لماذا قد تبكي أثناء أو بعد ممارسة الجنس؟
- مدى انتشار اضطراب ما بعد الجماع (PCD)
- أسباب قد تدفعك للبكاء أثناء ممارسة الجنس أو بعده
- ماذا تفعل إذا بكيت أثناء ممارسة الجنس أو بعده
- ماذا تفعل إذا بكى (زوجك/زوجتك) أثناء ممارسة الجنس؟
إذا كنت قد بكيت أثناء ممارسة الجنس أو بعده، فاعلم أنَّهُ أمرٌ طبيعي تمامًا وأنَّك لست وحدك. قد تكون دموعًا سعيدة أو دموع ارتياح أو حتّى كآبة. يمكن أن تكون الدموع أثناء ممارسة الجنس أو بعده أيضًا ردّ فعل جسدي بحت.
البكاء أثناء ممارسة الجنس أو البكاء بعد النشوة الجنسيَّة لا يشير بالضرورة إلى مشاعر الحزن. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ ذرف الدموع أثناء الانخراط في مثل هذا التفاعل المكثَّف جسديًّا وعاطفيًّا ليس بالأمر غير المعتاد. في هذا المقال معلومات حول سبب البكاء أثناء ممارسة الجنس، وماذا تفعل بعد حدوثه؟
من الناحية الطبيَّة (السريريَّة) يُعرَف البكاء بعد ممارسة الجنس باسم اضطراب ما بعد الجماع (PCD)، وقد تشمل أعراض اضطراب ما بعد الجماع (PCD) البكاء والحزن والتهيُّج بعد ممارسة الجنس بالتراضي، حتَّى لو كان الجنس مرضيا تمامًا.
لا يجب بالضرورة، أن ينطوي اضطراب ما بعد الجماع (PCD) على هزَّة الجماع، إذ يمكن أن يحدث لأيِّ شخص ذكرًا أو أنثى.
مدى انتشار اضطراب ما بعد الجماع (PCD)
البحث حول هذا الموضوع محدود لذلك من الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين يختبرونه، ففي دراسة أُجريت عام 2015 بعنوان (اضطراب ما بعد الجماع: الانتشار والارتباطات النفسيَّة)، شملت عيِّنة البحث 230 امرأة و أفادت (46%) من المستجيبات أنَّهن عانين من أعراض اضطراب ما بعد الجماع (PCD) مرَّة واحدة على الأقل في حياتهن، وأفادت( 5.1 ٪ ) أنَّهن عانين من أعراض اضطراب ما بعد الجماع (PCD) عدَّة مرَّات خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
أمَّا فيما يخصّ الذكور، فقد أُجريت دراسة عام 2018 بعنوان (اضطراب ما بعد الجماع: الانتشار والارتباطات بين الذكور)، وجد الباحثون أنَّه من بين 1208 من الذكور، أفاد (41 %) بأنَّهم عانوا من اضطراب ما بعد الجماع PCD في حياتهم و 20.2 ٪، أفادوا أنَّهم عانوا من اضطراب ما بعد الجماع (PCD ) في الأسابيع الأربعة السابقة. أفاد ما بين 3 ٪ و 4٪ من العيِّنة، بأنَّهم يعانون من اضطراب ما بعد الجماع ( PCD ) بشكلٍ منتظم.
أسباب قد تدفعك للبكاء أثناء ممارسة الجنس أو بعده، وماذا تفعل إذا تعرّضت أنت أو (زوجك/زوجتك) لهذه الحالة؟
1- الشعور بالسعادة
ربما تكون قد اختبرت دموع الفرح في حفل زفاف أو ولادة طفل. يمكن أن يحدث الشيء نفسه أثناء ممارسة الجنس أو بعده.
صدِّق أو لا تصدِّق، قد تبكي أثناء ممارسة الجنس لمجرد أنك سعيد للغاية. قد يكون هذا بسبب أنك تمارس الجنس مع (زوج/زوجة) تحبّه/تحبّها بعمق، أو تستمتع حقًّا بالجنس، أو ربَّما كنت قد مارست أفضل تجربة جنسيَّة على الإطلاق. إذا لم تمارس الجنس منذ فترة طويلة، أو كنت تنتظر حدوثه لفترة طويلة، فقد تكون هذه المشاعر أكثر حدَّة.
