الحمل اللاجنيني أو كيس الحمل الفارغ؛ ما سبب هذه الحالة؟

الحمل هو الخبر الأسعد في حياة كل سيِّدة، حيث تترقَّب الأُمّ قدوم مولودها إلى الحياة بمنتهى الشَّغف، ويُعرّف الحمل بأنَّه المرحلة التي تحدث فيها عمليَّة الإخصاب، تليها مرحلة تكوُّن الأجنَّة داخل الرَّحم، والتي تمتدُّ لفترة 9 أشهر تقريبًا، وعلى الرَّغم من اعتبار الحمل الطبيعي هو الشكل السائد والأكثر أمانًا، إلا أنَّ هناك العديد من أنواع الحمل الأخرى التي من شأنها أن تكون أكثر خطورةً على حياة الأُمّ أو الجنين، وربما كلاهما معًا، ومن بينها الحمل اللاجنيني أو كيس الحمل الفارغ.

ما الفرق بين أنواع الحَمل المُختلفة؟

للحمل أنواعٌ عديدة، ولكل نوعٍ من أنواع الحمل أسبابٌ مختلفة، البعض منها يمكن أن يتمَّ دون مخاطر تهدِّد حياة الأُمّ أو الجنين، والبعض الآخر قد يمثِّل خطورةً على حياة الأُمّ أو الجنين أو كليهما، وتشمل أبرز أنواع الحمل: (1)

1. الحمل النموذجي: وهو الحمل التقليدي أو الحمل الذي يتمّ داخل الرَّحم، إذ ينمو الجنين داخل الرَّحم، وتنغرس المشيمة بعضلة الرَّحم، وهو حمل آمن ولا يُمثِّل خطورةً على حياة الأُمّ أو الجنين في الأحوال الطبيعيَّة.
2. الحمل خارج الرَّحم: يحدث هذا النوع من الحمل عندما تنغرس البويضة المُخصَّبة في مكان آخر غير قناة فالوب أو الرَّحم، مثل عنق الرَّحم، وعادةً ما يقوم الجسم بإجهاض الجنين تلقائيًّا، وقد يُمثِّل تهديدًا لحياة الأُمّ.
3. الحمل البوقي أو المُنتبذ: يحدث عندما تنغرس البويضة داخل قناة فالوب، وهو من أنواع الحمل التي يتوجَّب إجهاضها، إذ تُمثِّل خطرًا على حياة الأُمّ.
4. الحمل داخل البطن: يحدث عندما ينزلق الجنين داخل البطن، نتيجةً لوجود جراحةٍ قيصريَّة سابقة، ممَّا يدفع الجنين للانزلاق داخل تجويف البطن.
5. الحمل المُفرد: وهو الحمل بجنين واحد فقط، نتيجة حدوث عمليَّة التخصيب ما بين بويضة واحدة فقط وحيوان منوي واحد فقط.
6. الحمل المُتعدِّد: يحدث الحمل المتعدِّد عندما يتمّ تخصيب عدد من البويضات في آنٍ معًا، أو تلقيح بويضة واحدة بواسطة حيوانين منويّين.
7. الحمل العنقودي: أحد أشهر أنواع الحمل، وعادةً ما ينتهي بالإجهاض في نهاية المطاف، وهو يحدث عند تشكُّل المشيمة داخل رحم الأُمّ دون وجود جنين، ثمَّ يحدث الإجهاض تلقائيًّا.

ما هو الحمل اللاجنيني أو كيس الحمل الفارغ؟ (2)

كيس الحمل الفارغ هو أحد أنواع الحمل الكاذب التي تتَّسم بفراغ كيس الحمل الذي من المفترض أن يحتوي على الجنين، ويطلق عليه كذلك الحمل اللاجنيني، إذ تنغرس البويضة المُخصَّبة في جدار الرَّحم، لكنها لا تنمو مع مرور الوقت كما هو الحال في أنواع الحمل التقليديَّة الأخرى، وفي هذه الحالة يستمرُّ كيس الحمل في النمو في الوقت الذي يتوقَّف فيه نمو الجنين ذاته، لهذا السبب يُسمَّى بكيس الحمل الفارغ.

عادةً ما تحدث هذه الحالة منذ الأيَّام الأولى للحمل، على الرغم من نتائج اختبارات الحمل الإيجابيَّة، ولا يمكن التعرُّف عليها إلا بعد الفحص بالسونار، ويُعدُّ الحمل اللاجنيني من أشهر أسباب الإجهاض خلال الثلاثة أشهر الأولى للحمل.

