البروبيوتيك وحياتك الجنسيَّة
- ما هي البروبيوتيك؟
- كيف تعمل البروبيوتيك؟
- أنواع البروبيوتيك الأكثر شيوعًا:
- هل يمكن أن تؤثِّر مشاكل صحَّة القناة الهضميَّة على الحياة الجنسيَّة؟
- البروبيوتيك لصحَّة المهبل
- هل يمكن أن ترفع البروبيوتيك مستويات هرمون التستوستيرون وتؤثِّر على خصوبة الرجل؟
- البروبيوتيك والضعف الجنسي
- البروبيوتيك والحالة المزاجيَّة العامَّة
هل يمكن أن تحسِّن البروبيوتيك وحياتك الجنسيَّة؟
هل تعلم أنَّ صحَّة الأمعاء يمكن أن تؤثِّر على حياتك الجنسيَّة؟ حيث ترتبط القناة الهضميَّة والصحَّة الجنسيَّة ارتباطًا وثيقًا. هذا يعني أنَّ وجود مشاكل في الجهاز الهضمي يمكن أن يكون له تأثير على الصحَّة الجنسيَّة.
هل تعلم ما هو البروبيوتيك وتأثيره على حياتك الجنسيَّة؟ في هذا المقال سوف نستعرض فوائد البروبيوتيك وكيف يمكن أن تحسِّن من جودة الحياة الجنسيَّة.
ما هي البروبيوتيك؟
البروبيوتيك هي بكتيريا وخمائر حيَّة مفيدة للجسم، وخاصَّة الجهاز الهضمي. عادةً ما نفكِّر أنَّ البكتيريا هي الجراثيم التي تسبِّب الأمراض. لكن جسم الإنسان مليء بالبكتيريا الجيِّدة منها والسيِّئة. غالبًا ما يطلق على البروبيوتيك بكتيريا “جيِّدة” أو “مفيدة” لأنَّها تساعد في الحفاظ على صحَّة الأمعاء.
يمكن العثور على البروبيوتيك في المكمِّلات الغذائيَّة المتوفِّرة في الصيدليَّات وبعض الأطعمة، مثل الزبادي. غالبًا ما يقترحها الأطبَّاء للمساعدة في مشاكل الجهاز الهضمي.
كيف تعمل البروبيوتيك؟
الوظيفة الرئيسيَّة للبروبيوتيك، أو البكتيريا الجيِّدة، هي الحفاظ على توازنٍ صحِّي في جسمك. فكِّر في الأمر على أنَّهُ يبقي جسمك في حالة حياديَّة. عندما تكون مريضًا، تدخل البكتيريا الضارَّة جسدك ويزداد عددها ممَّا يؤدِّي إلى اختلال توازن الجسم. تعمل البكتيريا الجيِّدة على محاربة البكتيريا الضارَّة واستعادة التوازن داخل جسمك، ممَّا يجعلك تشعر بتحسِّن.
تحافظ البكتيريا الجيِّدة على صحّتك من خلال دعم وظائف المناعة والسيطرة على الالتهاب. يمكن لأنواع معيَّنة من البكتيريا الجيِّدة أيضًا:
- أن تساعد الجسم على هضم الطعام بشكلٍ أفضل.
- تمنع البكتيريا الضارَّة من الخروج عن السيطرة، وأن تسبِّب مرضًا جسديًّا.
- تصنع فيتامينات.
- تساعد في دعم الخلايا التي تبطِّن الأمعاء لمنع البكتيريا الضارَّة التي قد تكون استهلكتها (من خلال الطعام أو المشروبات) من دخول الدم.
- تساعد على تكسير وامتصاص جزيئات الأدوية.
يحدث هذا التوازن بشكلٍ طبيعي في جسمك طوال الوقت. لا تحتاج في الواقع إلى تناول مكمِّلات البروبيوتيك لتحقيق ذلك. البكتيريا الجيِّدة هي مجرَّد جزءٍ طبيعي من جسمك. يساعد تناول نظام غذائي متوازن غني بالألياف كل يوم في الحفاظ على عدد البكتيريا الجيِّدة عند المستويات المناسبة. هناك بعض الحالات الطبيَّة التي قد تساعد فيها البروبيوتيك. يمكن أن يختلف هذا من حالةٍ لأخرى، ممَّا يعني أنَّ ما يصلح لشخصٍ ما، قد لا يصلح لشخصٍ آخر. يمكن أن يختلف أيضًا بناءً على بروبيوتيك معيَّن يتمُّ تناوله.
أنواع البروبيوتيك الأكثر شيوعًا:
على الرغم من وجود العديد من أنواع البكتيريا التي يمكن اعتبارها بروبيوتيك، إلا أنَّ هناك نوعين محدّدين من البكتيريا البروبيوتيك الشائعة الموجودة في المتاجر. وتشمل هذه:
1. عصيَّة لبنيَّة حمضيَّة (Lactobacillus): غالبًا ما يتمُّ إيجاد هذا النوع في اللبن (الزبادي) والأطعمة المخمَّرة، وهي تستخدم للأشخاص الذين لا يستطيعون هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب.
2. بيفيدوباكتيريوم (Bifidobacterium): من الممكن إيجاد هذا النوع في بعض منتجات الألبان.
تتكوَّن البروبيوتيك أيضًا من خميرة جيِّدة. النوع الأكثر شيوعًا من الخميرة الموجودة في البروبيوتيك هو:
3. الخميرة السكَّريَّة (Saccharomyces boulardii)
هل يمكن أن تؤثِّر مشاكل صحَّة القناة الهضميَّة على الحياة الجنسيَّة؟
عندما نتحدَّث عن صحَّة الأمعاء، فإنَّنا نتحدَّث عادةً عن تكوين ملايين البكتيريا والفطريَّات داخل الأمعاء، وهو يؤثِّر على جميع أنواع الوظائف التي تساهم في اهتمامك بالجنس والرضا الجنسي بشكلٍ عام.
الأمعاء السليمة لديها إفراز كافٍ من السيروتونين، إذ أنَّ صحَّة القناة الهضميَّة تعتمد على الفلورا الميكروبيَّة (البكتيريا الجيِّدة) التي تساعد في إفراز السيروتونين. أي التهاب في القناة الهضميَّة يعيق إفراز السيروتونين، وبالتالي يؤثِّر سلبا على الرغبة الجنسيَّة. يمكن أن تؤثِّر جميع الأعراض المتعلِّقة بالأمعاء سلبًا على حياة الشخص الجسديَّة والعاطفيَّة والجنسيَّة.
إذا خرجت بكتيريا الأمعاء عن السيطرة، يمكن أن تنهار مستويات السكَّر في الدم بسهولةٍ أكبر. هذا يمكن أن يؤدِّي إلى مزيد من الانخفاضات في الطاقة لمدَّة طويلة، عندها يتملَّك الشخص شعور أنَّهُ متعبٌ جدًّا لممارسة الجنس.
البروبيوتيك لصحَّة المهبل
قد يكون البروبيوتيك هي الطريقة الجديدة لكل امرأة للحفاظ على صحَّة الجهاز البولي التناسلي وحياتك الجنسيَّة. المهبل هو نظام بيئي متوازن بدقَّة، تمامًا مثل الجهاز الهضمي، ممَّا يعني أنَّ النظام غير المتوازن يمكن أن يؤدِّي إلى التهابات المسالك البوليَّة أو التهاب المهبل البكتيري أو التهابات فطريَّة. يمكن أن تؤدِّي موانع الحمل الفمويَّة والمضادَّات الحيويَّة ومبيدات الحيوانات المنويَّة إلى اختلال توازن البكتيريا النافعة، ولكن يمكن أن تساعد البروبيوتيك في استعادة توازن البكتيريا المهبليَّة الصحيَّة. يمكن استخدام مكمِّلات البروبيوتيك عن طريق الفمّ (حبوب أو كبسولات) ولكن استخدام البروبيوتيك المهبلي (تحاميل مهبليَّة ) أسرع وأكثر استهدافًا.
