الإجازات من الحياة الزوجيَّة؛ السلبيَّات والإيجابيَّات

اقرأ في هذا المقال
  • كيف تعرف أنَّك في حاجة إلى الإجازة من الحياة الزوجيَّة؟
  • ما هي أهمّيَّة فترة الاستراحة الزوجيَّة وما هي ميِّزاتها؟
  • ما هو الوقت المناسب للإجازة من الحياة الزوجيَّة؟
  • كيف يمكن تحقيق هذا الإجازة؟ 
  • ما هي السلبيَّات والعيوب المحتملة للإجازات من الحياة الزوجيَّة؟

تمرُّ على الزوجين فترات من الملل والفتور، يحتاجان فيها لاستعادة الشغف والشوق والحماس للعلاقة، وقد يصبح هذا الركود في العلاقة سببًا في اندلاع المشاجرات والصراعات حتَّى إلى أتفه الأسباب، ويصبح أحيانًا كل منهما متصيِّدًا لأخطاء الآخر، متذمِّرًا من كل طلباته، ومنزعجًا حتى من مزاحه العادي. في مثل هذه الحالات عادةً ما ينصح استشاريُّو الزواج بحصول الزوجين على فترة استراحة أو إجازة متَّفق عليها، في هذه الفترة قد يسافر أحد الزوجين، أو يعود إلى بيت أهله لفترة قصيرة، أو حتَّى يعيشان في نفس البيت، ولكن بدون اتِّصال جنسي، ووفقًا لقواعد تقلِّل من التعامل اليومي والاحتكاك المعتاد. تعمل فترة الإجازة على شحن الطاقة واستعادة القدرة على مواصلة الحياة الزوجيَّة بكلِّ مُتطلّباتها ومسؤوليَّاتها، وما تحمله من أوقات صعبة وضاغطة، وأيضًا أوقات سعيدة وحميميَّة.

ولكن على الرغم من أنَّ الكثير من الدراسات تشير إلى فوائد وأهمّيَّة الإجازات وفترات الاستراحة القصيرة في استعادة الشغف في العلاقة الزوجيَّة، إلا أنَّها قد تكون سلاحًا ذا حدّين، لذا لا بدّ من الانتباه إلى متى وكيف وأين يتمّ اتِّخاذ هذا القرار وتنفيذه، والانتباه إلى بعض القواعد التي من شأنها أن تنظِّم هذه الفكرة وتجني أفضل ثمارها الممكنة، وتتجنَّب سلبيَّاتها وآثارها الجانبيَّة المحتملة.

كيف تعرف أنَّك في حاجة إلى الإجازة من الحياة الزوجيَّة؟

  • في حالة الشعور بالملل والفتور اللذين يؤثِّران على الأفكار والمشاعر، ويوجِّهان الشخص إلى التركيز على سلبيَّات الطرف الثاني وعيوبه فقط.
  • إذا كانت العلاقة الجنسيَّة قد تحوَّلت إلى روتين مُكرَّر لا يبعث على السعادة والرضا، ولا يشعر الزوجان قبله بالحماس والرغبة، وأصبحت مجرد تأدية واجب. في هذه الحالة يكون وقت الاستراحة المستقطع عامل شحن للمشاعر والعواطف.
  • عندما يشعر أحد الزوجين أو كليهما بعدم قدرته على رؤية نفسه، أو رؤية الآخر، فلا يستطيع أن يميِّز بين المزايا والعيوب، والجيِّد والسيِّء، وما يغضب وما يسعد، ويشعر أنَّ كلَّ الأمور قد تساوت في نظره من فرط العادة والتكرار.
  • لو كان أحد الزوجين عالقًا في صراع نفسي ما، وغير قادر على تجاوزه، أو اتِّخاذ قرار بشأنه، أحيانًا يكون من المفيد أن يختلي بنفسه لتنظيم أفكاره، وترتيب ذهنه بعيدًا عن الضغط والمشتّتات.
  • إذا كان الزوجان يتجنبان بعضهما البعض، خوفًا من حدوث صراعات أو مشكلات، ويهرب كل منهما من المكان الذي يجلس فيه الآخر، أو يتعمَّد النوم أو الخروج أو ادّعاء الانشغال أثناء وجوده. هذه علامات للإجهاد والضغط الناتج عن العلاقة وربما يحتاج الزوجان إلى فترة راحة. 
  • عندما تصبح العلاقة الحميمة عبأً على الزوجين، ومصدراً في حدِّ ذاتها للقلق والتوتُّر والصراع، وليس الراحة والسكن والأمان، فهذا يعني أنَّه ربما يحتاج كل من الزوجين لأخذ هدنة للتركيز بشكل أكبر على أفكارهما ومشاعرهما.

ما هي أهمّيَّة فترة الاستراحة الزوجيَّة وما هي ميِّزاتها؟ 

  • أخذ استراحة من متطلّبات العلاقة: من المفيد للزوجين أخذ إجازة من العلاقة نفسها، العلاقة هي بمثابة ابن، يحتاج للرعاية والعطاء والاهتمام والوقت، لذا من المفيد أخذ فترة بعيدًا عن مسؤوليَّاتها وعِبئها.
  • إعادة التفكير في المشكلات والصراعات الزوجيَّة والحياتيَّة التي يواجهها الزوجان.
  • استعادة الشوق والحماس للعلاقة الحميمة: ففترة الإجازة غالبًا ما تولِّد الأشواق من جديد، وتؤهِّب الزوجين لعودة أكثر رومانسيَّة وعاطفيَّة وأفكار ومشاعر حميميَّة يستعيدان فيها شغف العلاقة. 
  • استكشاف النفس: وأخذ كل منهما وقتًا خاصًّا للتعرُّف على نفسه من جديد، وإعادة استكشاف ما يُحبّه وما يُريده، وتفريغ وقت أطول لكل واحد للعناية والاهتمام بنفسه، والتركيز على ما يسعده هو.
  • الحصول على هدنة من المشكلات اليوميَّة المتكرِّرة، والتعليقات النقديَّة المتعلِّقة بالتفاصيل الروتينيَّة والمهمَّات المعتادة، والعودة بصبر أكبر وقدرة أكبر على التحمُّل. 

