التهاب القلاع المهبلي؛ تحدٍّ يواجه كثيرات من النساء!
- ما هو التهاب القلاع المهبلي؟
- أسباب التهاب القلاع المهبلي
- أعراض التهاب القلاع المهبلي
- هل يمكن أن تنتقل العدوى للزوج؟
- متى تكون زيارة الطبيب ضروريَّة؟
- كيفيَّة تشخيص التهاب القلاع المهبلي
- هل يمكن علاج التهاب القلاع المهبلي؟
- طُرق الوقاية من التهاب القلاع المهبلي
- هل تؤثِّر التهابات القلاع المهبلي على صحَّة الجنين؟
تحكي إحدى الزوجات، إنَّها لاحظت خروج بعض الإفرازات المهبليَّة بيضاء اللون التي تجاهلتها أوَّل الأمر، وقالت في نفسها إنَّها إفرازات عاديَّة لا تدعو للقلق، إذ إنَّها لم تسبِّب أعراضًا أخرى ولا تصاحبها أي رائحة كريهة، ثمَّ أعارت الأمرَ انتباهها عندما لاحظت تطوُّر بعض الأعراض مثل الحكَّة الشديدة والتهيُّج، والشعور بالألم عند الجماع، وخصوصًا عندما يحاول زوجها الإيلاج.
ما هو التهاب القلاع المهبلي؟
قرَّرت الزوجة المذكورة سلفًا، أن تزور طبيبة النساء والولادة لتعرف السبب وراء تلك الإفرازات، وهل هي خطيرة؟ وهل يمكن أن تُصيب زوجها بالعدوى؟
أوضحت الطبيبة أنَّ الزوجة تعاني من التهاب القلاع المهبلي الذي يُسمَّى أيضًا داء المبيّضات، أو العدوى الفطريَّة المهبليَّة، أو عدوى الخميرة، ويُعرف بالإنجليزيَّة باسم (Candidiasis) تسبِّبه فطريات توجد في المهبل، والفم ، والأمعاء بصورة طبيعيَّة (Normal commensals)؛ لكن ما تسبِّب العدوى المهبليَّة على وجه التحديد هي كانديدا ألبيكانز (Candida albicans).
يمكن أن يصيب القلاع المهبلي النساء في أي عمر؛ لكنَّه أكثر شيوعًا بين هؤلاء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و50 عامًا، وتعدُّ الإصابة به نادرة في حالتين:
- الفتيات اللاتي لم تبدأ دورتهن الشهريَّة بعد، أي لم تصل سنَّ البلوغ.
- النساء الأكبر سنًّا؛ أي بعد انقطاع الطمث.
والجدير بالذكر أنَّ الإصابة به لا تقتصر على المهبل فقط، بل يمكن أن تظهر في مناطق أخرى من الجسم، مثل: منطقة الشرج والفم.
أسباب التهاب القلاع المهبلي
يحمل المهبل مزيجًا متوازنًا من البكتيريا والفطريَّات النافعة. ومنها الفطريَّات المسبِّبة للقلاع المهبلي، وللحفاظ على هذا الاتزان فإن البكتيريا المعروفة علميًا باسم العُصيات اللبنيَّة (Lactobacillus) تمنع فرط نمو فطريَّات القلاع المهبلي.
وتحدث الإصابة بالعدوى الفطريَّة المهبليَّة عندما يختلّ ذلك التوازن ومن ثم تتغلغل الفطريَّات في خلايا المهبل؛ وذلك لعدَّة أسباب، من أهمّها:
- تناول المضادَّات الحيويَّة.
- ضعف المناعة في أثناء فترة الحمل.
- الإصابة بداء السكَّري، مع إهمال العلاج.
- ضعف الجهاز المناعي الناجم عن تناول أدوية معينة أو الإصابة ببعض الأمراض المثبطة للجهاز المناعي (immunosuppression).
- تناول موانع الحمل التي ترفع مستوى هرمون الإستروجين بالدم.
- أثناء الدورة الشهريَّة إثر التغيُّرات الهرمونيَّة.
أعراض التهاب القلاع المهبلي
تتدرج أعراض التهاب القلاع المهبلي من الخفيفة إلى المتوسطة، وتُعدُّ الأعراض التالية هي الأكثر شيوعًا:
- تهيُّج الفرج، والرغبة المستمرَّة في الحكَّة.
- الشعور بالحرقان عند التبوُّل أو أثناء الجماع.
- إفرازات مهبليَّة بيضاء عديمة الرائحة وتشبه في كثافتها الجبن القريش.
هل يمكن أن تنتقل العدوى للزوج؟
كان هذا هو السؤال الذي وجَّهته الزوجة المذكورة سلفًا للطبيبة المتخِّصصة. والتي أكَّدت لها أنَّ مرض التهاب القلاع المهبلي لا يُعدُّ من الأمراض التي تنتقل جنسيًّا (STI)، ولا داعي للقلق أبدًا من انتقال العدوى للزوج.
متى تكون زيارة الطبيب ضروريَّة؟
أكَّدت الطبيبة على ضرورة توجُّه أي سيدة تلاحظ الأعراض الآتية إلى أقرب متخصِّص، حتى لا تتفاقم المشكلة، ويصبح حلّها جذريًّا أمرًا معقَّدًا، ومن تلك الأعراض:
- خروج إفرازات ذات رائحة كريهة.
- ظهور التقرُّحات على الجلد حول المهبل.
- النزيف المهبلي (ولا يكون الدورة الشهريَّة).
- آلام البطن.
- عدم اختفاء أعراض التهاب القلاع المهبلي مع تناول العلاجات المصرَّح بها دون وصفة طبيَّة في غضون 7 إلى 14 يومًا.
- أن تكون المريضة أقل من 16 عامًا أو تجاوزت الستين.
- إذا كانت المريضة حاملًا، فلا بد أن تستشير الطبيب المتابع لحالتها قبل تناول أي علاج لالتهابات القلاع المهبلي.
كيفيَّة تشخيص الإلتهاب:
وجَّهت الطبيبة بعض الأسئلة للمريضة حول تاريخها المرضي لمعرفة ما إذا كانت قد أُصيبت بعدوى مهبليَّة أو أخرى منقولة جنسيًّا من قبل أم لا، ثم بدأ التشخيص الفعلي من خلال الخطوات التالية:
- فحص الحوض: ويشمل فحص الأعضاء التناسليَّة الخارجيَّة، ثم فحص جدار المهبل باستخدام جهاز يُبقيه مفتوحًا حتى يتمكَّن الطبيب من فحصه بدقَّة.
- أخذ مسحة من المهبل لفحصها معمليًّا لتحديد نوع الفطريَّات المسبِّبة للعدوى، ومن ثم علاجها بدقَّة.
هل يمكن علاج الإلتهاب؟
بالطبع نعم، وتعتمد طريقة العلاج على شدَّة العدوى ومدى تكرار الإصابة بها؛ إذ يشمل:
- المراحل الخفيفة غير المتكرِّرة:
- العلاج الموضعي: ويُقصد به العلاج المهبلي الذي يشمل الأدوية المضادَّة للفطريات وتتوفَّر في أكثر من صورة؛ منها الكريمات والمراهم والتحاميل. يجري تناولها لمدَّة ثلاثة إلى سبعة أيَّام.
- العلاج بتناول أقراص عن طريق الفم حسب الحالة إمَّا لمرَّة واحدة، أو جرعتين يفصل بينهما ثلاثة أيام. وهي أدوية لا يُنصح بها في حالات الحمل والرضاعة دون استشارة متخصِّص.
2. إذا لم يُجدِ ذلك نفعًا، وتكرَّرت العدوى، وظهرت أعراضها مرَّة أخرى خلال شهرين؛ فلا بد من زيارة الطبيب مرَّة أخرى.
فقد يصف ما يلي من العلاجات:
- العلاج المهبلي طويل المدى؛ ويتضمَّن مضادًا للفطريَّات يؤخذ يوميًا لمدَّة أسبوعين. ثم تقل الجرعة تدريجيًّا لتصبح مرَّة أسبوعيًّا لمدَّة ستة أشهر.
- قد يصف أيضًا جرعتين أو ثلاث -حسب شدَّة الأعراض- من الأقراص المضادَّة للفطريات.
- قد يصف أيضًا أحد أنواع الكبسولات المهبليَّة إذا لزم الأمر. لكن يجب الانتباه إلى أنَّ هذا النوع قد يكون مميتًا في حال أُخِذَ عن طريق الفم.
طُرق الوقاية من التهاب القلاع المهبلي
لا يُعدُّ التهاب القلاع المهبلي خطيرًا، بل يمكن أيضًا الوقاية منه من خلال تطبيق بعض النصائح البسيطة، لكنَّها قد تصنع فارقًا في حياة كل سيِّدة مُعرَّضة للإصابة بهذه العدوى.
وهي:
- ارتداء الملابس الداخليَّة القطنيَّة وتغييرها بانتظام يوميًّا، وغسلها بالماء الساخن للقضاء على الفطريَّات.
- الحرص على تهوية المنطقة الحسَّاسة وتجنُّب ارتداء الملابس الضيِّقة مثل الجينز والملابس المصنوعة من الألياف الصناعيَّة.
- تجنُّب الاستخدام المُفرط لغسولات المهبل أو العطور وإن كانت طبيَّة دون داعٍ. لأنَّ ذلك قد يتسبَّب في اختلال توازن الميكروبات النافعة في المهبل.
- تجفيف المنطقة الحسَّاسة جيدًا من الأمام إلى الخلف عند استعمال دورة المياه، والتأكُّد من جفاف الملابس الداخليَّة أيضًا.
- عدم تناول المضادَّات الحيويَّة دون مراجعة طبيب متخصِّص.
هل تؤثِّر التهابات القلاع المهبلي على صحَّة الجنين؟
قد يتردَّد هذا التساؤل في ذهن الحامل المصابة بمرض القلاع المهبلي؛ لذا بدورنا نقول لها لا داعي للقلق، إذ لا يوجد دليل علمي يشير إلى تأثُّر الأجنَّة سلبًا، أو إصابتها بالتشوُّه جرَّاء هذه المشكلة إلى يومنا هذا.
في النهاية نقول إنَّ الوقاية دائمًا خيرٌ من العلاج، إذ نجد أنَّ الالتزام ببعض العادات اليوميَّة البسيطة يمكنه أن يقف كخطِّ دفاع أمام أي عدوى قد تعيق الحياة اليوميَّة. وتحول دون الاستمتاع بعلاقة زوجيَّة عامرة بالمودَّة، وعلاقة حميمة مريحة خالية من الآلام ومُرضية للزوجين.
Usually I do not read article on blogs however I would like to say that this writeup very compelled me to take a look at and do it Your writing style has been amazed me Thank you very nice article