هل يمكن أن ترفع البروبيوتيك مستويات هرمون التستوستيرون وتؤثِّر على خصوبة الرجل؟
تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال مع تقدُّم العمر، ممَّا يؤدِّي إلى انخفاض تكوين الحيوانات المنويَّة، والرغبة الجنسيَّة، والوظيفة الجنسيَّة، وزيادة الدهون في الجسم، وغيرها من الأعطال الجهازيَّة بالجسم.
يُعتقَد أنَّ البروبيوتيك يعزز حياتك الجنسيَّة. يعزِّز خصوبة الذكور من خلال تحسين معايير الحيوانات المنويَّة وتركيزها (العدد لكل وحدة)، وحركتها (القدرة على السباحة)، وتشكّلها (الشكل) وكذلك مستويات هرمون التستوستيرون. وجدت دراسة سريريَّة حديثة تحسِّنا كبيرًا في مستويات هرمون التستوستيرون وعدد الحيوانات المنويَّة لدى الرجال المصابين بالعقم الذين يخضعون للعلاج بالبروبيوتيك.
البروبيوتيك والضعف الجنسي
ضعف الانتصاب هو حالة شائعة تصيب الرجال من جميع الأعمار. يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل مختلفة، مثل ضعف تدفُّق الدم، والاختلالات الهرمونيَّة. أظهرت الأبحاث الحديثة أنَّ البروبيوتيك، يمكن أن يحسِّن ضعف الانتصاب عن طريق تحسين صحَّة القلب والأوعية الدمويَّة، وتقليل الالتهابات.
يمكن للبروبيوتيك تحسين صحَّة القلب والأوعية الدمويَّة عن طريق خفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم ومقاومة الأنسولين. يمكنها أيضًا الحفاظ على تدفُّق الدمّ إلى القضيب. يمكن أن تقلِّل البروبيوتيك أيضًا من الالتهاب، والذي يمكن أن يساهم في ضعف الانتصاب عن طريق إتلاف الأوعية الدمويَّة.
البروبيوتيك والحالة المزاجيَّة العامَّة
وجدت بعض الأبحاث أن البروبيوتيك قد تساعد في تعزيز الحالة المزاجيَّة وتقليل التوتُّر والقلق، كما توفِّر البروبيوتيك الصحَّة العقليَّة التي تعزِّز الصحَّة الجنسيَّة كذلك.
هناك صلة بين القناة الهضميَّة والدماغ، والمعروفة أيضًا باسم محور الأمعاء والدماغ (GBA). إنَّهُ الرابط الذي يربط الدماغ والحبل الشوكي والجهاز العصبي بالجهاز الهضمي في أجسامنا. يُعتقد أنَّ أمعاءنا تؤثِّر على نشاط الدّماغ، وبالتالي تؤثِّر على مزاجنا، ممَّا يؤثِّر على الرغبة الجنسيَّة.
وظيفة البروبيوتيك في الجهاز الهضمي أو الأمعاء هي إنتاج الناقلات العصبيَّة، وهي رسل كيميائيَّة لا يمكن لأجسامنا العمل بدونها. هذه الناقلات العصبيَّة ضروريَّة للصحَّة العقليَّة، وتؤثِّر على أنماط نومنا وحالاتنا المزاجيَّة وشهيّتنا للأكل ورغبتنا في الجنس. كما أنَّها تساعد في تقليل الالتهاب في أجسادنا، وتقليل أعراض الاكتئاب مع التأثير أيضًا على الوظيفة الإدراكيَّة والاستجابة للتوتُّر.
أخيرًا، تلعب البروبيوتيك دورًا مهمًّا في دعم الصحَّة الجنسيَّة. يمكنها كذلك، تحسين الخصوبة وصحَّة المهبل وضعف الانتصاب من خلال تعزيز نموّ البكتيريا المفيدة، وتقليل البكتيريا الضارَّة، ودعم جهاز المناعة. يمكن أن تكون مكمِّلات البروبيوتيك التي تحتوي على سلالات معيَّنة من البكتيريا مفيدة لأولئك الذين يعانون من هذه الحالات. كما هو الحال دائمًا، يوصى بالتشاور مع مقدِّم الرعاية الصحِّيَّة قبل البدء في أيِّ مكملٍ غذائي جديد.
البروبيوتيك = صحَّة الأمعاء أفضل = صحَّة جنسيَّة أفضل.