2- الشعور بالارتباك
إذا كان العمل أو الحياة أو أي مشاكل شخصيَّة أخرى تزعجك، فقد يؤثِّر ذلك عليك أثناء ممارسة الجنس. عند ممارسة الجنس، يفرز جسمك بثبات مزيجًا من الهرمونات. إذا جمعت بين زيادة الهرمونات والتوتُّر أو القلق فقد يؤدِّي ذلك للبكاء.
يعاني بعض الأشخاص أيضًا من حالة تسمَّى قلق الأداء الجنسي والتي يمكن أن تجعلهم يبكون أثناء ممارسة الجنس. تُظهِر الأبحاث أنَّ قلق الأداء الجنسي يصيب 9٪ إلى 25٪ من الرجال و 6٪ إلى 16٪ من النساء.
هل كانت هنالك إشارات تواصل مختلطة من (زوجك/زوجتك)؟ كنت تعتقد/تعتقدين أنَّ الأمور ستسير في اتِّجاهٍ ما، لكنَّها انحرفت في اتِّجاهٍ آخر؟أخبرته أنَّك لا تحبّ شيئًا لكنَّهُ فعله على أي حال؟ كنت تعتقد أنك كنت تمنح المتعة، ولكن من الواضح أنَّهُ غير راضٍ أو منزعج؟
يمكن للقضايا التي لم يتمّ حلّها والارتباك العاطفي من العلاقة أن يغزو حياتك الجنسيَّة. قد تكون لديك أفكار مختلفة حول مكانة العلاقة، أو كيف يشعر الشخص الآخر تجاهك. لا يكون الجنس دائمًا رائعًا، وأحيانًا يصاب أحدكما بخيبة الأمل أو الارتباك، يمكن لهذه المشاعر أن تسبِّب البكاء.
3- الشعور بالثقل أو الإجهاد في استجابة الجسم
يمكن للمتعة الجنسيَّة الجسديَّة الشديدة أن تطغى على الجسم مثل الحصول على أكبر هزَّة جماع في حياتك، أو قد تكون تجربتك الأولى مع هزَّات الجماع المتعدِّدة، لذا فليس من المستغرب أن تبكي بعد الممارسة الجنسيَّة.
بالمقابل قد تشعر بالارتباك بسبب عدم استجابة جسدك، أو إذا كنت تتطلَّع إلى ممارسة الجنس الرائع ولم تحصل على النهاية التي تريدها أو تتوقَّعها، فقد يسيطر عليك الشعور بالإحباط والتوتُّر بما يكفي للبكاء.
4- لقد حصلت للتوّ على هزَّة الجماع
يجد بعض الناس أنَّهم في كل مرَّة يصلون فيها إلى النشوة الجنسيَّة يبكون قليلًا. النشوة هي ردُّ فعلٍ جسدي شديد للمتعة عند ممارسة الجنس.
في دراسةٍ أُجريت عام 2017 وجد الباحثون أنَّ الناس يعانون من مجموعة واسعة من المشاعر؛ تتدرَّج هذه المشاعر من البكاء إلى العطس إلى نوبات الهلع بعد النشوة الجنسيَّة. تُعرف باسم “ظاهرة شبه النشوة الجنسيَّة” وهي نادرة الحدوث.
5- الشعور بالذنب والخجل من ممارسة الجنس
في مرحلةٍ ما من حياتك، ربما أخبرك شخص ما أنَّ الجنس فعلٌ سيّء بطبيعته، خاصَّة في سياقات معيَّنة. لست مضطرًا للاقتناع بهذه النظريات لجعلها تبرز في رأسك في لحظات غير مناسبة.
إذا كنت تعتبر الجنس فعلًا مخزيًا، فمن المهمّ أن تتخلَّص من هذه المشاعر من أجل ممارسة الجنس والاستمتاع به بشكلٍ مريح.
