الإشاعات في الصحَّة الإنجابيَّة والجنسيَّة وتأثيرها على الصحَّة النفسيَّة
- أهمِّ الشائعات في الصحَّة الإنجابيَّة والجنسيَّة
الشائعات يمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة في عصرنا الرقمي هذا، وهي المعلومات غير المؤكَّدة والمضلِّلة والتي لها تأثير كبير على الرأي العامّ والتصوُّرات الشخصيَّة للأفراد، ومن أهمّ الموضوعات التي يمكن أن تؤثِّر على الصحَّة النفسيَّة للأشخاص التي تتعلَّق بالصحَّة الإنجابيَّة والجنسيَّة التي تؤثِّر سلبًا على ثقة الشخص بنفسه وجسده، وقد يشعر بالقلق بشأن مظهره أو أدائه الجنسي بناءً على المعلومات غير الصحيحة.
من أهمِّ الإشاعات في الصحَّة الإنجابيَّة والجنسيَّة :
- تدور شائعات حول تأثير حبوب منع الحمل على إمكانيَّة الإصابة بالعقم. وهذا بدوره يربك النساء، حيث يمكن أن يؤدِّي إلى الانغماس في أفكار سوداويَّة، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بالاكتئاب نتيجة التفكير الزائد في المستقبل، والخوف من عدم القدرة على إنجاب الأطفال. تلك الأفكار السلبيَّة قد تدفع المرأة إلى اتِّخاذ قرارات صحّيَّة غير ملائمة بناءً على حالتها النفسيَّة.
- يجدر بالذكر أنَّه بعد التوقُّف عن استخدام حبوب منع الحمل، يمكن للنساء الحمل بأمان وفاعليَّة، وهي وسيلة تُعدّ آمنة وفعَّالة في أغلب الحالات. من المهمّ أن تكون التوعية حول هذه القضيَّة واضحة، مع التأكيد على أنَّ فترة بعد التوقُّف عن استخدام حبوب منع الحمل تعدُّ فترة آمنة وقادرة على دعم الحمل والإنجاب.
- يعاني بعض الأشخاص من وسواس قهري يتعلَّق بانتقال الأمراض المنقولة جنسيًّا عبر الملابس الداخليَّة أو المراحيض. هذا الوسواس يؤثِّر على حياتهم اليوميَّة ويمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي. على سبيل المثال، قد يكون هناك خوف مفرط من نقل الأمراض المنقولة جنسيًّا عبر الأشياء الشخصيَّة، ممَّا يجعل الشخص يعيش في حالة من التوتُّر والقلق دائمًا عند الذهاب إلى أي مكان.
من بين الأمراض المنقولة جنسيًّا، يبرز مرض الإيدز (HIV) كواحد منها، حيث يعيش الأشخاص المصابون والمتعايشون به بتحدِّيات إضافيَّة. سوء الفهم حول طرق انتقال الفيروس، يمكن أن يؤدِّي إلى تمييز اجتماعي وخوف من التعامل مع المصابين والمتعايشين مع المرض. يؤثِّر هذا التمييز بشكل سلبي على العلاقات الاجتماعيَّة والصحَّة النفسيَّة للفرد، ممَّا قد يجعله يشعر بـالانعزال والانسحاب بسبب الشائعات الخاطئة.
- من المهمّ التأكيد على أن فيروس الإيدز ينتقل أساسًا من خلال الاتِّصال المباشر بالسوائل الجسمانيَّة، مثل الدم وسوائل المهبل والسائل المنوي. لا يمكن نقله بسهولة عبر المصافحة أو الملامسة اليوميَّة. الوعي الصحيح حول هذا الموضوع يسهم في تجنُّب التمييز وفهم الحقائق العلميَّة.
- من المشاهدات الشائعة التي يعتقد بها البعض، أنَّ مرض الزهري ومرض السيلان يعدَّان من الأمراض الخطيرة والمستحيل علاجهما، ممَّا يخلق شعورًا باليأس وفقدان الأمل لدى الأفراد المصابين بهما. وفي ضوء هذه الافتراضات الخاطئة، يميل البعض إلى اتِّخاذ قرارات صحِّيَّة غير مناسبة، مثل التزام الصمت والاستسلام للواقع، وهو افتراض غير صحيح.
- في الحقيقة، يعدُّ السيلان مرضًا منقولًا جنسيًّا يمكن أن يؤدِّي إلى مضاعفات صحيَّة خطيرة إذا لم يُعالَج بشكل صحيح، بينما يمكن علاج مرض الزهري بنجاح باستخدام المضادَّات الحيويَّة. هذه المعلومات تبرز أهمِّيَّة التوعية حول حقيقة قابليَّة علاج هذين المرضين، وتحثُّ على الكشف المبكِّر والعلاج الفوري لتجنُّب المضاعفات الصحيَّة الخطيرة والتخلُّص من الآثار النفسيَّة السلبيَّة.
- تنتشر شائعات غير دقيقة على نطاق واسع حول مسألة غشاء البكارة والعذريَّة، حيث يفهم بشكل خاطئ أنَّ حدوث نزيف في ليلة الزفاف يُعتبر دليلاً قاطعًا على العذريَّة. تلك المفاهيم الخاطئة قد تؤدِّي إلى مشاكل نفسيَّة وقلق كبير للفتيات، خاصَّة في فترة المراهقة، حيث تتسبَّب التخوُّفات من الأسباب التي يمكن أن تؤدِّي إلى فقدان العذريَّة (فضّ غشاء البكارة) في تعطيل حياتهن الطبيعيَّة. تجد الفتيات أنفسهن مشغولات بالتفكير في مسألة النزيف خلال الدورة الشهريَّة، وما إذا كان ذلك سيؤدِّي إلى فضِّ الغشاء، أو إذا كانت تجارب اللعب في سنِّ الطفولة قد تسببت في ذلك. على إثر ذلك، قد يلجأ العديد منهن إلى البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول كيفيَّة فحص الغشاء، وفي بعض الحالات يتجنّبن الزواج ويعزفن عنه، لتجنُّب تحمُّل أعباء محتملة نتيجة للفضيحة والاعتقاد الخاطئ بشأن العذريَّة.يمكن أن تؤدِّي هذه التجارب إلى صدمات نفسيَّة تعيق مجريات حياتهن.
- على الرغم من أنَّ فض غشاء البكارة قد يسبِّب نزيفًا طفيفًا، إلا أنَّه ليس من الضروري أن يحدث هذا النزيف لجميع الفتيات، نظرًا لاختلاف أنواع الغشاء من فتاة إلى أخرى، ولأسباب أخرى. يجب التركيز على أهميَّة نشر المعلومات الصحيحة حول هذا الموضوع، لتجنُّب الفهم الخاطئ، والمشاكل الصحيَّة والنفسيَّة التي قد تنشأ نتيجة له.
- يُزعَم أنَّ هناك وسائل طبيعيَّة تزيد الخصوبة بنسبة 100٪، ولكن في الواقع، لا يوجد علاج أو وسيلة طبيعيَّة تضمن زيادة الخصوبة بنسبة 100٪. تعتمد الخصوبة على عوامل متعدِّدة، منها الوراثة والعادات الصحيَّة، يمكن للأفراد الذين يصدِّقون هذه الشائعة أن يشعروا بالإحباط وعدم الرضا عن الحياة الجنسيَّة والشخصيَّة، إذا لم تتحقَّق النتائج المأمولة. يظهر هؤلاء الأفراد توتُّرًا نفسيًّا وقلقًا ناتجين عن عدم تحقُّق التوقُّعات الزائفة التي ترتبط بهذه الشائعة.
- يُزعَم أنَّ الإدمان على المواد الإباحيَّة لا يؤثِّر على ضعف الانتصاب. في الحقيقة، أظهرت الدراسات أنَّ ضعف الانتصاب قد ينجم عن مشاهدة بعض المواد الإباحيَّة، حيث يتأقلم دماغ الشخص مع مشاهد جنسيَّة معيَّنة وتصبح لديه توقُّعات عالية وإثارة جنسيَّة محفِّزة بواسطة الأفلام الإباحيَّة، وهو أمر قد لا يتحقَّق في الواقع، ممَّا يؤدِّي إلى خيبة أمل وصعوبات في الانتصاب. يمكن أن يؤدِّي هذا إلى تدهور الصحَّة النفسيَّة وقلق متزايد وتوتُّر لدى الزوجين، ممَّا يؤثِّر على الثقة بالنفس لكليهما، وقد يتطوَّر في بعض الحالات إلى حالة من الاكتئاب أو الانفصال .
ملحوظة: أظهرت دراسة طبيَّة، أنَّ الإصابة بضعف جنسي قد تُعتبر إنذارًا مبكّرًا للإصابة بأمراض القلب بين الأفراد الأكبر سنًّا. وتوصي الرجال الذين يعانون من هذا الضعف، باستشارة طبيب متخصِّص في أمراض القلب، وليس فقط طبيبًا مختصًّا في أمراض الجهاز البولي.