الواقي الذكري؛ ِكيف تختار النوع المناسب؟
جلس شابٌ مُقبِلٌ على الزواج مع أصدقائه ذات ليلةٍ على المقهى كلٌّ يحكي عن دنياه وأخباره، وبينما يتجاذبون أطراف الحديث سألهم الشاب إن كان أحدهم يعرف بعض المعلومات حول الواقي الذكري؛ لكنَّهُ فوجئ بما قالوه إذ يحمل الكثير من المُغالطات حول أهميَّة الواقي الذكري، وأنواعه، ودوره في منع الحمل، لذا قرَّر أن يزور متخصِّصًا ليحصل على معلومة صحيحة وموثوقة تستند على أساسٍ علميّ.
مُغالطات حول الواقي الذكري
ذهب الشاب المذكور سلفًا لزيارة الطبيب المتخصِّص في أقرب موعدٍ متاح، وهُناك أوضح له بعض ما سمعه من أصدقائه حول ما قالوه من أفكار شَعَر أنَّها مغلوطة عن الواقي الذكري، وهي:
- استعمال الواقي الذكري يحول دون استمتاع الزوج بالعلاقة الجنسيَّة الزوجيَّة.
- لا يوجد أي اختلاف بين جميع الواقيات الذكريَّة المتاحة بالأسواق.
- الواقي الذكري غير مريح ويُسبِّب حساسيَّة المنطقة التناسليَّة.
- الواقي الذكري وسيلة غير فعَّالة في منع الحمل.
- الواقيات ذكريَّة فقط ولا توجد واقيات نسائيَّة.
أكَّد طبيبنا أنَّ ما قاله أصدقاء الشاب مجرَّد معتقدات وموروثات لا أساس لها من الصحَّة.
ما هو الواقي الذكري؟
أردف الطبيب موضحًا، إنَّ الواقي الذكري أو الكوندوم كما يُسمّيه البعض نسبةً إلى معناه في الإنجليزيَّة (Condom) يُعدُّ أحد أهمّ وسائل منع الحمل الحاجزيَّة، وهي نوع من الوسائل المعنيَّة بقطع الطريق على الحيوان المنوي والحَؤول دون وصوله إلى البويضة؛ ومن ثمَّ منع عمليَّة الإخصاب. يُعدُّ الواقي الذكري أيضًا النوع الوحيد من وسائل منع الحمل التي تعمل في الوقت نفسه على الوقاية من انتقال الأمراض الجنسيَّة -إن وُجِدَت- بين الزوجين.
أنواع الواقي الذكري
تتعدَّد أنواع الواقي الذكري -على عكس اعتقاد الكثيرين- وقد قسّمها المتخصِّصون إلى قسمين بناءً على عاملين رئيسيين، هما:
- المادَّة المصنوع منها
الواقي الذكري اللاتكس:
يُصنع هذا النوع بصورة أساسيَّة من مادة اللاتكس (وهي مادة مطَّاطيَّة تُستخرج من شجر المطَّاط – rubber tree).
ويُعدُّ أشهر أنواع الواقي الذكري وأكثرها استخدامًا لما يتميَّز به من:
- فعاليَّة في منع الحمل والوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًّا؛ وهذا يرجع لكون اللاتكس مادَّة غير مساميَّة، أي إنَّه غير مُنفِّذ للسوائل.
- المرونة الفائقة.
- قدرة على التوصيل الحراري وهذا يعني عدم الإصابة بحساسيَّة حراريَّة عند استخدامه.
- سهولة الحصول عليه، إذ يتوفَّر في جميع الأسواق، وبأسعار مناسبة.
الواقي الذكري البلاستيكي:
يخلو هذا النوع من مادَّة اللاتكس، إذ يُصنع من مواد بلاستيكيَّة بديلة، مثل (البولي يوريثين – polyurethane)، أو (البولي أيزوبيرين – polyisoprene).
يتميَّز هذا النوع بعدَّة مميِّزات، هي:
- يناسب من يعاني من الحساسيَّة ضدّ مادَّة اللاتكس.
- رقيق وقادر على نقل حرارة الجسم.
- يمكن استعمال المُزلِّقات ذات الأساس الزيتي معه.
الواقي الذكري الطبيعي:
يُعدُّ من أقدم أنواع الواقيات الذكريَّة، إذ يُصنع من مادة مُستخرجة من أمعاء الخراف لذلك له خاصيَّة مساميَّة لا تسمح بالوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًّا.
- خصائص الواقي الذكري
نعني هنا إنَّ الأنواع التالية يمكن أن تكون بلاستيكيَّة أو من اللاتكس، لكنَّها مزوَّدة بخصائص أخرى تعزِّز وظيفتها وتزيد من المتعة الجنسيَّة بين الزوجين، ومن هذه الأنواع:
الواقي الذكري المُشَحّم:
يُزوّد هذا النوع بمادَّة مُزلّقة تعمل على التقليل من الشعور بالألم أو تهيُّج المهبل ومن ثمّ تسهيل عمليَّة الإيلاج.
الواقي المُبيد للحيوانات المنويَّة:
يُغلّف الواقي الذكري بمادة النونوكسينول – 9 (Nonoxynol -9)، وهي مادَّة قادرة على قتل الحيوانات المنويَّة، لذا يتَّسم بزيادة فعاليّته في منع الحمل، لكن هذه المادَّة قد تسبِّب الحساسيَّة والتهيُّج لدى البعض.
الواقي الذكري المُضيء (Glow in the dark condoms):
اعتمدته إدارة الغذاء والدواء الأمريكيَّة (FDA)، وهو عبارة عن ثلاث طبقات، تتكوَّن الطبقة الداخليَّة والخارجيَّة له من مادَّة اللاتكس، أمَّا الطبقة الثالثة فهي محصورة بين الطبقتين المذكورتين وتحتوي على صبغة آمنة تتوهَّج في الظلام بعد تعرُّض الواقي للضوء لمدة 30 ثانية على الأقل قبل ارتدائه.
الواقي الذكري المُنكَّه:
تُوفِّر الشركات الواقيات الذكريَّة ذات النكهات المتعدِّدة، وفيه تُمزج النكهة مع المادَّة المُزلقة التي تُغلِّف الواقي بهدف زيادة المتعة الجنسيَّة بين الزوجين.
الواقي الذكري المُضلَّع:
هناك بعض الأنواع التي تحمل شكلًا مُعيَّنًا كأن يكون الواقي مُضلَّعًا (أي به تعريجات) من أعلاه وأسفله، أو به ما يُشبه البثور الدقيقة لزيادة المتعة عند الإيلاج، ويُعرف هذا النوع بالإنجليزيَّة باسم (Studded or Textured Condoms).
الواقي الذكري الحراري:
يُصنع عادةً من مادَّة اللاتكس ليكون رقيقًا ويُغلَّف بمادَّة تشحيم حراريَّة يبدأ مفعولها بمجرَّد ارتداء الواقي في أثناء الجماع، ومن ثمّ ترتفع حرارته مُعزِّزًا الإحساس بالمتعة.
كيف تعرف مقاس الواقي الذكري المناسب؟
ينبغي للزوج أن يعرف مقاس الواقي الذكري المناسب له، وذلك لسببين، هما:
- إذا كان الواقي الذكري أصغر من حجم القضيب، فهذا يسبِّب تمزُّقه في أثناء الجماع.
- وإذا كان أكبر من حجم القضيب فإنَّه سينزلق في الجماع.
وهذا يعني فقدان الواقي الذكري لدوريه الأساسيِّين؛ منع الحمل غير المرغوب فيه، والوقاية من الأمراض الجنسيَّة.
ولتعرف المقاس المناسب من الواقي الذكري، فإنَّ ذلك ممكن عن طريق قياس طول ومحيط القضيب من أوسع نقطة عند انتصابه، ثمَّ مقارنة القياسات بالأحجام الموضحة على العبوات، ومن ثمَّ اختيار المقاس المناسب.
أمَّا عن اختياره بناءً على خصائصه فيرجع ذلك إلى تفضيلك الشخصي، وما يكون مريحًا لك ولزوجتِك.
ما مميِّزات الواقي الذكري؟
تتعدَّد مميِّزات الواقي الذكري لتشمل ما يلي:
- يُعدُّ وسيلة فعَّالة وغير مكلفة لمنع الحمل، علاوةً على إمكانيَّة استخدامه دون وصفة طبيَّة على عكس الكثير من وسائل منع الحمل الأخرى.
- سهل الاستخدام فلا يحتاج إلى وقتٍ أو مهارة لارتدائه.
- متوفِّر في جميع الأسواق.
- ليست له أي آثار جانبيَّة على صحَّة الزوج أو الزوجة.
- يؤخِّر القذف بعض الشيء ممَّا يزيد من مدَّة العلاقة الحميمة بين الزوجين ممَّا يعني زيادة الاستمتاع.
- يوفِّر الحماية من الأمراض المنقولة جنسيًّا.
- يتوفَّر في مجموعة واسعة من الأشكال والمقاسات والنكهات تلبّي رغبات جميع الأذواق.
- يمكن استخدامه مع المُزلِّقات الحميميَّة ذات الأساس المائي وهذا – كما أشرنا- يزيد الراحة والمتعة في أثناء الجماع.
ما عيوب الواقي الذكري؟
رغم تعدُّد مزاياه إلا إنَّ حاله كحال أي شيء، كما يحمل المميِّزات فإنَّه لا يخلو من العيوب، ومن أبرز عيوب الواقي الذكري:
- يُستخدم مرَّة واحدة فقط.
- يحتاج الزوج لوضعه في كلِّ جماع إذا اتَّفق الزوجان على اعتباره وسيلة منع الحمل الأساسيَّة.
- تتجدَّد احتماليَّة تمزّقه أو انزلاقه مع كل استخدام.
- احتماليَّة تحسُّس البعض من مادَّة اللاتكس.
- تأذي البعض من انخفاض درجة الإحساس والمُتعة بعض الشيء.
متى يفقد الواقي الذكري فعاليته؟
إذا اتَّفق الزوجان على استعمال الواقي الذكري لإتمام العلاقة الحميمة، فقد يتعكَّر صفو هذه اللحظات إثر فقدان الواقي وظيفته لواحدٍ أو أكثر من الأسباب التالية:
- تمزّقه بالأسنان أو الأظافر أو الحُليّ في أثناء الجماع.
- قد يؤدِّي جفاف الأعضاء التناسليَّة لدى الزوج أو الزوجة إلى تمزُّق الواقي الذكري، وكذلك يؤدِّي استعمال المُزلّقات الحميميَّة ذات الأساس الزيتي إلى النتيجة نفسها؛ ومن ثمَّ زيادة فرصة حدوث الحمل.
- تلف الواقي الذكري إثر الاحتفاظ به في مكانٍ حارّ مثلما يحدث في حال نسيانه داخل السيَّارة في الصيف.
- استعمال الواقي الذكري بعد انتهاء تاريخ صلاحيته.
- عدم ملاءمة الواقي الذكري لحجم القضيب.
ماذا أفعل إذا تمزَّق الواقي الذكري؟
انتاب القلقُ الشابَّ المذكور لما سمع من أسباب تمزُّق أو انزلاق الواقي الذكري، فتساءل عن التصرُّف الصحيح في هذه الحالة، وقد أجابه الطبيب موضحًا الخطوات اللازمة لتقليل احتماليَّة حدوث الحمل، وهي:
- التوقُّف عن الجماع على الفور.
- التخلُّص من الواقي الذكري الممُزَّق وارتداء آخر سليم.
- استشارة طبيب النساء في استعمال حبوب منع الحمل الطارئ في غضون 72 ساعة من الجماع.
- مراجعة متخصِّص في حال كان أحد الزوجين مصابًا بمرضٍ يمكن أن ينتقل جنسيًّا.