لنفترض أنَّ لديك أي تحفُّظات بشأن ممارسة الجنس في مواقف معيَّنة، في هذه الحالة توقَّف عن ممارسة الجنس حتى تحلّ هذه المشاعر وتشعر براحةٍ أكبر في ممارسة الجنس.
هناك الكثير من الأسباب التي تجعلك تشعر بالخجل أو الذنب من ممارسة الجنس لدرجة البكاء، إذ قد يكون لديك مشاكل مع صورة الجسد، أو لديك شعور بالذنب، أو من الآثار المتبقِّية لقضايا أخرى في العلاقة الزوجيَّة التي تلاحقك في غرفة النوم.
6- الألم الجسدي أثناء ممارسة الجنس
لا ينبغي أبدًا أن يكون الجنس مؤلمًا بطريقةٍ غير مرغوب فيها وغير مريحة. إذا شعرت بألم وانزعاج غير مرغوب فيهما أثناء ممارسة الجنس فقد تبدأ في البكاء. لمعالجة هذا الأمر أخبر الطرف الآخر على الفور أنك تتألم، وإما أن تتوقفا تمامًا أو تبطئا الأمور بشكل ملحوظ، والتركيز على الموافقة والرعاية والتواصل الواضح أثناء ممارسة الجنس.
قد يكون الألم أثناء ممارسة الجنس أو ما يُعرف باسم عُسر الجماع؛ نتيجة لعدوى أو إصابة أو بسبب نقص في الترطيب. غالبًا ما تشعر النساء المصابات بحالة تسمَّى التشنُّج المهبلي بالألم أثناء ممارسة الجنس. التشنُّج المهبلي هو حالة تجعل من الصعب على المرأة ممارسة الجنس الإيلاجي، وعادةً ما يحتاج إلى العلاج.
7- الشعور بالحزن أو الاكتئاب
إذا كنت تعاني من مشاعر الحزن أو الاكتئاب، فلن تختفي هذه المشاعر أثناء ممارسة الجنس، على الرغم من أنَّ الهدف من الجنس أن يكون نشاطًا ممتعًا. إذا كنت حزينًا أو مكتئبًا، فقد تجد نفسك تبكي فجأة خلال لحظات عشوائيَّة في يومك، وقد يشمل ذلك الجنس.
الاكتئاب هو حالة صعبة يجب معالجتها، إمَّا بالأدوية، أو بالعلاج النفسي، أو بمزيجٍ من الاثنين.
معدَّل اضطراب ما بعد الجماع (PCD ) أعلى عند الزوجات اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة. قد يكون ذلك بسبب التقلُّبات السريعة في مستويات الهرمونات.
8- التغيُّرات الهرمونيَّة
تؤدِّي الهرمونات التي تُفرَز أثناء ممارسة الجنس مثل الأوكسيتوسين والدوبامين، الشعور بالاسترخاء والسعادة. ومع ذلك، قد تتفاعل مع اندفاع هذه التغيُّرات الهرمونيَّة جنبًا إلى جنب مع الكثافة الجسديَّة والعاطفيَّة للجنس عن طريق البكاء.
إذا كنت تعانين من حالات أخرى مثل متلازمة ما قبل الحيض (PMS) أو الحمل أو انقطاع الطمث أو إذا كنت تخضعين لعلاج الخصوبة، فإنَّ جسمك يمرُّ بتغيُّرات هرمونيَّة قد تسبِّب لك البكاء أثناء ممارسة الجنس أيضًا.
9- استرجاع صدمة سابقة
إذا تعرَّضت للإيذاء الجنسي أو العاطفي في الماضي، فقد يتسبَّب ذلك في صدمة. يمكن أن يؤدِّي اختبار صدمة جنسيَّة إلى تعقيد ممارسة الجنس والاستمتاع به بعد الحادث واسترجاع ذكريات مؤلمة، خاصَّة إذا كنت لم تتعافَ من الصدمة بعد. هذا يمكن أن يجعلك تشعر بالضعف بشكلٍ خاصّ، وستكون الدموع ردّ فعل مفهوم.
