كبيرًا من تفكير المراهقين في هذه الأيَّام، وتعدُّ جزءًا طبيعيًّا من نموّهم وبدء نضجهم. أمَّا ما يُقلق الأهل غالبًا فهو وقوع أبنائهم في وهم الحبِّ لمجاراة الأقران وإثبات قدرتهم على الارتباط العاطفي. حتّى إنَّ بعض المراهقين أصبحوا يتوجَّهون لمراكز الاستشارة النفسيَّة لتحديد إن كان عدم وجود حبيب هو أمر طبيعي أم خاطئ.
يمكن أن يتعرَّض المراهق لصدمة عاطفيَّة بعد اكتشاف حقيقة الخيالات التي رسمها للشخص الذي يرغب بالارتباط به. فيظن بأنَّه كان مخدوعًا، ممَّا يؤدِّي إلى دخوله في نوبة اكتئاب. وقد يصل به الأمر إلى محاولة إيذاء نفسه أحيانًا بعد الانفصال خاصَّةً عندما يكون الانفصال بمبادرة أحد الطرفين دون رغبة الآخر بذلك.
الوعي العاطفي لدى بعض المراهقين
يتمتَّع عدد كبير من المراهقين بالوعي الكافي الذي يجعلهم يركِّزون على دراستهم في هذه المرحلة الحرجة، كما أنَّهم يحاولون صرف طاقاتهم في ممارسة الرياضة، لإيمانهم بعدم جاهزيّتهم للارتباط العاطفي إطلاقًا.
يصل بعض المراهقين إلى درجة الوعي الكافية مع تقدُّمهم في السن قليلًا بعد مرورهم بتجربة سيِّئة، لكن يُفضَّل أن يجتهد الأهل لوقاية أبنائهم من هذه النزوات.
ضرورة تقديم الدعم العاطفي للمراهق
ينبغي أن يهتمَّ الآباء بتقديم الدعم العاطفي لأبنائهم خلال مرحلة المراهقة، ويشمل ذلك:
- الاستماع لأحاديثهم: يجب أن يمنح الآباء فرصة لأبنائهم للتحدُّث حول مشاعرهم مهما بدت مملَّة لمساعدتهم على فهمها والتعامل معها.
- التعبير عن الحبّ: ينبغي أن يهتمَّ الآباء بتعبيرهم عن حبِّهم غير المشروط لأبنائهم، إذ يمكن أن يحسِّن هذا من نظرة المراهق لنفسه.
- المدح: يجب أن يركِّز الآباء على تذكير أبنائهم بالإيجابيَّات الموجودة في شخصياتهم، إضافةً إلى التعبير عن الفخر بجميع تصرّفاتهم المسؤولة، فهذا من شأنه أن يعزِّز من ثقة الابن بنفسه ويؤدِّي إلى زيادة احترامه لذاته.
- تعزيز الشعور بالأمان: تذكير المراهق دائمًا بأنَّ الأهل هم مصدر الأمان، وبأنَّ المنزل هو الملاذ الوحيد.
- المرونة: يجب أن يقدِّم الآباء أمثلة عمليَّة على المرونة لأبنائهم، وبذلك يمكن إيصال فكرة مفادها أنَّ جميع الأزمات ستمرُّ وجميع المشاكل سيكون لها حلًّا.
أهمّيَّة الدعم العاطفي للأبناء منذ الطفولة
التربية تبدأ منذ الطفولة، والدعم العاطفي لا يأتي فجأة؛ لذا يجب أن يتلقَّى الأبناء الدعم العاطفي من آبائهم منذ الطفولة، فهذا سيُحسِّن من العلاقة بينهم وسيجلعهم يتوقَّعون ردود الفعل الإيجابيَّة باستمرار على جميع تصرّفاتهم الحسنة قبل تلقِّي الانتقاد على التصرُّفات السيِّئة، وبذلك سيكون المراهق أكثر تقبّلًا للتغذية الراجعة من والديه على جميع ما يصدر منه من أفعال.
من أهمِّ الأمور التي يجب تعزيزها في شخصيَّة الأبناء منذ الطفولة والتي تؤثِّر على إمكانيَّة تقديم الدعم العاطفي لهم خلال مرحلة المراهقة ما يأتي:
- الصدق والثقة.
- الحبّ والأمان.
- الحزم بطريقة مناسبة.
- ترك مساحة خاصَّة.
- فنّ الإصغاء.
- حسّ المسؤوليَّة.
- احترام الحدود.
- التنازل أحيانًا.
علامات تدلُّ على أنَّ المراهق قد وقع في مشكلةٍ ما
قد يتغيَّر الأبناء خلال مرحلة معيَّنة بسبب اضطراب عواطفهم. وسيلاحظ آباءهم تغيُّر تصرّفاتهم وسلوكهم، يمكن أن ينتج ذلك من رغبة المراهق الدائمة في تجربة شيء جديد واستكشاف شيء ما بنفسه، فتراه يغيِّر قصَّة شعره أو ملابسه مثلًا، وهذا أمر طبيعي، إلّا أنَّ الخطر الحقيقي يبدأ عند ظهور إحدى العلامات المُدرجة أدناه:
- الطيش والقلق المستمرّ.
- فقدان الوزن أو زيادته بصورةِ مفرطة.
- تدنِّي مستواه الدراسي.
- التشتُّت وصعوبة التركيز.
- عدم الاهتمام بأيِّ شيء.
- الافتقار إلى الدافع.
- التعب المستمرّ وعدم امتلاك طاقة لممارسة الأنشطة اليوميَّة.
- نقص احترام الذات.
- عدم القدرة على النوم.
- اختراق القوانين.