ما أعراض الإصابة بالحَمل اللاجنيني؟ (2)

عادةً ما يرتبط حدوث الحمل اللاجنيني بالعديد من الأعراض، وعلى رأسها:

1. النزيف المهبلي: خروج بقع دم خفيفة أو جلطات دمويَّة متكتِّلة.
2. التشنُّجات: تتَّسم بتشنُّجات بسيطة إلى متوسِّطة في منطقة الحوض.

وكما أسلفنا، فإنَّ الكشف عن هذه الحالة عادةً ما يتمّ من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتيَّة (أشعة السونار)، والتي تُظهر كيس الحمل فارغًا دون وجود جنين.

ما أسباب حدوث الحمل اللاجنيني؟ (3)

قد يحدث الحمل اللاجنيني نتيجةً لعددٍ من الأسباب، وعلى رأسها:

1. تشوُّهات الكروموسومات: تُعدُّ المسؤول الأوَّل عن حدوث الحمل اللاجنيني، وفي كثيرٍ من الأحيان قد تنشأ تلك التشوُّهات الكروموسوميَّة نتيجةً لزواج الأقارب، وفي بعض الأحيان قد تحدث نتيجة إصابة الأُمّ بالسمنة، أو الحمل في عمرٍ متأخِّر.
2. تشوُّهات الرَّحم: في بعض الأحيان قد يحدث الحمل اللاجنيني نتيجة إصابة الأُمّ بتشوهات الرَّحم، والتي من شأنها أن تُعيق انغراس البويضة المُخصَّبة في جدار الرَّحم على المدى البعيد.
3. الاضطرابات المناعيَّة: توجد العديد من أنواع الاضطرابات المناعيَّة التي من شأنها أن تتسبَّب في الإصابة بالحمل اللاجنيني، وعلى رأسها الخلايا المضادَّة الذاتيَّة ومرض أهبة التخثُّر، هذه الاضطرابات من شأنها أن تتسبَّب في رفض الرَّحم للبويضة المخصَّبة المزروعة في جداره، ممَّا يؤدِّي إلى الإجهاض.
4. العوامل الهرمونيَّة: تلعب الاضطرابات الهرمونيَّة دورًا في حدوث حمل بدون جنين، مثل انخفاض مستويات هرمون البروجسترون واضطرابات الغدد الصمَّاء، مثل خلل عمل الغدَّة الدرقيَّة، وكذلك متلازمة المبيض متعدِّد الكيسات.

ما سبل علاج الحَمل اللاجنيني؟ (3)

توجد العديد من الخيارات التي يمكن اتِّباعها في سبيل التعامل مع مشكلة الحمل اللاجنيني أو كيس الحمل الفارغ، من أجل المحافظة على سلامة الأُمّ، وتشمل هذه الخيارات ما يلي:

أوَّلًا: المُلاحظة والترقُّب:

تعتمد هذه المرحلة على انتظار تخلُّص الجسم تلقائيًّا من الحمل اللاجنيني دون تدخُّلٍ طبِّي، مع الفحص الدوري باستخدام الأشعَّة فوق الصوتيَّة للتأكُّد من اكتمال إجهاض الحمل ونزول من أنسجة كيس الحمل.

ثانيًا – العلاج الدوائي:

يعتمد هذا المسار على تناول الأدوية التي تُحفِّز التخلُّص من أنسجة كيس الحمل، عبر تناول بعض أنواع الأدوية التي تُساعد على تحقيق هذا الغرض، مثل: الميفيبريستون (بالإنجليزيَّة: Mifepristone) أو الميزوبروستول (بالإنجليزيَّة: Misoprostol) أو كلاهما معًا، والذي يتمّ تناوله عن طريق الفم أو عن طريق المهبل، بجرعاتٍ موصوفة من قبل الطبيب.

ثالثًا – التدخُّل الجراحي: 

عادةً ما يلجأ الأطبَّاء لهذا المسار في نهاية المطاف، حين يصعب على الأُمّ تحمُّل التشنُّجات أو النزيف الناتج عن العلاجات الدوائيَّة المُساعدة على الإجهاض، وكذلك السيِّدات اللواتي يعانين من عدم استقرار الدورة الدمويَّة، وعادةً ما يقوم الأطبَّاء بهذا التدخُّل عبر عدد من التقنيات، مثل: الشفط اليدوي، التوسيع، الكشط (بالانجليزيَّة: Dilation & Curettage).

ما أبرز مُضاعفات الحمل اللاجنيني؟ (2)

يتَّسم كيس الحمل الفارغ بالعديد من المضاعفات المُحتملة، وعلى رأسها:

1. النزيف الشديد في بداية الحمل.
2. التعرُّض لأنواع مختلفة من العدوى.
3. الإصابة بندوب الأعضاء التناسليَّة.
4. الإصابة بضعف عضلات الرَّحم.