إذا أصبحت هذه مشكلة متكرِّرة، فقد ترغب في أخذ استراحة من ممارسة الجنس. فكِّر في رؤية معالج مؤهَّل قادر على في العمل على مهارات التأقلم، أوالانضمام إلى مجموعات الدعم والتفكير في (زوج/زوجة)، يمكنه/يمكنها دعم شفائك من خلال التفاهم و التواصل العاطفي والجنسي المحترم.
ماذا تفعل إذا بكيت أثناء أو بعد ممارسة الجنس؟
للألم الجسدي أو الانزعاج قبل ممارسة الجنس أو خلاله أو بعده، استشر الطبيب. يمكن علاج العديد من أسباب هذا النوع من الألم.
خلاف ذلك، فكِّر في أسباب البكاء.
إليك بعض الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسك في الوقت الحالي:
- هل كانت مجرَّد قطرات من الدموع أم كان بكاءً بالفعل؟
- هل شعرت بردَّات فعل جسديَّة أوعاطفيَّة بعد البكاء؟
- ما الذي كان يدور في ذهنك عندما بدأ البكاء؟ هل كانت أفكارك إيجابيَّة أم سلبيَّة؟
- هل تعيش حدثًا أو علاقة مسيئة؟
- هل البكاء يخفِّف التوتُّر أم يزيده؟
إذا كانت إجاباتك تميل إلى الانغماس بالحبّ أو المتعة الجسديَّة البحتة، فربما لا داعي للقلق بشأن ذلك. ذرف قطرات من دموع أو حتى البكاء، لا يستحقّ القلق.
إذا كانت إجاباتك تشير إلى مشكلات عاطفيَّة في العلاقة الزوجيَّة أو في غرفة النوم، فإليك بعض الخطوات التي يمكنك تجربتها:
1- اعطاء المزيد من الوقت ومراجعة هذه الأسئلة مرَّة أخرى في اليوم التالي، عندما يكون لديك بعض الوقت لنفسك ويمكنك استكشاف مشاعرك بالكامل.
2- تحدَّث إلى (زوجك/ زوجتك)، واعمل على حلِّ القضايا الخلافيَّة في العلاقة، ممّا قد يعزِّز حياتك الجنسيَّة.
3- تحدَّث عن الجنس. ناقش ما ترغب به وترفضه، مع الحرص على عدم الانتقاد، مع تشجيع مشاركة المشاعر والأفكار بقصد إثراء التحربة الجنسيَّة. يمكن أن يكون الأمر محرجًا، ولكنَّهُ يستحقّ القيام به.
إذا تسبَّبت هذه العمليَّة في حدوث صدمة مؤلمة أو مشاعر لم يتمّ حلها، فلا تتجاهل البكاء باعتباره غير مهم.
ماذا تفعل إذا بكى (زوجك/زوجتك) أثناء ممارسة الجنس؟
- قد تكون رؤية (زوجك/زوجتك) يبكي أمرًا محيِّرًا بعض الشيء، وقد يتسبَّب ذلك أيضًا في شعورك بالذنب لذلك:
- اسأل عمَّا إذا كان هناك شيء خاطئ، لكن حاول أن لا تكون هجوميًّا.
- قدِّم الراحة، لكن احترم رغبته إذا كان بحاجة إلى بعض المساحة الخاصَّة.
- يمكنك مناقشة الأمر لاحقًا بعيدًا عن حرارة اللحظة واستمع باحترام. لا تجبره على الكلام إذا كان لا يرغب بمناقشتها. في بعض الأحيان، قد يشير بكاء (زوجك/زوجتك) أثناء ممارسة الجنس إلى مشاكل عاطفيَّة، أو تحفُّظات قد تكون لديه بشأن علاقتكما.
- لا تضغط عليه بالجنس. من الضروري عدم التسرُّع في استئناف ممارسة الجنس أو أيِّ نشاطٍ جنسي، حتَّى تشعران بأنَّكما توصلتما إلى حلٍّ كامل بشأن هذه المسألة.
- اسأل كيف يمكنك المساعدة. فقط قدِّم التعاطف.