الفوط الصحِّيَّة؛ هل هي آمنة أم خطيرة؟
- ممَّ تتكوَّن الفوط الصحِّيَّة؟
- أضرار البلاستيك الموجود في الفوط الصحِّيَّة على أجسامنا
- كيف يؤثر استخدام الفوط الصحِّيَّة على البيئة والصحَّة العامة؟
- هل يمكن للفوط الصحيَّة أن تضرَّ بالآخرين؟
- مواد في الفوط الصحِّيَّة تشكِّلُ خطرًا
- هل هناك فوط صحيَّة خالية من البلاستيك؟
- أهمّ النصائح لفترة حيض آمنة
لا تخلو حقائبنا -نحن السيِّدات والفتيات- من الفوط الصحِّيَّة بأنواعها المختلفة؛ سواء الشهريَّة أو اليوميَّة، فهل فكَّرتِ يومًا في أضرارها؟ وما المواد التي تدخل في تصنيعها؟ وما هي درجة أمانها على صحَّة الجسم عامَّةً والجهاز التناسلي خاصَّة؟
ممَّ تتكوَّن الفوط الصحِّيَّة؟
لا نتخيَّل أبدًا أنَّ منتجًا طبيًّا تحتاجه جميع البالغات حول العالم بصورة شهريَّة أن يحمل في طيَّاته قنابل موقوتة من شأنها أن تؤثّر على صحَّتهن بمرور الوقت. إذ إنَّ الفوط الصحِّيَّة التقليديَّة تكون مصنوعة من البلاستيك بنسبة 90%؛ بداية من الطبقة الأساسيَّة المانعة للتسرُّب إلى المواد التركيبيَّة التي تمتصّ السائل. والعبوة البلاستيكيَّة، حتى إن الطبقة العلويَّة التي تبدو وكأنَّها قماش أو قطن صافي هي في الواقع صفيحة بلاستيكيَّة منسوجة.
يُطلق على هذا البلاستيك الذي يستخدم لمرَّة واحدة في منتجات الدورة الشهريَّة اسم SAPs (بوليمرات فائقة الامتصاص). وهي مصمَّمة خصيصًا لاحتواء كميَّات كبيرة من الإفرازات.
تكمن المشكلة في هذا النوع من البوليمرات في أنَّها تتكوَّن عادةً من بولي أكريلات الصوديوم؛ وهي مادة صناعيَّة لا تتحلَّل بيولوجيًا، وتُصنَّع في الأصل من حمض الأكريليك الذي يرتبط بالعديد من الآثار الصحيَّة السيِّئة، مثل:
- حساسيَّة الجلد.
- تهيُّج الأنف والحلق والرئتين.
لذا فإنّ السموم الموجودة في الفوط الصحيَّة الخاصَّة بفترة الحيض يمكن أن تكون ضارَّة للغاية بالنسبة لك.
أضرار البلاستيك الموجود في الفوط الصحِّيَّة على أجسامنا
إنَّ استخدام الفوط الصحِّيَّة بصورة مزمنة لا يمكن أن يؤدِّي فقط إلى الطفح الجلدي المؤلم. بل يمكن أن يتسبَّب في اختلال توازن درجة الحموضة في المهبل في حالة ارتداء الفوط الصحيَّة لفترات طويلة. بالإضافة إلى تراكم البكتيريا والفطريات.
وتشير الدراسات إلى إنَّ فرصة تسرُّب المواد الكيميائيَّة إلى الجسم عن طريق المهبل تصل إلى 15 مرة أعلى من غيرها، ومن المرجَّح أن تدخل مباشرة إلى مجرى الدم بسرعة كبيرة؛ ومن ثمَّ فإنَّ احتماليَّة امتصاص أجسامنا للبلاستيك السام عن طريق المهبل عند استخدام الفوط الصحِّيَّة مرتفعة للغاية.
وقد أظهرت دراسة أُجريت في كوريا الجنوبيَّة عام 2017 ثمَّ امتدَّت لتشمل أمريكا أيضًا. أنَّ البلاستيك المستخدم في تصنيع معظم أنواع الفوط الصحِّيَّة يشتمل على مركَّبات عضويَّة متطايرة (VOCs) وفثالات (phthalates). ومع التعرُّض المزمن لها يمكن للجلد في المناطق الحسَّاسة أن يمتصَّ كميَّة كبيرة منها ممَّا يسبِّب ضررًا صحيًّا علاوةً على الأضرار البيئيَّة. وهذا ما وضَّحته السيِّدات اللاتي خضعن للدراسة من ملاحظات حول مضاعفات استخدام هذا النوع من الفوط الصحِّيَّة، ومن أبرزها:
- اضطرابات الدورة الشهريَّة.
- الطفح الجلدي والالتهابات.
- ظهور الفطريات مثل الكانديدا في المنطقة الحسَّاسة.
كما أوضحت الدراسة أيضًا، أنَّ التعرُّض للمركَّبات العضوية المتطايرة يزيد من خطر الإصابة بعدد من المشاكل الصحيَّة، ومنها:
- ضعف الدماغ.
- الربو.
- بعض أنواع السرطان.
- التأثير السلبي على الجهاز التناسلي.
وربط المتخصِّصون كذلك بين استخدام الفثالات كمواد ملدنة في منتجات مثل مستحضرات التجميل والألعاب والأجهزة الطبيَّة وغيرها من المواد البلاستيكيَّة. وبين ظهور مجموعة متنوِّعة من المشكلات الصحيَّة الأخرى، ومنها:
- اضطرابات الغدد الصمَّاء.
- أمراض القلب.
- ومرض السكَّري.
