الرغبة الجنسيَّة للزوجة؛ لماذا لا يدركها الزوج بسهولة؟
- ما هي طبيعة الرغبة الجنسيَّة لدى المرأة؟
- ما العوامل المؤثِّرة في رغبة الزوجة الجنسيَّة؟
- ما هي طرق إثارة الزوجة؟
تعدُّ العلاقة الحميمة هي لغة الجسد المشتركة بين الزوج والزوجة، فيها يتفاهمان ويتواصلان من أجل بناء وتعزيز علاقة زوجيَّة مستقرَّة وممتلئة بالمودَّة والحبِّ والتناغم، وتعدُّ الرغبة الجنسيَّة لدى المرأة واحدة من أهمِّ جوانب تلك العلاقة التي قد لا يدركها الكثير من الرجال بصورة صحيحة.
ما هي طبيعة الرغبة الجنسيَّة لدى المرأة؟
قد يظنُّ الكثير – وخصوصًا الرجال- أنَّ الشعور بالرغبة الجنسيَّة هو المحرِّك الأساسي الذي يدفع الزوج بنفس الدرجة التي يدفع بها الزوجة للعلاقة الحميمة؛ لكن إن كان الأمر كذلك بالنسبة للزوج فهو يختلف بعض الشيء عند الزوجة.
يُطلق المتخصِّصون على طبيعة الرغبة عند الرجال (الرغبة العفويَّة أو الاندفاعيَّة – Spontaneous desire)، وهو ما لا يحدث بالضبط مع المرأة. إذ تسبق الإثارة الجنسيَّة الشعور بالرغبة الجنسيَّة وهو ما يسميه المتخصِّصون (الرغبة الاستجابيَّة ‐ Responsive desire)؛ وهذا يعني أنَّ هناك عدَّة عوامل من شأنها أن تعزِّز شعورها بالإثارة ومن ثمَّ الرغبة، وأخرى قد تثبطه.
ما العوامل المؤثِّرة في رغبة الزوجة الجنسيَّة؟
يقولون إنَّ نفسيَّة الإنسان هي أهمّ ما فيه، وذلك لأنَّها إذا ساءت أو اضطربت تأثَّرت جوانب حياته المختلفة، علاوةً على ما يعانيه من مشاكل عضويَّة؛ ومن ثمَّ هناك عدد من العوامل التي تلعب دورًا لا يُستهان به في التأثير على الاستجابة الجنسيَّة لدى الزوجة.
من أهمّها:
- شعورها تجاه زوجها، ومدى ارتباطها به؛ إذ إنَّ العلاقة الزوجيَّة التي تتَّسم بسوء التفاهم أو كثرة الخلافات تُفتَقد فيها متعة العلاقة الحميمة.
- ثقتها بنفسها ودرجة رضاها عن شكل جسمها ووزنها، أو ما يُعرف بصورة الجسد (Body image). فكلَّما زادت الثقة بالنفس زادت استجابتها ورغبتها الجنسيَّة، ومعه إقبالها على العلاقة الحميمة.
- النشأة الدينيَّة والثقافيَّة؛ فقد تتأثَّر الزوجة ببعض الأفكار والمعتقدات السلبيَّة حول الرغبة الجنسيَّة لديها، خاصَّةً في بعض المجتمعات النامية التي تعدُّ تناول هذه الموضوعات أمرًا معيبًا. قد يصفها البعض بقلَّة الحياء؛ ممَّا يجعل تواصلها مع زوجها في هذه الأمور صعبًا.
- علاقة الزوجة بوالديها؛ فإذا كانت معتادة منهما في طفولتها على مقابلة مشاعرها بالسخرية أو التجاهل، فإنَّها في الغالب ستتحوَّل إلى شخصيَّة تجنبيَّة تفضِّل الكتمان عن الحديث حول ما تحتاجه وما تشعر به. ومن ثم ضعف واضطراب التواصل بينها وبين الزوج.
- يمكن للضغط النفسي الناجم عن ظروف الحياة المختلفة أن يسبِّب أيضًا انخفاض الرغبة الجنسيَّة للزوجة ما لم يجري التعامل معه سريعًا وبصورة صحيحة.
- التجارب السابقة قد تشكِّل عائقًا نفسيًّا أمام الاستمتاع بالعلاقة الزوجيَّة، مثل التعرُّض لاعتداء جنسي أو صدمة في الصِغَر.
أمَّا عن العوامل المرتبطة بالصحَّة البدنيَّة، فلا يقلُّ تأثيرها أهمّيَّة عن نظيرتها النفسيَّة، وتشمل:
- الاضطرابات الهرمونيَّة:
ترتبط الرغبة الجنسيَّة للرجل والمرأة على حدٍّ سواء ارتباطًا وثيقًا بهرمون التستوستيرون. لذا نجدها أعلى عند الرجل إذ تكون نسبة الهرمون لديه 40 مرَّة أكثر من المرأة.
كما تلعب الهرمونات الستيرويديَّة (steroidal hormones) دورًا مهمًّا في تعزيز إنتاج هرمون الدوبامين المسؤول عن تحفيز الرغبة الجنسيَّة وزيادة الشعور بالإثارة عند مداعبة الزوجة.
ومن ثمَّ فإنَّ اختلال توازن الهرمونات بالدم لدى الزوجة، لا شكّ سيؤثِّر على رغبتها الجنسيَّة. كما سينعكس سلبًا على استجابتها الجنسيَّة عند مداعبة زوجها لها، ويرجع اضطراب الهرمونات لعدَّة أسباب، منها:
- فترة ما بعد الولادة.
