“تخطيط المثانة: الأسباب والإجراءات والتحضيرات”

تخطيط المثانة (Urodynamics and Flowmetry) : تخطيط المثانة هو إجراء بسيط يهدف إلى تقييم كفاءة وظائف المثانة والعضلة العاصرة أثناء احتفاظها بالبول وتمريره. يتمُّ هذا من خلال قياس الضغط داخل المثانة، ومعرفة قوَّة عضلاتها، ومدى امتلائها عندما تشعرين بالحاجة إلى التبوُّل.

تساعد نتائج هذا الاختبار طبيبك في تحديد حجم المثانة، وكميَّة البول التي يمكن أن تحتفظ بها دون أن تتسرَّب أو تسبِّب أي مشاكل في الكلى.

متى يُجرى اختبار تخطيط المثانة؟

يُوصى بإجراء اختبار تخطيط المثانة للنِّساء اللواتي يعانين من مشاكل في تفريغ المثانة بالكامل، أو فقدان القدرة على التحكُّم بعمليَّة التبوُّل. يُجرى هذا الاختبار في الحالات التالية:

•  السلس البولي: لتحديد أسباب فقدان السيطرة على المثانة.
•  صعوبة أثناء تفريغ البول: لتقييم أسباب عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
•  الأمراض المزمنة: مثل السكَّري، التي تؤثِّر على وظيفة المثانة.
•  التهابات المسالك البوليَّة المتكرِّرة: لتحديد المشكلات في تفريغ المثانة التي قد تؤدِّي إلى التهابات.
•  آلام المثانة: لتقييم أسباب الألم أو الشعور بالضغط في منطقة المثانة.
•  الأمراض العصبيَّة: مثل التصلُّب اللويحي أو إصابات الحبل الشوكي، التي قد تؤثِّر على وظيفة المثانة.

يساعد هذا الاختبار في تشخيص وفهم المشكلة بدقَّة، ممَّا يمكّن الطبيب من تقديم العلاج المناسب الذي يسهم في تحسين جودة حياتك.

كيفيَّة الاستعداد لإجراء اختبار تخطيط المثانة

قبل الخضوع لفحص تخطيط المثانة، سيزودك طبيبك بكافة التفاصيل اللازمة. إليك ما يجب معرفته:

•  الحمل: أخبري طبيبك إذا كنتِ حاملًا، تعتقدين أنَّكِ قد تكونين حاملًا، أو تخطِّطين للحمل.
•  الحساسيَّة: أخبري طبيبك إذا كنت تعانين من حساسيَّة تجاه أي أدوية، مادّة اللاتكس، أو التخدير.
•  الأدوية: زوِّدي طبيبك بقائمة الأدوية، الفيتامينات، والمكمِّلات الغذائيَّة التي تتناولينها.
•  الاضطرابات النزفيَّة: اخبري طبيبك إذا كنت تعانين من أي اضطرابات نزفيَّة، أو تتناولين أدوية مضادَّة لتخثُّر الدم مثل الأسبرين. قد تحتاجين إلى إيقاف هذه الأدوية قبل الإجراء.
•  عدوى المسالك البوليَّة: إذا كنت تعانين من عدوى في المسالك البوليَّة، والتي قد تشمل أعراضًا مثل التبوُّل المتكرِّر، الألم أو الحرقة عند التبوُّل، الحُمَّى، والبول الداكن أو الغائم أو ذو الرائحة الكريهة، أخبري طبيبك. لا يمكن إجراء اختبار تخطيط المثانة إذا كنت تعانين من التهاب نشط في المسالك البوليَّة لتجنُّب انتشار العدوى.

لا تحتاجين إلى الصيام أو تقليل شرب السوائل قبل الإجراء. إذا كنتِ تعانين من الإمساك، قد تحتاجين إلى استخدام الحقنة الشرجيَّة قبل الإجراء. قد يوصي طبيبك بتناول المضادَّات الحيويَّة قبل أو بعد الإجراء لمنع حدوث العدوى، حسب حالتك الصحيَّة.

كيفيَّة إجراء اختبار تخطيط المثانة

يعدُّ اختبار تخطيط المثانة إجراءً بسيطًا يمكن إجراؤه في العيادات الخارجيَّة أو في المشفى. يستغرق الإجراء عادةً حوالي 20 إلى 30 دقيقة، إذا لم تحدث أي مضاعفات. يجب أن تكون المثانة ممتلئة عند إجراء الاختبار.

في البداية، سيطلب منك طبيبك تفريغ المثانة بالكامل في مرحاض خاصّ متَّصل بجهاز يُسمَّى uroflowmetry. هذا الجهاز يقدِّم العديد من التفاصيل حول عمليَّة التبوُّل، بما في ذلك:

•  الضغط داخل المجرى البولي: يُسجَّل الضغط أثناء عمليَّة التبول.
•  قوَّة تدفُّق البول: تُقاس قوَّة تدفُّق البول أثناء خروجه.
•  الفواصل الزمنيَّة بين التوقُّف والتدفُّق: يُسجَّل التقطُّع الزمني للبول.
•  كميَّة البول الناتجة: تُقاس كميَّة البول الناتجة لمعرفة الوقت المستغرق لتفريغ المثانة.