- أضرار بلاستيك الفوط الصحيَّة على البيئة
كيف يؤثر استخدام الفوط الصحِّيَّة على البيئة والصحَّة العامة؟
إحصائيًّا تستخدم سيِّدة واحدة على مدار العمر في المتوسّط ما يقرب من عشرة آلاف فوطة صحيَّة. ليكون مصيرها بما تحمله من بلاستيك في المحيطات حيث يمكنها أن تصبح خطرًا خانقًا ومهدِّدًا للحياة البحريَّة. أو ينتهي بها المطاف في مكبِّ النفايات ولا تتحلَّل لعقود طويلة.
أمَّا في حال أُلقيت الفوط الصحِّيَّة في المرحاض فإنَّ المواد الكيميائيَّة الموجودة فيها، ستمتصّ المياه مُسبِّبة انسداد مجاري الصرف الصحِّي.
وقد تكون طريقة التخلُّص من الفوط الصحيَّة أكثر سوءًا ممَّا سبق؛ ففي بعض المناطق الفقيرة يتمّ حرقها ممَّا يؤدِّي إلى انبعاث مواد كيميائيَّة سامَّة وضارَّة في الهواء. ممَّا لا يضرّ بالبيئة فقط، بل إنَّنا في هذه الحالة سنتنفَّس السموم.
هل يمكن للفوط الصحيَّة أن تضرَّ بالآخرين؟
من المؤسف أن تكون الإجابة “نعم”؛ إذ إنه في بعض البلدان النامية يفرز عمَّال النظافة النفايات يدويًّا دون ارتداء قفازات ليفصلوا كل نوعٍ على حدة بما في ذلك الفوط الصحيَّة. ولا شك أن هذا يعرِّضهم لعدد هائل من المخاطر الصحيَّة جراء التعامل مع المنتجات الصحيَّة.
مواد أخرى في الفوط الصحِّيَّة تشكِّلُ خطرًا
لا تنتهى أضرار الفوط الصحِّيَّة عند البلاستيك الموجود فيها فقط؛ بل إنّها تحمل بعض المواد الكيميائيَّة القاسيَة التي قد تضرُّ بجسمكِ وجهازكِ التناسلي، ومنها:
الديوكسين – Dioxin:
لا يرجع اللون الأبيض في الفوط الصحيَّة لاحتوائها على القطن الطبيعي؛ بل إنَّ المفاجأة في كونها خالية منه فهي تحتوي على بدائله الصناعيَّة من النفايات الورقيَّة ولبّ الخشب. وحتى تتحوَّل إلى اللون الأبيض الناصع تُعالج هذه المواد كيميائيًّا بمادة الديوكسين.
يُعدُّ الديوكسين من المواد شديدة السُّميَّة. لذا تُضاف بنسبئة ضىيلة في الفوط الصحيَّة. لكن هذا لا يعني أنها لا تتراكم في مخازن الدهون في الجسم. ممَّا قد يعرّضه لمختلف الأضرار الصحيَّة مثل السرطانات والتهابات الحوض.
الرايون – Rayon
يُعدُّ الرايون أحد البادائل الصناعيَّة للقطن. يُستخرج من لبِّ الخشب لكونه أقل في التكلفة من القطن الطبيعي. كما أن له قدرة عالية على الامتصاص. لكن في النهاية لا بد من معالجته بالدايوكسين أيضًا ليتحوَّل إلى لون القطن الأبيض النقي. ممَّا يعني أنَّه يحمل في طيَّاته نسبة من السموم.
هل هناك فوط صحيَّة خالية من البلاستيك؟
نعم. يمكنكِ اللجوء إلى عدَّة بدائل أخرى صديقة للبيئة، مثل الفوط الصحِّيَّة القابلة للتحلُّل. أو تلك المصنوعة من القماش القابلة لإعادة الاستخدام. أو استعمال أكواب الدورة الشهريَّة الخالية من المواد الكيميائيَّة (chemical free menstrual cups).
أهمّ النصائح لفترة حيض آمنة
- يمكن استخدام المسكِّنات الخفيفة مثل الباراسيتامول لتخفيف الآلام الناجمة عن انقباض عضلات الرَّحم خاصَّةً الأيَّام الأولى في فترة الحيض.
- الحرص على الراحة الكافية والنوم الجيِّد خلال فترة الدورة الشهريَّة. كما يمكن استخدام الكمَّادات الدافئة، أو الاستحمام بالماء الفاتر لتخفيف آلام الظهر والبطن.
- الاهتمام بالنظافة الشخصيَّة خلال فترة الدورة الشهريَّة. إذ يجب تغيير الفوط الصحيَّة أو الأقمشة القطنيَّة أولًا بأول. وتنظيف المنطقة بالماء الدافئ وتنشيفها جيِّدًا لمنع نموّ الفطريَّات أو تراكم البكتيريا. ولا تنسي غسل يديكِ جيِّدًا بعد الانتهاء.
- تناول الطعام الصحِّي والغني بالفيتامينات والمعادن مثل الأطعمة الغنيَّة بالحديد لتعويض فقدان الدم.
ممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوجا لتحسين المزاج وتخفيف الآلام. - الاهتمام بالصحَّة النفسيَّة خلال فترة الدورة الشهريَّة وتجنُّب الإجهاد والعصبيَّة. ومحاولة الاسترخاء والتخلُّص من التوتُّر قدر الإمكان عن طريق عمل بعض الأنشطة البسيطة التي تساعد في ذلك. مثل التأمُّل أو عمل جلسة مساج.
- في حالة الآلام الشديدة أو النزيف أو ملاحظة أعراض غير طبيعيَّة، يجب الاتِّصال بالطبيب للحصول على المشورة الطبيَّة والعلاج المناسب.