- فترة انقطاع الطمث. إذ يسبِّب نقص مستوى الاستروجين إلى انخفاض كميَّة الدم المتدفِّقة إلى منطقة الحوض ومن ثمَّ انخفاض الرغبة الجنسيَّة. وفي هذه الحالة تحتاج الزوجة إلى المزيد من الوقت للشعور بالإثارة وبلوغ النشوة.
- تُعدُّ الإصابة ببعض الأمراض المزمنة أحد أهمّ أسباب انخفاض الرغبة الجنسيَّة. منها:
- السرطان.
- التصلُّب المتعدِّد (multiple scalirosis).
- أمراض القلب والأوعية الدمويَّة.
- مشاكل المثانة.
- تناول بعض أنواع الأدوية أيضًا، يمكن أن يساهم في انخفاض الرغبة الجنسيَّة، مثل:
- مضادَّات الحساسيَّة (مضادات الهستامين).
- أدوية ضغط الدم.
- علاجات الأورام مثل العلاج الكيماوي.
- بعض وسائل منع الحمل.
للمزيد اقرأ: تأثير صيام رمضان على الهرمونات المسؤولة عن الرغبة الجنسيَّة.
ما هي طرق إثارة الزوجة؟
هناك عدَّة طرق يمكن للزوج أن يطبِّقها في سبيل تحقيق إثارة الزوجة ومن ثم التمتُّع بالعلاقة الحميمة، ومن أهمِّها:
وذلك بأن يكون الزوج نفسه هو المساحة الآمنة التي تعبِّر فيها عن مشاعرها تجاه العلاقة الحميمة و الرغبة الجنسيَّة لديها. إذ ينبغي له أن يصغي لما تحتاجه جيدًا ليتمكَّن من مساعدتها في التخلُّص من مشاعرها السلبيَّة أو تجاوز ما تمرُّ به من ضغوطات نفسيَّة؛ ومن ثمَّ تزيد الألفة بينهما. كما تزيد استجابتها للمداعبات وعذب الكلام بزيادة ثقتها في نفسها وزوجها.
- تهيئة الجو العام:
تثير الأجواء الرومانسيَّة مشاعر الزوجة وتزيد من الرغبة الجنسيَّة لديها؛ لذا يمكن إضفاء بعض اللمسات على الغرفة. مثل الشموع، والإضاءة الخافتة.
- الانخراط في التواصل البصري مع الزوجة، كما يُشعِرها ذلك بأنك تعيرها كامل انتباهك وتركيزك.
رغم الظن الخاطئ لكثير من الأزواج حول صعوبة إثارة زوجاتهن. إلا إنَّ المشكلة قد تكمن في جهلهم بكل مفاتيح إثارة المرأة.
إذ يظنُّ البعض أنَّ مناطق الإثارة عندها تقتصر على الأجزاء الخارجيَّة المعروفة من المنطقة الحسَّاسة. لكن هناك بعض المناطق غير المألوفة في جسد الزوجة يمكن أن تزيد من إثارتها وإقبالها على العلاقة الحميمة
منها:
- منطقة أسفل الظهر.
- السرَّة، ومنطقة أسفل البطن.
- الأُذن.
- كفّ اليد.
- الجهة الداخليَّة للمعصم.
- خلف الركبة.
- الرقبة.
- الشعر وفروة الرأس.
ولا ينتهي الأمر عند المناطق المذكورة سلفًا؛ بل ينبغي للزوج ألا ينسى المناطق المهبليَّة العميقة المعروفة علميًّا باسم (Deep vaginal erogenous zones – DVZs).
كما قسَّمها المتخصِّصون إلى خمس مناطق، هي:
- منطقة G سبوت؛ وتقع على بُعد نحو خمسة سنتيمترات من فتحة المهبل.
- منطقة A سبوت؛ تُعد آخر نقطة قبل الوصول إلى عنق الرحم إذ تقع أعلى G سبوت على بعد ما يقرب من 15 سنتيمترًا.
- منطقة O سبوت.
- منطقة عنق الرحم.
- عضلات الحوض.
- الانتباه إلى ردود فعلها:
إذا أراد الزوج أن يتمتَّع بعلاقة حميميَّة مثاليَّة وإشباع الرغبة الجنسيَّة للزوجة لابد أن ينتبه إلى ردود فعل الزوجة بنوعيها الشفهيَّة والجسديَّة؛ إذ تساهم في فهم ما يثير الزوجة بصورة أعمق.
- التحلِّي بالصبر:
قد يخفى على الزوج أنَّ المرأة لا تبلغ ذروة الجماع بنفس السرعة التي يصل بها إلى نشوته. لذا عليه أن يتحلَّى بالصبر وأن يخبرها باستمتاعه بكل لحظة يقضيانها معًا.
في الختام، نقول إنَّ تعبير الزوجة عن الرغبة الجنسيَّة لديها يُعدُّ تحدّيًا شخصيًّا واجتماعيًّا، فعلى الرغم من التطوّرات الاجتماعيَّة والثقافيَّة، لا تزال الكثيرات يُفضِّلن الصمت إمَّا خجلًا أو خوفًا من أن تصبح مشاعرهن محل سخرية. لذلك فإنَّ التوعية بأهميَّة مناقشة الاحتياجات الجنسيَّة للمرأة ضروريَّة ليعيش الزوجان حياة صحيَّة مستقرَّة يعلوها التفاهم وحُسن العشرة.
كما تبدأ الخطوة الأولى في ذلك بتعرُّف المرأة على ذاتها، ومحاولة فهم طبيعتها واحتياجاتها الجنسيَّة، ثمَّ بناء بيئة آمنة ومفتوحة للتحدُّث عن تلك الاحتياجات مع الزوج دون قلق من وصمها بقلَّة الحياء.
للمزيد اقرا: كيف يختلف الجنس عن الحميميَّة؟