تساعد هذه المعلومات الطبيب في تقييم كيفيَّة أداء المثانة والعضلة العاصرة، ممَّا يساهم في تشخيص المشاكل المحتملة ووضع خطة علاجيَّة مناسبة.

إجراءات اختبار تخطيط المثانة: خطوة بخطوة

أولًا : التحضير للفحص

عند وصولك إلى غرفة الفحص، سيتمّ توجيهك للاستلقاء على ظهرك على طاولة الفحص أو السرير لبدء الإجراءات التالية:

1. التنظيف والتخدير: سينظِّف الطبيب الجلد حول فتحة المجرى البولي، ثم سيعطيك تخديرًا موضعيًّا بسيطًا لتقليل الشعور بالانزعاج.

2. إدخال القسطرة: سيتم إدخال أنبوب رفيع يسمى القسطرة عبر فتحة المجرى البولي وصولاً إلى المثانة. قد تشعرين ببعض الانزعاج أثناء هذا الإجراء. تساعد القسطرة في قياس كميَّة البول المتبقيَّة داخل المثانة بعد تفريغها بالكامل.

3. إدخال القسطرة الثانية والأقطاب الكهربائيَّة: يتمّ إدخال قسطرة ثانية في المستقيم، ووضع أقطاب كهربائيَّة في المنطقة المحيطة متَّصلة بجهاز لقياس الضغط في البطن وقوَّة العضلات في هذه المنطقة.

ثانيا: قياس الضغط وملء المثانة

4. ملء المثانة: يملأ الطبيب المثانة تدريجيًّا باستخدام سائل معقّم (إمَّا الماء أو محلول ملحي) عبر القسطرة، ويُسجّل الضغط داخل المثانة أثناء عمليَّة الملء. سيطلب منك الطبيب الإفادة عندما تشعرين بالامتلاء، الضغط، الألم، أو الرغبة في التبوُّل. قد تشعرين أيضًا بالدفء أو البرودة أثناء إدخال السائل.

5. تحديد سعة المثانة: بعد امتلاء المثانة، سيطلب منك الطبيب إبلاغه عند شعورك بالحاجة إلى التبوُّل، ممَّا يساعد في تحديد سعة المثانة وحجم البول الذي يمكنها احتواؤه.

6. تصريف السَّائل وإزالة القسطرة: بعد الانتهاء من القياسات، يجري تصريف أي سائل داخل المثانة وإزالة القسطرة.

ما يمكن توقّعه بعد إجراء اختبار تخطيط المثانة

بعد إجراء اختبار تخطيط المثانة، من الطبيعي أن تشعري بالتهيُّج عند التبوُّل خلال 24 إلى 48 ساعة، كما قد تلاحظين وجود كميَّة صغيرة من الدم في البول. غالبًا ما تختفي هذه الأعراض تدريجيًّا من تلقاء نفسها. إذا استمرَّت الأعراض أو تفاقمت، يجب عليك الاتِّصال بطبيبك للحصول على المشورة.

بعد اختبار تخطيط المثانة، لا يتطلب الأمر رعاية خاصَّة. يمكنك العودة إلى نمط حياتك الطبيعي ونظامك الغذائي المعتاد ما لم يُنصحك مقدِّم الرعاية الصحيَّة بغير ذلك. قد يُطلب منك مقدِّم الرعاية الصحيَّة شرب كميَّات إضافيَّة من السوائل لتخفيف تركيز البول وتقليل الشعور بالانزعاج البولي، كما قد تشعرين ببعض الانزعاج البولي الذي ينبغي أن يتناقص تدريجيًّا مع مرور الوقت. قد يظهر وجود بعض الدم في البول بعد الإجراء، وسيقلُّ هذا التأثير تدريجيًّا. يطلب منك مقدِّم الرعاية الصحيَّة الاتِّصال به في حالة وجود أي من الأعراض الخطيرة المذكورة، وقد يقدِّم لك توجيهات إضافيَّة بناءً على وضعك بعد الإجراء.

ملاحظة مهمَّة: قبل الموافقة على الاختبار أو الإجراء، تأكَّدي من معرفتك بالنقاط التالية: اسم الاختبار أو الإجراء، السبب في إجراء الاختبار أو الإجراء، النتائج المتوقَّعة وتفسيرها، المخاطر والفوائد للفحص أو الإجراء، الآثار الجانبيَّة المحتملة أو المضاعفات، موعد ومكان إجراء الاختبار أو الإجراء، هويَّة الشخص الذي سيقوم بالاختبار أو الإجراء ومؤهّلاته، البدائل الممكنة للفحص أو الإجراء، متى وكيف ستحصل على النتائج، من يمكن الاتصال به بعد الاختبار أو الإجراء في حالة وجود أي أسئلة أو مشاكل، وتكلفة الاختبار أو الإجراء وكيفيَّة الدفع.