ما هو الوقت المناسب للإجازة من الحياة الزوجيَّة؟

هناك عدَّة نصائح عند اختيار الوقت المناسب لأخذ الاستراحة الزوجيَّة، مثلا:

  • يجب أن يكون وقتًا يتَّفق عليه الزوجان، وأن يكون مناسبًا لهما معًا، ويحظى بالموافقة والرّضا من كل منهما.
  • أن لا يكون وقتًا حرجًا بالنسبة للأطفال إن وجدوا، مثل أن تكون فترة امتحانات، أو بعد الانتقال إلى بيت جديد، أو بعد تغيير مدينة المعيشة، أو بعد شفاء وتعافي أحدهم مباشرة، أو غيرها من العوامل التي قد تؤثِّر نفسيًّا على الأطفال.
  • أن يكون في تحديد الوقت مرونة وبساطة وسلاسة في الاتِّفاق، أن يتغيَّر الاتِّفاق أو تتوقَّف الإجازة لأي سبب إذا اضطرت الظروف إلى ذلك. 

كيف يمكن تحقيق هذا الإجازة؟ 

يفضَّل أن يتَّفق الزوجان قبل هذا الانفصال المؤقَّت على مجموعة من القواعد التي تساعدهما في تنظيم هذه الفترة والاستفادة منها بأكبر شكل ممكن مع تجنُّب سلبياتها، فمثلا: 

  • يجب أن يكون الهدف من هذه الفترة هو تعزيز الفهم المتبادل وتحسين العلاقة بين الزوجين، ولا يجب أن يكون الابتعاد مصدرًا للتباعد الدائم.
  • تحديد فترة الاستراحة مسبقًا، وفقًا لاحتياجاتهما وما تسمح به ظروف حياتهما والتزاماتهما وطبيعة روتينهما ومسؤليَّاتهما، بحيث تكون فترة فعَّالة، ولكنّها في نفس الوقت غير معطِّلة للحياة.
  • أن تكون الحدود متَّفق عليها، وفقًا لقواعد الأسرة المعتادة، فلا يتجاوز أحد الزوجين حدوده بما يتسبَّب في غضب وانزعاج الآخر.
  • يفضَّل أن يتناقش الزوجان جيِّدًا قبل هذا القرار، وأن يتَّفقا بشأن الهدف منه، وأن يكون هذا الهدف واضحًا لكليهما. وضوح الهدف سيساعدهما على تقييم التجربة ونتائجها فيما بعد، واتِّخاذ القرار بشأن إعادة تجربتها فيما بعد من عدمه.

ما هي السلبيَّات والعيوب المحتملة للإجازات من الحياة الزوجيَّة؟

  • بعض المشكلات تحتاج إلى مواجهتها، والعمل على خطط حقيقيَّة وتكنيكات واقعيَّة لحلّها، وليس مجرد فترات هدنة أو انفصال مؤقَّت بين الزوجين. إذا لم تحلّ المشكلات من جذورها، فإنَّ علاج الأعراض سيكون مؤقَّتًا جدًّا، وسرعان ما سيعود الاحتدام والصراع إلى سابق عهدهما.
  • إذا كان الزوجان على شفا الانفصال، فإنَّ فترة الإجازة قد تكون محفِّزًا ومشجِّعًا لهما، وبدلًا من العمل على إصلاح المشكلات وإنقاذ الزواج، قد يستسهل أحدهما الطلاق ويعتبر الانفصال فترة تمهيديَّة له.
  • الغيرة وزيادة التفكير غير العقلاني في الأمور، عندما يغيب أحد الزوجين عن الآخر، قد يصبح فريسة سهلة للأفكار السلبيَّة والمحرِّضة على الغضب والغيرة أو تجديد الصراع على مستوى الأفكار، فبدلًا من الاستراحة، تكون فترة شحن سلبي نفسيًّا وعاطفيًّا وذهنيًّا.
  • تدهور التواصل بين الزوجين، وغياب التفاصيل وعدم قدرتهما على تغطية الفترة التي غابا فيها عن بعضهما.

وهكذا فإنَّ الإجازة الزوجيَّة أو فترة الاستراحة والانفصال الذي يتم بالاتِّفاق والتراضي، قد تكون تجربة مثمرة جدًّا إذا تمَّت بالشكل الصحيح، الذي يتَّفق فيه كلا الزوجين على الهدف، ويلتزمان بالقواعد والاتِّفاقات التي من أجلها يخطِّطان لهذه الإجازة. وقد تصبح أيضًا تجربة ذات مردود سلبي وتُؤتي بنتائج عكسيَّة، لذا على الزوجين الانتباه والتفكير جيِّدًا أثناء اتِّخاذ القرار، والتأكُّد من الطرق المناسبة لطبيعة علاقتهما ومشكلاتهما ونمط حياتهما المشترك.

اظهر المزيد

أية خالد

إخصائية نفسية حاصلة ليسانس الآداب قسم علم النفس بجامعة القاهرة، وعلى الماجستير في علم النفس الإكلينيكي، وكاتبة محتوى مهتمة برفع الوعي بالصحة النفسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى